قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون

ابتلعت ديمة ريقها بصعوبة و شعرت بأن الدنيا تدور من حولها و قالت: -فين تيام
ردت بسخرية: -و انتي مالك عابرة منه أي؟
-هو كويس؟
-متقلقيش هيبقى كويس و اول حاجه هيعملها هي أنه يفصل عنك
ديمة بانفعال: -انتي مين و عايزة اي و بعدين انا مراته و.
-جوزك بقاله شهر في المستشفى، عمل حادثة تاني يوم جي في أمريكا، كله بسببك انتي
رمشت بعينها و قالت بصدمة: -يعني أي و ازاي دا حصل و محدش يقولي...

-هو طلب دا طلب مني مقولش لحد لأنه كان عارف محدش هيتهم بالسؤال عنه
-فين عنوان المستشفى، أنا هاجي
-هبعتلك العنوان، و متفتكريش اني عايزاكي تيجي بس يمكن وجودك جنبه يفيده
-انتي مين؟
-ميخصكيش
و أغلقت المكالمة زفرت ديمة بحنق فمن تلك و ألقت بالهاتف و هي تحاول تستجمع نفسها لكي تفكر فيما ستفعله.

و بعد مرور بعض الوقت عليها حدثت ثائر و قالت: -تيام في المستشفى و انا هنزل أمريكا حالا، بس عايزاك تأخد تيا و سليم و توديهم لروانا أو مرام
ثائر بدهشة: -ماله تيام و مين قالك؟
صمتت ديمة لتتذكر تلك الفتاة و قالت بغضب: -معرفش، أنا بس مش لايقه اي رحلة دلوقتي كلهم بكرا
-هنسافر بالطيارة الخاصة، و هاجي أخدهم و اوديهم عند روانا بس مش هجيب سيرة تيام لحد...

قفلت ديمة معه و دخلت إلى الغرفة لتحضر حقيبة أطفالها، و بعد ذلك فعلت المثل لنفسها، و انتظرت قدوم ثائر الذي لم يتأخر كثيرا و غادروا سريعا و بعد ذلك تركوهم عند روانا و تحججت ديمة بأنها سوف تذهب لوالدها لأنه متعب و اقتنعت روانا بحديثها نسبيا، و بعد ذلك ذهبوا في اتجاه المطار ليصعدوا إلى الطائرة...

دلفت أسيل إلى غرفته لكي تطمئن عليه فهي لم تغادر سوى لحظات منذ دخوله إلى المستشفى و قالت بحزن: -ارجوك يا تيام بلاش تمشي و تسيبني انا مليش غيرك...
مسحت تلك الدموع التي أغرقت وجنتها و قالت: -متأكدة انك هتكمل، على الأقل المرة دي عشان تيا و سليم...
خرجت من الغرفة لكي لا تسبب له الازعاج مثلما قال الطبيب و جلست بالخارج لتضع وجهها بكفيها و تذكرت يوم قدومه فكان يومها حزين، ممتعض الوجه.

-مالك يا تيام؟ ديمة برضو؟
نظر إليها تيام و ابتسم ييأس و بعد ذلك دلف إلى الداخل و جلس و بقى صامتا لفترة، فسألته أسيل باهتمام: -في أي؟ لو على ديمة سيبها هي مش آخر واحدة في الدنيا يعني؟ و طالما هي عايزة كدا خلاص
-المشكلة مش في ديمة بس يا أسيل تقريبا المشكلة فيا، هي فعلا عندها حق تختار و تقرر تعيش الحياة اللي تعجبها
أسيل بسخرية: -كلام روانا هانم دا مش كدا
-يمكن كلامها صح؟

-روانا أختك بتدعي المثالية و خلاص و هي في الحقيقة و لا حاجه اما بالنسبة لديمة فهي متستهلكش اصلا.
-يمكن لو كل الناس شايفني زيك، مكنتش هقابل مشاكل في حياتي خالص، بس تعرفي المشكلة في أي اني دائما بكون الاختيار التاني في حياة اي حد، متأكد اني حتى لو غبت سنين محدش هياخد باله لأنه كل واحد هيكون بيفكر في حاجه مختلفة عن التانيه، حتى الانسانة اللي حبتها قرار التخلي كان أسهل اختيار عندها...

-هتسيب عيالك ليها؟ انت ممكن تاخدهم و تجيبهم هنا و انا...
قطعها تيام و قال: -الأفضل انهم يفضلوا مع امهم انا هبقي اشوفهم من وقت لتأني
-و لما تتجوز بقا؟
-مش عارف بس عادي هيفضل نفس الوضع، أنا خلاص زهقت كل حاجه و مش عايز غير اني ارجع اعيش حياتي.

وصلوا إلى المستشفى و اتصلت ديمة بها لكي تعرف منها رقم الغرفة و صعدوا إليها
كان ثائر متعجب من وجود تلك الفتاة فهو لا يعرفها و حتى لم يقابلها في حياته ابدا، نظرت ديمة إليها و قالت: -أنتِ مين؟ و بتعملي اي هنا؟
-وجودي هنا أهم منك على الأقل مسيبتش جوزي سنة و شوية و رجعت قولته طلقني، بس يا ديمة و حياة أغلى حاجه عندي أن تيام حصله حاجه وقتها اوعدك اني هدمرك لأن كل دا بسببك...

ادمعت عيناها و قالت بتعجب: -ليه انا مالي!
-بقاله شهر و مفاقش غير مرتين و لمدة خمس دقائق، تعرفي ان كل مرة كان الحاجة اللي بيقولها اني بلاش اكلمك أو ارد عليكي عشان متعرفيش انه عامل حادثة
ثائر بتساؤل: -انتي مين؟ و من سمحلك تكلمينا بالطريقة دي
-انتم جايين عشان تعرفوا انا مين و لا تشوفوا تيام...

لم تنتظر ديمة باقي حديثها و دلفت إلى الغرفة، فخفق قلبها سريعا فور رؤيته بذلك الشكل و نزلت الدموع على وجنتيها و جلست على المقعد و قالت: -والله كل دا مش بمزاجي
امسكت بكفه و رفعته لتقبله و قالت بحزن و الدموع تتدفق من عيناها كهطول المطر في ليلة شتوية والله العظيم انا بحبك اوي رغم كل حاجه قولتها، أنا مقدرش اتخيل ان ممكن يحصلك حاجه.

مسحت دموعها بكفيها و قالت: -أكيد لا، أنا عندي ثقة انك هترجع ليا، انا خلاص هقولك على كل حاجه...
خرجت ديمة بعد مرور بعض الوقت عليها بالداخل، و قالت باقتضاب: -ممكن اعرف انتي مين و ليه موجوده هنا؟
عقدت اسيل ساعديها و قالت بتعجب: -انتِ غريبة جدا! حتى مش من حقك تسالي لأن انا هنا زي زيك و يمكن اكتر شوية
-تمام، اتفضلي امشي بقا انا هفضل مع جوزي.

قطعهم قدوم ثائر و قال: -ديمة مش وقته، و انتي يا اسيل روحي ارتاحي من فضلك
-مش هينفع اسيب تيام لوحده
-مفيش حد فيكم هيفضل هنا تمام
ديمة بإصرار: -انا مش هتحرك من هنا تمام...
جلست على المقعد و دفنت وجهها بين كفيها فتأكد ثائر بأنه لم يستطيع السيطرة عليهم و قال: -تمام خليكم انا غلطان...

طرقت مرام باب الغرفة و دخلت عندما سمح لها بالدخول هي هنا مشيت؟
-مايا تعبت فراحت ليها، في حاجه؟
-لا مفيش، انا كنت عايزة اسافر اسكندرية عشان اوزر اخويا
-روحي
-أي مش معترض؟
نظر إليها و قام من مقعده متجها إليها هعترض ليه؟
-لا عادي فكرت كدا، اصل واضح انك شخص بتحب السيطرة و التحكم
-مرام انت ليه بتحاولي تدوري على أي عيب، و بعدين انا معنديش مشكلة في حاجه و اظن اني معلقتش على حاجه ما ساعة ما اتجوزنا.

لوت مرام شفتيها في عدم أعجاب بالأمر و قالت: -لأن مفيش حاجه تعدل عليها اصلا
-انتي شايفه كدا، بصي انا مش عايز أضايقك فسيبك براحتك
-كلها كام تلت شهور و نخلص بقا
-هتسافري امتى؟
-بكرا و هرجع بعد يومين او اكتر و تالين هتيجي معايا عشان هنغير جو
ضغطت على شفتيها بتوتر فهل خلطت بين حديثها و قالت بارتباك: -هي مضايقة وكدا فقولت فرصة اننا نتفسح بالمرة.

نظر إليها و لم يتحدث و اتجه ليفتح الدُرج و احضر مفتاح قائلا: -دا مفتاح شاليه في اسكندرية لأنك كدا مش هتقعدوا عند اخوكي في البيت
-ايوه بس والله انا كنت هروح اشوفه...
وضع يداه على مقدمة ذراعيها و قال: -براحتك يا مرام، روحي نامي لأنك اكيد هتصحي بدري عشان تحضري نفسك
-طيب، شكرا...

ابتلعت ريقها بتوتر و خرجت من الغرفة و أغلقت الباب خلفها، اخذت انفاسها المضطربة و حدثت نفسها قائلة انا مش فاهمة انا بخاف منه ليه ما هو طيب اهو.

ديمة باقتضاب: -هو دكتور قال اي؟
-الحادثة كانت قوية شوية و هو دخل في غيبوبة و فاق مرتين على مدار الشهر
تنهدت ديمة بحزن فقد شعرت بالقلق عليه فذلك الحديث لم يكن مبشر و لكن مازال لديها فضول تريد معرفة من هذه الفتاة...
مر أسبوع و لم يتغير شئ سوى تذمر ديمة أكثر من اهتمام اسيل الزاد بتيام و لكن تحملت ذلك لأنها لا تريد تركه في تلك الحالة، تتمنى فقط أن استعيد وعيه، لكي تطرد تلك الفتاة...

خرج الطبيب من الغرفة مبتسماً و أخبرهم بأنه سوف يستعد وعيه قريبا فقد تحسنت مؤشراته الصحية
دلفت اسيل إلى الغرفة لكي تطمن عليه فقد ذهبت ديمة لإحضار شئ لها فهي حتى لا تنم و قالت: -مش عارفه ادخلك من المجنونة اللي قاعدة 24 ساعة هنا.
قبلت جبهته و قالت: -نفسي اسمع صوتك بجد وحشتني اوي
فتح عيناه ببطء و قال بوهن: -أسيل
ابتسمت أسيل غير مصدقة و قالت: -انا جنبك يا حبيبي...

أزال تيام جهاز التنفس و قال: -هو عدي قد اي؟
-بلاش تتكلم عشان متتعبش، أنا هروح اجيب الدكتور، صحيح ديمة هنا...
دخلت ديمة إلى الغرفة و هي تقول بغضب: -انتي دخلتي ليه؟
-كنت بطمن على تيام عندك مانع
-لا مليكش دعوة و اتفضلي اخرجي بقا و ياريت متتدخليش هنا تاني
اتجهت ديمة إليه لتقوم بدفع اسيل متعمدة و اندهشت قائلة: -تيام...
لم تتمالك نفسها و احتضتنه قائلة: -الحمد الله انك فوقت...

تعجبت بأنه لم يبادلها العناق و قالت بحزن: -تيام؟
نظر إليها و قال باستغراب: -انتِ مين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة