قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل العشرون

اتفزعت ديمة من صوت الباب، الذي كاد يهدم و ذهبت لتفتح و اندهشت عندما وجدته أمامها و قالت:
-في اي؟
دفعها تيام إلى الداخل بعنف و اغلق الباب خلفه و قال بعصبية:
-مشيتي ليه؟
-عادي
فتح هاتفه و صاح بها قائلا:
-و لا عشان نشرتي الصور
نظرت له بصدمة فكيف يقدم إليها ذلك الاتهام و قالت:
-بجد؟! يعني انا هعمل كدا ليه مثلا؟

-ديمة الشغل دا مش عليا و بعدين ما انا عارف انك مستنية إي فرصة عشان توديني في داهية و لا فاكره انك عشان اشتغلتي معايا هبقي وثقت فيكي
-لا انت عشان و عمرك ما هتثق فيا و بعدين لو على الشغل فأنت اللي اجبرتني عليه، انا عمري ما اقبل أن اشتغل مع واحد زيك اصلا.

كور قبضته بعنف و جز على أسنانه متنهداً لكي لا يقتلها و قال ببرود يعاكس البركان المتدفق بداخله استقبلي اللي هعمله فيكي يا ديمة و اعرفي اني مش هعدي اللي انتي عملتي
-تيام عايزك تفهم اني مليش مصلحة أن انشر صور في الوضع دا ليك مع واحدة متجوزه و بعدين تفتكر انا هعمل كدا ليه؟

نظر إليه و بدأ يقتنع بحديثها و لكن لم يستطيع الوثوق بها أبدا و قال مش عايز اشوفك تاني لأنك بجد لو ظهرتي قدامى تاني اعتبري انه اخر يوم في حياتك و على فكرة انتي هتعملي فيديو و تنزلي على الإنترنت و تقولي أن اللي في الصورة دي انتي.

ادمعت عيناها فهي كانت في أمس الحاجة إلى أن يتركها تذهب و تتحرر من ذلك العقد الذي جعلها تمضي عليه و لكن الآن لا تريد أن تذهب بتلك الطريقة و هي متهمة بشي لم تفعله، نعم فهي قد سمعت حديثه مع تلك و رأت ما حدث و لكنها لم تفعل و تنشر ذلك، و اصدمت بما يطلبه منها فهو يريد تدمير سمعتها لأجلها و قالت بتعجب:
-انت عايزاني اشوه سمعتي عشان واحدة بتخون جوزها معاك
قبض على ذراعيها بعنف و قال بغضب:.

-انا مش بطلب منك يا ديمة انتي هتنفذي غصبن عنك فاهمة
ذرفت دمعه من عيناها و قالت بتألم من قبضته انا مصورتش حاجه و الله
انزل يدخ و قال بغضب:
-اقسم بالله لو كلامي متنفذش لاوريكي وش انتي مش هتحبي تشوفي
رفعت عيناها إليه، و قالت ناهية:
-انا مش هعمل كدا و مش هبوظ سمعتي عشان عاهرة، شوف اي واحدة تقول كدا انت مش هتغلب لكن أنا لا، و اعمل اللي تعمله
-تمام اديتك فرصه تختاري و انتي رفضتها...

خرج تيام و صفع الباب خلفه بقوة، سالت دموعها على وجنتها بلا رحمة و ازدادت شهقاتها فهي لا تفعل شيء، نزلت على الأرض و حاوطت ركبتيها بذراعيها و تعال نحيبها، فهو ظلمها دون الاستماع إليها حتى و أراد تدميرها سمعتها من أجل عاهرة، شعرت بالحسرة و القهر يفتك قلبها و يحطمها كلياً، حتى البكاء لم يعد كافي، سامر من قبل اتهامها، و داليا، كل من دخل حياتها اتهموها بأشياء لم تفعلها حتى، دائما ما يصاحبها الخذلان فهو أصبح رفيق الذي لم يتركها ابدا، شعرت بجفاف دموعها و كأنها أعلنت عن خلاصها قامت ديمة و أمسكت بهاتفها و طلبت مرام.

مرام بقلق:
-مال صوتك يا ديمة انتي كويسه
ديمة ببكاء:
-لا انا مش كويسه، بجد انا مقهورة اوي
ازداد قلقها أكثر فهي لا تفهم شي من حديثها و سألت مجددا مالك بس، انتي فين طيب
-انا في البيت، مرام في صورة اتنشرت لتيام الصبح على المواقع مع واحدة عشان اثبت ان مش انا اللي صورت
مرام بتساؤل:
-هو الحيوان دا اتهمك بكدا
-اها، عايزة اثبت انه مش انا، والله انا معملتش كدا
-انا مصدقة كلامك يا ديمة
-طب ازاي هنثبت؟

تنهدت مرام و قالت:
-استنى خليكي معايا هتحقق من الصورة الأول
كانت مرام تدقق في الصورة لتجميع تفاصيلها و قالت:
-ديمة انتي كنتي فين في الوقت دا؟
-كنت نايمه على الكنبة اللي في أوضه المكتب
-اللي صور الصورة جبنها من ناحيه الجنينة مش المكتب و دا واضح اوي في الصورة.
ديمة بحيرة:
-بس مين اللي عمل كدا
-هي مين دي؟
-بنت عمه و اللي فهمته أن كان بينهم علاقه و كدا يعني.

-أعتقد أنها هي بس مش متأكدة و الفكرة انه ازاي مخدش باله من مكان التقاط الصورة
-معرفش، بس انا كدا مش معايا دليل
مرام بنرفزة:
-ديمة انتي مش مضطر تثبتي حاجه لواحد زي دا اصلا و بعدين أدى راح في داهية و لو هددك انا هروح اعمله محضر بعدم التعرض ليكي و نبقى خلصنا
-أنا هقفل
-البسي و تعالى هنروح لحاتم عشان نحكيله على الحوار اللي حصل
ديمة بتساؤل:
-حوار اي؟

-حوار المافيا، انتي فاكره اني هسكت، و اصلا انا معايا دليل و بفكر أدور ورا تيام متأكدة أني هوصل لحاجات كتيره
ديمة بدهشة:
-دليل اي؟
-انا كنت مسجلة كل كلمة شاهي قالتها ما ساعه اول مرة اتقابلنا فيها...
-تمام هلبس و اجي هنتقابل فين؟
-انا خلصت شغل غي في المكتب و هروح على البيت و انتم تعالوا على هناك...

منذ أن ذهبت ديمة بسيارتها، كانت هناك أخرى تتابعها زادت من سرعتها لكي تهرب منهم و لكن فجأة ظهرت سيارة نقل أمامها و صدمتها، تهشم زجاج سيارتها و فقدت وعيها على الفور...
وضعت مرام الشاي أمامه و قالت:
-معرفش ديمة اتاخرت ليه؟
حاتم بضيق:
-صاحبتك عاجبها تيام
مرام باستغراب من طريقته حاتم انت من امتى بتتكلم عن ديمة بالطريقة دي.

حاتم بنفاذ صبر فهو وصل إلى لآخر مراحل الضيق انا معجبة بديمة من اول مرة اتقابلنا فيها يا مرام و فعلا مستعد اعمل اي حاجه عشانها و فجأة الاقي واحد خدها بالطريقة دي
-خدها ازاي يا حاتم و بعدين انت في آخر أيام بعدت عنها
-تعرفي ان ديمة عمرها ما رضيت انها تبات معايا في نفس المكان، حتى ساعات كنت بحس انها مش عايزة تيجي البيت مع اني مستحيل اعملها حاجة، لكن الوضع دا اختلف مع تيام اللي متعرفش عنه أي حاجه.

مرام بتساؤل:
-و انت تعرف أي عنه؟
-ممثل اباحي مش كفاية
-أفلامه بتتعرض في السينما بس المشاهد اللي فيها جريئة
حاتم بنرفزة:
-لا اتسرب لي فيلم اباحي بمعنى الكلمة، دا غير أفلامه اللي بتتعرض كلها إباحية
مرام بتعجب:
-بحسك انك بتهاجم تيام بوجه خاص يا حاتم
-لا انتي عارفه اني بحب اناقش المواضيع المهمة.

اتصلت مرام على ديمة لكي تستعجلها فهي تأخرت كثيراً، و لكن اصدمت عندما اخبرها أحدهم بأن صاحبه الهاتف في غرفة العمليات بعد تعرضها لحادثة قوي...
ذهبوا إلى المستشفى بسرعة و سألت مرام عنها و بعد ذلك صعدوا إلى الطابق الموجود به غرفة العمليات...
بعد انتظار ساعه خرج الطبيب من الغرفة، سألته مرام بلهفة:
-لو سمحت ديمة حالتها اي؟
رد الطبيب بأسي:
-حالتها صعبة جداً، ادعولها، هي هتتنقل العناية المركزة.

ترقرقت الدموع بعيناها و قالت ببكاء:
-ديمة يا حاتم
رتب حاتم عليها و قال بحزن:
-اهدي يا مرام هتبقى كويسه أن شاء الله
مسحت مرام دموعها و قالت:
-والله العظيم ما هسيب اللي عمل فيها كدا
حاتم بتساؤل:
-انتي شاكه في حد
صمتت مرام و اول شخص جاء ببالها هو تيام و رددت قائلة:
-هنعرف لما تفوق
فتحت تالين الغرفة و دلفت إليه كان تيام يجلس على فراشه و يضع ذراعيه حول راسه
-تيام
انتبه تيام إليها و رد ببرود:
-نعم؟
-انت منزلتش ليه؟

-عادي في أي؟
اتجهت إليه و جلست على الفراش أمامها و قالت:
-و لا اي حاجه بس استغربت انك مش عايز تقضي معانا وقت و طنط نادية بتسأل عليك
نظر تيام إليها و قال:
-تالين انتي نسيتي حوار الصورة بسرعة؟
تالين بارتباك:
-واثقة فيك، انت عارف اننا لو كملنا مع بعض...
قطعها تيام و قال:
-مكنش هينفع نكمل مع بعض لأننا أحنا الاتنين وس
ابتلعت ريقها و قالت بدهشة:
-بجد؟ دا ليه بقا؟
-انتي عارفه ليه كويس.

-يعني مش عشان انت اللي غاوي نسوان و كل شوية عايز واحد شكل لحد ما مستواك انحدر اوي و جايب حته عيله تشتغل معاك و الله اعلم اي بينكم تاني
-اديكي قولتي عيله يعني حتى غلطتها هيبقى مسموح لكن انتي؟
-انا مالي يا تيام، انا الوحيدة اللي حبيتك و قبلتك بكل عيوبك بس أنت اتخليت عني و خليتني أسقط أبننا و بعدها اتجوزت و انت كنت بتجري ورا واحدة...
قطعها تيام بحده و قال بغضب:
-سيرتها متجيش على لسانك فاهمة
-تمام يا تيام.

-هو انتي بتخوني جوزك ليه؟ مش دا اللي قررتي تتجوزي
-كنت بحسب اني هخليك تندم بس للأسف انا اللي ندمت، و صحيح سلمتلك نفسها بكام؟
-تالين اخرجي عن الاوضه لاني بجد على أخرى و مش طايق نفسي
غضبت تالين من لهجته معها و غادرت الغرفة، و لكنها كانت تغلي بداخلها فهي تشتعل قهراً لأنها تعلم بأنه يفكر بتلك الفتاة و حتى ان نالت ما رغبت به بالأمس الا انها لم تصل له...

اتجهت مرام إلى غرفه العناية لكي تطمئن على ديمة و لكنها صعقت من الصدمة عندما نظرت من خلف الزجاج و وجدت الغرفة خاليه...
كيف ذهبت، هي عملت بأنها في غيبوبة و لم تفيق الأن، فأين رحلت...
ركضت إلى حاتم و قالت:
-ديمة مش موجودة يا حاتم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة