رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والأربعون
-هي مين أسيل عشان تساعدك؟
نظر تيام إليها باستغراب فذلك ما يشغل بالها و قال: -ديمة انا تعبان و بعدين انتي جيتي من مصر ليه انا مطلبتش منك تيجي و مكنتش هقول حاجه يعني؟
-يعني اعرف انك عامل حادثة و مجيش و لا مش محتاجني عشان أسيل هانم
اتجه تيام إلى فراشه بعد أن تناول اوديته و كان يمشي ببطء فمازالت قدماه بها عرجة بسيطة و قال: -محتاج انام يا ديمة و انتي ممكن تنزلي مصر.
اتجهت ديمة لتجلس بجواره و قالت: -تمام بس انت لسه صاحي و خدت الدوا من غير ما تأكل
-أظن اني مخصكيش في حاجه و بعدين مش انتي مصممة على الطلاق فعادي بقا براحتك
-ما هو عادي فعلا ما انت لاقيت واحدة تانية
زفر بحنق و سحبها من يدها لتسقط عليه و قبل شفتيها برقة، اعتدلت في جلستها و قالت بضجر: -تيام
-ما انتي لسه مراتي...
عضت على شفتيها السفلية بتوتر و قالت: -اها مراتك بس مع وقف التنفيذ بقا.
انحني عليها محاوطها بجسده و قال: -دا اي يعني؟ و بعدين يا ديمة دا واضح ان حياتنا كلها مع وقت التنفيذ
-مش انت قولت هنطلق
-و انتي مش ناويه ترجعي في كلامك؟
نظرت إليه و عقدت ذراعيها حول عنقه و قالت: -لا يعني شايفه ان كدا أفضل
أبتعد عنها و قال بضيق: -طيب براحتك.
قامت ديمة لتجلس أمامه و حاوطت وجه لتمرر اناملها عليه برقة و قالت: -في أي؟
ابعد يداها و قال: -انتي بتعملي اي؟
قضمت شفتيها و قالت بضجر: -براحتك.
-تمام هدخل اخد شاور، تعالي ساعديني
ديمة بذهول: -نعم؟ اساعدك في أي؟
-تعبان و الدكتور قالي ان لازم حد يساعدني في كل حاجه
تنحنحت ديمة و قالت بتوتر: -لا مينفعش
-فيها أي؟ و لا اشوف حد من برا و تيجي تقوليلي ليه كدا و حوار بقا
قطعته ديمة بضجر و ليه ما انا موجودة اهو
وضع ذراعه حول كتفها ليحاوط و قال: -بسند عليكي
رفعت عينها إليه و قالت: -طيب مع ان الدكتور قال إنك كويس و مش محتاج غير رعاية بسيطة و خلاص.
أغلقت ديمة باب المرحاض و قال: -اساعدك في بقى؟
-هستحم بهدومي يعني؟
اقتربت ديمة منه و حاوطت عنقه بذراعيها و قالت بخفوت: -عارفه انك بتمثل
أخذت انفاسها الساخنة و ابتعدت قليلا و بدأت بفتح أزرار قميصه ببطء مع ملامسه جسده...
ضغط على خصرها ليقربها منه و قال: -مش فاهم ليه عايزة تفضلي بعيدة عني، مع انك جيتي يعني اكيد لو مكنتش فارق معاكي مكنتيش جيتي عشان تشوفيني، مبقتيش تحبني يعني؟
-بحبك بس في حاجات كتير اوي لازم تتغير
أسند جبهته على جبينها و قال: -مش عايز اسيبك، و اعرفي اني وقتها هتجوز و هعيش...
قطعته ديمة و قبلت شفتيه بنعومة و بعد ذلك ابتعدت عنه قائلة: -اتجوز وقتها هتبقى بتغيظ نفسك
-يعني مش ناوية ترجعي عن قرارك؟
-لا...
-براحتك بس ادفعي حساب اللي عملتي...
مررت أناملها على عنقه بدلال و قالت: -و أي هو التمن؟
أبعد يداها و قال بضجر: -براحتك يا ديمة بس انتي كدا بضيعي كل الفرص.
-هي فعلا ضاعت يا تيام، أنا و أنت لازم نبعد عن بعض
حاوط خصرها بذراعه و قربها منه و قال: -ليه لازم؟
-عشان لازم و خلاص
أسند ظهرها على الحائط ليحاصرها و قبل شفتيها برغبة و ترك انامله تسبح على جسدها، ابتعد عنها لتتنفس، نظرت ديمة إليه و قالت: -تيام انا...
قطعها تيام واضعا سبابته على شفتيها و قال: -اسكتي.
انزل حملات قميصها برفق ليسقط أرضا، تعالت انفاسها المتهدجة، شهقت عندما سقطت المياه عليها و رفعت يداها لتمسح وجهها و قالت: -تيام من فضلك...
قطعها تيام و جذبها لصدره قائلا: -مش لازم تفسدي اللحظة بكلامك على الأقل عيشها لأني عارف انك بتحبني و انا بعشقك
رفعت ذراعيها لتحاوط عنقه و قبلت شفتيه برقة و قالت: -بحبك
شهقت ديمة عندما حملها و قالت: -تيام، نزلني و بعدين انت لسه تعبان.
-انا تعبان طول ما انتِ بعيدة عني.
طرقت مرام غرفة المكتب برفق و دخلت عندما سمح لها و قالت: -انا جيت من امبارح، هو انت كنت فين؟
-كان عندي شغل برا
تقدمت مرام بخطواتها و جلست على المقعد المقابل و قالت: -طيب، أنا قعدت أسبوع عشان اغير جو و كدا
-براحتك
رفعت حاجبها و قالت في دهشة: -هو كله عادي و براحتي كدا، اومال انت متجوزني ليه؟
نظر إليها بتعجب و قال: -لازم أعد عليكي كل حاجه يعني؟
-مش قصدي بس...
لم تكمل مرام حديثها و قامت قائلة: -و لا حاجه خلاص
-انا مسافر لمدة أسبوعين، قولت ابلغك
-و مسافر ليه؟
-شغل
تنهدت مرام بضيق و خرجت، صافعه الباب خلفها بقوة و هي تتمتم بغضب...
كان يحاوطها بذراعيه، و قال: -ديمة انا مش هطلقك فشيلي الحوار دا من دماغك
-يعني اي؟
-مراتي و بحبها أطلقها ليه؟
قامت ديمة و رفعت الغطاء عليها قائلة: -تمام انا بقا مش عايزاك تلمس اي واحدة سواء كان بتمثيل أو من غيره، المشاهد اللي زي الزفت اللي بتحصل دي مش عاجبني
-بس دا شغلي
-ممكن تختار عادي
-طيب يا ديمة موافق
نظرت ديمة إليه بعدم تصديق و قالت: -دا بجد و لا فاكر انك هتضحك عليا؟
-مش عايز غيرك انتِ و عيالي.
صممت ديمة للحظة و انحنيت عليه لتضع رأسها على صدره و تحاوط خصره بذراعها قائلة: -تيام أنا عايزة اقولك على حاجه
-قولي
-ابوك اللي هددني بتيا و سليم و قالي لو مبعدتش هيحرمني منهم.
قام تيام ليجلس و قال بانفعال: -و الكلام دا كان امتي؟
-كنت لسه حامل و هو قابلني في شركة ماما
تيام بزمجرة: -انا نفسي افهم حاجه اي اللي دخلك في شغل زفت و بعدين لو مكنتش مشيتي...
قطعته ديمة بحزن: -تيام لو مكنتش مشيت كانت النهاية هتبقى مش حلوة، خصوصا أن أبوك كان مقرر يخليك تشك فيا و انت للأسف صدقت
-بغير عليكي طبيعي يعني لما أعرف انك في بيت راجل غريب
-مكنش دا الهدف من كلامك وقتها، مكنتش غيرة، كانت شك و بالنسبة لواحد زيك الشك مش حلو
ضاقت عيناه و قال بتساؤل: -قصدك اي؟
تبرجلت ديمة و قالت بتوتر: -و لا حاجه
أعاد تيام سؤاله بغضب قصدك اي يا ديمة؟، يعني اي الشك بالنسبالي مش حلو.
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -عادي كلمة و خلاص مش قصدي حاجة
-هو قالك اي غير التهديد يا ديمة و بلاش تكدبي
رمشت ديمة بعيناها و تذكرت حديث والده معها و نظرت اليه قائلة: -ارجوك يا تيام بلاش تضغط عليا
قام تيام و ارتدى ملابسه و قال و هو يقفل أزرار قميصه قومي البسي و تعالى معايا
ديمة بقلق: -هنروح فين؟
-هقولك على كل حاجه مش دا اللي انتِ نفسك تعرفي و دا اللي ابويا قالك منه كام حاجه عشان يخليكي تخافي، بس مشكلتك انك غبيه قوليلي انا اذيتك في، مفيش مرة مديت ايدي عليكي و لا حتى عملتك حاجه، لو عايزة ترجعي التصرفات و أسبابها انا هعرفك، بس وقتها شوفي هتختاري اي؟
تنهدت ديمة و قالت بتردد: -تيام انا...
قطعها تيام قائلا: -خايفه، بس من مين، مني انا اللي المفروض جوزك و ابو عيالك، هستناكي تحت
-طب انت،؟
قطعها قائلا: -انا كويس
-طب هنروح فين؟
-هتعرفي لما نروح.