قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

صفقت ديمة و قالت:
-ممثل درجة أولى يا تيام، حقيقي قدرت تضحك عليا و تخليني احس ان كل حاجه صدفة، طب كويس ان حاتم عمل حاجه عدله و مقالش حاجه ليك بما انه الكلب اللي انت مشغله لحسابك، بس سؤال بقا هو حوار انك اتبرعت ليا بجزء من الكبد كان تحوير؟

-اليوم دا ناهد كانت باعتت الناس عشان يخطفوا زين و طبعا حاتم كان عرف متأخر و انا روحت ليتك غرقانة في دمك، كنت وقتها مستعد أضحى بحياتي بس تعيشي
ديمة بسخرية:
-حقيقي مش قادرة اصدقك، طب اديني سبب يخليني أصدق أنك بتحبني لو اعرف كدا كنت أنا اللي روحت أسقط عشان ميكنش في حاجه تربطني بيك.
-يعني اي؟

-يعني طلقني و تنسى انك تعرف واحدة اسمها ديمة حتى عيالك أنسهم من انهاردة انت ميت بالنسبالي، صحيح كنت هستني اي منك غير كدا.
تيام بتعجب:
-انتِ مجنونة! انا...
قطعته ديمة و قالت:
-هلعب معاك نفس اللعبة و انت اللي هتخسر في الاخر، أنا مش هعيش مع واحد زبالة و حقير زيك كنت ناوي تعمل اي بقا، كان هيبقى فيديو اباحي و لا اي بظبط؟
-بنت ناهد و إعلامية لو نزل ليها فيديو هتبقى ترند و كانت ناهد هتنتهي بسبب الفضيحة.

-و رجعت في كلامك وقتها؟
-كنت عايزك ليا، مكنتش قادر اعمل كدا معاكِ
ابتلعت ديمة ريقها و قالت باكية:
-كله كدب، لو بتحبني زي ما بتقول طلقني و ابعد عني
-ديمة انا بحبك والله و عايز...
قطعته ديمة بحدة كفاية بقا، دا انت كان عندك استعداد تموت عيالك عشان تكمل اللي بدأته، كنت بالنسبالك عادي، طب مجاش في بالك ان لو حصلي حاجة كنت هتعمل اي؟
-كنت مرتب كل حاجه.

-اعترف ان هدفك كان أهم مني، أدى ناهد ماتت بس حبي ليك مات، مش هقدر اكمل مع واحد كداب زيك، عايز تعرف ابوك قال عليك اي قال انك معقد عشان أمك كانت عاهرة و انك مستهتر و اناني مبتفكرش غير في نفسك، إنسان مريض بالشك، اقولك سيبت تالين ليه؟ عشان كانت عايزة تخلف منك و تتجوزوا و طبعا سعادتك كنت عايز واحدة تعيش معاها و تاخد مزاجك منها و بس، و طبعا ازاي كنت هتتجوز واحدة كنت على علاقة بيها ازاي؟ الغريب انها بنت عمك.

-لا يا ديمة مش كدا، أنا مطلبتش منها حاجه و حتى مكنتش عايز أقرب منها بس دي كانت النهاية
-النهاية بأنك دمرت حياتها و خليتها تتجوز بواحد مبتحبهوش و دا عشان انت كنت بتتسلي، و حتى حلا دي اتجوزتها ليه و ازاي اصلا علاقتك بحاتم ازاي بقيت؟
-حلا بالنسبالي كانت لحظة و عديت، أنا معرفتش احب يا ديمة
-و انا كنت واحدة هبله و عجبك فيها أنها عندها خوف و رهبة من اللي حوليها
امسك تيام بكفها و قال:.

-انا بحبك في كل حالاتك، حتى خوفك، وقت لما كنت بحس انك واثقة فيا و حاسه بالأمان معايا، كنت بكون عايز اقولك على كل حاجه
-مش قادرة اصدقك يا تيام، اي اللي يخليك تحبني انا مثلا يمكن هما كانوا أفضل و اللي غير حلا و تالين، كله كدب انت خليتني اعيش وهم كبير اوي
-مش هطلقك اديني فرصة و اوعدك اني مش هكدب عليكي
ضحكت ديمة بسخرية و قالت:.

-بجد، طب انا حبيبتك بدون اي حاجة مطلبتش منك أنك تتغير، و حتى صبرت كتير على أي حاجه بتعملها و كنت مستعدة اعمل اي حاجه عشانك و في الاخر كان وهم، مخطط لقائنا، كنت ناوي تفضحني و تسوء سمعتي
تنهد تيام و قال:
-و تيا و سليم؟
-ما قولتلك ابوهم مات
-و مين قالك اني هسيبك، أنا مستعد اجبرك تعيشي معايا بالعافية و كمان ممكن اوريكي أسوأ حاجه لو تحبي
ديمة بصدمة:
-بجد هو بعد كل دا ليك عين تهددني.

-ديمة انا نسيت اني كان ليا أم و مسحتها من حياتي، بلاش تشتري عدوتي لأن وقتها هنسي اني حبيبتك
نظرت ديمة إليه بعدم استيعاب فهو يقوم بالتهديد رغم ما يفعله و أخذت ذلك الدفتر الذي أخرجه و ذهبت من أمامه، ذهب خلفها و قال:
-ديمة تحذيري مش هيتكرر تاني، اختاري حبي لأن كرهي وحش اوي.
التفتت ديمة إليه و قالت بحيرة:
-حس لمرة واحدة انك فعلا غلطان و تستأهل اي حاجه، أنا مش هقدر اكمل معاك بالنسبالي الموت ارحم.

-يبقى مراسم الدفنه عليا
سقطت الدموع من عينها و قالت بصوت متحشرج ياااه لدرجة دي
-انا مستعد اعمل اي حاجه عشانك بس تفضلي معايا
-أفضل مع واحد عيشني في هم و كنت تحت رحمته اصلا و هو عامل انه بيحبني، تيام انت خدعتني و أنا مش هعرف اسامحك.
فتح إليها باب السيارة و قال:
-اركبي
نظرت ديمة إليه باستياء و دلفت إلى السيارة في صمت.

خرجت مرام إلى الحديقة فذلك اليوم مر عليه في رتابة و ملل، فهو لم يغادر مكتبه من الصباح و هي كانت تعمل على بعض القضايا في غرفتها، رأته يجلس و هي يستحي فنجان من القهوة، اتجهت إليه و جلست بجواره قائلة:
-حيدر
انتبه إليها و اجابها قائلا:
-نعم؟
-هي هنا هترجع امتي؟
-مش عارف لسه، ليه؟
-عادي بسأل
صمت حيدر و عاد لوضعه و كأنها غير موجودة، فقالت بضيق:
-حيدر هو ينفع تركز معايا شوية و تعتبرني موجودة.

-مرام هو انتِ ليه مش عاجبك حاجه؟
-مش الفكرة بس انا قاعدة معاك و انت متجاهلني
-و انا هعمل كدا ليه؟
-معرفش اسأل نفسك
تنهد حيدر و قال بهدوء:
-بصي يا مرام انا مقدر ظروف جوازنا و مش مطلوب منك تعملي اي حاجه و انا مش مطلوب مني أسألك على حاجه، و خلال فترة جوازنا انتِ من ضمن مسؤولياتي
-انا همشي عايزة اقعد في بيتي
-مش شايفه انك اكبر من كدا، و بعدين بلاش تخلي اللي حواليكي يتكلموا كتير.

صمت مرام و ضغطت على شفتها بضيق و قامت قائلة:
-انا هدخل اكل، تأكل معايا و لا دي ضمن الاتفاق؟
قام ليقف مقابلا اليها بطوله الفارغ فرفعت نظرها إليه منتظرة رده، سحبها من معصمها ليقربها منه و قال بصوت اجش مرام اعرفي اني مش عيل عشان تتكلمي معايا كدا و قولي اللي انتِ عايزاها على طول
أفلتت ذراعه منه و قالت:
-مش عايزة حاجه، أنا بكلمك عادي و طالما مضايق مش هتكلم معاك تاني.

التفتت لتذهب و لكن شهقت بصدمة عندما حملها، و قالت باقتضاب:
-نزلني
-هو محدش علمك انك متمشيش غير لما اللي بيتكلم يخلص كلامه
اشاحت نظرها بعيدا عنه و قالت:
-عادى كنت أنا خلصته
دلف حيدر إلى الداخل و انزلها قائلا:
-قولي لحد يحضر الاكل طيب
-ماشي
صعدت ديمة إلى الغرفة دون إلقاء التحية عليها، تسألت أسيل باستغراب:
-هي الهانم داخلة بتخانق دبان وشها ليه؟
زفر تيام بضيق و قال:
-قولت كل حاجه و ياريتني ما قولت
أسيل بسخرية:.

-منتظر اي منها يعني و بعدين انا عايزة اعرف انت متمسك بيها ليه؟، ما تتجوز اي واحدة، و لو على العيال هتاخدهم منها بس بالقانون و قرار لطيف كدا من دكتور أو المستشفى اللي كانت فيها و تثبت أنها مجنونة و خلاص
نظر تيام إليها بحيرة و قال:
-انا بحبها يا أسيل، هيبقى صعب اعمل دا معاها
رتبت أسيل على كتفه و قالت:.

-يبقى هي هتسيبك و تاخد عيالها و تعيش حياتها عادي، تفتكر ديمة هانم هترضي تكمل معاك بعد ما عرفت كل دا، حاولي معاها تأني و لو منفعش يبقى عرفها انها ملهاش لازمة أصلا.
ابتلعت ديمة ريقها و مسحت دموعها بهدوء و دلفت إلى الغرفة بعد استماعها لحديثهم.

دخلت إلى المرحاض و تمددت بداخل البانيو و تركت المياه تسيل عليها و اختلطت دموعها فهي تشعر بأنها تشاهد كابوس و لم ينتهي بعد، لا تصدق بأن تلك تكون شقيقتها، بأن من احببته قام بخدعها كما فعل الجميع.
دخل تيام إلى الغرفة و عندما وجدها فارغة و استمع إلى صوت المياه ينبعث من الداخل، شعر بالقلق و اتجه ليفتح الباب و قال بصدمة:
-ديمة
لم يجد منها إجابة قفل المياه و جذبها من داخل المغطس و قال بغضب:.

-اللي انتِ بتعملي دا؟
سعالت ديمة بشده و بدأت بالتقاط أنفسها و قالت:
-و أنت مالك؟ بلاش تمثل لاني مبقتش اصدقك
-طب غيري هدومك عشان متبرديش
اوصدت عينها و نفخت بضيق قائلة ملكش دعوة بيا و انا فضلت على ذمتك فهو عشان عيالي لكن أنت ميت بالنسبالي
دفعها ليسند ظهرها على جدار الحائط و قال:
-لحد دلوقتي كلامي معاكي بالذوق
-و بعد هتعمل اي؟ هتضربني و لا...
قطعها تيام قائلا:.

-معملتش كدا من الاول فمش هاجي اعملها و انتي ام عيالي يا ديمة
صمتت ديمة و اشاحت وجهها بعيدا عنه و قالت:
-لو سمحت سيبني لوحدي
زفر تيام بحنق و ذهب ليتركها كما طلبت و عندما خرج من الغرفة وجد أسيل أمامه فقالت:
-الهانم نكدت عليك طبعا، سيبك منها و تعال معايا.
نظر تيام على الغرفة بسئم و كان مازال يشعر بالقلق عليها و قال:
-عايز ابقى لوحدي يا أسيل و خلينا متفقين ان عندها حق
أسيل بتهكم:.

-حق اي بس هو مين كان هيوافق يتجوز من واحدة مجنونة و يخلف منها دا انت عملت فيها جميل
استمع تيام لصوت أتى من الداخل، فدلف مسرعاً ليرى ما الذي حدث بالداخل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة