رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون
نظر إليها فهو لا يعلم ما الذي يفعله معها و مين هؤلاء الأطفال هل قامت بخيانته و هربت من أجل ذلك.
افسحت إليه الطريق ليدخل و أغلقت الباب و لكنها كانت تشعر بتسيب مفاصيلها بالكامل و قالت:
-بما انك وصلت هنا تبقى عرفت كل حاجه
تيام بسخرية:
-عرفت اي اني اصحى من النوم الاقيكي مشيتي دا سببه اي
ابتلعت ديمة ريقها و قالت:
-قولتلك طلقني، يعني مكنتش عايزة اكمل معاك وقتها
-و أي السبب عشان مين؟
تنهدت ديمة باستياء فهو يقرر اتهامه إليها من جديد و قالت:.
-عشان عيالي يا تيام اللي المفروض انت ابوهم، و لو مش مصدق روح اعمل DNA
تيام بدهشة:
-نعم عيالي ازاي؟
-بجد و اومال انا جبتهم ازاي؟ راجع نفسك كدا و انت تعرف، لما خدتني عشان أسقط ضحكت عليك و احتفظت بهم و اتفقت مع الدكتورة و مشيت لاني كنت في الشهر التالت و كنت عارفه انك مش عايز و دا غير اتهامك ليا بالخيانة
صاح تيام بها بعصبية:
-انتي بتقولي اي؟
-الحقيقة، تيام انت ممكن تمشي من الباب دا و انا هعتبر انك مجتش و متخافش ولادي هيتربوا احسن تربية سواء كنت موجود و لا؟
في تلك اللحظة قامت ديمة بتصعيب كل شئ عليه فهو رأي أطفاله لأول مرة كالغريب و الآن يجب عليه أن يقبل بالأمر عنوة...
ابتسمت ديمة ساخرة و قالت:
-ساكت ليه؟، مش مضطر على فكرة انك تعترف بيهم هتبقى بالنسبالهم ميت و متقلقش مش هيعرفوا
امسك بذراعها و قبض عليه بقوة و قال بغضب:.
-انتي مستوعبة اللي بتقولي، يعني خدعتني و كمان بتحطيني قدام أمر واقع
-في ايدك تختار
تركها دافعا اياها بضيق هدخل اعملك قهوة
دخلت إلى المطبخ و اجهشت بالبكاء، تمنت معانقته و أخذها بين أحضانه و لكن لم يفعل ذلك فهو يقوم بمعاتباتها على فعلته هذا ما أهمه...
كان تيام يقف مكانه لا يدري ما الصواب، قادته قدماه إلى غرفتهم و أسند ظهره على الجدار ليرقبهم أمامه، لاحظت تيا وجوده فذهبت إليه و مدت يدها الصغيرة تريده مصافحته...
ابتسم تيام إليها و انحني على ركبتيه و صافحها و بعد ذلك حملها و ضمها إليه مقبلا جبينها، وقتها كان يشعر بشعور لم يعهده من قبل رغم غضبه من حدوث ذلك...
و بعد ذلك انزلها برفق و قال:
-كملي لعب...
ذهبت تيا و أحضرت لعبتها و اعطيتها له، اما عن سليم فهو لاحظ للتو و اتجه إليه و لكن تيام تقدم في خطواته ليقترب منه و حمله بين ذراعيه ليقبله بحنو و بعد ذلك أنزله
التفت فوجد تيا واقعة على ظهرها و مدت يدها له، قطب حاجبه باستغراب
-عايزك تقومها يعني، التف تيام إليها و نظر إليها ببرود قتلها، و امسك بيد تيا ليقومها و بعد ذلك خرج من الغرفة...
ذهبت ديمة خلفه، التفت تيام إليها و قال بعصبية:.
-حقيقي آخر واحدة انتظرت منها دا
-و انا عملت اي؟ انت مكنتش عايز بس انا كنت عايزة و بس كدا و زي ما قولتلك...
قطعها تيام عندما سحبها من معصمها ليقربه منها و حاوط بيده الأخرى خصرها و قال:
-دورتي عليكِ كتير، ليه عملتي كدا و مشيتي و سيبتني؟
-انت السبب و بعدين...
قطعها ملتهماً شفتيها بشوق، اوصدت عينها لتبادله تلك القبلة
ابتعدت عنه و قالت:
-أي قرارك؟ و قبل أي حاجه تخص تيا و سليم انا عايزاك تطلقني...
-أطلقك؟
-اها طلقني، و زي ما قولت عايز تعترف بعيالك تمام مش عايز انت حر
كان يصعب عليه تصديق حديثها فهي بعد كل ذلك تريد الطلاق هي من تركته و رحلت
تيام بدهشة:
-بجد؟ يعنى مشيتي من نفسك و كمان ضحكتي عليا و كمان انتي اللي مش عايزاني
-تيام انا دلوقتي عندي عيال و مستعدة اعمل اي حاجه عشانهم و على فكرة انا مش هطلب منك حاجه يعني حتى لو عايز تعتبر انه محصلش فعادي، بس طلقني بما انك عرفت كل حاجه
-لو طلقتك هاخدهم منك.
-نعم؟ و انت فاكر اني هسيبهم، انسى يا تيام و عايزة اقولك ان لو حد لمس شعرة واحدة من عيالي هندمه علي اليوم اللي اتخلق في...
قبض على ذراعها بقوة و قال:
-انا هوريك انك مش هتعرفي تعملي حاجه و حوار هروبك دا انا مش هعدي و أما بالنسبة ليهم فتكوني معاهم يا تسيبهم...
غادر تيام بعد ذلك فهو كان يشعر ببركان يغلي بداخله و هي تطلب منه الطلاق بهدوء و لكن لم يدعها و سوف ينتقم منها على ما فعلته...
بسطت يدي على قلبي بعد ذهابه أشعر بالخوف عليهم فأنا أعلم لحد الان بأنني لم أرى شئ منه و لكن لم ادعه ياذيهم و لكن شعور الاستهزاء راودني فمن الواضح هو لا يعلم عني شئ...
فلاش باك
حاتم بتساؤل:
-ديمة انا نفذت كل اللي طلبت و كل أملاك ناهد بقيت ليكي بس انتي لحد دلوقتي مقولتليش هنعمل
-هنكمل مسيرة ناهد يا حاتم
حاتم بتعجب:
-نعم لا طبعا، ناهد كل شغلها مش سألك و كله كان من تحت الترابيزه و دخولك لدائرته خطر.
-حاتم انا عارفه انا بقولك اي كل حاجه زي ما هي مفيش حاجه هتقف
-ناهد كانت قوية و.
-متقلقش ناهد كانت قوية بس انا تفكير أقوى و أذكى
-ديمة أرجوكي فكري انتي، خصوصا انك حامل و بعد كام شهر هيبقى في أطفال في مسئوليتك و غير انك لحد دلوقتي على ذمة تيام اللي ميعرفش حاجه
-لو سمحت يا حاتم بلاش نقاش كتير...
مالك باستغراب:
-اختي مين؟
لم تكن الدهشة على مسمع مالك فحسم فقد اندهشت تالين هي الأخرى فالطبع لم تصدق بأن حيدر سيتجوز مرة أخرى.
تنهد حيدر و قال:
-مرام
-و حضرتك تعرف مرام منين؟
-تيام جوز صاحبتها يبقى اخويا و غير أن كان في شغل بينا
نظر مالك إلى مرام ليجدها صامته و أحس بأنها تعلم ذلك من قبله و قال:
-بس انا مش فاهم حاجه يعني و بعدين انا معرفش حاجه عنك
-عايز تعرف أي؟
-كل حاجه عشان اطمن عليها.
-عندي 38 سنه، جراح بس حاليا مش بشتغل في مهنة الطب، و رجل أعمال، كنت عايش في إيطاليا لأن والدتي الله يرحمها كانت إيطالية، و كنت متجوز بس أطلقنا من خلال 19 سنه و عندي بنت عندها 19 سنه...
تردد مالك و ظهر ذلك على ملامحه فبذلك هو لديه حياة أخري و قال:
-و دا مش هياثر عليها في حاجه
-لا و بعدين مرام كبيرة و تقدر تأخد قرارها بنفسها
نظر مالك إليها و قال:
-رايك يا مرام
-موافقة
مالك بحيرة:
-متأكدة؟
-اها.
-طب ممكن نمشي بقا
-مش لما نتكلم في التفاصيل الأول
مالك بتساؤل:
-و اي هي؟
-الفرح،؟
أجابت مرام سريعا و قالت:
-هيكون كتب كتاب عائلي
استغرب مالك من تسرعهم و قال:
-طب الميعاد اتحدد و لا؟
رد حيدر بجدية:
-لا لسه اكيد بس يفضل يكون في أقرب وقت، ممكن نهاية الأسبوع...
علمت ديمة بخبر زواجها من حيدر و قالت بتعجب:
-حيدر اي يا مرام انتي مجنونة
-هعمل اي يا ديمة، كنت حامل منه
شهقت ديمة بصدمة:.
-كان حيدر ازاي يا مرام و بعدين حتى لو ليه تتجوزي؟
-عشان اكيد عمي قال لمالك اني جوازي من حسن كان كتب كتاب بس و ان محصلش حاجه و اكيد هو من كتر التفكير قال علي العريس دا غير زن رنا و انا قررت امشي بس كنت هخذله مالك فعلا بيعاملني كويس
-قرار صعب اوي و حيدر مش شخص سهل
-عادي هما ست شهور و هيعدوا المهم هتيجي و لا؟ وحشتني
-هحاول اجي بس انا في مصيبة تيام عرف
مرام بصدمة:
-بجد طب و عمل اي؟
-معرفش اديني منتظرة...
ثائر بدهشة:
-نعم يعني انت عندك عيال؟
-لا و مش واحد دول توأم
ضحك ثائر و قال:
-بتهزر صح؟ يعني ديمة ضحكت عليك
تيام بضيق:
-أي المضحك يعني؟ والله العظيم لأوجع قلبها
-و هتعمل اي؟
-هتجوز
قطب ثائر جبينه بتعجب و قال:
-تتجوز؟ و مين بقا و بعدين انت كدا هتبقى بتدمر علاقتك بيها نهائي
-دي طالبة الطلاق يعني بعد دا كله و هي اللي عايزة تطلق بس والله ما هريحها...
-تيام بطل الاستخفاف دا و بعدين الجواز و الارتباط دا مش لعبة...
نظر له تيام بعدم اهتمام و امسك بهاتفه و انتظر ردها الذي أتاه سريعا فاضية؟
ابتسمت رزان و قالت:
-و حتى لو لا أفضى عشانك
-هبعتلك الlocation
أغلق معها و نظر إلى ثائر الذي كان يرمقه بتعجب و قال:
-مفيش واحدة اتخلقت تقدر تعمل كدا و هي اصلا مش فارقة معايا
-انت بس مش مقتنع انها رافضاك و عايز تنطلق منك و اقولك على حاجه بكلمة منها هترجعك
تيام بغضب:
-اقفل الموضوع دا، أنا نازل...
ذهب تيام إلى الملهي و جلس على البار ليأخذ مشروب منتظر قدوم رازن و لكنه تفاجي بوجود ديمة تخرج من الداخل.
و ما يعمله عن ذلك المكان بأن بالداخل غرف سرية ليس الجميع قادر على دخولها و لكن ما الذي ستفعله هي بها.
اتجه إليها قائلا:
-بتعمل اي هنا؟
تراجعت ديمة للخلف بخطوة و قالت:
-احنا وسط ناس يا تيام و بلاش فضايح لوسمحت
صاح تيام بها بغضب غير مهتم بمن حوله بتعملي اي هنا؟
-انت بتعمل اي هنا؟
امسك بيدها و سحبها خلفه ليخرجوا و بعد ذلك دفعها بداخل السيارة و اتجه ليركب و قاد في صمت غير مستمع لما تقوله
انت رايح فين؟، تيام من فضلك خليني اروح، العيال لو
-اخرسي...