قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن عشر

تنهدت عائشة و قالت: -متأكدة يا ديمة؟
-ايوه
نزل تيام من غرفته و اتجه اليهم، و امسك بيدها قائلا: -ديمة مش هتروح في حته لو محتاجة علاج تاخده في البيت
رفعت ديمة عيناه لتنظر إليه بدهشة فهي تتوقع بأن الجميع يتركها و قالت: -تيام
نظر إلى عائشة و اردف: -أي حاجه هتحصل هنا و بعدين هي مش محتاجة مستشفى.

تنهدت عائشة و قالت: -تمام انا هكتبلها شوية أدوية كدا و لازم تلتزم و لو حصل حاجه كلموني و تبقى بعيد عن أي ضغط نفسي...
اوصلتها مرام إلى الخارج، التفتت ديمة اليه و قالت: -تيام على فكرة انا.
قطعها محاوطا وجهها بين كفيه و قال: -الكلام خلص انتي شوفي عايزة اي و انا هعمله.
لفت ذراعيها حول خصره و اسندت رأسها على صدره و قالت: -هو احنا مش هنروح؟
-لا هنسافر
-هنروح فين؟
-لامبيدوسا، هنقضي هناك شهر أو اتنين.

ديمة باستغراب: -طب و شغلك؟
-عادي عندي اجازة.
ابتعدت ديمة عنه و قبلت وجنته.

وقف حيدر بجوار نادر و قال: -عرفت ازاي؟
-كنت رايح لمرام البيت و مشيت وراهم
عقد حيدر حاجباه بدهشة: -و بعدين
-حيدر سيبك مني خليك في بنتك و بلاش تشغل نفسك بيا
-مش هحذرك تاني ابعد عنها...
نادر بتهكم: -خير يا حيدر عينك زاغت عليها و لا اي؟
حيدر بنرفزة: -اظبط كلامك يا نادر...
اقتربت مرام منهم عندما شعرت بخطب ما و قالت: -نادر
التفت إليها نادر و قال: -ديمة عملت اي؟
-تمام كويسه، معلش عطلت شغلك بسبب اللي حصل.

نظر لها حيدر بعدم تصديق و حتى نادر لم يجريها في الحوار و ذهب و تركهم
-و كمان كدابة؟
رفعت مرام حاجبياها و قالت: -مش كدابة بس انت اللي مش عايز تقتنع بأن حواري مع نادر منتهي و قاعد تحقق معاه
-ما انتي اللي مبتسمعيش الكلام
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت: -لما تبقى ولي أمري هبقي اسمع كلامك و بعدين انت غريب اوي
-تمام اعملي اللي يريحك بس اعرفي اني...

قطعته مرام و قالت: -مبتهددش تمام و انا مش خايفه منك فخلينا متفقين على كدا
قبض على ساعدها ليجذبها إليه، ارتبكت عندما اصطدمت بصدره و قالت: -من فضلك
-صوتك و انتي بتتكلمي معايا يكون واطي و اسلوبك دا يتعدل
نزعت مرام يدها منه و ذهبت من أمامه لتدخل إلى الداخل و قالت: -ديمة انا همشي
تنهد تيام و قال: -مش هينفع لأنك هتسافر إيطاليا معانا.

اتصلت تالين بنادر قائلة ببكاء: -فريد حابسني في البيت و ضربني، انا بجد مش عايزة اعيش معاه
نادر بزمجرة: -نعم ازاي يمد ايده عليكي، ابن عندك في البيت و لا؟
-موجود تحت مع إخواته...
لاحظت مرام قيام نادر و شعرت بالقلق فوجه الذي وضح عليه الامتعاض لم ينذر بخير و قبل أن تسأل سابقها تيام و قال:
-في أي يا نادر؟
-ابن ضرب تالين بس و رحمة امي لاروح اكسره
سمع حيدر جملته في دخلته و قال: -روح كسره جدع.

نادر بعصبية فقد نفذ صبره من استهزاءه منه و قال: -أسيبه يضرب اختي و اسكت يعني و لا اي؟
تنهد حيدر و قال: -بالعقل
-انت حاطط ايدك في المياه الباردة و ارهنك انه لو عمل حاجه بنتك كان زمانك قتلته بس صحيح تالين تخصك في أي؟

-خلصت...
نظرت ديمة إلى تيام بضيق عندما قال: -خليك انت انا هروح
نادر بإصرار: -دي اختي
زفر حيدر بحنق و قال: -و لا انت و لا هو، انا هروح اجيب تالين و هنا من هناك...
صعدت ديمة إلى الغرفة و هي تشعر بالغضب فما دخله هو بها، لاحظ تيام و ذهب خلفها
-طلعتي ليه؟
-مفيش بس انت مالك بيها؟
-بنت عمي يا ديمة
ديمة بسخرية: -بجد بنت عمك بس
-انتي شايفه انه وضع مناسب للغيرة.

-و هي هتيجي معانا طبعا و المفروض بقا انا اعدي وجودها دا
أمسك بمعصمها و قربها منه قائلا: -انا مسافر عشانك و بعدين هو تغير جو و كل واحد في حاله
ديمة باقتضاب: -انا مش عايزة اسافر خلينا هنا
-مش ضامن اي اللي هيحصل هنا فهناك أمان اكتر، و بعدين الجزيرة حلوة جدا
-و انت روحت هناك؟
-كنت عايش هناك اصلا.

ابتعدت ديمة عنه و عقدت ساعديها و قالت بضيق: -طيب، المفروض نروح على البيت عشان نجهز كل حاجه هناك و بالمرة خلي روانا و زين يجوا معانا، عشان أقعد مع زين حبيب قلبي.

رفع شفتيه جانبا و قال في استنكار: -مش هقولهم و بعدين انا بس اللي حبيبك و متقوليش الكلمة دي لحد تاني
ابتسمت ديمة و قالت: -بتغير عليا
-لا ما انا مش اهبل هغير عليكي من زين اللي عنده خمس سنين بس بقولك عادي
-طيب.

ناهد بعصبية: -انت هتفضل ساكت
-اعمل اي يا ناهد و بعدين انتي ازاي متصرفتيش
ناهد بسخرية: -بجد انا اللي هتصرف يا حامد افهم ابنك مش بيحبها لا دا بيعشقها قدامها حد تاني خالص، مكنتش متوقعه انه هيحبها بس للأسف.

زفر حامد بحنق و قام من مقعده و ذهب ليجلس في المقعد المجاور و قال: -ما هو قال إنه بيحب حلا الله يرحمها
-لا الوضع هنا مختلف يا حامد، تقريبا كدا هننسي الحوار دا اصلي مش هاخدها و الاقي ابنك موتني بعدها.

أبتسم حامد بثقة و قال: -تيام أفضل من يسيب الموقف و يمشي متقلقيش هيزهق منها أو احنا ندور على حل و نبعدهم.

ناهد بتعجب: -أي هو؟ ديمة عارفه أفلامه الزبالة ومكملة معاه عادي اهي و هو يعرف انها مجنونة
-بس ديمة متعرفش كل حاجه عنه
تنهدت ناهد بسئم و قالت: -لما نشوف بس مش مقتنعة بأنها هتسيبه، و بعدين دي لو سابته هتنتحر و مش هنستفاد حاجه، حقيقي معرفش هنعمل اي و انت لازم توقفه عند حده...

وصلوا إلى لامبيدوسا بإيطاليا في صباح اليوم التالي و كان سيف في استقبلهم هناك...

صعدوا إلى الغرف الخاصة بينهم، فذلك المنزل كان واسعاً و به عده غرفة و يطل على ساحل البحر المتوسط.

دلفت ديمة إلى غرفتها بصحبة زين الذي كان يجلس معها طوال الرحلة، دخل تيام و قال:
-روانا عايزاك يا حبيبي
-قولها مش فاضي انا هقعد مع ديمة عشان وحشتني اوي
تيام باقتضاب: -ديمة هتنام عشان تعبت من السفر و انت كمان روح على اوضتك و زمان ماما حضرتلك هدومك.

زين بحزن: -لا انا هنام مع ديمة و هنلعب مع بعض
ابتسمت ديمة و قبلت وجنته مداعبة خصلاته المجعدة و قالت: -طب روح على اوضتك و انا هغير و اجي على طول عشان ننزل نلعب مع بعض واضح ان الجنينة هنا كبيرة اوي.

-اتفقنا
نظر إلى تيام بغضب و قال: -مخاصمك
تنهدت ديمة و قامت لتقف أمامه و قالت: -مالك بقا؟ انا بجد مش مصدقة انك بتغير من زين
-لا مش بغير و بعدين امه موجودة و هنا و عمته عايز اي منك
-انا بحب العب معاه و بعدين دا طفل
-معنديش مانع
اقتربت ديمة منه و لفت ذراعيها حول عنقه و قالت: -بحبك
انحني عليها ليلتهم شفتيها و ضغط على خصرها ليقربها منه أكثر و ابتعد عنها و قال:
-طب اي؟

ابتعدت ديمة عنه و قالت: -هننزل عشان اساعد روانا
حك ذقنه بسبابته و قال: -زمانها نايمه
-احنا لسه جايين و بعدين بليل بقا
حاوط خصرها و بدا بتلثيم عنقها بشوق و قال بخفوت: -كتير بس ماشي
ابتسمت ديمة و قالت: -خلاص بقا
-طب متنسيش تاخدي العلاج و بعدها انزلي
-حاضر
خرج تيام من الغرفة و أغلق الباب خلفه و بعد ذلك قام بالاتصال بوالده قائلا: -خير بقالك سنه بترن ليه؟
-اتجوزتها؟ هخليك تترحم عليها.

ابتسم تيام بسخرية و قال: -أي رايك تخليني ساكت أفضل
حامد بعصبية: -انت خلاص اتهبلت و بعدين اي اللي عاجبك في بنت ناهد المجنونة
كور قبضته و برزت عروقه و قال بغضب: -انسى ان ناهد كان عندها بنت اسمها ديمة و بلاش تخليني افتح عليك نار جنهم
حامد بتهكم: -ما انا خفيت كل حاجه و بعدين ما مراتك هتيجي في الحوار
-لا متقلقش هطلعها و انت طلع الحوار من دماغك عشان انا كمان اسكت و اطلع الحوار من دماغي.

-نتفق، احنا هناخدها و هنفتح المقبرة بالدم
تيام باستهزاء: -دم؟! دا بجد يا راجل دا اخوك مات مقتول بسبب المقبرة دي و ديمة رجلها مش هتدخلها.

-كانت غلط و حظه كان كدا، و انا عملت اللي عليا
-تنسى مراتي هنسي حكاياتك ال
ابتلع حامد ريقه و قال: -مش بتهدد و بعدين انت في الاخر هتزهق و بعدين ما تشوف واحدة تانيه
-هي لعبة؟ اخر كلام عندي معاك و لو لمست شعره منها انتظر رد فعلى
زفر حامد بحنق و قال: -دي مش فارقة مع امها فارقه معاك انت، سلام...
اتجه تيام ليذهب و يتجه نحو الدارج و لكنه توقف عندما استمع إلى صوت ينادي و التفت
-تيام؟
-في حاجه يا تالين؟

اقتربت تالين منه و تركت اناملها تسير على ذراعه و قالت بدلال: -متكلمتش معايا خالص و احنا في الطائرة
-تالين ممكن متعمليش مشاكل لاني بجد مش ناقص
تالين بضيق: -أنا بعمل مشاكل و لا اللي انت اتجوزتها
فتحت ديمة باب غرفتها لتخرج و عندما راتهم تراجعت للخلف لكي تقف و تتمكن من سماع حديثهم و ادمعت عيناها
زفر تيام بحنق و قال: -تالين من فضلك
-اعمل اي لسه بحبك يا تيام
قبض تيام على ساعديها و دفعها داخل غرفتها.

تقدمت ديمة بخطواتها و هبطت دموعها على وجنتها فهي لا تداري ما يفعله معها الان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة