رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني
-مش هقدر اقولك
ديمة بتساؤل: -ليه؟ و بعدين هو اتبرع مقابل اي؟
-مقابل انك تعيشي، و مش هقدر اقولك اكتر من كدا
رتبت ناهد عليها و قالت بابتسامة: -مش مهم يا حبيبتي الدنيا فيها ناس كتير كويسه.
فتحت مرام له و قالت: -اتفضل
نادر باستغراب: -مرام في اي؟ بجد قلقتني
جلس و انتظر ما ستقوله، نظرت له مرام و قالت: -تيام راح فين فجأة اختفى و روانا مش جايبه سيرة
-بتسالي ليه؟
مرام بقلق: -مش مرتاحة لناهد ام ديمة خالص يا نادر حاسه ان وراها حاجه، معرفش ممكن تكون اي الصراحة بس اي اللي يخلي واحده تيجي بعد العمر دا و تدور على بنتها.
تنحنح نادر متنهداً و قال: -معرفش تيام فين و بالنسبة لناهد ام ديمة فاللي اقدر اقوله خدي بالك منها
مرام بتعجب: -ليه؟ اكيد انت تعرف حاجه
-مرام في حاجات مبتنفعش تتحكي، يعني عدم معرفتها أفضل
تنهدت مرام باستياء و دفنت وجهها بين كفيها و قالت: -انا لازم افهم، بجد ديمة مش هتستحمل انها تتصدم في حد تاني.
قام نادر من مكانه و ذهب ليجلس بجوارها، و امسك يداها و قال: -مرام في حاجات لما بتكون بعيده بتكون أفضل و بعدين دي امها
نظرت له مرام بعدم تصديق فهو بالتأكيد يخفى شئ و قالت: -برضو مش مرتاحة، و بعدين تيام راح فين؟ ديمة سألت عنه ازاي اختفى فجأة كدا
تنهد نادر فهو لا يعرف أين ذهب و لكن فتلك هي عادته فتيام يترك الجميع يحترق خلفه و يذهب...
سحبت مرام يداها و قامت تقف و قالت: -انا هدخل البس عشان هنزل اروح لديمة، وصلني في طريقك
قام نادر و امسك يدها ليجعلها مقابلة له و قال: -مرام انا...
قطعته مرام و قالت بجدية: -عارفه عايز تقول اي بس مش هينفع
حاوط وجهها بكفه و أخذ يمرر انامله عليها برقه و قال: -بما انك عارفه.
تنهدت مرام و أبعدت يداه عنها و تراجعت للخلف و قالت: -انا مش هخون ناس دخلت بيتهم يا نادر دا ضد مبدئي، يمكن لو مكنتش متجوز كانت اتغيرت حاجات كتيره
-انا و روانا وجودنا مع بعض ملهوش لازمه
-روانا كويسه جدا يا نادر ممكن تكونوا محتاجين فرصه تانية، بس من فضلك بلاش تعمل معايا كدا، قربنا مش هيفيدنا بالعكس هيدمر اللي حوالينا اولهم مراتك و ابنك.
نادر بتعجب: -أي الضمير الزيادة دا؟
-مش ضمير بس انا مش هدخل مع راجل في حياته واحدة غيري و لا هظلم حد عشان نفسي و باللي انت بتقوله هظلم روانا و زين و انا مستحيل اعمل دا؟
-انا بحبك يا مرام
تنهدت مرام بسئم و اوصدت عيناها و بعد ذلك قالت: -بلاش تصعب كل حاجه و الحب مش كلمة و خلاص، هتقدر تبعد عن ابنك و يكبر من غيرك، و روانا ذنبها اي تجرحها بالطريقة البشعة دي
صمتت مرام و نظرت إليه و اردفت: -نادر انا فعلا مش هقدر
-تمام يلا عشان منتاخرش.
كانت ديمة مازالت تشعر بالحزن فهي كانت تتمنى أن تجده هو بجانبها، فهي تتذكر خوفه و قلقه عليها و هي بين الحياة و الموت و لكن ترددت في عقلها تلك الجملة التي سمعتها و لكنه أتى بها إلى المستشفى...
قطعت ناهد أفكارها قائلة: -حاتم جي يا ديمة
لم تنبه ديمة لدخوله فهي كانت في عالم آخر بعيدا عنهم و رددت طيب
تنهد حاتم و قال: -أي يا ديمة مش ناويه ترجعي بقا، عندنا شغل كتير اوي
-هرجع، هو الدكتور قال هخرج أمتي؟
-كمان يومين يا حبيبتي و هتقعدي عندي
نظرت ديمة إليها بتعجب و قالت: -لا شكرا انا اتعودت ابقى لوحدي
-سيبيها على راحتها يا مدام ناهد و بعدين انا و مرام هنبقي جنبها
ابتسمت ناهد و قالت: -عارفه
نظر حاتم إلى ديمة و بعد ذلك قال: -قبل ما يحصل كدا كنت عرضت علي ديمة الجواز و دلوقتي بكرر عرضي تاني بس قدام حضرتك
تفاجأت ناهد و قالت بدهشة: -بجد؟ اكيد موافقة مش هلاقي لبنتي أفضل منك، انتي اي رايك يا ديمة؟
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بحزن: -تمام موافقة...
طرقت مرام الباب و دخلت قائلة: -حاتم جيت أمتي؟
-يعني من شوية و في خبر حلو ديمة هتبقى تقوله ليكي، انا هستاذن عشان عندي شغل
عندما خرجت ناهد من الغرفة سألتها مرام بدهشة حاتم ازاي يا ديمة؟
-عادي من حقي اعيش حياتي
-تيام كان موجود بس فجأة اختفى
ديمة بسخرية: -بجد؟ خلاص هو مش فارق معايا زي ما انا مش فارقه معاه.
-يا ديمة بلاش تهور لو سمحتي و بعدين لازم نفكر شوية الجواز مش لعبه
ديمة بانفعال: -مش عايزة اتكلم في حاجه من فضلك يا مرام
تنهدت مرام و قالت: -فريد بيقول في ورق تخطيطي لمقبرة آثار هو عايزه و طبعا معرفتش اقولك غير دلوقتي
ديمة بتفكير: -انا عايزة اعرف أي علاقتي بتيام؟
مرام باستغراب: -يعني.
-تيام هدد بابا بحاجه ساعه المستشفى و هي قالت إن في خيانة بس مش مصدقة اكيد في حاجه تانية، و سمعت حد بيكلم تيام و بيقوله أقتلها
مرام بذهول: -دا بجد!
-اها و مش هسكت غير لما اعرف الحقيقي و بما ان المقبرة دي كلهم عينهم عليها فأنا عايزة اوصلها
-الورق دا مع حيدر و انتي عارفه انه حيطه سد، دا لو مشكش في حوار الألماس و اننا اللي وراها.
-اللي وراها فريد احنا ملناش علاقة و بعدين برضو انا لما كلمت تيام أنقذت حياتهم
مرام بتهكم: -لا يا اختي انتي كلمتي تيام عشان بتحبي و اكيد مكنتش هتفرحي لو حصله حاجه...
نظرت لها بضيق و أدارت وجهها الجهة الأخرى و قالت بزمجرة: -خلاص يا مرام لاني بجد زهقت من حوار تيام و مش بمزاجي
طرقت روانا الباب، و دخل زين راكضاً و هو يمسك بباقة من الأزهار و قال بابتسامة: -ديمة.
ابتسمت ديمة و فتحت ذراعيها فهرول إليها مسرعاً و قال: -وحشتني اوي، ، انا كنت خايف يحصلك حاجه...
تنهدت روانا و قالت: -صمم انه يجي انهاردة عشان يشوفك
-تيام اختفى راح فين يا روانا
فجأتها مرام بسؤالها الصريح، فتغيرت ملامحها فهو استعداد وعيه و بدأ يتحسن و قالت: -عنده شغل
ديمة بذهول: -بجد؟ تمام ابقى اعزمي على فرحي أن شاء الله
روانا بتعجب: -فرحك؟!
-اها هتجوز انا و حاتم.
بقيت روانا في المنتصف و كأن تم حشرها في زاوية فهي لا تستطيع أن تقول شئ فمن ناحية تيام الذي أكد عليها عدم البوح و ديمة التي تنوي على العناد و تظنه تركها من أجل سيا...
حامد بعصبية: -يعني الباشا راح فين يا هانم؟
نادية بدهشة: -حامد انا معرفش حاجه و بعدين ما عيالك عندك اسألهم
-بجد هو تيام دا مش ابنك
-ابني مش عايش معايا في نفس البيت اصلا و لا حتى اعرف عنه حاجه و بعدين مش سعادتك اللي بتاخد كل القرارات
كتم حامد غضبه و قال: -اسألي روانا، و حاولي تعرفي لاني بجد مش هستحمل تافهته اكتر من كدا، انا ضاع مني الماس بملايين و حضرته مش فاضي غير لبنت ملهاش ستين لأزمة...
نادية بتساؤل: -قصدك على ديمة اللي كانت بتشتغل عنده صح؟
-اها.
ذهبت مرام إلى المكان الذي ارسله إليها فريد لكي يقابلها، تعجبت و اتجهت إلى سيارته و طرقت الزجاج قائلة: -فريد
فتح فريد الشرفة و قال: -اركبي
-انزل انت، و قول الكلمتين اللي عندك
عقد حاجباه و نزل من السيارة و قال: -حيدر قفل عليا كل الطرق و خايف يكون عرف ان انا اللي خدت الألماس و كنت عايز اقتلهم
مرام باستغراب: -و انا مالي بالحوار دا؟ انا مليش علاقة بحيدر دا نهائي تمام.
-لا ما انا مش هشربها لوحدي يا مرام و بعدين دي فيها رقبتي
تنهدت مرام بضيق و قالت: -تمام يعني عايزاني أعمل أي؟
-بصي هنلوي دارع حيدر
مرام باندهاش: -و اي بقا الحاجة اللي هتلوي دراعه
أغلقت مرام عيناها بفعل كشافات السيارة التي صوبت تجاههم و قالت بارتباك: -أي دا؟
حاوطهم العديد من السيارات فعلمت بأنها لم تستطيع الهرب...
نزل حيدر من سيارته متباهياً ببدلته السوداء و هندم ملابسه و اتجه إليهم بخطواته التي دقت الرعب في قلوبهم و قال: -الزبالة هيفضل زبالة...
شعرت مرام انها لا تستطيع التحدث أو الدفاع عن نفسها فهي بالتأكيد سوف تصبح من الأموات خلال ثواني
فريد بتبرجل و تلعثم: -ح. حيدر. انت ب. بتعمل اي
-بقا انت بتخوني و عايز تقتلني، و لا جايب دي عشان تفكرلك يا حمار
فريد بخوف: -حيدر انا عارف اني غلطت بس...
نظرت مرام بدهشة على فريد الذي كان يرتعش من الخوف فهي لم تتوقع بأنه جبان لهذه الدرجة
فاكمل فريد برجاء: -اللي هتطلبه هنفذه بس بلاش تقتلني...
حك حيدر طرف ذقنه ببرود و قال: -الخائن لو عاش بيتنمرد و لما بيتنمرد بيفكر انه قوي
-فكر كويس يا حيدر انت برضو هتغلط لو قتلتني...
كانت مرام لا تستطيع استنتاج ما سيفعله بيهم فهو يبدو مريب أكثر من اللازم، شعرت بسيلان دموعها على وجنتها...
و فريد كان ينتظر ما سيقوله فهو لا يريد أن يقتل و يعلم بأنه لم يستطيع الوصول لاحد...
نظر لهم حيدر فهو يعلم مدى خوفهم الذي كان يقتلهم رعباً، و قال:.