قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والعشرون

روانا بدهشة: -نعم؟ يعني اي مش عايز و بعدين هتدخل تقولها مش عايز ابني اللي في بطنك و لا اي؟
-انا اتفقت معاها و هي كانت بتاخد حبوب منع الحمل و موافقة
ضربت روانا كف على آخر غير مستوعبة ما يقوله و قالت: -انا فعلا مش عارفه اقولك اي بس فعلا يبقى اتجننت رسمي لو عايز تقتل ابنك أو بنتك، فعلا نسخة من ابوك.

نظر لها تيام و ابتسم بسخرية فهي حقا حمقاء هل تقصد والدها التي لا تعلم شئ عنه و قال:
-ما هو عشان انا زيه مش عايز اجيب عيال اقرفهم و يدفعوا تمن أخطائي
-و ديمة ذنبها اي؟ على فكرة لو استحملت دلوقتي هتيجي فترة و هتزهق و هتسيبك
لم يعطيها إجابة دلف إلى الغرفة و كان الطبيب مازال بالداخل فقال: -هو مينفعش تعمل إجهاض ليها
قطب الطبيب حاجبياه متعجبًا و قال: -نعم إجهاض؟

-ايوه المفروض انها بتاخد حبوب مانعة للحمل
-مش شرط الوسيلة تجيب نتيجة أكيدة و اكيد حصلت لخطبة أو نسيت و بعدين هي حالا الاجهاض مش في مصلحتها فممكن نحدد ميعاد للعملية و هي هتفوق كمان شوية...

استعادت ديمة وعيها و كانت تيام يجلس بجوارها و روانا تقف ناحية الشرفة فقالت:
-تيام؟
-نعم يا حبيبتي؟
-هو الدكتور قال اي؟
نظرت روانا إلى تيام بحيرة و قالت:
-انتي حامل يا ديمة
ديمة باستغراب:
-حامل ازاي و انا...
-حملت في زين و انا باخد حبوب منع الحمل يا ديمة دي إرادة ربنا و بعدين هي الناس مش بتتجوز عشان تبني عيلة
كان تيام لا يطيق كلام شقيقته و قال بضيق:
-و انتي عملتي اي بزين؟
-كفاية اني بقيت ام.

فهمت ديمة من خلال حديثهم و رد فعل تيام الذي جعلها تشعر بالحزن و عدم الرضا على ذلك و قالت:
-بس انا مش عايزة و هنزله
صمتت لتردف بحزن و كأنه تختبره مش انت عايز كدا؟
خرجت روانا و تركتهم، نظر تيام إليها و قال:
-الأفضل لينا يا ديمة و بعدين لسه قدامنا كتير
-بدون مبررات يا تيام شوف الدكتور هيقول اي؟
تنهد تيام و قال:
-قال هيحدد يوم للعملية لأنك تعبانة و الأفضل انك تكوني كويسه.

أدمعت عيناها رغم عنها فذلك يبدو صعباً و قالت:
-هخرج انهاردة؟
-اها
-نكدتي عليها و ارتاحتي
ابتسمت مرام و مسحت دموعها و قالت:
-خلاص بقا
-ساعة بتعيطي و مش فاهم حاجه...
-افتكرت حاجات كدا، صحيح جيت ليه؟
امسك نادر بكفيها و قال:
-مرام لو في حاجه احكيلي يمكن اقدر اساعدك يا ستي اعتبرني اخوكي
ابتسمت مرام بحزن و قالت:
-والله كان نفسي يكون عندي اخوات بس للأسف فضلت وحيده.

-طول ما انا موجود انتي مش وحيده يا مرام لو مش هينفع نكون مع بعض، هينفع نكون اخوات
-انت عارف لو روانا وحشه كنت زماني خدتك بس هي كويسه جدا، يمكن بس انتم مختلفين عن بعض شوية
-روانا طالبة الطلاق و انا...
قطعته مرام قائلة:
-بتحبك على فكرة طالما غيرانة عليك تبقى بتحبك بس يمكن لسه مش مقتنعة بدأ
-روانا هتحب فيا اي يا بنتي؟ دا كلنا كنا نبقي بنخرج و بنسهر الا هي قاعدة بتذاكر
ابتسمت مرام و قالت:.

-انا خريجة حقوق بامتياز على فكرة رغم أن الفترة دي كنت بمر بظروف صعبة منها اني كنت بتعالج نفسيًا
نظر لها نادر بدهشة و قال:
-بجد؟
-اها و مش هقول تفاصيل و اتفضل روح بقا عشان عايزة انام
-اخليني معاكي انهاردة طيب
رفعت مرام حاجبياها و قالت:
-شكلك مش عايز تروح، خليك يا نادر لما نشوف اخرتها اها نسيت اقولك انا هقابل تالين بكرا عشان هتعمل إجهاض
-إجهاض؟

-مفيش واحدة عاقلة هتخلف من فريد الصراحة و بعدين هو عنده ابن في دار أيتام، و انا بقولك بس عشان لو فريد شم خبر و قرر يستظرف...
-تمام يا مرام و شكرا
-على اي؟ ما هي اختك بقا فالازم نخدمها...
استيقظت ديمة من النوم و لم تجده بجوارها قامت و مرت من أمام المرآة و لكنها توقفت لتنظر إلى انعكاسها و وضعت يدها على خصرها و قالت:
-واضح ان مسيرك شبه مسيري و اهلك مش عايزينك
هبطت الدموع من عيناها و قالت ببكاء:.

-اسفة بس انا كمان مش هبقي ام كويسه، و مش هجيبك لدنيا عشان تعاني زيي و تبقى عبارة عن مريض نفسي ماشي بمهدئات.
ثائر بتعجب:
-لوي بوزك ليه؟
-ديمة حامل و حاسس انها مش عايزة تسقط
تنهد ثائر بسئم و قال:
-واحدة حامل من جوزها تبقى عايزة تسقط ليه و بعدين مش المفروض أنكم بتحبوا بعض
زفر تيام بحنق و ضرب المكتب بباطن كفه بعنف و قال:
-اها بحبها بس مش عايز خلفة و عارف انه ظلم بالنسبالها بس أنا مش هسيبها.

-زمان لما شوفت حلا و اتجوزتها قولتلك بلاش لأنها مكنتش مناسبة و نفس الكلام قولته على ديمة
-ديمة غير حلا
-عارف بس في حالتين انت ظلمت ناس معاك، مسحت بيها الأرض و بعدها ابوك يقتلها بعد ما شوية زبالة اغتصبوها لحد ماتت و دا كله ليه عشان سعادتك اكتشفت انها كانت على علاقة بحاتم اللي اصلا كانت تعرفه قبلك، على الأقل كنت سيبتها تمشي بس للأسف دا محصلش و بالنسبة لديمة فأنت بتموتها واحدة واحدة
تيام بعصبية:.

-انا معملتش حاجه و بحاول اعمل اي حاجه عشان ارضيها
-هترجع زي الاول لأنك مبتتغيرش على رأي ما حاتم قال هتفضل مريض و شايف كل الناس زيك و اللي عجبك في ديمة انها مريضة نفسيا عندها عقدة من الرجالة.
ابتسم تيام ساخرا:
-هو انت شايفني كدا؟ طب منتظر اي ما تسيب كل حاجه و تمشي
-لو كنت عايز امشي كنت مشيت من زمان بس انا نفسي تعيش حياتك زي اي حد و بلاش تضيعها من ايدك دا لو كنت بتحبها زي ما بتقول...

قام ثائر و اتجه ناحية الباب و قال:
-انا رايح على مكتبي لاني عندي شغل
دفن تيام وجه بين كفيه و تذكر ما حفر في ذكرياته من أحداث سيئة
-هقوله انك خاينه
أمسكت نادية بذراعه و قالت:
-يا حبيبي مفيش حاجه من دي انت مش واخد بالك بس
ابعد يدها بعنف و قال بغضب:
-انا شوفتك بعيني...
تنفس بعمق فهو يشعر بالاختناق عندما يتذكر بأن والدته إمرأه عارهة و انه صمت على ذلك لكي لا تنصدم شقيقته.

سمحت مرام للطارق بالدخول متعجبة من قدومه إليها مرة أخرى و قالت:
-اتفضل يا سامي باشا
-لسه مرتبطة بحيدر، أظن أن علاقتكم ملهاش مستقبل
زفرت مرام بحنق فهي لا تستطيع سماع اسم ذلك الحيوان و قالت بعصبية:
-خير انت جاي المشوار دا عشان تقولي كدا
-والله خسارة واحدة زيك متبقاش احسن محامية في مصر، اتمنى انك امسكي شركتي
تنهدت مرام و قالت:
-هو انت مش هتتجوز مايا؟

-مصالح، و بعدين انا راجل بيحب يخدم حبايبه مقابل مزاجه و لما تبقى مع سامي الحديدي
ابتلعت مرام ريقها و قالت:
-اممم تمام
-هنتظرك و اتمنى انك تيجي و متبقيش غبية...
بعد مرور يومين...
تيام بتساؤل:
-هتروح لوحدك ليه؟
-عادي يا تيام مش لازم و بعدين انا قولت لمرام متجيش
-اكيد مش هسيبك تروحي لوحدك
ابتسمت ديمة بتهكم و قالت بعدم تصديق:
-دا بجد و لا خايف اضحك عليك
-بقالك يومين على الحال دا.

-تيام بلاش تحسسني أن الوضع عادي من فضلك
-هستناكي في العربية
زفرت ديمة بحنق و ذهبت خلفه، كانت طوال الطريق تفكر في ذلك كيف لها بأن تقتل طفلها الذي لم يرى الدنيا.
وصلوا إلى المستشفى و دلفت مع الممرضة لكي تجهزها لغرفة العمليات و انتظر تيام بالخارج
تفحصتها الطبيبة و أجرت إليها السونار لكي تسمع إلى دقاته و قالت:
-تمام، جاهزة للعملية
اومأت ديمة برأسها و قالت:
-ايوه.

-ديمة ساعات بيكون للإجهاض أضرار حتى لو كانت العملية سهلة
-عارفه
-تمام خلال دقائق و هنبدا...
ذهبت مرام إلى منزله، ترددت قليل في الضغط على الجرس و لكنها فعلت.
فتح إليها فتعجبت قائلة:
-بتفتح بنفسك؟
-الأمن بلغني فقولت لازم افتحلك بنفسي
ابتسمت ببرود و دلفت بخطوات متوترة و بعد ذلك جلسوا فبدأ قائلا:
-أظن انتي فاهمة
تنهدت مرام و قالت:
-اومال انا جايه ليه؟ بس عندي شرط واحد
-اومري؟
-عايزة أذى حيدر...
ابتسم سامي بشر:.

-و انا كمان يعني مش لوحدك، بس من رايي منضيعش الليلة دي في الكلام.

مد يده إليها فوضعت يدها به و ذهبت معه لتجده يقودها إلى غرفته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة