قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس والثلاثون

صمت تيام و كتم غضبه قائلا ً: -هو بمزاجي على فكرة بس تمام
قامت ديمة و جلست امامه و قالت: -ايوه بمزاجك طبعا، و المفروض أقبل كل دا عادي، واحد بيتعامل معايا بالطريقة اللي تعجبه و مفاجأة كدا اكتشف اني متجوزه و ماضية على القسيمة و انا معرفش حتى، طب بلاش دي ليه محدش قالي
-عادي.
-بجد عادي؟!

ذرفت الدموع من عيناها و قالت بحسرة: -و عادي انك كنت عايز تعتدي عليا؟، بس اقولك علي حاجه انا مزعلتش منك لأن دا مش جديد عليك، و للأسف انا اللي قررت أجري ورا أوهام في دماغي، طلقني و محدش يعرف زي ما اتجوزتني و محدش عرف
وجدته صامت كما هو و ذلك زاد استفزازها و صرخت به قائلة: -ما ترد عليا
-ارد عليكي ليه؟ و بعدين انتي اي مشكلتك بظبط و لا عشان عطلت طريقك مع حاتم.

ديمة بذهول: -تيام انت مطلعتش و و بس لا انت كمان مريض
كور تيام قبضته و احتبست انفاسه فهو لا يريد أن يلقنها درساً، يجعلها تتذكره مدى الحياة و قال بعصبية: -تمام انا هثبتلك دا بس اعرفي اني لحد اللحظة دي مانع نفسي عنك.
تحركت في جلستها لتقترب منه و أمسكت بيده و قالت: -عارف انت اكتر حد كسرني، بس الأمان اللي كنت بعيشه معاك عمره ما جربت احساسه مع غيرك، تعرف اني ملقتش حد حنين عليا قدك، وجودك معايا في كل لحظة.

تنهدت بعمق و تركت يده و قالت: -بس كل دا تمثيل، الأمان و الحنان و خوفك و كل دا كدب
ابتسمت بسخرية و اردفت تقريبا انا نصيبي كله مع ناس كدابين
أزداد بكائها و أكملت بس يمكن كان عندي نقص و انت كنت ديما بتكمله
ضمها إليه، فدفنت وجهها بين صدره و أخذت تبكي بحرقة و قالت بلوم: -ليه بتعمل معايا كدا طيب؟ انا معملتش ليك حاجه
ابعدها عنه و مسح دموعها بأطرافه و قال: -متعيطش، هعملك كل اللي انتي عايزها.

رفعت يداها لتعانقه و تحاوط عنقه، و كانت مازالت تبكي فهي لا تستطيع أن تنسى ما فعله معاه يكفي احساسها بالخذلان فهو دمر ثقتها به.
حاوط وجهها بين كفيه و قال: -انا مسحت الفيديو
أبعدت ديمة يداه عنها و قالت: -و لو عملت اي انا مش هقدر اسامحك أو انسى اللي انت عملته، اللي بيكسر بيفضل طول عمره مكسور و مبينفعش تاني.
-فكري تاني يمكن تغيري رايك
هزت ديمة رأسها نافية و قالت بحزن: -انا عايزة اروح بيتي و بس.

-ما هو دا بيتك برضو
-لا دا مش بيتي و من فضلك كفايه لحد كدا
تنهد تيام، كان رفضها و عدم خضوعها له يشعره بالضيق و الغضب و مع ذلك كان شعور الندم يتأكل قلبه.
قام تيام و بعد دقائق عاد إليها مرة أخرى و هو يمسك بورقة و قال: -دا عقد الشغل اللي بينا
و بعد ذلك بشق الورقة و مزقها إلى قطع و اكمل حديثه قائلاً: -ابقى امشي الصبح
ديمة بتساؤل: -و هنطلق امتى؟
-يومين و هبعتلك ورقتك
-تمام شكرا.

زفر تيام بحنق و جز أسنانه بعنف فهو لا يستطيع تحمل ذلك و قال: -بمناسبة ايدك لما قطعتيها الصبح، نزفتي كتير و لازم تأكلي و بعد ما تأكلي ابقى خدي الدوا و العلامات اللي في جسمك من الازاز الدكتورة كتبتلك كريمات عشان متسيبش أثر...
ارتبكت ديمة و أبعدت عيناها بعيداً عنه و قالت بخفوت: -طيب تمام.

خرج تيام من الغرفة فكان يشعر بالاختناق بسبب حديثها معه، كان لا يقتنع بفكرة بأنها ترفض أن تكون زوجته و هو يعلم أن يتمنى الكثيرات ذلك...
قامت ديمة و أخرجت الأودية من الشنطة لتراهم و بعد ذلك خرجت من الغرفة و اتجهت إلى المطبخ حتى لم تحدثه
سكبت كوباً من العصير فهي فقدت شهيتها و لا تريد أن تأكل عادت إلى الغرفة بعد أن انتهيت و كان هو يراقبها بغيظ.

تناولت الدوا و بعد ذلك اتجهت لتغلق الباب من الداخل، و لكنها وجدته يدخل
-كنتي بتقفلي الباب؟
-اها عشان احط الكريم
-و هتعرفي تحطي؟
-اها
اتجهت ديمة إلى المرحاض، لاحق بيها و امسك بمعصمها و قال: -ديمة
-لو سمحت يا تيام
-احنا لسه مطلقناش
-و انا مش هعتبر واحد كان عايز يغتصبني جوزي و لا واحد كان بيصور مراته و الله اعلم اي السبب.

اعتصر ذراعها بين قبضته و قال: -ديمة انا لو عايز اغتصبك زي ما بتقولي مكنتش هسيبك عشان اغمى عليكي و حتى لو انتي مراتي و دا حقي...
ابتلعت ريقها و نظرت إليه بارتباك و قالت: -طب و ليه كنت مصور الفيديو دا اكيد كان لي سبب
-كان بقا
أخذت انفاسها الغير منتظمة و قالت بتوتر: -و انا مش عايزاك يا تيام و كفاية انك حتى خليتني اتخدع في صاحبتي الوحيدة
-بجد كل دا عشان الجواز
-عشان انت ضحكت عليا، و بعدين المفروض كنت اعرف.

-و اديكي عرفتي؟
-اها عرفت بعد ما كل حاجه بقيت زفت
وضع يده على وجهها، اوصدت ديمة عيناها و تسارعت انفاسها و قالت بضيق: -ابعد ايدك عني...
-انتي عبيطة؟
-لا بس انا مش عايزة اتجوزك، محدش خد رايي و انا مش موافقة
زفر تيام بضيق فهي تتعمد مضايقته و قال: -طب تمام، ابقى روحي ارفعي قضية عشان اطلقك
-بلاش الطريقة دي لو سمحت و بعدين احنا فيها اهو
-يلا روحي نامي عشان كلامك بيضايقني
-هتعمل اي يعني؟

سحبها تيام من ذراعها، بعد ذلك حاوط خصرها و التهم شفتيها ليقبلهم برغبه، حاولت ديمة أن تدفعه بعيداً عنها بضربات كفها...
أبتعد تيام عنها و قال: -ديمة أنتي عايزة تبعدي عني بجد؟
علقت الكلمات في حلقها و ارتفعت لعيناه لتلتقي به و بعد ذلك نظرت إلى الجهة الأخرى و قالت: -اها عايزة كدا
-طيب انا مش هطلقك غير لما...
قطعته ديمة و قالت: -موافقة بس ضد رغبتي، و كمان لسه جسمي في جروح بسبب الازاز و بسببك.

تيام بتعجب: -ليه هو انا قولتلك ادخلي الحمام كسرى المرأة و اقعدي عوري في نفسك
-لا انت السبب عشان لو مكنتش عملت كدا و خليت جسمي على آثار مكنتش هكسر الازاز و اعور نفسي
-ما ابوسك براحتي دا انتي غريبة اوي
-انا اللي غريبة؟
تنهد تيام و قال: -تمام قدامك حل واحد عشان أطلقك و طبعا انتي عارفها و دلوقتي
ابتلعت ديمة ريقها و ابتعدت عنه و قالت بارتباك: -طيب.

أقترب تيام منها و حاوط خصرها من الخلف و شعرت بيده التي تسبح على جسدها...
فتح سحابة البلوزة الخلفية و بعد ذلك خلعها عنها، ازدادت وتيرة انفاسها المتلاحقة، فك صدريتها و ألقاها على الأرض، ابتلعت ديمة ريقها الذي شعرت بجفافه و كأنها لم تتناول المياه لسنوات
لفها إليه، لكي يرى وجهها الذي دقت به الحرارة بشده، قبل عنقها بلطف.
و بعد ذلك انحني لينزل على ركبتيه و انزل سروالها برفق، ارتفعت نبضات قلبها بعنف...

شعرت بيده التي تداعب أسفل ظهرها، قام تيام و قال: -حاسه بايه؟
-حاسه اني عايزة الأرض تتشق و تبلعني
ابتسم تيام و قربها منه و قال: -بس كدا
عضت ديمة على شفاه السفلية و قالت: -اها
حملها بين ذراعيه و وضعها على الفراش برفق و أخذت عيناه تسير على جسدها لترى الجروح التي قامت بفعلها و قال بضيق: -مش فاهم يعني استفادتي اي
-و لا حاجه و بعدين انت مضايق ليه؟
-و انا مالي انتي حره.

اخفضت نظرها بعيداً عنه فهي تشعر بالارتباك من وضعهم حتى لو تجاهلت ذلك، و شعرت بالخوف يستوطن قلبها
ذرفت الدموع من عيناها فهي لم تستطيع التحكم بيهم...
تنهد بسئم فهو لا يعلم من أين يأتي مصدر بكاءها فهي وافقت على ذلك و انحني عليها و قبل خدها بنعومة و همس إليها قائلا: -...

-شايف اخرتها
قالتها منار بنبرة شماتة واضحه و اردفت حديثها لتجعله يشتعل و كمن يسكب البنزين على نار مشتعلة
والله العظيم انا مش عارفه انت ساكت، تعال ننزل مصر و تخلي معتز يكتب عليها بدل الفضايح دي
مراد بنرفزة: -خلاص بقا يا منار انا دمي محروق لوحده من الصورة اللي شوفتها دي
-طب خلاص يا حبيبي، انا هكلم معتز و اقوله...
مراد بتفكير: -تمام انا هحجز التذاكر بس اخلص شغل المستشفى اللي ورايا الأول...

فتحت مرام الباب و عقدت حاجبيها في اندهاش و قالت: -نعم؟
-من على الباب كدا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة