رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون
ديمة بصدمة:
-نعم؟ انا ديمة مراتك
-هو انا كنت متجوز اصلا
شعرت ديمة بالتوهان لوهلة و قالت:
-اها
قطعتها أسيل بلاش تتغطي عليه لو سمحتي
نظرت ديمة إليه بعيون ترجو بأن لا يفعل ذلك بها و قامت مبتعدة عنه و قالت:
-انا هروح انادي الدكتور
خرجت ديمة و هي تبكي بحرقة...
نظرت له أسيل بعدم فهم و قالت:
-ليه كدا؟
-عادي
سألها ثائر بقلق خير يا ديمة مالك؟
-تيام نسيني و مش فاكرني خالص
-بتهزري؟
-والله لا، هو مش فاكر انا مين.
أعطيت تالين إليها المج و قالت:
-الجميل سرحان في أي؟
-و لا حاجه
-أي مش هنرجع القاهرة بقالنا أسبوع هنا
تنهدت مرام بسئم و قالت:
-عايزة افصل شوية حاسه اني متغلبطه
ضحكت تالين و غمزتها قائلة:
-بتحبي و لا اي؟
عبست ملامح وجهها و نظرت إليها بحيرة و قالت:
-لا طبعا مليش في الكلام الفارغ دا، صحيح مالك هيعزمنا بكرا في المطعم بيقول انه أكله جامد اوي
-روحي انتي يا ستي بحسب اني مش مناسبة معاكم.
-هو قالي اعزمي صاحبتك معاكي و بعدين احنا هتسافر بكرا بليل بعد ما نقضي اليوم...
بعد مرور ساعات
دلفت ديمة إليه بعد أن قام الطبيب بفحصه و قالت بحزن:
-تيام.
نظر إليها بهدوء و قال:
-هو احنا كنا متجوزين بجد؟
تنهدت ديمة و قالت:
-ايوه
-اومال ليه انتي مكنتش موجودة احنا مش عايشين مع بعض
ابتلعت ديمة ريقها بصعوبة و قالت بتردد:
-انا كنت في مصر عشان عيالنا.
-و كمان عندنا عيال، اومال انا جيت هنا ليه؟
-لأننا قررنا ننفصل.
رفع حاجبه بدهشة و قال:
-كان في بينا مشاكل اصلي مش فاكرك خالص
-لا مكنش في مشاكل بس مش متفقين مع بعض و على فكرة انت كنت بتقول انك بتحبني
نظر إليها ليحدق بها و قال ببرود:
-مش حاسس اني قولت كدا، اكيد لو بحبك كنت حسيت، صحيح هو انتِ بتحبني
-اها...
-اومال ليه كنا هننفصل
زفرت ديمة بحنق فكلامه يبدو مستفز و قالت بغيظ:
-عادي صحيح هي مين أسيل؟
-هو انا فاكر انتي مين عشان اجاوبك اصلا.
نظرت ديمة إليه و لمعت عيناها بالدموع و همت لتذهب و لكنه اوقفها قائلا:
-بما انك بتقولي انك مراتي فساعديني البس عقبال ما أسيل تخلص إجراءات الخروج
ديمة بضيق:
-حاضر...
أسنده ثائر برفق ليدخله إلى غرفته و قال:
-حمد الله على سلامتك، ارتاح بقا
-هو فين تيا و سليم مش معاها؟
-سابتهم عند روانا و خف عليها شوية كدا هتتجن
بالأسفل نظرت ديمة إلى أسيل بغيظ و قالت:
-انتي هتقعدي هنا و لا اي؟
-بيتي
ديمة بتعجب:.
-بيتك ازاي معلش، بصي لو مقولتيش انتي مين...
قطعتها أسيل باستفزاز اسألي جوزك اللي مش فاكرك اصلا
صعدت ديمة إلى الغرفة و دلفت قائلة:
-ياريت افهم مين أسيل دي؟
نظر إليها و قال:
-هو مش المفروض الزوجة تعتني بجوزها المريض و بعدين تبقى تحاسبه
تنهدت ديمة و أغلقت باب الغرفة و جلست بجواره على الفراش و قالت:
-اها المفروض بس بغير عليك فعشان كدا عايزة اعرف
-ملهاش لأزمة الغيرة مش احنا كنا هننفصل و لا اي؟
عضت ديمة على شفاها السفلية بضيق و قالت:
-اها بس اديني لسه مراتك فمن حقي اسأل و بعدين الدكتور قال انك كويس انت بس محتاج راحة عشان الحادثة كانت قوية.
-بقولك اي حطيلي الدوا بدل الرغي دا
-من عينا يا حبيبي
ساعدته ديمة في خلع قميصه و نام على الفراش متمددا على خصره
بدأت ديمة بتدليك ظهره برفق مع وضع ذلك المرهم و قالت:
-تيام، انت بتشتغلني صح
لم يرد عليها و بقي صامتا، انحنت عليه و قامت بتقبيل ظهره بنعومة و قالت:.
-بجد كنت هموت لو حصلك...
تنهد تيام و اعتدل لينظر إليها و قال:
-كدابة
عقدت حاجبيها بدهشة و اقتربت منه أكثر حتى أصبحت ملصقة له و قالت:
-بدليل اني سيبت عيالي في مصر و جيت جرى على هنا
انتبه تيام لنفسه و قال:
-لما افتكر ابقى أقرر...
لامست شفتيه بخاصتها و همست له طيب افتكر براحتك
ازدار ريقه و ابتعد عنها قليلا و قال:
-عايز انام
-و انا قولتلك متنمش، صحيح الدكتور طمني و قال إن الذاكرة هترجعلك.
قامت ديمة و خلعت ملابسها و ارتديت قميصاً قصير و اتجهت إلى الفراش و قبلت وجنته و همست إليه تصبح على خير يا حبيبي
تنحنح تيام و سعل قليلا و قال:
-ديمة
نظرت ديمة إليه و قالت:
-نعم
سحبها تيام ليقربها منه و أزال خصلاتها ليضعها خلف اذنيها و أسند جبنه عليها في محاولة لتقبيلها و لكنها ابتعدت عنه و قالت:
-لما تفتكر و بعدين مينفعش
-انا كداب و مش ناسي حاجه
عقدت ديمة حاجبها و قالت:
-والله، و أي الدليل بقا.
قبل شفتيها بنعومة و همس إليها ببعض الكلمات، احمرت وجنتها و ازدارت ريقها قائلة:
-و ليه قولت كدا؟
حاوط وجهها بكفيه و قال:
-مستحيل انساكي يا ديمة، بس مازالت عايز اعرف ليه عايزة تبعدي عني
أخذت ديمة انفاسها و ابتعدت عنه و قالت:
-لازم تنام عشان ترتاح
-مش فاهمك و لا فاهم ليه بتعملي كدا
-مين اللي معاك دي؟
-ملكيش دعوة
قام ليغادر الفراش، فأمسكت بيده قائلة:
-رايح فين؟ من فضلك خليك و انا هروح انام في أي...
قطعها تيام بتقبيلها ملتهم شفتيها بشوق، فقد سئم حديثها المبهم و أفعالها الغير واضحة و لكنه مع ذلك يريدها
أبتعد عنها و قال:
-خليكي معايا
ثائر باستغراب:
-حقيقي انا مش فاهم حاجه و لا منك و منه
أسيل باقتضاب:
-بكرا تفهم، صحيح هي ديمة هانم هتفضل لازقة جنبه كدا
-مش جوزها؟
-دلوقتي بقي جوزها، طبعكم غريب...
كانت تالين تتناول الطعام بهدوء فهي كانت تشعر بالغربة وسطهم، فتحدثت رنا قائلة:.
-والله مش مصدقة اني قاعدة مع اخت المغني المشهور
ابتسمت تالين و قالت:
-عادي يعني، انتي بتشتغلي و لا؟
-انا دكتورة
تحمم مالك قائلا:
-خلصوا عشان نلحق نقعد على البحر شوية، أنا هروح اغسل ايدي
عندما غادر مالك ابتسمت رنا قائلة:
-طبعا انتم كنتم قاعدين على البحر بسبب الشاليه الجامد، صحيح يا مرام هو بتاع جوزك
-ايوه يا رنا
لوت رنا فمها قائلة:
-دي الجوازات و لا بلاش، بس المشكلة في أنه أكبر منه بكتير صحيح الحلو مبيكملش.
نظرت إليها تالين و قالت:
-السن مش مشكلة يا رنا و حيدر كشخصية مفيش واحدة عاقله ترفضه و بعدين الفرق عشر سنين عادي يعني
-اها
استيقظت ديمة و نزلت إلى الأسفل لتحضر فطار لهم و لسوء حظها دلفت أسيل إلى المطبخ و قالت:
-طب كويس انك بتقومي بدور الزوجة
تنهدت ديمة و قالت:
-شكرا على النصيحة
عقدت ساعديها و قالت:
-هو انتِ طالبة الطلاق و لا شايفه راجل تاني
زفرت ديمة بحنق و قالت بتحذير:.
-بصي انتِ هنا ملكيش اي لازمة دا بيتي و تيام قبل ما يكون جوزي فهو ابو عيالي، و حوارنا انتِ ملكيش دخل في
نظرت إليها ببرود و خرجت، أكملت ديمة ما تفعله و صعدت إلى الغرفة و افاقته برفق قائلة:
-افطر عشان تاخد العلاج
نظر إليها فكان يبدو عليها الغضب و قال:
-في حاجه؟
-في أن في واحدة موجودة في بيت جوزي اللي المفروض مش عايز يطلقني و متمسك بيا اوي معرفش هي مين؟، بس تمام يا تيام براحتك و انا معاك عشان مازالت مراتك و دا واجبي و لحد ما تبقى كويس انا...
قطعها تيام قائلا:
-مش لازم سافري يا ديمة، أنا مش هخليكي هنا غصبن عنك و هو مش واجب عليكي و لا حاجه انتي حر
نظرت ديمة إليه بذهول و قالت:
-دا بجد يعني انت بتطرديني؟
-مش هطردك من بيتك لأن حتى بعد انفصالنا هتفضلي ام عيالي، و انا حاولت معاكِ و أنتِ اللي مش عايزة توضحي ليا حاجه
قام تيام من على الفراش بصعوبة فكان الألم يضغط عليه بشدة فاتجهت إليه لتسنده و لكنه اوقفها قائلا:
-نادي على أسيل و روحي شوفي هتعملي اي؟
وقفت تحدق به بصدمة و قالت بنفاذ صبر:
-...