قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون

قامت تبحث بعينها، و تذكرت ما حدث معها سريعًا لتعود إلى حالة الهلع التي كانت بها، أزالت المحاليل من يدها و قبل أن تتحرك وجدته أمامها يدلف من الغرفة.
هرولت إليه مسرعه و لحق هو بيها قائلا: -اقعدي يا ديمة و...
رفعت نظرها إليه و احتضتنه بدون أن تنطق بشيء و تعال نحيبها قليلا، رتب عليها بحنان و قال: -اسف والله معرفش انهم هيقولوا ليكي كدا
ابتعدت ديمة عنه و قالت بانفعال: -و انت مكلمتنيش ليه؟

-قولتلك عيالك هيكونوا معاكي
-طيب يا تيام، سيبني لوحدي شوية لوسمحت
تنهد تيام و نظر إليها بحيرة متعجبًا َمنها و قال: -طيب يا ديمة براحتك، بس ممكن متنسيش أنك حامل و بعد ما تبقى كويسه ابقى اطمني على تيا و سليم، صحيح ناوية تسمي اي المرادي بما انك اللي بتقرري؟
رفعت ديمة حاجبياها و قالت بضيق: -و دا اللي هيحصل و مش هقولك، اتفضل اطلع برا
-حضري نفسك عشان نروح على بيتنا لاني مش هسيبك بعيد عني.

عندما خرج من الغرفة، ارتسمت ابتسامتها على وجهها.

حيدر بغضب: -و أنتِ اي علاقتك و اصلا ازاي تتصرفي من دماغك فاكرة انها.
قطعته مرام قائلة: -حيدر دول عيال ديمة و انا كنت مستعدة اساعد بأي طريقة كانت
-بجد؟! فتروحي تمشي ورا كلام ابويا، دا تيام نفسه كان قلقان منه و بعدين انتي مرجعتش لحد
-هرجع لمين؟! حيدر انا مقدرة انك خايف على اسمك بس انا مفكرتش غير في ديمة و في عيالها
تنهد حيدر و نظر إليها قائلًا: -تمام و صحيح مدة جوازنا خلصت.

-عارفه و انا كنت عايزة ارجع البيت بس بسبب حوار ديمة اتاخرت، انهاردة همشي و بعد ما نطلق هقول لأخويا، هروح أشوف ديمة.
ذهبت مرام من أمامه و سارت في الطرقة و هي تشعر بتدفق الدموع من عيناها، دلفت إلى ديمة قائلة: -ديمة؟
لاحظت ديمة صوتها المكتوم و قالت: -مالك يا مرام؟
-مفيش يا حبيبتي، يلا عشان تروحي الدكتور طمنا على تيا و هي كويسه
-هو حامد ساعد تيام ازاي؟

-معرفش والله يا ديمة المهم أن سامي دخل السجن و عيالك معاكي.
تنهدت ديمة و قالت: -الحمد الله بجد.

وضعت مرام حقيبتها بملل فهي تشعر بالضيق فهي يتم التخلي عنها بسهولة و لكن لما التخلي من الأساس فهي كانت تعقد اتفاق معه و قد انتهت مدته و لكن رغم ذلك لم تنكر شعورها بالأمان في وجوده لم تنكر بانه التزم بكل جملة قالها و لم يخالف حرفًا منها، كل شئ به كان مثالي و مثير للفضول.
دلفت إلى غرفتها و بعد ذلك دخلت إلى المرحاض سريعا و أخذت دش دافئ لكي تهدي قليلا.

عندما استمعت لجرس الباب أنهت حمامها سريعا و لفت المنشفة حول جسدها، ذهبت لتري من الطارق و فتحت الباب
نظر إليها بجمود و قال بحدة: -انتِ بتفتحي الباب كدا ازاي؟
و بعد ذلك دخل و أغلق الباب، و انتظر جوابها و اردف بانفعال: -و بعدين؟
تنهدت مرام و قالت: -عادي و بعدين انا حرة
-ادخلي البسي
زفرت مرام بحنق و قالت: -عايز اي؟ و بعدين جاي دلوقتي ليه؟
-مرام ادخلي البسي هدومك و تعالى عشان عايز اتكلم معاكي.

نظرت مرام إليه بصمت و دلفت إلى غرفتها و خرجت بعد دقائق، نظر إليها حيدر بتعجب و قال: -عارف انك جريئة بس مش لازم.
قطعته مرام و جلست على الاريكة و قالت: -مفيش حد غريب يعني
تنهد حيدر و جلس أمامها و أخذ يتطلع إليها متفحصًا جسدها المكشوف من ذلك القميص العاري، لاحظت مرام نظراته و قامت من مكانها و جلست على ذراع المقعد و مالت عليه قائلة: -عاجبك؟
-انتِ هبله؟! روحي اقعدي مكانك.

بسطت مرام ذراعها وضعته على وجه و مررت اناملها ببطء قائلة: -انا عايزاك...
رمقها ببرود و ابتعد عنها، ليقوم و تقدم بخطواته قائلا: -مرام خليكي متأكدة أن علاقتنا غلط، و انا صلحت دا
عضت على شفتيها و قالت بحزن: -و كان ليه من الاول؟ و لا انت عشان كنت تنقذ حياة اختك دمرت حياتي انا
-شوفتي اي مني خلال الفترة اللي قضيتها معايا؟
تنهدت مرام و قالت: -و لا حاجه.

-و قبلها حذرتك و بعدتك و انتي اللي كنتي بتظهري قدامي، حتى يوم الفندق و اللي حصل بينا وقتها بسبب ان حضرتك فضلتي تشربي و انا وقتها مكنتش في وعيي و لو كنت مكنتش فكرت المسك حتى...
-انت عندك حق، أنا هدخل انام
سحبها من ذراعها و حاوط خصرها بذراعه و قال: -مرام انتِ لسه صغيرة و تقدري تعيشي حياتك ببداية جديدة
-بلاش تعمل حجتك السن و انا مش ماسكة فيك، و اصلا جوازنا مكنش يعتبر جواز.

ابعد يده عنها و قال: -تمام، سيبك من الحوار دا و خلينا اقول اللي انا جيت عشانه، سامي هرب و بكدا في خطر على حياتك
-ملكش دعوة بيا و اصلا احنا ممكن نروح لأي مأذون عشان نطلق رسمي و بكدا تبقى خلصت
-براحتك، ابقى قابليني بقا لو سابك في حالك.

هم ليغادر و لكنها أوقفته قائلة: -عارفه انك مش هتسيبني و متأكدة من دا حتى لو كل أفعالك و كلام عكس كدا، و اسفه عشان الكلام اللي قولته بس انا عايزة علاقتنا تكون كويسه حتى بعد ما ننفصل.
التفت اليها ليجد عيناها تملؤها الدموع التي تحبسها بداخلها و قال: -ماشي.
-هو سامي هرب ازاي؟
-معنديش تفاصيل و اكيد هو هيظهر، المهم خلي بالك من نفسك.
-انا خايفه، اكيد ممكن يجيلي هنا
-احتمال بس...

قطعته مرام عندما ارتمت بأحضانه فصمت هو، فقالت: -انا خايفه
لف ذراعيه حولها و قال: -متخافيش يا مرام بس انتِ اسمعي الكلام و خليكي في حالك
ابتعدت مرام عنه و قالت و هي تعقد ساعديها هو انت جاي ليه؟ و بعدين مش كل حاجه خلصت عايز اي بقا؟
-ايوه بس انتِ لسه مراتي
زفرت مرام بحنق و قالت بضيق: -هنطلق و...
قطعها بوضع سبابته على شفتيها و قال: -بطلي تتكلمي كتير، أنا همشي.

تنهدت مرام و نظرت إليه و قالت: -انت مش خايف سامي يعملي حاجه، ما تخليك هنا
رفع حاجبه بتعجب و قال: - مرام انا...
قطعته مرام قائلة: -انت مش فاهم اي حاجه يا حيدر، و كل حاجه بتقولها غلط
-أي اللي غلط؟
-و لا حاجه انا هدخل انام، عايز تفضل براحتك و لو عايز تمشي براحتك.

دلف تيام و أخذ يداعبها بلطف حتى فاقت قائله بصوت ناعس: -في أي يا تيام؟
-مفيش حاجه قولت اصحيكي لأنك وحشتني
ابتسمت ديمة و فركت عيناها، و جلست قائله: -والله؟، تيا و سليم لسه نايمين و لا؟
-لا قاموا من بدري و فطروا و بيلعبوا في الجنينة مع الكلاب
شهقت ديمة و قالت: -نعم؟ كلاب؟!
هرولت ديمة مسرعة، أوقفها تيام و سحبها من ذراعها قائلا: -وحشتني اوي
-تيام عايزة اشوف العيال و بعدين هنتكلم.

-ديمة انا مش هسيبك و دا قرار نهائي و مش هرجع في
نظرت له ديمة و إبتعدت عنه قائلة: -و انا يا تيام عند كلامي انا مش هقبل اي حاجه تأذي عيالي
-عيالنا قصدك و بعدين يا ديمة، أنا موافق على أي حاجه بس انا نبقى مع بعض
-طيب انا جعانه و عايزة افطر
تنهد تيام و قال: -طيب يا ستي، اتفضلي انزلي...

خرجت مرام من غرفتها و تعجبت عندما رأيته ينام على الاريكة فهي ظنت بانه ذهب بالأمس
اقتربت منه ببطء لكي لا توقظه و نزلت على ركبتيها و بسطت اناملها على وجه و قالت: -ما انت حلو اهو، اومال قرفني ليه؟
فتح عيناه و قال: -قرفك؟
اتسعت عيناها بدهشة و تراجعت بتوتر قائلة: -انا مقصدش، انت نمت هنا ليه؟ مش كنت المفروض تروح
-ادخلي غيري و يلا عشان نمشي
-نمشي نروح فين؟

-هنروح بما ان هنا مش أمان و انا مش هفضل هنا، يبقى ترجعي بيتك
-اممم لا مش عايزة و بعدين هرجع معاك ليه ما احنا هنطلق
زفر حيدر بحنق و قال بغضب: -يا ستي انا غلطان، و لا هنطلق و لا زفت بما انك معجبة بيا اوي كدا، و اديني بقولك اهو اختاري الوضع اللي انتي عايزاها و انا موافق.
نظرت له مرام و عضت على شفتيها بتوتر و قالت: -...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة