قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية تحت جنح الظلام الجزء الثاني للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

استمعت ديمة إلى المتحدث، اغلق المكالمة و لم يجيبه رمقته ديمة و قالت بصوت متقطع: -نفذ كلامه، انا اصلا مست حي ل اعي...
لم تكمل جملتها و أغلقت عيناها، و شعر هو بتسيب يدها التي كان يمسك بها و قال بصدمة: -ديمة...
ترقرقت الدموع بعيناه و قال: -ارجوكي يا ديمة بلاش تسيبني، انا مقدرش اعيش من غيرك.

مرت ساعات عليها و هي بداخل العمليات، اقتربت روانا من تيام الذي كانت عيناه متعلقة على باب غرفة العمليات
رتبت عليه قائلة: -هتبقى كويسه
نظر لها تيام و التزم الهدوء فهو لا يريد سوى أن يسمع صوتها مرة أخرى
تنهدت روانا و ابتعدت عنه و جلست بجوار مرام التي كانت تنهار من البكاء فالوضع كان غير مبشرا بالمرة، رتبت عليها قائلة: -مرام اهدي شوية، و ادعيلها.

مرام ببكاء: -اكيد مش هتموت، هي كانت عايزة تبدأ من جديد...
لم تستطيع مرام إكمال حديثها و عاودت البكاء بقوة، فهي لا تريد أن تفقد صديقتها الوحيدة
انحني نادر ليجلس أمامها و امسك بكفيها و قال: -هتبقى كويسه متقلقيش
هزت مرام رأسها بعدم تصديق: -لحد دلوقتي مفيش خبر عنها، حرام تموت بالطريقة دي ديمة عمرها ما اذت حد
قام نادر و جلس بجوارها و ضمها إليه ليرتب عليها بحنان اكيد هتقوم منها متقلقيش.

خرج الطبيب من العمليات، فقامت مرام مسرعة و قالت: -ديمة
تنهد الطبيب و قال: -للأسف حالتها صعبه اوي، و الكبد اتصاب
ابتلع تيام ريقه و قال: -يعني؟
-نزفت كتير اوي و نقلنا دم ليها و هي حالا هتدخل العناية، أحنا بنحاول نخليها على قيد الحياة، و انا تخطيت مرحلة الخطر خلال أسبوعين لازم تدوروا على متبرع
سيف بصدمة: -متبرع؟! طب المستشفى مفهاش؟

-لا طبعا لازم يكون حد اتوفى و بتتفاوضوا مع أهله أو حد يتبرع ليها بجزء من الكبد
-العملية هتنجح
الطبيب باستياء: -العملية بتجنح بنسبة كبيرة بس دا لو جسم المريض قبل العضو و احنا بنعتمد على تقوية مناعة الجسم.

بعد مرور 24 ساعة
دلف تيام إليها و جلس بجوارها على المقعد و امسك بكفها، ذرفت دمعة من عيناه و قال بصوت اجش: -ارجوكي يا ديمة متسبنيش، انا محتاجك معايا
مسح تلك الدموع بيده و اردف بحزن: -يمكن معرفتش اعمل حاجه عدله معاكي بس كل حاجه لسبب، انتي نفسك في حاجات لو عرفتيها هتبعدي عني
والله هعملك كل حاجه عايزها، انا مش عايز غيرك يا ديمة انتي احسن حاجه في حياتي.

انحني عليها و قبل جبهتها ببطء، و بعد ذلك ابتعد عنها و خرج...
نظرت له مرام و قالت بتساؤل: -أي؟
-لسه نايمه روحي انا هفضل جنبها
-لا انا هدخل اشوفها.

مرام ببكاء: -اكيد مش هتمشي و تسيبني، عارفه ان حياتك كانت صعبه و انك عانيتي كتير بس بلاش تسيبني
مسحت دموعها بيداها و قالت: -بابا دخل المستشفى و قالي انه هيطلع بس مطلعش منها، هو اكتر حد كنت بحبه وعدني انه هيفضل جنبي على طول بس راح...
تساقطت دموعها بغزارة و اردفت: -انتي هتقومي صح اكيد مش هتمشي بسرعة كدا، ارجوكي يا ديمة خليكي معايا، انا معنديش حد غيرك، احنا عندنا حاجات اوي اتفقنا نعملها صح...

تجولت بعيناها لتنظر لنواحي الغرفة و تذكرت والدها فهو توفي بالعناية لم يتجاوز مرحلة الخطر و استمعت إلى صفير الأجهزة، خرجت مرام من الغرفة و كانت تبكي...
رتبت روانا عليها و قالت: -مرام
لم ترد عليها و اتجهت ناحيه تيام و قالت ببكاء: -مش هتسيبها تموت؟
ضمها تيام إليه و رتب عليها قائلا: -متقلقيش هتبقى كويسه.

اجهشت مرام بالبكاء فهي تخشى كثيرا من فقدان صديقتها الوحيدة، رتب عليها و ابعده عنها قائلا: -مرام ديمة هتعيش هعمل المستحيل عشانها...
كان في تلك اللحظة وصل حيدر إليهم، و أخذ تيام على جنب بعيدا عنهم و قال: -مين اللي عمل كدا؟
-معرفش يا حيدر و لو ابوك بعتك عشان حاجه فاعرف انه مستحيل حد يجي جنبها و انا و لا خايف منك و لا من ابوك
حيدر بدهشة: -تيام انا هعذرك عشان عارف انك بتحبها بس خد بالك من كلامك.

-اديك قولت بحبها، هي بنت ناهد بقا بنت زفت، مليش دعوة و فهم ابوك ان حياتها قصاد عيلته كلها
-لو ديمة عرفت الحقيقة هتقول زيك؟ اكيد لا، و لو فاكر انها بتحبك تبقى مغفل
-حيدر بنتك تعتبر قدها الفرق تلت اربع سنين اعتبرها زيها
-تيام الغرض الأساسي انت ضيعته، و انا مش مسئول عن أبوك...
تيام بتحذير: -لحد دلوقتي انا نفذت طلباتكم، بس بعد كدا هيبقى لا
-و فرحك من سيا؟
-ديمة الأول و بعدين ابقى اشوف سيا.

-تمام، على فكرة حوار فريد تبع ديمة أو مرام و انا هتاكد و هقولك.

الوقت كان يمر بروتينية و ببطء شديد لم يذهب تيام أو مرام من المستشفى و لكن روانا كانت تذهب للبيت في المساء و تأتي اليهم في الصباح و سيف كان يبقى معاهم اغلب الوقت، و في خلال تلك الأيام كان تيام يحاول الوصول إلى متبرع و لكنه وجد في صعوبة في الأمر...
لم يصدق عيناها فناهد الالفي تخطي خطواتها لتقترب منه، تعجبت مرام من تلك السيدة التي تبدو في عقدها الثلاثين رغم تخيطها الخمسون و قالت بتعجب: -مين؟

-ناهد الألفي والدة ديمة، اكيد انتي مرام
مرام بدهشة: -والدة ديمة؟!
تنهد تيام و قال بهدوء: -مرام من فضلك سيبنا لوحدنا
نظرت مرام له بتعجب و ذهبت من أمامهم مبتعدة عنهم بمسافة
-عايزة اي يا ناهد؟
ناهد بسخرية: -مش مصدق ان ابن حامد بيحب بنتي تعرف لو اعرف كدا كنت حيطتها في طريقك من زمان بدل حلا مراتك الأولى
-و بعدين انتي عايزة اي دلوقتي و جايه ليه؟
-عايزني اعرف ان بنتي حاولوا يقتلوها و اسكت.

تيام بتهكم: -يعني مش انتي اللي وراها
-انا كنت عايزة اخد زين و شوية الاغبيه هما اللي اتصرفوا من دماغهم
جز تيام على أسنانه بغضب و قال: -اعرفي اني مش هستحملك و بجد مستعد اقتلك
-ناهد الألفي هتموت على ايد عيل زيك ليه؟، ابعد عن بنتي
-بنتك؟! انتي مستوعبة اللي بتقولي
-اها مستوعبة، و انت ملكش مكان هنا ديمة و بنتي و انا هنا بصفتي امها و فهم ابوك ان كدا اللعبه في جولتها الأخيرة.

ضحك تيام باستهزاء و قال: -ناهد انا مش هبعد
-مش بمزاجك للأسف بصفتي أمها هبعدك
نظر لها تيام بتهكم و ابتعد عنها و ذهب ليجلس بجوار مرام...

بدأت الايام تمر سريعا و كانت تشتد الحاجه إلى إجراء العملية فهي لا تفيق بعد، انتظمت حالتها و لكنها مازالت في غيبوبة و اكد الطبيب عليهم الوصول لمتبرع في أسرع وقت...
بعد مرور يومين من إجرائها العملية، استعادت ديمة وعيها و لكنها كانت مازالت في العناية...
دخلت مرام عندما أخبرتها الممرضة و جلست بجوارها و قالت بسعادة: -ديمة الحمد الله انك رجعتلنا بالسلامة
فتحت ديمة عيناها ببط و قالت بوهن: -تيام.

تنهدت مرام فتيام اختفى فجأة من الوسط دون أخبارها بشي و لا تعلم أين ذهب...
رتبت على كفها و قالت بحزن: -معرفش يا ديمة، المهم أنك فوقتي...
-هو انا حصلي اي؟
-داخله في شهر و في حد اتبرعلك بس معرفش مين؟، الدكتور هو اللي وصله.

#فلاش باك
روانا باندهاش: -بتهزر صح؟
-اومال هسيبها تموت، روانا انتي اكتر حد انا بثق في فأرجوكي متقوليش لحد، العملية بسيطة و انا هكون في نفس المستشفى و كله هيتوقع انه مليت
-لدرجة دي بتحبها؟
-لا دا ملهوش علاقه بالحب هي أنقذت زين و انتي عارفه اني بحبه
ابتسمت روانا و قالت: -اعترف يا تيام مفيش حد هيضحي بحياته عشان واحدة مبحبهاش
تنهد تيام و قال: -أفضلي جنبها على طول و خدي بالك من تصرفات أمها.

روانا بخوف: -انا قلقان عليك يا تيام خايفه يحصلك حاجه
ضمها تيام إلى صدره و قال: -متقلقيش هبقي كويس، المهم خلي بالك من ديمة، انا اتفقت مع الدكتور خلاص
#باك
فاقت روانا من شرودها و مسحت دموعها التي أغرقت وجهها و قالت: -ديمة فاقت انهاردة، ناقص انت...

كانت ناهد تجلس مع ديمة في غرفتها فهي انتقلت الى غرفة أخرى في اليوم التالي
ديمة باستغراب: -هو انتي بتعملي اي هنا؟ مرام قالت انك جيتي
-انتي مش بنتي، لازم أكون جنبك و الحيوان اللي عمل لازم يدفع تمن غلطته
تنهدت ديمة و قالت: -هي مرام فين؟
-قولتها تمشي، تروح تريح شوية صعبت عليا من ساعه ما انتي جيتي هنا هي كانت معاكي و حاتم جي كتير
ديمة بتساؤل: -و تيام؟

-مشوفتهوش خالص، اخته و سيف كانوا موجودين و بصراحة روانا جدعه اوي
ترقرقت الدموع بعيناها و قالت بذهول: -يعني تيام مجاش خالص؟ و مسالش عني؟!
-لا يا بنتي، واضح انك فهمها غلط تفتكري هيسيب عروسته و هيفضل جنبك
-عندك حق، كنت عايزة اعرف اللي اتبرعلي ممكن تساعديني عشان اروح للدكتور واسأله
قطع حديثهم دخول الطبيب بعد أن طرق الباب و قال بابتسامة: -أي الأخبار.

-تمام يا دكتور، بس كنت عايزة اعرف مين اللي اتبرع ليا عشان اشكره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة