قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر

-جوزك؟!
-اها انا و تيام متجوزين تحبي تشوفي القسيمة
أخذت سيا انفاسها بهدوء فقد شعرت بإرهاق روحها و قررت رد اعتبارها فهي تريد إبعاده عنه و لا يفرق أن كانت زوجته ام لا و قالت:
-بس ليه تيام مقالش لحد و بصراحة مش اول مرة يعملها أصله كان متجوز قبل كدا
ديمة بذهول:
-كان متجوز
ابتسمت بداخلها فهي قد افسادت طمأنينتها و قالت:.

-اها اتجوزها في السر برضو من ورا ابوه و بيقولوا انها انتحرت من اللي عمله فيها، اصل تيام معروف بعلاقاته الكتيره و المتغيرة
-و انا بقا هطلق من تيام عشان الكلام الاهبل دا؟
-اهبل يعني معنديكش فضول تعرفي اي اللي حصل؟
-معنديش فضول لاني بحبه و عايزاه زي ما هو و مش محتاجة ادور عن اللي حصل في حياته
سيا بدهشة:.

-بجد على فكرة تيام هيسيبك و يرميكي لأن دا الطبيعي بتاعه و بعدين لما انتم متجوزين ليه مثلا مفكرش يخلف منك، اصل نفس الكلام كان مع مراته الأولى اتجوزوا سنه و مخلفش مع ان تالين كانت حامل منه فمعنى كدا انه بيخلف
قامت ديمة و ذهبت دون ان تلتف ورائها و لكن حديثها قام بإدخال القلق إلى قلبها، رددت على اتصالات مرام و قالت:
-انا هروح اكشف تعاليلي على العيادة
-ليه مالك؟
-عايزة اتأكد من حاجه.

-تمام ابعتلي العنوان و هجيلك
ذهبت مرام إليها و قد اندهشت من أنها في عيادة نسا، جلست بجوارها و تسللت بتعجب:
-هو في حاجه يا ديمة
-لا مفيش بس عايزة اتأكد من حاجه
عقد مرام حاجبياها و قالت:
-من اي؟ انتي حامل!
-لا بس حاسه اني باخد مانع للحمل، عارفه اننا متجوزين قريب بس انا عايزة اتأكد
مرام بحيرة:
-مش فاهمة يا ديمة يعني قصدك أن تيام مش عايز يخلف منك
-ايوه
-مين قالك كدا؟
-مش مهم...

ذهبت ديمة إلى المنزل و كانت بالكاد تتأملك اعصابها فقد تحققت شكوكها و انها بالفعل تتناول حبوب مانعه و لكن لماذا يقعل معها ذلك فهي لم تطلب منه شيئاً، تساقطت الدموع على وجنتها في صمت، حتى انها كانت ستوافقه أن قدم لها مبررات و طلب منها ذلك و لكن بذلك هو قام بخدعها.
مسحت دموع بلهفة عندما استمعت إلى صوت الباب، اقترب منها و قال:
-جيتي امتي؟
-لسه من شوية.

جلس تيام بجوارها على الاريكة و لاحظ عيناها الذابلة من فرط البكاء و قال بقلق:
-بتعيطي ليه؟
-و لا حاجه افتكرت بس حاجات ضايقتني
امسك بكفها و رفعه ليقبله و قال:
-اي هي؟
-عادي مش مهم اوي، انا هطلع اغير و انام شوية...
-انتي كويسه طيب؟
نظرت له بنظرات تحمل العتاب و اللوم و لكنها فضلت الصمت فهو بالتأكيد سوف يكذب عليها و لكنها لا تستطيع أن تكتم ذلك فقلبها يحترق أخذت نفس عميق و قالت:.

-تيام انت اتجوزتني ليه؟ عايزه اجابه واضحة
نظر إليها متعجباً من سؤالها و قال:
-انا معنديش اجابه واضحة لسؤالك بس انا عايزاك في حياتي
-لحد امتى؟
قطب حاجبياه مندهشاً و قال:
-لحد امتى ازاي؟
-تيام انت اكتر واحد عرفت حياتي كانت عامله ازاي و سمعت بنفسك، و انا مش عايزة نهايتي تكون في مصحة عشان اتعالج فلوسمحت بلاش تكون سبب في دا
-مش فاهم حاجه اي مناسبة الكلام دا؟

-انا هروح انهاردة الشقه و هبات هناك عايزة ابقى لوحدي شوية
قامت ديمة لتذهب، امسك بيدها ليوقفها و قال:
-طب فهميني في أي؟
التفتت ديمة إليه و قالت:
-مفيش حاجه بس عايزة أفضل لوحدي شوية من فضلك
تنهد تيام بحيرة فهو لا يعلم ما أصابها و قال:
-طيب اجي اوصلك
-لا هاخد تاكسي...
-طب هو انا عملت حاجه؟
نظرت ديمة إليه بتعجب و قالت باستنكار:
-و لا حاجه انت بس كل مرة بدوس على قلبي و بتمشي عادي.

ضاقت عيناه فهو لا يذكر اي شئ سئ قد حدث بينهم و قال:
-مش فاهم وضحى
-بعد اذنك
ذهبت ديمة و تركته لم يضغط عليها و لكن فهو تأكد بأنها تعرف شئ
قام تيام و ذهب إلى منزل مرام فهي بالتأكيد تعلم ما حدث...
-اتفضل، والله مش مصدقة انك جاي بنفسك
-خلصتي تريقه؟
ابتسمت مرام باقتضاب و قالت:
-ديمة سابت البيت
دخل تيام و جلس و قال:
-أي اللي حصل اكيد انتي عارفه؟

-معرفش غير أنها راحت عند الدكتورة انهاردة و عرفت انها بتاخد حبوب منع الحمل
ابتلع تيام ريقه بصعوبة و قال باندهاش:
-نعم؟ و هي راحت ليه؟
-معرفش والله بس طبعا هي اضايقت اوي
-طب أعمل أي انا دلوقتي؟
-معرفش بس انت ليه عملت كدا اللي يشوف لهفتك عليها عشان تتجوزها ميشوفش أفعالك
-انا بس محبتش اقولها عشان متفكرش كتير و بعدين احنا لسه متجوزين و هي لسه صغيرة على موضوع الخلفة دا.

نظرت له مرام بعدم اقتناع فتنهد تيام و قال:
-تمام انا مش عايز عيال
-ليه و بعدين علي الاقل المفروض تتفق معاها
-كانت هتفتكر اني مش عايز اكمل معاها
-و انت عايز تكمل معاها و لا فترة و هتخلص
نظر إليها و قال:
-عايز اكمل معاها بس...
قطعته مرام و قالت:
-من غير بس و هي بتحبك بس ديمة خايفه انك تسيبها و تمشي أو تتخلى عنها
-انا اصلا معنديش نية لكدا و مستحيل اسيبها.

-قولها كدا و اعرف ان ديمة مازالت زي ما هي بس بتحاول بلاش تخليها تتعب من تاني و هي معاك اتخطيت حاجات كتيره، ممكن هي متعرفش حاجه عن حياتك الغامضة بس انا متأكدة أن في سبب كبير ورا دا
-اكيد بس السبب هيقضي على كل حاجه.

-يبقى متعرفش ديمة كويس، تيام ديمة مرت بمرحلة صعبه فبدأت تتقبل الناس زي ما هي يعني مثلا انا و هي صحاب اوي بس هي عمرها ما سألتني عن حاجه في حياتي و لما كانت بتيجي مناسبة لحاجه مكنتش بتعلق عليها و يمكن دا كان السبب ان علاقتنا تكمل، محدش محتاج حد يعدل عليه أو يعاتبه على الماضي بتاعه اللي حتى مخترش في حاجه، ديمة طول عمرها كانت خايفه من موضوع جوز عمتها و كانت متأكدة أن محدش هيقبل بدأ و دا اللي عمله سامر بس الموضع مأثرش فيك و دا بيدل انك عندك أسباب تخليك تعدي ماضي شخص و كأنه محصلش حتى...

-شوفت انها ملهاش ذنب و بعدين هي معملتش حاجه
-وجهة نظرنا احنا بس بعض الناس كان عندها رأي تاني، روحلها بقا ممكن تكون انتحرت
نظر لها تيام بدهشة و قال:
-اكيد لا
-ديمة مبتقدرش تسيطر على نفسها و غير أن هتلاقيها افتكرت كل حاجه وحشة و بطبيعة الحال انت مش مديها امل حتى لو بسيط...

لم تجف دموعها حتى لو لوهلة و استمر بكائها منذ أن دخلت، فقد بدأت بتقليب ذكرياتها السيئة، قامت و دلفت إلى المرحاض لترى انعكاس صورتها الباكية و عيناها المتورمة و قامت بكسر زجاجها بقبضتها و تعال صوت نحيبها متذكرة كلامهم و وصفها بالمجنونة فبالتأكيد هو يراها كذلك...
دخل تيام إلى شقة و دلف إلى الغرفة و لم يجدها بها، فذهب فورا إلى المرحاض و قال بارتباك:
-ديمة.

صوته افاقها من حالتها و لكنها لا تريد أن يراها في تلك الحالة و التفتت إليه و احست بشعور القلق و الخوف الذي ينطلق من عيناه و قالت:
-ايدي اتعورت بس
ابتلع ريقه بصعوبة و اقترب منها و امسك يدها التي جرحت بطنها من الزجاج و قال:
-طيب ممكن تيجي معايا
سحبت يدها منه و قالت:
-اطلع و انا هاجي وراك
تردد قليلا في الخروج و لكنه استمع إلى كلامها رغم خوفه بأن تفعل شئ بنفسها...

نظرت إلى الباب الذي اغلقه و قامت بغسل وجهها و يدها التي لم يتوقف سيلان الدماء منها...
خرجت و وجدته يقف في الخارج في انتظارها فقالت:
-متجوزه واحده مجنونة و خايف تنتحر طبعا
-لا خايف على نفسي لاني مش هعرف اعيش من غيرك.

نظرت إليه بعدم اقتناع فهي بالطبع لا تصدقه و ذهبت من أمامه، حملها تيام و اتجه إلى الغرفة و انزلها على الفراش برفق و ذهب ليحضر عبلة الإسعافات الأولية و بدأ بتضمد جرحها و بعد ذلك قبل كفها برقة و قال:
-يعني أنتي جيتي هنا عشان تكسري الازاز ما الفيلا كلها إزاز
سحبت ديمة يدها و قالت بامتعاض:
-أنت قصدك اي اني مجنونة مثلا؟
-مجنونة قلبي والله.

ابتسمت ديمة كالبلهاء و بعد ذلك وجهت وجهها الناحية الأخرى و قطبت ملامحها مرة أخرى و قالت:
-هو انت جيت ليه؟ انا قولتلك عايزة ابقى لوحدي
-عادي قولت اجي اشوفك عشان وحشتني، مش هتقوليلي اي اللي مضايقك؟
-مفيش حاجه
-طب تعالى نتفرج على فيلم و خلاص...
-لا كفايه عليا انت
تنهد تيام و قال:
-ديمة في حاجه حصلت قوليها لكن متقعديش كدا
-تمام في حاجه، عندك مبرر بقا و لا هتضحك عليا؟

صمت تيام لينتظر ما ستقوله و لكن لحد الان لم يجد إجابة واضحة لذلك.

-ليه مقولتش أنك مش عايز تخلف مني بدل ما تديني حبوب منع الحمل من غير ما اعرف؟، ممكن كنت تقولي عادي انا مكنتش هزعل و لا هضايق، اتجوزتني زي ما بتقول لمرة التانيه و لحد دلوقتي معرفش حاجه، جوازنا محدش يعرفه من أهلك و لحد دلوقتي لسه خاطب الست هانم بتاعتك، بس انا مش هستحمل الوضع دا، عندك اسباب قولي و انا هسمعك مش عندك يبقى خلاص كل واحد يعيش حياته بعيد عن التاني، و اظن انك عارف اني حياتي ملغبطة بما في الكفاية فمش ناقصة حاجه تاني عليا و طبعا دلوقتي هبقي نكدية و بخترع مشاكل مع أني مش طالبة منك غير حاجه واحدة بس و هي اني اعرف ليه كل دا؟

صمت فهو لا يعلم بماذا يجيبها، تنهدت ديمة و قالت ببكاء:
-يا تيام ارجوك قول اي حاجه بلاش تسكت كدا لاني بجد زهقت و مش قادرة استحمل اي حاجه تاني، يا تديني سبب يا تسيبني و نخلص بقا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة