قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

ابتلعت مرام ريقها و تعالت صخب انفاسها المضطربة عندما اغلق الباب و اقترب منها و قال: -اوعدك انك هتشكريني...
-انا ماشية
سامي بدهشة: -نعم ماشية رايحه فين؟ احنا لسه عملنا حاجه
دفعته مرام بعيدا عنها و قالت: -رجعت في كلامي.
قبض على معصمها بقوة و قال: -تبقى غبية
-انا مش عايزة و...
قطعهم دخول حيدر الغرفة فاندهش الاثنين و قال سامي بضيق: -انت بتتهجم عليا في بيتي
حيدر بغضب: -هشششش مسمعش صوتك و انتي انزلي حالا.

و قطعها قبل أن تقول شئ قائلا: -مش عايز اسمع حاجه و نفذي اللي قولته
خرجت مرام من الغرفة في هدوء، نظر حيدر إلى سامي و قال: -قولتلك اي؟
-هي اللي جاتلي.
-مش هقتلك بس هخربلك الصفقة اللي بتحاول تعملها بس المرة الجاية تخليك تتمنى الموت
سامي بغضب: -انا مبتهددش فاهم مبتهددش
-و انا بتاع فعل مش تهديد و اظن انك تعرفني كويس.

و بعد ذلك ذهب دون أن يستمع إلى ما تبقى من حديثه و عندما نزل و رآها تقف بالأسفل قال بجمود: -اركبي
-انت مش ولي أمري على فكرة و انا حره
صفعها بقوة على وجهها فاتسعت عيناها بصدمة و قالت: -انت بتمد ايدك عليا
-انتي لسه شوفتي حاجه...
دفعها بداخل السيارة و اتجه ليركب هو الآخر و انطلق بها كانت صامته طوال الطريق لا تنطق بشيء و لكنها كانت مصدومة ممن فعله...

توقف عندما وصلوا إلى المنزل، تعجبت مرام فهذا لم يكن المزرعة و لكنه لماذا جاء بها إلى منزله، نزل من السيارة و سحبها من داخلها ليقطع حبل أفكار.
مرام ببكاء: -لو سمحت سيبني...
سحبها خلفه غير عابئا لبكائها و دلف إلى المنزل و بعد ذلك توجه إلى غرفته و دفعها لتسقط على الأرض و قال: -بما انك عايزة تبقى عاهرة اتفضلي وريني...
تساقطت دموعها على وجهها كالشلالات و تعالت أصوات نحيبها.

مد يده لها لكي يساعدها في القيام و لكنها لم ترد عليه فقام بسحبها من منتصف ذراعيها و قال: -و لا سامي و لا عشره زيه يقدروا يعملولي حاجه و انتي لو فكرتي في كدا تبقى غبية اما بقا لو عايزة تشتغلي عاهرة فأنا اقدر اشغلك...
نزعت يدها منه بصعوبة و قالت بغضب: -انت مالك محدش لي دعوة بيا
-تمام محدش لي دعوة بيكِ بس لو فكرتي تعملي حاجه زي كدا هقطع رقبتك...

خرج حيدر من الغرفة و صفع الباب خلفه، استمعت مرام إلى المفتاح ركضت مسرعة لكي تفتح و لكنه كان بالفعل اغلفه، طرقت بعنف قائلة: -افتح الباب...

ذهبوا إلى المنزل.
تيام بضيق: -المفروض كنتي تفضلي في المستشفى
تنهدت ديمة و قالت بهدوء: -انا كويسه و هطلع ارتاح و الدكتورة قالت ملهاش لازمه أفضل
اتجه تيام إليها و حملها بين ذراعيه، عقدت يداها حول عنقه و قالت: -اللي يشوفك يقول انك بتحبني
-ديمة بلاش تخلي اللي حصل يأثر على حياتنا.

صمتت ديمة و أسندت رأسها على صدره، عندما دلف إلى الغرفة انزلها على الفراش برفق و قبل جبهتها بشوق و قال: -و عشان تعرفي انك وجود أطفال دلوقتي مش هيبقى حلو خصوصا في وجود امك و أبويا
نظرت ديمة إليه بعدم تصديق و قالت: -بجد؟ تيام لو فاكر هعدي اللي حصل دا تبقى غلطان، أنا مراتك مش عايشين مع بعض كدا و خلاص
-عارف بس انتِ وافقتي تاخدي الحبوب.

تنهدت ديمة بسئم فهي تشعر بأنه لم يفهمها و قالت: -تيام انت عندك مشكلة كبيرة اوي و هي انك عايز تمشي كل حاجه زي ما انت عايز و دا صعب يحصل
-يعني هتعملي معايا مشكلة عشان طفل مجاش اصلا
-و انا كنت حامل منك يعني الطفل دا يكون انت ابو.

زفر تيام بحنق و شعر بالغضب من معاتبتها له و قال: -و انتِ شايفه ان حالتك تنفع انك تبقى مسئولة عن طفل و لا يوم ما تحصل حاجه هتسيبي و تنتحري و لا هتكملي فترة الحمل بالمهدئات، ديمة خليكي منطقية و بعدين انا شايف اني مش قد المسؤولية دي...
أدمعت عيناها فهو جرحها بحديثه و قالت: -بجد يعني انا في نظرك كدا و بس
احس بذنب تجاها فهو لم يقصد ذلك و قال: -لا يا ديمة
-معاملتك مع زين و هنا مختلفة عن كلامك خالص.

-لاني مش عايز هنا تحس بأن ابوها مش موجود بحاول أكون موجود في حياتها اما بالنسبة لزين فهو ضحية لاب مستهتر و ام بتسعي للمثالية و ابويا جمعهم ببعض غصب و كانت النتيجة انهم مش عارفين يتفقوا
-تمام، تصبح على خير بقا.

استيقظت مرام على صوت الباب فهي قد نامت على الأرض خلفه قامت بفزع لنتذكر ما حدث معها...
فتحت الباب ماريا و قالت: -الفطار جاهز
زفرت مرام بحنق و قالت بعصبية: -انا مش عايزة غير اني امشي من هنا ممكن؟
-براحتك حيدر باشا قال انك تمشي الصبح
مرام بتساؤل: -هو مش موجود؟
-لا مشى بليل بعد اذنك
ذهبت مرام خلفها و لكن عند نزولها كان يوجد ضيف غير متوقع حتى ماريا اندهشت من قدومها و قالت: -مدام مايا؟

نظرت مايا إلى تلك الفتاة التي تقف بجوار ماريا و قالت: -حد اشتغل جديد هنا
فهمت مرام بأنها تقصدها و قالت: -لا انا مش شاغلة هنا
رفعت مايا حاجيبها و قالت باستغراب: -و انتي تبقى مين؟
تدخلت ماريا قائلة: -حيدر بيه مش موجود هنا، و
قطعتها مرام و قالت: -ابقى روحي اسألي حيدر انا مين؟ و بعدين انتي مين بقا؟!

فرغت مايا فمها بدهشة و لم تجد ما تقوله إليها، فأخبرتها ماريا بإيجاز: -مدام مايا تبقى والدة هنا و دي مرام كانت جايه لحيدر بيه عشان شغل
تنهدت مايا بارتياح و قالت: - ابقى بلغي بأني جيت و عايزة اشوفه.

لم تجده بالغرفة، فتنهدت بضيق و قامت لتجلس و تذكرت ما حدث معها بالأمس...
-ديمة ساعات بيكون للإجهاض أضرار حتى لو كانت العملية سهلة
-عارفه
-تمام خلال دقائق و هنبدا...
مرت الدقائق عليها في حيرة كبيرة بين ما يجب أن تفعله و قالت: -مش عايزة مش هنزله
تعجبت الطبيبة و ضاقت عيناها قائلة: -مدام ديمة انتي...
قطعتها ديمة قائلة: -مش عايزة أنزله بس ارجوك بلاش تبلغي جوزي بقراري لأنه عايز يموت ابني.

-بس الحمل هيظهر و...
قطعتها ديمة و قالت: -انا هتصرف...
ابتسمت ديمة بسخرية و قالت: -واضح انك هتدفع تمن وجود أبوك في حياتك و جايز تعيش يتيم زيي...

ذهبت مرام إلى مكتبها لكي تنهي ما تبقى عليها من أعمال، رفعت سماعة التليفون لكي قائلة: -تمام خليها تنفضل
دلفت تالين إلى المكتب، ابتسمت مرام و قامت لتصفحها قائلة: -خير اي الزيارة المفاجأة دي
جلست تالين و قالت: -هو انا وشي وحش اوي كدا
-لا مش القصد والله، اوعي يكون فريد اكتشف انك اجهضتي
-لا بس انا فعلا مش طايقه أعيش معاه زهقت و بعدين لو عرف المرة دي معرفش هيعمل فيا اي جايز يقتلني.

تنهدت مرام و قالت: -طب ما تطلقي؟ نرفع قضية
ابتلعت تالين ريقها و قالت بحيرة: -و عمي؟ هعمل مشاكل و انا مش عايزة ادخل حد
-أحنا نرفع قضية و انتي سيبي البيت و تعالى اقعدي عندي انا كدا كدا عايشة لوحدي
نظرت إليها تالين و قالت بتردد: -و ديمة؟
-تالين انتي مش عدوتنا و ديمة كل الحكاية انها بتغير على تيام...

تحممت مرام و قالت بجرح: -انا عارفه انك بتحبي بس الحب اللي بدون أمل دا ملهوش لأزمة، انتي لسه صغيرة و حلوة ممكن تعيشي حياتك و براحتك بعيدا عن تيام و فريد و الحوارات دي
ابتسمت تالين و قالت: -انا بحب تيام من ايام ما كنت لسه طفلة و فضلت عايزاها رغم كل حاجه كنت بسمعها عنه و في الاخر مختارنيش، و اقولك على حاجه صاحبتك ظلمت نفسها بدخولها العيلة دي
مرام بقلق: -ليه؟

-هتعرفوا مع الوقت، تيام مبيتغيرش و حتى أنَ حبها في الاخر هيعمل اللي كان بيعمله لأنه اتعود على كدا
-بس هو بيحب ديمة.
ضحكت تالين ساخرة فهي تعلم تصرفاته جيدا و قالت: -تيام بس حابب وجود ديمة في حياته، بصي مش متأكدة بس الحقيقة أن عمي مش هيسيبهم في حالهم
-هو انتي اتجوزتي فريد ازاي؟
-مصلحة و إرضاء للأطراف و انا دفعت تمن اني ابقى بنام و اصحى في سرير راجل بكره.

-طب و محاولتيش تحبي أظن أنه مش هيبقى اسوء من تيام؟!
طردت زفير قوي من رئتيها فهي لم تفكر في هذا ابدا و لكنه لم يعطيها فرصة لذلك حتى و قالت: -معرفش والله بس جوازي من فريد زي كابوس كدا مش عارفه أصحي منه...

ترددت ديمة كثيرا في ذلك و لكنها حسمت أمرها و نزلت من السيارة متجهة إلى العمارة...
طرقت الباب و انتظرته...
فتح إليها و لكنه اندهش من وجودها أمامه و قال: -ديمة؟!
-فاضي؟
تنهد حاتم و تنح جانبا لكي تدخل و اغلق الباب قائلا: -عايزة اي يا ديمة،؟
جلست ديمة على الاريكة و نظرت إليه قائلة: -في أسئلة محتاجة حد يجاوبني عليها.

حاتم بسخرية: -بجد و انا الشخص دا؟! انا ممكن اتصل بأمك و في ثواني تيجي و تأخدك، يعني جيتك هنا غلط...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة