قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والثلاثون

تنهد بسئم فهو لا يعلم من أين يأتي مصدر بكاءها فهي وافقت على ذلك و انحني عليها و قبل خدها بنعومة و همس إليها قائلا: -متعيطش يا ديمة لأنك كدا بتستفزيني
ارتفع لينظر إليها و اردف: -هو انتي رفضاني اوي كدا
-المشكلة مش فيك انت
تيام باستغراب: -اومال في مين؟
رددت بخفوت: -ممكن تبعد شوية.

ابتعد تيام عنها، فرفعت الغطاء عليها و قالت: -من الاخر يا تيام انا مينفعش اكون زوجة عشان حاجات كتير كدا و مش هقدر اقولك منها اي حاجه
-و مش شايفه اني المفروض أعرف السبب
هزت ديمة رأسها نافية و قالت: -لا لاني موافقتش على الجواز اصلا
-طيب براحتك بس اكيد هعرف
نظرت ديمة إليه و قالت بحزن: -لما تعرف هيبقى ليك رأي تاني...
لم يفهم تيام مقصدها و قام ليحضر الكريم، رمقته ديمة بقلق و قالت: -هتعمل اي؟

جلس على الفراش بجوارها و قال: -اهدي يا ديمة، مش هنام معاكي غصبن عنك اهمدي بقا.

تنهدت مرام و قالت باقتضاب: -اتفضل
دلف نادر إلى الداخل و جلس و بعد ذلك قال: -قولت لازم نتقابل تاني
-ليه؟
-معجبة بيكي
ابتسمت مرام و قالت بسخرية: -دا بجد، اللي اعرفه بأنك متجوز و مخلف و لا اي؟
-و ماله
رفعت مرام حاجبها و قالت بحزم: -لا الجواب مرفوض من عنوانه يا عسل و بعدين انت شايفني هبله، لو عشان فاكر نفسك حلو شوية و غني ابقى ممكن ابصلك.

اندهش نادر من انفجارها به دفعه واحدة و قال: -طب ما تعرفي انا جاي ليه الأول و بعدين هبي فيا كدا؟
تنهدت مرام و قالت: -سمعني
-الشغل مع حيدر نهايته الموت
-و انت جاي عشان تقولي كدا يعني؟
-لا جاي عشان اقولك اني عايزك و هقدر اخلصك من الحوار كله
مرام باستفسار: -عايزني ازاي؟
-هيكون ازاي يا مرام بصي فكري و برضو لو عايزة نتجوز فأنا موافق...
مرام بتساؤل: -طب عندي سؤال؟ ليه عايز تتجوز على مراتك مثلا او بتخونها ليه؟

-عادي مش متفقين مع بعض فكري و قوليلي
ترك إليها الكارت الخاص به و تركها و غادر، فكرت مرام في عرضه الذي كان مناسباً نوعاً ما و لكنه يناقصه أشياء أخرى.

انتهى تيام من وضع الكريم على جروحها و ساعدها في ارتداء ملابسها، كانت ديمة تنظر إليه باستغراب
قبل جبهتها و قال: -تصحبي على خير
حاوطت ديمة خصره و أسندت رأسها على صدره و قالت: -خليك معايا.

استيقظت ديمة في الصباح و كانت تتوصد صدره، رفعت رأسها و وضعت قبله على شفتيه و بعد ذلك قامت بهدوء لكي لا توقظه، ارتديت ثيابها و ذهبت إلى منزلها و عندما وصلت ارسلت له رسالة على الواتساب
انا مشيت الصبح بس محبتش اصحيك و زي ما اتفقنا هستني انك تطلقني.

فاق من نومه و لم يجدها بجواره، و بحث عنها في الشقة و بعد ذلك امسك بهاتفه و رأي رسالتها، زفر بحنق و قبض على الهاتف بعنف فهي مازالت ترفضه و رحلت من تلقاء نفسها...

قامت ديمة لتفتح الباب فهي كانت متوقعة حضور تيام إليها بعد رأيته لرسلتها و اصدمت عندما وجدته منير و قالت بتوتر: -انت جاي هنا ليه؟
دفعها منير إلى الداخل و قفل باب الشقة و قال بتهكم: -الاحترام كان عليا بس، و انتي مقضيها مع الممثل اللي اسمه تيام
تراجعت ديمة إلى الخلف و قالت بتحذير: -اطلع برا و بلاش تقرب مني
-هو يعني عشان صغير و غني
ديمة بعصبية: -بقولك اطلع برا.

-مش هسيبك و بعدين كبرتي قدامي و في الاخر تروحي لواحد غيري على الجاهز كدا
ديمة ببكاء: -انت اي بظبط معندكش دم، انا مش هسكت و لو ممشيتش دلوقتي هصوت و ألم الناس عليك
ضحك منير ساخراً منها و قال: -مش هتعرفي تعملي كدا و بعدين محدش بيفضح نفسه
اخذ يقترب منها بخطوات لتزيد رجفتها و تراجعت للخلف و قالت: -عايز اي تاني مني بسببك و بسبب مراتك مش عارفه اعيش حياة طبيعية، و انا معملتش حاجه
-ديمة انا بحبك.

-انت مجنون بتحب واحدة أصغر من بنتك
بقى يقترب منها و كانت هي مستمرة في الابتعاد، كان يعرف نقاط ضعفها جيداً و أراد استغلالها، أما بالنسبة لها فكان عقلها يدفع ذكريات الماضي لتعصف به
بللت شفتيها التي جفت و قالت بتوتر: -حرام عليك انا المفروض زي بنتك
لم يتأثر بحديثها و ظل يقترب منها و ذلك كان يبث في قلبها الخوف لدرجة تفقدها التحكم بأعصابها و صرخت قائلة: -ابعد عني ارجوك ابعد عني.

ابتعدت بخطواتها إلى أن دفعها على الفراش و قام بتمزيق شراشف الفراش و ربط ذراعيها أعلاه
و قال: -اسكتي خالص و الا هقول لعمتك انك انتي اللي طلبتي دا و هي هتصدقني.

كانت ديمة مازالت في الثانية عشر من عمرها لا تفهم لما تحول ذلك الرجل الذي كان يعملها بلطف شديد و لكن تغيرت معاملته لتجده يتعمد لمس جسدها بطريقة مقززة و تقبيلها و كانت لا تمتلك الجرأة لكي تخبر احد او تسأله لما يفعل ذلك و استعانت بالبحث عبر الإنترنت و عندما عملت قامت بموجهته و كانت تلك النتيجة و قالت ببكاء: -ابعد عني و انا هقول كل حاجه و مش هخاف
-لا يا ديمة انا بحبك، و بعدين مين هيصدقك.

تساقطت دموعها بغزارة في لا تستطيع أن تصرخ و لكنها كانت تشعر بأن الحرارة تذهب من جسدها و حباب العرق الباردة تسيل منه، و انتفضت جسدها عندما وجدته ينزع سرواله، فأوصدت عيناها على الفور
و قالت بتوسل: -ارجوك يا عمو منير انا زي بنتك
ابتسم منير بشر و أغلق ضوء الغرفة، فتحت ديمة عيناها لتري الظلام و لكن شعرت بأنفاسه تقترب منها و ارتعشت و حركت جسدها و لكن محاولتها كانت بلا جدوى.

قبض منير على فكيها و قال بشر متقلقيش دي حاجه بسيطة خالص
نفضت ديمة تلك الذكرى البشعة و حاولت أن تتماسك المرة دي مش هسكت انت فاهم
ضحك منير و قال: -ديمة انا مش هسيبك غير ما اخد اللي انا عايزه و بعدين مش يمكن أعجبك و اديك كبيرة و فاهمة كل حاجه و متقلقيش الموضوع بسيط، و مش هتبقى اول مرة ليكي مع اني زعلان اوي منك.

طرق الباب فرد الامل إليها، نظر منير لها و قال بتحذير: -تشوفي مين و تنجزي و اوعي تتكلمي أو تقولي حاجه عشان وقتها هقول كل اللي عندي و كله هيصدقني انا، هستني في الاوضه
ركضت ديمة لتفتح الباب و مسحت دموعها، استغرب تيام من هيئتها الباكية و الخوف الذي ظهر عليها و قال: -مالك؟
ديمة بتوتر: -مفيش
شك بها فهي حالتها لم تكن طبيعية بالمرة و قال: -انتي كويسه؟

صمتت ديمة و اخفضت رأسها في الأرض فهي غير ذلك و لا تستطيع أن تقول شئ.
-طيب يا ديمة، انا همشي لحد ما تبقى كويسه و ابقى كلميني
ابتلعت ريقها و تعلقت عيناها به فهي كانت تريد أن تطلب منه أن ينتظر قليلاً و لا يتركها، و لكن لا تستطيع
أومأت له و قالت بحزن: -طيب
قام تيام ليذهب و لكنه كان يشعر بوجود شئ غريب بالداخل و لم يقفل الباب على نهايته...
خرج منير و قال: -شاطرة اصلك لو كنتي اتكلمتي مكنتش هسكت.

سألت الدموع من عيناها و نظرت إليه و صمتت باستياء، وضع يده على كتفها و قال: -أي مش...
صمت عندما وجد تيام أمامه و قال: -انت ازاي تدخل كدا؟
رفعت ديمة عيناها و كانت مازالت صامته فهي ليس لديها شيئاً لقوله
-انت اللي بتعمل اي هنا؟ المفروض انا اللي اسأل مش انت
منير بسخرية: -دا ليه؟
-اللي ايدك اتمددت عليها دي مراتي
ضحك منير و قال بتهكم: -دا بجد، و بعدين واحد زيك هيتجوز دي ليه؟

لم يفهم ما يلمح له و لكن شعر بوجود خطب ما، لاحظ منير حيرته و قال: -لو هي مراتك بقا فالازم تعرف ان الحلوة كانت عينها عليا و حصل بينا كتير اوي و لما خرجت من البيت لفت وراك انت، واضح انك شاطرة اوي يا ديمة...
نظر تيام إلى ديمة التي مازالت على وضعها و كأنها انفصلت عنهم
و رد على منير بهدوء قائلاً: -تمام خلصت، اتفضل بقا
تعجب منير من رد فعله و قال: -صحيح نسيت انك اجنبي و الحوارات دي مش مهمة...

غادر منير بعد قال تلك الجملة فهو كان يشتعلاً غضباً فكيف لها أن تتجوز...
قامت ديمة و قالت بهدوء: -تيام انا مش هتكلم و لا هقول اي حاجه؟
كان تيام لا يستطيع فهمها فهي تصرفاتها غير منطقية و قال: -تمام براحتك، بس من حقي افهم كان بيعمل اي راجل غريب في شقة مراتي و كلامه دا بيدل على أي
-افهم اللي تفهمه، انا مش مضطرة ابرر ليك حاجه.

زفر تيام بضيق فهو لا يريد أن يفقد أعصابه و قبض على ذراعها بعنف و قال: -مضطرة لأنك مراتي
-و انا بقولك طلقني مش عايزة ابقى مراتك و مش عايزة حاجه من حد سيبوني في حالي و خلاص
-واضح انك طلعتي غير ما كنت متوقعك...
تهاوت الدموع على وجنتها عندك حق
قالتها بانكسار و سئم، ترك تيام ذراعها و قال: -انتي طالق يا ديمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة