قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والأربعون

تعجبت ديمة من دخوله ذلك القصر الكبير و لكن لا يبدو أنه يعيش به أحد، افاقها صوته و هو يقول انزلي
فتحت ديمة باب السيارة و نزلت منها و قالت: -احنا فين؟
-في بيت العائلة، يعني دا البيت اللي انا اتولدت و عيشت في
ضاقت ديمة ما بين حاجبياها و قالت باستهجان: -و انا بعمل اي هنا؟
-مش انتي عايزة تعرفي كل حاجه هعرفك
فتح القصر و دلفوا إلى الداخل و قال: -بيت كبير مش كدا بس دلوقتي بقي فاضي، تعالى اوريكي اوضتي.

ذهبت ديمة خلفه و هي لا تفهم شئ من أفعاله المبهمة، و عندما دلفوا إلى غرفته قالت: -تيام ممكن تفهمني!
-كنت فاكر ان الحياة مثالية و ان جودة الأشياء في مظهرها الخارجي بس للأسف كل حاجه طلعت العكس
فتح خزانته و اخرج دفتر كان يخبئه وسط ثيابه جيدا و قال: -كنت بكتب في كل حاجه بتضايقني بدأت الكتابة من سن 10 سنين لحد 16
ديمة بتساؤل: -و أي اللي كان بيضايقك.

-بيتنا عبارة عن كل واحد يعمل اللي هو عايزاها بس بشروط، يعني ابويا يحب يفرض سيطرته، كل حاجه كانت على مزاجه، طفل اتولد في أمريكا بس هو مكنش عايز نتكلم انجليزي بس فالازم نتعلم عربي و نتكلم به و كأننا في مصر، وجوده في البيت مكنش دايم يعني يوم موجود و شهر لا، علاقته بينا كانت غامضة و غريبة، حتى جوازه من امي مكنش منطقي لان والدة حيدر كانت أفضل منها في كل حاجه بس ماتت و تقريبا اتجوز لأنها كانت مرضت.

أبتسم بسئم و قال: -كنت بغير من حب ماما لروانا، كنت بحس انها بتحبها اكتر مني و كأني مش موجود اصلا، طفولتي مكنتش حلوة و لا وحشة اللي هو عادي، طفل معندوش غير اخت و اخ من أم تانية و مكنتش بشوفه غير فين و فين، بابا كان دايما بيقلل مني و من شخصيتي نجحت عادي زي سقطت مكنش في اهتمام خالص بأي حاجه بعملها، مكنش في غير إحباط لدرجة اني وصلت لحالة من اللامبالاة اللي هو بقيت كل حاجه بالنسبالي عادي، حتى كان في مسابقة في المدرسة في أداء مسرحي و كنت من الفائزين فيها بس هو كان شايفني فاشل، و أنا كنت بكرهه اوي، تقربيا معرفتش احبه خالص، يمكن عشان هو مخلنيش احبه، فضلت الايام تعدي و تمر لحد ما في مرة سمعته بيتكلم في التليفون وقتها كان عندي 14 سنه، من خلال الحوار عرفت أنه بيكلم واحدة و بينهم علاقة و كدا.

و طبعا سكت لاني مكنتش هعرف اقول لحد لاني كنت بخاف منه، و مش هقولك إتفاجئت لاني كنت ان بابا بتاع ستات و ماما كنت بتتخانق معاه بسبب دا، بس اللي حصل و خليني اتفاجا فعلا اني عرفت اني امي مجرد عاهرة بتخون جوزها مع السواق
شهقت ديمة بصدمة و وضعت يداها على ثغرها و قالت: -عرفت ازاي؟

-في يوم تعبت و خرجت من المدرسة بدري و طبعا دا بعد ما اتصلوا بيها و مردتش، و لما دخلت البيت لاقيتها مش موجودة فدورت عليها و لما فتحت اوضتها لاقيتها نايمه مع السواق.

تنهد و أكمل قائلا: -وقتها فضلت تتوسل و تترجاني اني متكلمش، مكنتش عارف اتصرف ازاي؟ فكرت في روانا اللي كانت بتحب امها و شايفها مثالها الأعلى، سكت لفترة و خلالهم امي بقيت بالنسبالي واحدة غريبة بقرف حتى اسلم عليها و آخر ما زهقت قولت لأبويا اللي اصلا كان عارف و قالي بكل برود انا مش هضيع كل حاجه عشان واحدة، و طبعا بعدها بفترة السواق دا اتقتل، و انا مشيت و سيبت البيت مكنتش طايق اشوفها قدامي، روحت إيطاليا و هناك كانت كل حاجه بالنسبالي متاحة حتى روانا صوت الضمير مكنتش موجودة، كنت عايز اهرب من الواقع و اثبت اني مش فاشل و اعرفه ان السيء في اسواء منه، و اصلا مكنش عندي مانع و لا مبدأ لاني اتربت على كدا.

نظرت ديمة إليه باستغراب و قالت: -انت بتقولي كل دا ليه؟
-لازم تعرفي، و صحيح قبل ما امشي من البيت، كان عمي مات و كان ابويا السبب في دا بسبب المقبرة الملعونة اللي كانوا عايزين يفتحوها، و عرفت لما سمعته بيهدد واحد و بيقوله محدش يعرف حاجه، هو مات و خلاص
كنت مستغرب ازاي قدر يعيش بعد ما اخوه مات كدا، و كان شايف انه خلص ضميره بانه خد باله من عياله، بس كل حاجة كانت مزيفة
ديمة باستنكار: -هو قتله يعني؟

-لا كان بسبب الطقوس و هو اللي راح ضحية بس ابويا السبب لأنه اكيد كان عارف خطورتها.
تنهد و اردف بدأت بقا اعيش حياتي بين الشرب و الستات، حتى معرفش أنا عرفت كام واحدة لأنهم كانوا كتير اوي، اما بالنسبة لسادية فأنا مش مريض نفسي أو مهوس بيها، أنا بس جربت و بعدين عجبني الموضوع لأن كنت مقتنع ان العاهرات لازم يتألموا، و حتى تالين وقعت مكنش عايزاها بس هي اللي فضلت تقرب مني
-و حلا؟

-ديمة انا محبتش و لا واحدة فيهم، كنت بحب اخد الحاجه اللي تعجبني و خلاص، واحد اتربي الأنانية و اللامبالاة هيكون متوقع منه أي؟، و مرة كنت رايح اسهر كالعادة الفترة دي كانت حلا ماتت، قابلت واحدة هناك، عجبتني و قومت كلمتها
أتجه تيام إلى تلك الفتاة ذات الشعر الأحمر و العيون الجريئة و قال: -شكلك مش من إيطاليا
ابتسمت قائلة: -مصرية و عايشه هنا بقالي سنتين.

و الحمد الله ان محصلش بينا حاجه لأنها كانت هتبقى مصيبة، حكيت كل حاجه عن نفسها و عرفت منها أنها قاتلة مأجورة و في مرة كنا قاعدين عندي في البيت و هي شافت الباسور و سألت عن حامد وقتها و كنت مستغرب
تيام باستغراب: -انتِ بتسالي ليه؟
ردها بالنسبالي كان أكثر صدمة اتعرضت إليها لأنه المفروض ابويا
بالتأكيد لم أصدق حديثها في تلك اللحظة و لكن بعد ذلك تأكدت من خلال فحص ال DNA
ديمة بصدمة: -اختك؟
-أسيل...

-عرفت عاشت في دار أيتام في مصر و دفنوا هويتها، بس هي عرفت انه ابوها من حد هناك و هربت من الملجأ و هي عندها 17 سنه و طبعا اتبهدلت لحد ما وقعت في ايد واحدة نصابة و خليتها تشتغل قاتلة مأجورة لصالحها و طبعا أسيل كانت مقررة تنتقم من ابوها و أمها اللي رموها في الملجأ و طبعا كانت بتجمع معلومات عنهم، بس أفكارها كانت عدوانية انا كان عندي خطط أفضل.

نظر تيام إليها و قال: -عشان نقضي على حد لازم نسحبه لتحت واحدة واحدة
بدأنا بالضرب في شغله تقريبا بوظت عشر صفقات خسره ملايين، أما ناهد فديما كنت بقف في وشها، حتى كان معايا فيديو ليها و هي مع ابويا و دا اللي هددت بي ابوكي في المستشفى.
ديمة بدهشة: -و اي علاقة ناهد بأسيل؟

لم يرد على سؤالها و اكمل حديثه و بعد كدا كنا عرفنا حوار المقبرة و فأيدتها بالنسبالهم فطبعا ناهد طلبت من حامد يعمل حلقة عشان يسخن الجمهور عليا و طبعا دا اللي انا كنت عايزاه لاني عشان أوصل لبنت ناهد اللي مختفية تماما عن الوسط لازم هي اللي تدخل الساحة، و فعلا حصل و ناهد الغبية علمت اللي في دماغي، وقتها انا كنت عامل معاها حوار و هي هددتني بأنها هتقضي على تاريخي الفني و كدا
ديمة بذهول: -يعني مكنتش صدفة.

-كنت مخطط لكل حاجه والبدائل كمان عشان لو حصل حاجه، و طبعا الباقي انتي عارفها و لما لاقيتك عندك رهبة من الناس قررت استغلها بأني اخليك تحسي إني مصدر أمان، مكنتش اعرف حوار جوز عمتك فعلا، مكنتش اعرف غير الظاهر، و حوار الخطف دا كان بتخطيطي انا، أنا اللي كنت باعت شاهي عشان تتكلم عن حوار الدعارة فمرام تكلم حاتم، و تقرروا تعملوا حوار و انا اللي وصلت لحيدر أن دا هيحصل فعشان كدا هو خدكم و انا جيت عشان انقذكم.

ديمة بدهشة: -يعني انت كنت بتخدعني؟

-لما اتجوزنا ساعة لما فقدتي الذاكرة و وقتها دا كان شرط مرام الوحيد، منكرش ان مشاعري أتحركت تجاهك، مكنتش عايز دا يحصل لاني حتى مش مقتنع بفكرة الحب أو اني ابقى مخلص لحد، كنتي مختلفة عنهم، حتى خوفك حبيته، اتحولت الرحلة من انتقام و دمار لناهد لاني ابدا اجري وراكي، لعبتي كانت مفهمة ناهد اني وقعت في الفخ و بالنسبة لابويا فكان مقتنع اني بعمل كدا لاني شخص تافه و بنت عجبتني و خلاص، و طبعا كان عايز يخدك يفتح بيكي المقبرة، اما حيدر فكان متخيل اني بعمل كدا عشان اساعد بابا و اجيب بنت ناهد لحد عنده، و طبعا محدش كان متخيل اني بعمل لمصلحتي انا و أسيل.

جلست ديمة لشعورها بالدوران فهي كانت مجرد جزء من اللعب و قالت: -أنا مش مصدقة، يعني انا كنت لعبة عشان سعادتك تنتقم من أهلك.

-مكنتش اعرف غير انك بنت ناهد و لو عايزة تعرفي أمك عبارة عن أي اقولك، ناهد الالفي مجرد نصابة و محتالة حتى اسمها مش ناهد و لا هي مصرية، جنسيتها تونسية أهلها اتبروا منها بسبب سلوكها الغير مظبوط، و بعد كدا اتجوزت راجل غني و هو اللي غير اسمها و ساب كل الفلوس دي ليها و بعد ما مات بدأت ناهد تنضم للشغل المشبوهة مخدرات و دعارة و كل حاجه، و لو على الأثار جوزها دا كان تجار آثار عالمي و طبعا علمها و عرفها كل حاجه عن الشغل و طبعا ناهد بقيت مخترعة قصة انها من عيلة الالفي و هي ملهاش علاقه بيهم اصلا، و من خلال شغلها المشبوهة شافت ابويا و طبعا دخلوا في علاقة، وقتها ابويا مكنش لسه اتجوز امي و طبعا لو اتجوزها ناهد بدأت تحاربه، مكنتش مصدقة انه هيتجوز واحدة تانية لأنها كانت بتحبه على ما اعتقد و طبعا بدأت تعمل حركات زبالة و دا غير أنها خلفت منه عشان تجيب رجله بس طبعا هو خد الطفلة دي و رماها في ملجأ.

رمشت ديمة بعيناها و قالت بصدمة: -الطفلة دي أسيل، يعني أسيل اختي؟!
-اها اختك
ديمة ببكاء: -اكيد دا كله كذب، يعني انت بتعمل كل دا عشانها و عشانك.

-عرفتي ليه مكنتش عايز اتكلم، عرفتي ليه كنت بمشي، لما عرفت حكايتك من الدكتورة مقدرتش اكمل اي حاجه اصلا مكنتش متخيل اني هجني على ضحية ملهاش ذنب، صحي ضميري شوية، او يمكن عشان حبيتك فأتغير تفكيري وقتها بس طبعا مكنتش قادر أتراجع عن اللي في دماغي، لان لازم ناهد تموت زي ما قتلت ناس كتير، منهم كان عمي اللي راح ضحية طمعهم و حلا اللي ظلموها لأنها كانت مكنش ليها حد يحميها، كانت لازم تموت بأبشع الطرق...

ناهد بعدم استيعاب: -ناهد عملتلك اي عشان تكرها كدا؟

-معملتش غير كام مشكلة في البيت بسبب علاقتها بابويا دا غير أنها كانت السبب في أنه يعرف ان مراته بتخونه، دا غير طبعا ان ناهد كانت على وشك فضح علاقتي بتالين و طبعا انا هددتها لاني كنت خدت النسخة من لفيديو بتاعها هي و ابويا عندي و لحد دلوقتي معايا، مش هقولك انها كانت خايفه هي بس كانت قلقانه من الفضيحة، و غير محاولتها في تدميري انا و روانا، مرة سلطت ناس على روانا عشان يعتدوا عليها بس سيف لاحقها في آخر لحظة و دا نتيجة كانت انه يعجز تماما عن لعب الكرة، و دا غير حلا طبعا، و غير أنها وقعتني في حوار الأفلام، و مرة تانية قررت انها تلبسني قضية اغتصاب و وقتها كنت لسه عامل أول فيلم فطبيعي كنت هخسر...

-كمل.
-آخر حاجه يا ديمة، حاتم مكنش مع ناهد كان معايا انا، فكرة البرنامج احنا اللي قولنها و طبعا ناهد اقتنعت جدا و حسيت بالانتصار لأنها هتعمل شوشرة عليا لفترة و اهو بالمرة تعند مع حامد شوية بس كله كان في مصلحتي.

و طبعا انا كنت بسمع اخبارك من خلال حاتم، و كالعادة حاتم معرفش يكسب ثقتك بالطريقة الكافية فكان لازم كنت أنا أظهر، حوار قصة الدعارة و التصوير دا حاتم هو اللي قال لأحمد يفهمك كدا و انا وقتها بعت البنت و طبعا انتي كنتي فاكرة انه ميعرفش و وقتها أحمد مشي و سابك لو فاكره، كان الهدف اننا تقابل، اللي صورنا في الجراج تحت كان أحمد و حاتم هو اللي كان متولي حوار النشر بتاع الصور، و طبعا كنا متأكدين انك هتخافي لحد من أهلك يعرف و عشان كدا وافقتي على العقد، العقد دا كان عبارة عن شرط جزائي كبير عشان كنت أفضل لوي دراعك.

نظرت ديمة إليه بصدمة و قالت بذهول: -انتم...

قبض تيام على ذراعها بعنف و قال: -وقت لما جاك فكر فيكي و بدأ يقرب منك، كانت أول مرة احس اني مش عايز اشوف حد غيري يلمسك و طبعا تصرفاتي كانت عكس كدا و قولتلك كلام زي الزفت وقتها، و نسيت حوار الحادثة اللي حصلت ليكي كانت بسببي بس وقتها طلبت منهم الحادثة تبقى بسيطة و فعلا اللي أتأثر رجلك بس و طبعا كان الموضوع مدبر عشان يبان طبيعي، بس عملت حركة سخيفة كانت برا إطار الخطة و هي اني خليت دكتورة تكشف عليكِ عشان اتأكد من عذريتك لأن وقتها سامر كان قال كلام اهبل.

خلصت ديمة ذراعها منه و صرخت به قائلة: -مين اداك حق تعمل كل دا اصلا، انتم شوية مرضى
حاوط وجهها بين يداه و قال: -ساعة ما طلقتك و مشيت مكنتش ناوي ارجع، كنت عايز اسيبك بس لما اختفيتي دورت عليكي، قتلت سامر و سجنت جوز عمتك و حتى بنت عمتك مسبتهاش دا كله عشانك.
ابتعدت ديمة عنه و قالت: -و ضحكتوا عليا في أي كمان؟

-لما ناهد خدتك ساعة المقبرة، كان بتخطيطنا برضو، و طبعا حاتم كان معاكي، مكنتش عايزاكي تحملي عشان خطة المقبرة تنجح، و حصل زي ما كنا عايزين و ناهد ماتت كانت الخطة عكس كدا بس حصلت نفس النتيجة، وقت ما انا شكيت فيكي دا، كان مجرد تمثيل عشان أوضح لأبويا اني صدقته، بس حاتم مرضاش يقولي على مكانك و لا انك لسه حامل لأن بصراحة انا مكنتش عايز اخلف خالص و عارف ان اول نقطة ضعف اي حد هيستغلها هما عيالي.

نظر تيام إليها منتظر رد فعلها على حديثه، بالطبع لم يكن متوقع ما تقوله و يعلم بأنه سبب إليها صدمة و لكن هو كان صادق في حبه إليها...
نظرت ديمة إليه و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة