قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

تنهدت ديمة و قالت: -تفتكر انا مفكرتش في كدا يعني؟، و على فكرة مش مهم
جلس على مضض و قال: -عايزة تعرفي أي؟
-ماما سكتت اكيد ناويه على حاجه صح؟
-أمك مش هتسكت غير ما تفتح المقبرة دي يا ديمة و بعدين هي شاغلة من زمان في الآثار
-عايزة تقتل بنتها؟!
-ناهد مكنتش ام اصلا، يعني انتي مجرد وسيلة عشان تاخد مليارات
ابتلعت ديمة تلك الغصة المؤلمة و قالت بقهر: -فعلا، و انت ليه ضحكت عليا؟
-هي اللي طلبت مني أفضل في طريقك.

-كنت بتحركنا زي المغفلين و للأسف كنت واثقة فيك...
-شغل يا ديمة و بعدين انا مقولتش روحي حبي اتجوزي
تنهدت ديمة و قالت بضيق: -بجد؟ حاتم انت كنت اول واحد أثق فيه و بلجأ إليك في كل حاجه و انت بتستغلني و في الاخر جيت تقولي بحبك و عايز اتجوزك، حقيقي اتخدعت فيكم كلكم
زفر حاتم بضيق و قال: -شغل و بعدين محدش عملك حاجه
-بجد؟! شغلك و محدش عملي حاجه؟
-اتجوزتِ بمزاجك يا ديمة.

-بمزاجي فعلا، بس مين اللي حط تيام في طريقي بجد مش عارفه انتم ازاي كدا؟ بس اللي عايزة اعرفه انت اي علاقتك بتيام يعني مش معقول التنافس اللي بينكم مكنش شغل بس و انا بقا كنت تحدي و لا اي؟
-ديمة انا لما قولتلك بحبك كان بجد و فعلا كنت عايز اتجوزك بعيدا عن أي حاجه
-عايزة إجابة واضحة
قالتها بحدة ملحوظة، فتنهد و اردف: -كنا صحاب يا ديمة و كانت بينا مشكلة سببها حلا مراته الأولى...

ازدارت ريقها و قالت: -و انا بقيت المشكلة التانيه، هو اتجوزها ليه و هي فين؟ و ازاي كنتم صحاب؟!
نظر إليها حاتم بتردد و قال: -اسألي هو
-مش هيجاوبني، ارجوك ريحني.

-كنت أنا و ثائر ولاد منطقة واحدة، و في نفس المدارس حالتها الاجتماعية كانت ضايعه، و انا اهلي ماتوا من و انا في أولى اعدادي وقتها أبويا و في تالته امي كانت لاحقته و بطبيعة الحال محدش كان فاضي ليا و فجأة بقيت طفل عايش لوحده و لولا خالتي كانت بتيجي تظبط الشقة و تسيبلي الاكل في التلاجة كنت هموت من الجوع، كانت بداية الفترة دي صعبة عليا اوي كنت لسه طفل خايف يقعد لوحده، و طبعا خالتي جوزها مكنش بيرضي يسببها، و بعد كدا بدأت اشتغل عشان اعرف اروح المدرسة، مدرس حكومة طبعا، اشتغلت في البداية عند في محل أكل و كانت بتمشي.

ثائر كان صاحبي اوي في فترة ثانوي و امي كانت ست طيبة جدا ربنا يرحمها بقا، حتى في أيام الامتحانات كانت بتخليني ابات عندهم، ، خلصنا الثانوية و بعدها قدمنا في الجامعة و كنت عايز اشوف شغل دورت كتير و ثائر نفس الكلام خصوصا بعد ما والدته تعبت و علاجها كان غالي مكنش يتناسب مع ظروفنا خالص.

في شارعنا كان في واحد بيسفر الشباب إلى بلاد برا و هما بقا يشتغلوا هناك الفكرة نفسها كانت في مخاطرة بس وافقت و دفعت كل اللي الفلوس اللي كانت معايا عشان اسافر و ثائر كان نفس الكلام، كنا وقتها 18 سنه...

سافرنا إيطاليا بهجرة غير شرعية و ثائر كان كويس في الانجليزي و دا ساعدنا شوية في التواصل لأن طبعا محدش فينا يعرف إيطالي و الواد اللي سافرنا دا كان مديني عنوان بار و قالي اروح و اسأل عن مينا و افهمه من طرف كامل و فعلا عملت كدا...
#فلاش باك
دلفوا إلى البار و شعور الدهشة يسيطر عليهم، فهم لم يدخلوا مثل ذلك الأماكن من قبل...
ثائر بتوتر: -انا مش مرتاح خالص، و قولتاك كامل دا هيضيعنا.

-ادينا بنجرب، تعال نروح على البار و اسأل اللي شاغل عليه
زفر ثائر بحنق و قال: -ما علينا ربنا يستر
ذهبوا إلى البار و كان حاتم مندهش من طريفة تقديم الشاب لمشروبات و قال: -واضح الشغل هنا حلو
-أي الحلو؟
نظر لهم تيام و فهم لهجتهم العربية و أكمل ما يفعله، فقال ثائر: -معذرة، اريد مقابلة مينا...
ابتسم تيام و ترك الكأس من يده و ذهب ليجلس بجوارهم و قال: -مينا اجازة انهاردة انتم مين؟

اندهشوا عندما وجدوه يتحدث العربية مثلهم و قال ثائر بتعجب: -انت مصري
أومأ تيام قائلا: -ايوه كنتم عايزين اي من مينا
فقال حاتم على الفور: -واحد معرفة قال انه هيشغلنا هنا...
#باك
ديمة بدهشة: -يعني دي معرفتكم الأولى.

-اها و هو كان جدع جدا الصراحة خلنا نشتغل في المكان و طلب مننا اننا نعيش عنده لحد ما نرتب أمورنا و مكنش نعرف أنه ابن راجل أعمال كبير و كدا يعني لحد فترة من معرفتنا ببعض كنا بنحسبه انه واحد شاغل في المكان و خلاص و بعد سنه عرفنا الحقيقة و كنا خلالها نزلنا مصر مرتين عشان امتحاناتنا، تيام شخصيته غريبة و غامضة حتى لو ظهر عادى يعنى فضلنا معاه سنه و محدش فينا اكتشف اي حاجه عنه و عرفنا صدفة ان اصلا الملهي دا ملك لأهله و ان هو قاعد في إيطاليا مع اخوه.

عقدت ديمة حاجبياها و قالت: -يعني كنتم صحاب ازاي وصلتوا لكدا و ليه تيام كدا اصلا؟
-ديمة تيام محدش عرف حاجه عنه، احنا كنا صحاب في كل حاجه ماعدا أسرار حياته يعني مثلا علاقة تيام بأمه كانت غريبة بأنه سايب أمريكا و عايش في إيطاليا مع اخوه و اللي مش شقيقه اصلا
-طب متعرفش اي حاجه؟ اي حوار الأفلام الإباحية اللي انت قولت عليها
نظر إليها حاتم و قال: -انتي بتحققي معايا يا ديمة؟

زفرت ديمة بسئم و قالت: -من حقي اعرف خصوصا اني مراته...
-حوار الأفلام الإباحية دا كان بمزاجه و بعدين مكنش المقصود منها أنها تكون افلام
ديمة باستهجان
-يعني اي مش فاهمة؟

-كنا صحاب كلنا انا و ثائر و تيام و سيف و نادر برضو بس الأساس كنا احنا الأربعة، ثائر ملهوش في الحوارات دي خالص يعني ملهوش و لا في النسوان و لا المشي الحرام إنما احنا لا بظبط كنا صحاب لمدة سنتين و بصراحة قعدة إيطاليا كانت حلوة و كان ثائر والدته ماتت فمكنش لينا حد في مصر، حتى تيام نقل جامعتنا لإيطاليا و كانت سهلة عليهم...
ديمة بتساؤل: -و حوار الأفلام؟

-كالعادة يعني تيام كان مقضيها يعني مصاحب بنات أشكال و ألوان يرتبط بواحدة و يسيب التانيه، دا غير أنه كان مقضيها في أماكن مشبوهة و كدا، و طبعا تيام كانت عنده ميول السادية دي و المكان دا مخصص لكدا، مكنش ليا فيها بس جربت مرة و كملت، و استمرينا في الروحة هناك...
و بعد كدا حد بعت لتيام الفيديوهات و طبعا انا و سيف كنا نفس الحوار و طبعا كان التهديد بأنهم هنزلهم على موقع
ديمة بصدمة: -و نزلت؟

-نزلت بس حامد والد تيام اتصرف وقتها و مسحهم و عشان كدا انا كان معايا الفيديو اللي انتِ شوفتي و حتى وقتها تيام مكنش فارق معاه يمكن انا الوحيد اللي كنت خايف و مش عايز ادبس في حاجه زي كدا و بعدها تيام دخل سكة التمثيل اللي كانت سهلة جدا بالنسبة لي لأن ابو شاغل في الإنتاج و مساهم في أكبر شركات الإنتاج، و طبعا أفلامه اثبت انه عادي، تيام كله صفاته و تصرفاته تتمثل مع الاجانب، و غير أنه معندوش قواعد و لا اي حاجه.

تنهدت ديمة و قالت بعدم استيعاب: -والله انا مشوفتش أحقر من كدا بجد انتم اي؟
-أمك هي اللي كانت ورا الحوار عشان تخرب بيت حامد و طبعا هو اتصرف في وقتها انا بقا بالنسبة لحلا فهي كانت ضحية، ، اول مرة شوفتها فيها كانت داخلة الملهي مع أصحابها و بصراحة عجبتني كان جمالها هادي، وقتها سيبت الشغل و استنتها برا
تنحنح قائلا: -ممكن لحظة؟

تعجبت من لهجته فهي كانت لا تفهم الإيطالية و حدثته بالإنجليزية عفوا لا افهمك، أنا أتحدث العربية و الإنجليزية فقط
ابتسم حاتم و قال: -و انا
-أي دا انت عربي
-اها
-في حاجه؟
-لا حبيت بس اتعرف عليكِ
نظرت إليه مندهشة و قالت: -بعد اذنك
تنهدت ديمة و قالت: -و تيام اتعرف عليها ازاي؟
-من الشركة، أنا كنت على علاقة بيها و ارتبطنا، اما بالنسبة لجوزك فكانت ناهد زقتها عليه و كانت قاصدة تيام.

ديمة بعدم استيعاب: -مش فاهمة ازاي حلا كانت مرتبطة بيك و اتجوزت تيام، و بعدين هي راحت فين؟
تنهد حاتم بحزن فهو لا يريد تذكر ذلك و قال: -تيام كدا مفيش واحدة يحط عينه عليها غير ما ياخدها بأي طريقة كانت، و من خلال شركة ابوه اتعرف عليها و طبعا دي مهمتها و انا اللي اكتشفت علاقتها به قالتها
حاتم بعصبية: -انتي اي علاقتك بتيام يا حلا
-صحاب يا حاتم.

-بجد؟ صحاب، تيام مش بتاع صحوبية و بعدين انا مش هرتبط بواحدة عايزة تقضيها مع كل راجل شوية
أدمعت عينها و قالت بانكسار: -والله غصبن عني يا حاتم، خلاص نسيب بعض.

-و فعلا سيبتها و بدا تيام يدخلها الوسط بتاعنا، و للأسف انا مكنتش قال لحد اني كنت اعرفها و لحد ما اتفاجات بقرار تيام و انه عايز يتجوزها، كنت مستغرب وقتها تيام اللي اعرفه مش بتاع جواز و يكون مسؤول عن حد و كنت مستغربة بأنها وافقت ازاي و احنا كنا مع بعض و فضلت ساكت، لحد ما ظهرت ناهد في حياتي و بدأت بقا في رسم طريق الأحلام و فعلا فتحت أبواب كتير خصوصا بعد ما خلصت ليها كام عملية و عرفت فيما بعد انها بتكره حامد و عايزة تنتقم من ولاده و كانت مستهدفة تيام و عرفت أن حلا كانت مجرد عاهرة جبتها من الملاهي و حطيتها في طريقنا بعد بعض التعديلات...

ديمة باندهاش: -و انت خونت صاحبك؟
-مكنتش خيانة، أنا في الأول اشتغلت معاها عادي و كانت يتطلب معلومات عن حامد نفسه مش تيام بس بعد كدا فهمت لما لاقيتها بتكلم حلا و كانت صدمة بالنسبالي الصراحة و كنت متأكد بأن لو تيام عرف انها كدا هيخلص عليها...
و فعلا امك كانت مصورة ليا انا و حلا فيديو و احنا مع بعض و دا قبل ما تيام يشوفها معرفتش كان بالاتفاق مع حل و لا بس دا كان أول يوم عداوة لينا...

دخل تيام متجهاً إليه و سحبه من على البار بعنف مسددا له لكمة قوية و قال بغضب: -بتخوني مع مراتي يا حيوان
-مراتك اي؟ انت مجنون
لم يهدأ وقتها و كان مثل الثور الهائج و أخذ يسدد اللكمات حتى شعر حاتم بتكسير عضلات وجه و وقتها تتدخلوا الأمن لفض الاشتباك...
تيام بعصبية: -هوريك انت و الزبالة اللي معاك...

و طبعا وقتها كانت ناهد هي اللي قالته الخبر الجميل دا و روح و موتها من الضرب و عذبها فترة معرفش ازاي عمل كدا فيها بعد سنه من جوازهم حتى أن مكنش بيحبها مكنتش تستأهل دا
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -قتلها
-حامد هو اللي قتلها
قامت ديمة و شعرت بأن دموعها على وشك الهبوط و قالت: -مكنش بيحبها.

-تيام مقالش لواحدة انه بيحبها اصلا بس كلهم كانوا اغبيه و منهم تالين بنت عمه، تيام عمره ما ندم على حاجه و لازم يخلي اللي معاه يمشوا على مزاجه و حتى محاولة تحدي بتكون فاشلة، في جزء من شخصيته كدا لو ظهر بتبقى كارثة و هو ممثل شاطر و بيقدر يمثل كويس و دا غير أن محدش يعرف حاجه عنه...
-و اكيد مبحبنيش...
ذهبت ديمة في اتجاه الباب لتذهب، اوقفها قائلا: -ديمة...
-انا همشي...

دخل تيام إلى الغرفة و عندما وجدها جالسه على الفراش قال: -و لما انتي صاحية قاعدة هنا ليه؟
-عادي تعبانة شوية
-مالك؟
تنهدت ديمة فهي لا تستطيع البوح بما تريد، حتى أنها لا تقدر بأن تخبره بأنها مازالت حامل طفله و قالت: -انا عايزة اروح اقعد في شقتي يومين و ابقى ارجع
تيام بتعجب: -ليه؟!
ازدارت ريقها بصعوبة و قالت: -عادي
-لا مفيش سبب انك تسيبي بيتك
-عايزة ابقى لوحدي
-زعلتك في حاجة يا ديمة؟

نظرت ديمة إليه لتحدق بعيناه الغامضة التي لم تستطيع معرفة ما يريده أو يفكر به و اقتربت منه و حاوطت خصره و أسندت رأسها على صدره و قالت: -قلقانه من حوار ماما خايفه ترجع تعملي حاجه، هما لو خدوني انت هتسيبني...
مسد على رأسها بحنان و قال: -متخافيش
ابتعدت ديمة عنه و تطلعت إليه قائلة: -هو في حاجة تحصل ممكن تخلينا نسيب بعض.

حاوط وجهها بيده و قال: -مش عارف بس طالما عايزك مفيش حد هيقدر ياخدك مني و يوم ما هيحصل هيكون الموت الحل الوحيد...
-بحبك بس اوعدك لما احب حد اكتر منك هسيبك...
أبعد يداه عنها و نظر إليها باستهجان و قال بدهشة: -و أنتِ هتحبي حد اكتر مني؟
-ممكن، كفاية اني عايشه مع واحد غامض معرفش عنه حاجه...
قبل جبينها قائلا: -تصبحي علي خير.

امسكت بيده و اقتربت منه لتضع قبلة على شفتيه و همست إليه: -بهزر معاك، اقوم احضرلك العشا؟
-لا هنزل افتكرت اني عندي شغل...
-دا بجد؟ انت لسه جاي و بعدين جاي متأخر كمان
-عادي يا ديمة...

مرت بضعة أيام على نفس الاحداث التي لم تتغير كثيرا...
تالين بقلق: -انتي بتقولي بقالك فترة بصراحة لازم تكشفي يا مرام
-عادي برد، انزلي انتي بلاش تتأخري
و بالفعل انتظرت مرام ذهابها و بعد ذلك دلفت إلى المرحاض لترى الذي الاختبار الذي فعلته و اندهشت عندما وجدت انها بالفعل حامل و تتأكد من شكوكها، سقطت على الأرض و تهاوت دموعها بشدة فهي لا تعلم ما تلك المصيبة التي حلت على رأسها...

فتحت ديمة الباب و لكنها اندهشت قائلة بتوتر: -اتفضل...
نظر إليها حامد باقتضاب و دلف إلى الداخل دون أن ينطق بشئ و كان ما يسيطر عليها هو معرفة سبب مجيئه إليها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة