رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والعشرون
دفعها سامر بعنف و سقطت على الاريكة، تألمت ديمة و قالت: -انت مجنون
اقترب منها و جث امامها، وضع يداه على الاريكة ليحاصرها في الوسط و قال: -لا مش مجنون يا ديمة بس انا مش هسيبك مش كفايه روحتي للواحد غيري
رمشت بعيناها و ارتفعت ضربات قلبها من شدة الخوف و قالت بارتباك: -لو سمحت خليني امشي
قبض على خصلات شعرها ليقرب وجهها منه و قال: -بصي هنتجوز و هخليكي تنسى كل اللي حصل
نحبت بشدة و قالت بتوسل: -سيبني.
ترك شعرها و قال: -حاضر بس جهزي نفسك بقا
قام سامر و دلف إلى الغرفة عندما وجدته ديمة ذهب من أمامها أمسكت بهاتفها و اتصلت بتيام و قالت ببكاء: -تيام
تيام بقلق: -في ايه مالك؟
-انا عند سامر و هو...
لم تكمل لأن سامر اخذ منها الهاتف و أغلق الهاتف و قال بغضب: -ليه كدا يا غبية
ديمة بعصبية: -انت حيوان و حقير
دفعته و قامت تركض فهي رأته يغلق باب الشقة بالمفتاح و عملت بأنها لم تستطيع الخروج.
دخلت إلى الغرفة و قبل أن تغلق الباب دفعه بقوة، فوقعت على الأرض
-بما انك مش عايزة تتجوزيني فهخليكي تتمنى تتجوزيني بالعافية، دا كفاية ان بعد اللي عرفته عنك لسه عايزك
تراجعت ديمة للخلف و قالت بصراخ: -مش عايزة اسمع حاجه
أمسكت رأسها و كانت تشعر بألم رهيب بها و كأن الصداع سيقوم بتحطيمها و بدأت تشعر بضيق تنفسها
امسك معصمها و سحبها بعنف لتقف، و اندهش عندما وجد يدها باردة للغاية.
اخدت انفاسها بصعوبة و قالت بصوت متقطع سي بيني،
-لا مش هسيبك يا ديمة، و بعدين انتي اهلك سابوكي من زمان اوي و حتى عمتك و ماتت يعني مفيش حد، و اديني عايز اتجوزك بعد حوار جوز عمتك و تيام اللي كنتي عايشه معاه دا
تهاوت دموعها في صمت و حتى صوتها كان اختفي، دفعها على الفراش و قال: -ماشي يا ديمة.
اراحت ديمة رأسها و أغلقت عيناها، اقترب منها لينحني عليها و لامس وجهها بيده و قال: -انتي لوصلتني لكدا و بسببك اتجوزت داليا اللي محبتهاش
ضرب على وجهها بخفة و قال: -ديمة
اقترب منها اكثر و سبحت يداه لتستكشف جسدها
بالخارج كان تيام وصل و معه مرام فهو اتصل بها لسؤالها عن مكان سامر
مرام بقلق: -انا خايفه يكون عملها حاجه و لو خبطنا ممكن ميفتحش دا جبان.
كان تيام أخبر البواب بأن يصعد و يطرق الباب هو لكي يفتح له بكل هدوء
و بالفعل فتح سامر بعد مرور دقيقة و قال: -خير يا عم...
و لكنه لم يكمل عندما دفعه تيام إلى الداخل بقوة جعلته يسقط للأرض و سدد له لكمة قويه، سالت الدماء من انفه و قال: -فين ديمة
سامر بارتباك: -انت مجنون صح؟ جاي تضربني في بيتي.
قفلت مرام باب الشقة و دلفت لكي تبحث عن ديمة التي شهقت عندما وجدتها فاقدة للوعي و خرجت لتخبر تيام قائله: -الحيوان كان بيحاول يغتصبها والله العظيم لأرفع عليك قضية و أوديك في ستين داهية
-للأسف مش هيلحق
مرام بدهشة: -ليه؟
سامر بغضب: -هو انت مالك بالموضوع دا اصلا...
نظر إلى مرام و قال: -انزلي تحت و قولي لحراس واحد فيهم يطلع
-و ديمة
-هجبها و اجي.
استجابت مرام له و فعلت طلبه منها و بعد انتظارها في السيارة، وجدته نزل و كان يحملها و وضعها في السيارة و ذهبوا إلى المستشفى...
بعد ان فاقت إصابتها نوبة من الفزع و دفعت الممرضة بعيداً عنها صارخة: -اطلعي برا مش عايزة حد في الاوضه
-يا مدام لازم تخدي
أخذت ديمة الحقنة منها و ألقتها على الأرض و ضغطت عليها بقدميها، كانت الممرضة مصدومة مما تفعله و شعرت بالخوف منها فحالتها تبدو غير مستقرة
ازلت المحلول من يدها و قامت و دخلت إلى المرحاض و أقفلت الباب عليها من الداخل.
ركضت الممرضة لتخبر الطبيب بحالتها، آخذة انفاسها اللهثة و قالت: -دكتور المريضة فاقت و حالتها خطيرة اوي
-مالها؟
ذلك آثار قلق مرام و تيام و دخلوا خلفهم
تيام بتساؤل: -في أي؟
الدكتور بحيرة: -الممرضة قالت إنها كسرت الحقنة و زقتها جامد و دخلت الحمام و قفلت الباب من جوه احتمال كبير تأذي نفسها
طرقت مرام على الباب قائلة برجاء: -ديمة افتحي الباب، ديمة، ردي عليا طيب.
عادت مرام الطرق مرة أخرى و قالت بتوسل: -يا ديمة ابوس ايدك افتحي
الفتت مرام و قالت بعصبية: -اتصرفوا
الدكتور بمهنية: -اتفضلوا برا
نظر له تيام بنصف عين و اتجه إلى الباب و دقه بخفه و قال: -ديمة من فضلك افتحي...
تنهد و اردف: -هكسر الباب
سئم تيام و قام بدفع الباب و عندما دخل اصدم مما رأي و قدميها التي كانت تقطر بالدماء و كانت تحتوي نفسها و تدفن وجهها.
-ديمة.
رفعت نظرها إليه فكانت عيناها حمراء، متورمة من فرط البكاء و ضمت ساقيها أكثر عليها
-ديمة قومي
اوقفه الطبيب قائلا: -هي محتاجة مهدئ و بعدها هنحجزها في مصحة لحد ما ترجع طبيعة تاني، بس حاول تشتت انتباها لحد...
قطعه تيام و قال: -اخرج برا انا هتصرف
الدكتور باستغراب: -ممكن تأذيك زي ما اذت نفسها
-أخرج
اقترب منها، و انحني ليجلس أمامها و قال: -محدش هيقرب منك بس تعالي نخرج من هنا.
ذرفت الدموع من عيناها و هي تحدق به، و بعد ذلك اشاحت نظرها الجهة الأخرى
-طب ليه عملتي كدا؟
فديمة قامت بكسر كل زجاجات الدواء التي كانت بالداخل و سارت عليها حتى جرحت قدميها
مد يده إليها و قال: -يلا
نظرت على يده الممدودة و تذكرت شئ حدث معها
مد يده إليها و قال بخبث: -قومي يا بت و بطلي شغل الجنان دا
كانت ديمة متكورة في نفسها و تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها بسبب جلسه الكهرباء التي اخذتها.
تنهد منير و قال: -ما انتي اللي مجنونة و بتتخيلي حاجات و ممكن تودينا في داهية، قومي يا اختي خلينا نروح
ارتعش جسدها و زادت رجفته و وضعت يداها على اذنيها و أخذت تبكي بشدة و تضم في ساقيها لتبتعد عنه
أمسك يداها المرتجفة رغما عنها خاشياً أن تجرح وجهها، فباطن يداها مملوءة بشظايا الزجاج
و ضمها إلى صدره و مسد على شعرها بحنان و قال: -اسف عشان اتاخرت عليكي بس والله مش هسيب حد يعملك حاجه...
كان يشعر بارتعاش جسدها بين يداه و دموعها تبلل قميصه ديمة
ابعدها عنه ليجدها فقدت وعيها، فحملها بين يداه و خرج من المرحاض، شهقت مرام بصدمة و قالت: -ديمة
وضعها على الفراش برفق و طلب من الممرضة إحضار أغراض لإخراج قطع الزجاج
كانت مرام تجلس بجوارها و تبكي، و كانت الممرضة احضرت الأغراض و بدأت في تضميد جروحها و قالت: -خلصت، لو فاقت...
قطعها تيام و قال: -انا عايز اخدها من هنا.
-الدكتور قال إن حالتها النفسية مش مستقرة و لازم تتعرض على دكتور نفساني
-تمام
خرجت الممرضة و تركتهم فسألته مرام قائلة: -ما تخليها في المستشفي
-البيت أفضل
تنهدت مرام و قالت بامتنان: -شكرا يا تيام.
استيقظت ديمة و علمت بأنها في المنزل، تهاوت دموعها على وجنتها و نحبت بشدة
دلف تيام إلى الغرفة و اتجه إليها قائلا: -ديمة
-نعم؟
جلس أمامها و مسح دموعها بأطرافه و قال: -اسف عشان اتاخرت عليكي، بس انتي مكنش ينفع تنزلي كنتي قولتي
-كنت عايزة اعرف اي حاجه عن حياتي
حاوط وجهها بيداه و كانت مازالت دموعها تسيل قرب رأسها منه ليضع ليقبل مقدمتها و قال: - دموعك غاليه عندي اوي.
أبعدت ديمة يداه و قالت: -التمثيلية خلصت، مفيش داعى للتمثيل...