قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع عشر

ابعد تيام يداه عنها و قال: -تعرفي المشكلة فين؟
نظرت ديمة إليه بعيون حائرة و قالت: -أي؟
-لأنك لو مستعدة ترمي نفسك في النار عشاني فهي هتحرقني قبلك و للأسف مستحيل اعمل دا معاكي
-و لما انت عارف ان الموضوع مؤذي اوي كدا بتعمله ليه؟
اقتربت منه و حاوطت وجه بيداها و اردفت اكيد في سبب
ابعدها عنه فهو لا يحب فكرة ان يشعر بأنه يتم استدراجه ليفحص عن شئ و قال: -ديمة من فضلك اخرجي و سيبيني دلوقتي.

-انت غريب جدا، و بعدين ما ثائر عارف عنك كل حاجه اشمعنا انا لا
رفع إحدى حاجبياه في دهشة و قال: -لأن انا و ثائر صحاب بقالنا سنين
-يعني انت مبتثقش فيا؟

صمت تيام و نظر لها فهو بالطبع لا يثق بأحد حتى أنه يشك بنفسه احيانا، قطبت ملامحها عندما طال صمته و شعرت بالخذلان و قالت: -و انا كمان مكنتش بثق في حد و كنت شايفه ان الناس كلها كدابين بس مرام غيرت الفكرة دي كنت بحس انها اختي قبل ما تكون صاحبتي و بعدها لما دخل حاتم لحياتي
تشجنت عضلاته و تهيجت انفاسه فتلك الحمقاء تحدث عنه أمامه و لكن حسنا سوف يتمالك أعصابه.

أكملت ديمة حديثها كان كويس بس تقريبا اتغير فجأة و انت مكنتش اتخيل ان علاقتنا توصل لكدا و اكون مراتك كنت بتمنى اليوم اللي تفسخ في عقد الشغل بس رغم كلامك اللي كان خارج عن حدوده و انك كنت بتستمتع بمضايقتي بس عملت معايا مواقف كويسه يعنى ممكن اكون لحد دلوقتي شايفني تسلية و مجرد تغير مع واحدة بتقضي معاها وقت و خلاص بس رغم دا بحب قربك مني يمكن بتسيبني في اكتر وقت بكون محتاجك في و بتمشي بس لما عرفت من روانا انك انت اللي اتبرعت ليا.

-روانا؟! قالتلك امتى؟
-تاني يوم لما جيتلك هنا...
-و عشان كدا جيتي؟
-جيت عشان حسيت اني زودتها و خوفت تطلقني الصراحة
ابتسم بهدوء، نظرت إليه متعجبة و قالت باستفسار: -أي؟
-اتعودي لما تقولي حاجه تبقى قدها...
-قدها
-ديمة انا مش هعمل دا معاكي لأنك و لا هتستحملي و لا أنا هعرف اعمل كدا فالموضوع دا منتهى و بلاش تفتحي تاني
رمشت بعيناها و ارتسمت ابتسامة على ثغرها و قالت: -ليه هصعب عليك؟ و لا خايف اسيبك بعدها.

-لا بس مش حابب تشوفي الجزء دا من شخصيتي لأنه مش حلو
-ليه؟
-ما تتفرجي على فيلم و وقتها هتعرفي جزء بسيط من اللي بيحصل
-لا مبحبش الأفلام دي و أي حاجه فيها عنف بكرها
-اديكي قولتي و انتي مش مطلوب منك تعملي اي حاجه زيادة يا ديمة
تنهدت ديمة بسئم و قالت: -تمام بس الغريب أنك رافض حاجه بتعملها
-لأنك بالنسبالي مختلفة
عقدت حاجبياها و نظرت إليه بتعجب و قالت: -طب اي مش هتقولي؟
-هقولك روحي نامي
-و انت مش هتيجي؟

سحبها تيام من معصمها ليحاوط خصرها و تجولت عيناه على صدرها المكشوف من أسفل ذلك القميص العاري و قال: -و انا اقدر مجيش
و انحني ليدفن وجهها بعنقها و يستنشق عبيرها و مثلماً عنقها برغبة. ، ارتفع ليقول: -يلا
ابتسمت ديمة و أسندت على أطرافها لكي تصل إلى قامته و قبلت وجنته بحب و قالت: -حلو عشان تحكيلي حدوته
حملها تيام بين ذراعيه وقال: -طبعا اومال بس هتبقى حدوته سافلة شوية.

خرج من الغرفة متجها إلى غرفتهم و انزلها برفق على الفراش، و كانت مازالت تعقد ذراعيها حول عنقه و قالت: -هتنام
-اكيد لا يعني مش معقول مكلف نفسي و شايلك لحد هنا عشان انام.
ابتسمت ديمة و قالت: -صريح انت
التهم شفتيها في قبلة عميقة و بدأ بوضع قلبات متفارقه على وجهها
أبتعد ديمة عنه قليلا و قالت: -كنت عايزة أسألك على حاجه؟
-بعدين الوقت دلوقتي مش مناسب خالص...

مايا بتساؤل: -رايحه فين؟
-خارجة و مش هفطر
-استنى لما تسلمي على خالك الأول و نفطر كلنا مع بعض
زفرت هنا بضيق و قالت: -من فضلك يا ماما سيبني براحتي و بعدين انا هروح عند جده
مايا بضيق: -تمام يا هنا و على فكرة أنا هتجوز انتي دلوقتي كبرتي.
هنا بسخرية: -والله اتخطبتي لي من فترة و سيبتي فأنا مليش علاقه براحتك...
-و على فكرة ابوكي هو كمان مش هيقضي حياته كدا دا لو مكنش متجوز من غير ما يقول لحد.

تنهدت هنا و تذكرت جواز تيام من علم احد و قالت: -مش فارقه ما انتم سيبتوا بعض و محدش فكر فيا
-يا بنتي ابوكي هو اللي طلقني و حاولت ارجعله بس هو مكنش فاضي لينا...
نظرت لها هنا بسئم و خرجت مسرعة، استقلت سيارتها و انطلقت بها لتفر هاربة من ذلك الأحاديث التي تسببت لاختناقها طوال حياتها، رددت على هاتفها قائلة: -أي يا مازن؟
-أي؟ انتي هنا؟
زفرت هنا بحنق و قالت: -وصلت مصر امبارح
-طب اي مش هشوفك.

-لا مش دلوقتي خالص و بعدين انت موافق أن ابوك يتجوز امي
-ايوه ما هو بكدا هنبقي مع بعض...
تنهدت هنا و قالت بغضب: -اها طيب بأي عشان عمتي بتتصل...

سيا بتساؤل: -هنا فين؟
-خرجت يا سيا و بجد انا زهقت من تصرفاتها
تنهدت سيا و جلست بجوار شقيقتها و رتبت عليها و قالت: -بكرا تتجوز خلاص هنا كبرت
-والله مش مصدقة انها كبرت كدا و لحد دلوقتي ابوها مش حاسس
-انتي لسه بتحبي و لا اي؟
-مليت بس لو جاتلي فرصه اني ارجعله مش هتردد
سيا باستغراب: -غريبة انتي برضو و بعدين اي المميز في حيدر دا غير انك قررت تتجوزي سامي الحديدي.

ابتسمت مايا بخبث و قالت: -حيدر مش هيوافق و انا هشتغل على النقطة دي
-لما نشوف، شوفتي تيام على علاقة بالبنت اللي اسمها ديمة
مايا بدهشة: -بجد؟ بنت ناهد الألفي
-اها و من الواضح انهم مع بعض
-دا بجد؟ تيام مش سايب حد في حاله
-اها و جات عليا انا
-عرفتي ازاي؟
-سمعت بابا و هو بيتكلم في التليفون
-و ناويه على اي؟
ابتسمت سيا بخبث و لمعت عيناها بشر قائلة: -خليها مفاجأة...

استيقظت ديمة و فتحت عيناها ببطء و قالت بصوت ناعس: -تيام
كان يحاوط بذراعه و قال: -يا روحه
ابتسمت ديمة و قامت لتستند على جزعها و تنظر إليه قائلة: -مروحتش الشغل ليه؟
طبع قبلة رقيقة على شفتيها و قال: -هروح بس قولت استنى لما تصحى
عادت ديمة لوضعها و توسدت صدره و مدت ذراعها لتحاوط خصره و قالت: -انا عايزة اشتغل
-ليه؟
-بزهق من قعدة البيت
-في الشركة؟
-اها و ابقى السكرتيرة بتاعتك...

صمت تيام رفعت وجهها مبتعدة عنه و نظرت إليه بعيون متسائلة و قالت بإلحاح: -وافقت
-طيب يا ديمة
قبلت ديمة وجنته برقة و قالت: -والله بحبك...
نظر تيام اليها و لم ينطق بشيء، و لكن ما يعلم لماذا قالت ذلك الآن، همت لتقوم
امسك بمعصمها ليسحبها إليه و قال: -قولتي اي؟
-أي؟!
رفع حاجباه و قال: -استعبطي يا حلوتي
-بقالك كتير مش بتقولها
ابتسم تيام و جعلها تبقى أسفله ليعتليها و همس أعلى شفتيها دا انتي مركزة بقا.

-هروح لمرام بعد الشغل
التقط شفتيها ليقبلهم بقوة و شغف، و بدأت تتراقص ألسنتهم معاً...
أبتعد عنها و أخذ يلهث و انحني ليلثم عنقها برغبة، مستمتع بتلك العلامات التي تركتها ليله أمس دليلا على امتلاكه إليها، و بدأت يده تسبح على جسدها و شفتيه توزع قبلات حارة عليه...

استقبلته مرام بترحاب شديد و قالت: -اتفضل يا سامي باشا بجد مش مصدقة أن حضرتك بنفسك عندي في المكتب...
ابتسم سامي بغرور و جلس على المقعد و قال: -أخبار القضية اي؟ انا قلقان على مستقبل مازن
-متقلقش اعتبره خد براءة
تنهد سامي و نظر عليها بنظرات إعجاب بتلك الشابة التي تتحدث معه و قالت: -تمام هو المكتب بتاعك؟
-ايوه
-سنك صغير
-مش اوي.

-المهم التفكير مش السن، احنا ممكن بعد كدا نتقابل في البيت و اهو نكون على راحتنا
مرام باستهجان: -بيت اي؟ و راحتنا ازاي مش فاهمه!
تنحنح سامي بحرج و قال: -في قضايا كتير عندي في الشركات و عايزاك تمسكيها
ابتسمت مرام باقتضاب فلم تعجبها طريقته الذي وضحته و كأنه يتحدث مع عاهرة و قالت بحده: -شغلي في المكتب بس والله، و عندي ضغط كبير
-فكري و عايز اسمع أخبار حلوه و ليكي مكافأة عندي...

زفرت مرام بحنق عندما خرج من المكتب و قالت: -أي الرجالة الهبلة دي؟!

غادرت ديمة قبله لكي تذهب إلى مرام و عندما نزلت من الشركة، انتظرت قدوم تاكسي و لكن توقفت سيارة أمامها
لتنظر إليها سيا من الداخل و قالت: -ديمة
تعجبت ديمة و نظرت جيدا لتتاكد بأنها سيا و ذهبت، نزلت سيا من السيارة و اتجهت خلفها و قالت: -عايزة اتكلم معاكي و عندي معلومات كتير عن تيام محتمل انها تجاوبك على أسئلتك
التفتت ديمة إليها و قالت بضيق: -مش عايزة اعرف و المعلومات متهمنيش.

ابتسمت سيا بسخرية و قالت: -اركبي و هي نص ساعه بظبط و بعدين انتي قلقانه ليه؟
-مش قلقانه بس عندك اي مثلا تقولي؟
-لما نقعد في مكان الأول
ذهبت ديمة معها فهي بالتأكيد لديها الكثير من الفضول عن حياته و لكن لم تعلم إذا كان ذلك في مصلحتها ام ضدها...
وصلوا إلى مطعم هادئ و طلبت سيا عصير لهم و قالت: -جايز اللي هقوله يخليكي تسيبي تيام
-و أي اللي يخليني اسيب جوزي؟

بهتت ملامحها و شعرت بالصدمة فهي لم تتوقع بأنه متجوزها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة