قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والثلاثون

-يا تيام والله مفيش حاجه، بس من فضلك خليني اروح
قطعها تيام بغضب: -مش عايز اسمع حسك فاهمة
-طب والله هما لوحدهم.
أغلق تيام هاتفه الذي لم يفصل عن الرن
ديمة بضيق: -هو مين اللي بيرن عليك؟
-ملكيش دعوة...
ضغط على المكابح مرة لوحدة ليوقف السيارة و قال: -انزلي.
نزلت ديمة من السيارة و تعجبت عندما لحق بها، دلفوا إلى الشقة و دخلت لتراهم و بعد ذلك خرجت و قالت: -انا كنت بشوف حاجه
-كنتي بتعملي اي و مع مين يا ديمة؟

-ملكش حق تحاسبني علي فكرة...
دلفت إلى الغرفة و وجدته خلفها و أغلق الباب قائلا بغضب: -كنتي بتعملي اي هناك واضح انك ناسية اني لسه جوزك
اقترب منها و قال: -حقيقي بدأ صبري يخلص
-انت اخر راجل نمت معاه مش دا الأساس من سؤالك، أنا كنت رايحة لسبب متقلقش انا مش زيك
كان ينظر لعيناها و قال: -تمام اوعدك هعرف كل حاجه
هم ليذهب و لكنها أوقفته قائلة: -ماشي بسرعة و مستعجل يعني؟
-مليش مزاج اقعد.

امسكت بيده و اقتربت منه لتضع اناملها على صدره و قالت: -أي مش عايزني
ابعد يدها و قال ببرود: -لا اي واحدة هتقضي الغرض مش لازم انتِ
ابتلعت ريقها بصعوبة و بعد ذلك اعطها ظهره ليغادر و أمسكت بالكوب الزجاج و قامت بكسره ليجرح قدمها، التفت تيام و نظر إليها ليجد الدماء تسيل و قال بدهشة: -انتي مجنونة؟
-وقعت غصبن عني
اتجه تيام إليها و حملها برفق و اجلسها علي الفراش و قال بضيق: -بجد مش فاهم بتفكري ازاي؟!

انحني ليجلس أمامها و رفع قدمها قليلا ليخرج شظايا الزجاج التي دخلت بها و قال: -عندك مطهر؟
-في الدرج
قام تيام و احضر المطهر و الشاش الطبي من الدرج و قام بضميد الجرح إليها، فقامت ديمة و قالت: -ممكن تفضل هنا يعني لو معندكش حاجه
فتحت الخزانة و أخذت قميص لها لتبدل ملابسها، كان يلاحظ تغير أفعالها و كأنها واحدة اخري.

فتحت سحاب فستانها و خلعته و بعد ذلك أكملت خلع باقي ملابسها بالكامل و ارتديت ذلك القميص القصير الذي أخرجته، التفتت لتجده مازال مكانه فقالت: -هتصورني
-أول ما ننزل مصر هطلقك، اكيد مرام قالتلك
ابتسمت بسخرية و قالت: -طب ما تخليها دلوقتي، على الأقل تبقى عملت حاجه و كملتها للآخر
-من الواضح أن المدة قصرت فيكي كتير
اقتربت ديمة منه و قالت: -ازاي؟
-مش مهم، تصبحي على خير
حاوطت عنقه و قالت بخفوت: -تيام
-نعم...

-هو عادي كدا، يعني لدرجة مش فارقة معاك...
ابعد يداها عنه و قال: -لا مش فارقه و بعدين انتي بتعملي اي؟ ديمة خليكي واخده بالك انك مراتي لحد ما نطلق و بعد كدا انتي حره
شعرت بالحزن و القهرة فهي ليست تشكل اي فارق معه و يريد تركها بكل سهولة ما يهمه هو جعلها تعاني على ما فعلته و قالت: -طيب يبقى احسن، ابقى خد الباب في ايدك بقا.

أعطيته ظهرها لتتجه إلى الفراش فهو قام بحرق دمائها بطريقة كافية بالنسبة لها، أمسك بذراعها و سحبها إليه و ضمها إلى صدره مستنشق رائحتها التي يعشقها.
حاوطت عنقه و دفنت وجهها في صدره قائلة: -خليك معايا بلاش تمشي انهاردة
ابتعدت عنه لترى رده على ما قالته و قالت: -ما ترد طيب؟

-مش لازم ارد يا ديمة و انتي لما تقدمي مبررات وقتها أبقي ارد عليكِ و لما انتي عايزاني أفضل معاكِ طلبتي الطلاق ليه؟، عايزة تتكلمي هسمعك غير كدا لا
رفعت كفيها لتحاوط وجه و قالت: -يعني انت مش عايز تفضل معايا...
قربت شفتيها لتلمس شفتيه بحب، ابتعد عنها قائلا: -هننزل مصر كمان يومين، عشان اكون خلصت اللي ورايا هنا
ديمة بضيق: -صحيح هو اي حوار رازن دا؟
-حاجه متخصكيش.

رفعت إحدى حاجبيها بغضب و قالت: -بجد ما طبعا محدش يعرف انك متجوز و عندك عيال
-ابقى قولي
غادر تيام و تركها تأكل بنفسها، ركلت الأرض بقدميها قائلة: -ماشي يا تيام...

عندما كانت تمر الساعات كان يزداد خوفي فمن داخلي لا أريد بأن اتجوز من شخص كهذا و لكن لم يكن امامي حل آخر لا أريد أن اخذل مالك، على الرغم من انه لم يكن مقتنع بذلك الزواج و يشعر بأن به شئ غير عادي و لكني حاولت أن اجعله يصدق بأنني معجبة به و حقا اريد هذا الزواج...
أجابت على الهاتف قائلة: -اسفة مكنتش سامعة التليفون.

نعم حينها لم رأي حتى فهو كان بعيدا عني و انا كنت مشغولة بالحديث مع مالك في محاولة لإقناعه
-عادي يا مرام، اخوكي قال حاجه و لا؟
-لا عادي
-تمام، أنا هجهز كل حاجه و الفرح هيكون في المزرعة حاجه بسيطة زي ما طلبتي و هنستني لآخر الأسبوع عشان تيام و ديمة
-هي تيام عرف مكان ديمة
-ما انتِ اكيد عزمها
-اها اكيد.

لم ترى ديمة رزان طوال اليوم و ذلك جعلها تشعر بالغيرة فكان لا يمر اليوم الا و تذهب إليها.
كانت تفتح الباب مسرعة و لكنه خاب أملها عندما وجد والدها و ليس رزان و قالت: -اتفضل
-مجتيش الشغل ليه؟
-هنزل مصر عشان أحضر فرح مرام
-و تيام
-عرف كل حاجه ناقص نطلق بس
مراد باستفسار: -و عرف ان الولاد دول عياله
-ايوه
-طب انا هاخد اجازة و انزل معاكي.
-لا يا بابا انا تمام و بعدين بلاش تسيب شغلك.

-طب لو عايزة تسيبي تيا و سليم هنا يبقى أفضل، أنا قلقان عليهم منهم
-تيام في الأول و الآخر ابوهم و...
قطعها مراد قائلا: -و أهله كفايه ابو يا ديمة و بعدين لسه محدش يعرف منهم
-محدش يقدر ياذي حد منهم
رتب مراد على يدها و قال: -طريق أمك نهايته مش حلوة و عيالك صغيرين و محتاجينك
-أنا...

-أنا عارف كل حاجه يا ديمة و بعدين كل أملاك أمك من حقك بس شغلها لا، و متنسيش جوزك لأنه ميعرفش حاجه و الله اعلم اي هيكون رد فعله وقتها...
ذهب مراد بعد أن قضى بعض الوقت مع احفاده و كان قد تركها لأفكار تأتي بكل ما هو سيء، و لكن اللعنة عليه فهو حتى لم يحدثها، و بقى هذا الحال على مدة اليومين حتى ظهرت رزان و ذهبت اليها.
-لسه فاكره؟
-كنت مشغولة في الفيلم
-عشان تيام.

-والله عشان الشغل اصل طول اليومين دول كنا مطبقين، صحيح فين تيا و سليم وحشوني
-ناموا من شوية و اصلا انا مسافرة بكرا الصبح عشان فرح صحبتي
-طيب هترجعي امتى؟
-معرفش.
تنهدت رزان و قالت: -تمام يا حبيبتي ابقى طمنيني عليكِ انا همشي بقا عشان هموت و انام
ديمة باقتضاب: -طيب
ذهبت رزان و كانت ديمة منتظرة مكالمته ليخبرها بموعد السفر و لكنه لم يفعل، زفرت بحنق قائلة: -انسان بادر و مستفز بجد، اوف.

امسكت الهاتف لتتصل به و لكن قامت لتفتح و وجدته أمامها فقالت: -يومين
-عندي شغل فيهم، هنسافر الساعة 3 الصبح
-من على الباب مش هتدخل؟
-لا انا رايح لرزان
نظرت له بامتعاض و قالت بضيق: -والله؟ تيام انت حتى مقولتش عايز تشوف عيالك
-الوقت متأخر و زمانهم نايمين
-و هتروح للرزان دلوقتي ليه؟ على فكرة انت لو مدخلتش هقولها انك جوزي
تيام ببرود: -و هنطلق متنسيش دي.

تركها تيام و ذهبت في اتجاه شقة رزان أمام نظرها، صفعت ديمة الباب بقوة و قالت بغضب: -طيب.

فتحت له رزان و استقبلته قائلة بدلال: -خوفت متجيش
قبل وجنتها بخفة و قال: -طالما قولت هاجي خلاص
-تشرب شمبانيا
-اشرب
جهزت رزان إليهم كاسين و جلست بجواره و قالت: -تيام هو انت اتجوزت قبل كدا، محدش اتكلم عن حياتك الشخصية خالص و كل اللي طلع اشاعات
-مرتين الأولى ماتت
رزان بقلق: -و التانيه؟
-عايشه
-منفصلين؟
-شبه منفصلين
-بتحبها،؟
-اها جدا كمان...
أبتلعت حلقها الذي جف و قالت: -اومال ليه سايبين بعض.

-هي اللي سبتني اصلا
-في واحدة تبقى معاك و تسيبك انت...
قطعها صوت الباب و قالت: -هقوم افتح
فتحت الباب و اندهشت عندما رأت ديمة امامها و قالت: -خير يا ديمة في حاجه؟
دخلت ديمة و نظرت إليه لتجده جالس على الاريكة و قالت بعصبية: -هو الباشا مقالش انه متجوز و عنده عيال و لا اي؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة