رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السادس عشر
حاتم بنرفزة: -ازاي لحد دلوقتي محدش جي
رد عليه شخص من فريق التصوير و قال: -الحلقة المفروض كانت بدأت
خلل أطرافه بين خصلاته و قال بغضب: -محدش فيهم بيرد و مرام كانت بتتصل من نص ساعه، مش فاهم اي اللي حصل بجد هتجنن، الغوا الحلقة مفيش حل تاني، و نزلوا حلقة قديمة.
دلف حاتم إلى مكتبة بضيق، و واصل الاتصال بيهم و لكن كان بدون جدوى، اخذ مفاتيح سيارته و غادر فهو توقع أن تيام هو من عطلهم، ذهب إلى المنزل و عندما دخل قال بعصبية: -فين اللي مشغلك
عندما سمع ثائر الأصوات خرج من غرفة المكتب و تعجب من وجود حاتم و طلب من الخادمة أن تذهب و قال: -نعم يا استاذ حاتم خير؟
حاتم بغضب قول لباشا بتاعك أن أقسم بالله لو ديمة و مرام حصلهم حاجه انا مش هسكت و هودي في ستين داهية.
تنهد ثائر بهدوء و قال ببرود دون أن يرمش له جفن حتى استاذ حاتم الزم حدودك أفضل و بعدين ديمة و مرام اي اللي بتتكلم عنهم
خرج تيام من المكتب و قال: -حاتم مش انا اللي تدخل بيته و تقعد تزعق في فاهم
حاتم بعصبية: -ديمة فين؟ عملت فيها أي؟
تيام بدهشة: -ديمة؟ مالها، هي قالت عندها حلقة انهاردة انا اعرف هي فين ازاي؟
حاتم بصدمة: -يعني اي؟ ديمة متصلتش بيك و لا شوفتها
-ديمة مشيت من عندي الصبح، هي فين؟
شعر حاتم بأن عقله توقف عن التفكير فهو لا يعلم ما الذي حدث لها و قال: -كان في حلقة انهاردة و كان معاها محامية
ثائر بتساؤل: -و أي نوع الحلقة؟
-مرام جالها قضية عن واحدة اشتعلت في أعمال مشبوهة و كدا و هي عرفت عن الناس دي حاجات و قررت انها تفضحهم لأنهم قتلوه اخوها و طبعا قررت اني اعمل الحلقة دي...
صمت تيام لوهلة و قال: -أعمال مشبوهة من اني نوع
-دعارة و افلام متسجله و هي قالت إنها معاها نسخ منهم.
ثائر بضيق: -اديك قولت حوار و قضية لكن احنا ملناش دعوة بالكلام الفارغ دا، و انا هسامحك المرادي عشان عذرك
نظر له حاتم ببرود و غادر على الفور فهو يريد البحث عنهم و لا يعلم ما الذي حدث لهم...
التفت ثائر إلى تيام و قال بزمجرة: -واضح ان ديمة دي ميجيش من وراها غير المشاكل
-تفتكر يكون حصلها اي؟
زفر ثائر بحنق و قال: -مش شغلتك يا تيام، احنا مش عايزين مشاكل فاهم و مش حته بت...
قطعه تيام بضيق و قال: -متقولش عليها حاجه بس و خلينا نشوف شغلنا.
مرام بصراخ: -انتم يا جماعه عايزين اي؟
كانت ديمة تسند رأسها على الحائط و قالت بخوف: -قلبي مش مرتاح يا مرام الموضوع طلع صعب و ادينا مش عارفين احنا فين؟
مرام بتوتر: -معرفش يا ديمة انا مكنتش مرتاحة والله، و ادينا منعرفش احنا فين و أي اللي هيحصلنا
تهاوت دموعها على وجنتها و قالت: -ربنا يستر
تنهدت مرام بسئم و قالت: -واضح ان الموضوع كبير اوي يا ديمة و احنا اللي هنضيع و حتى البنت منعرفش هي فين؟
صمتوا لينتظرن مصيرهم المجهول و كل منهم تفكر في سيناريو مختلف عما سيحدث بيهم، و فجأة راواها تُدفع من الباب فسقطت على الأرض...
قامت مرام و ذهبت إليه و قالت بقلق: -شاهي انتي كويسه
نظرت إليها و قالت ببكاء: -هيقتلونا ياريتني ما فكرت اتكلم
رتبت مرام عليها و قالت: -هما مين دول. اسمهم اي؟
جففت شاهي دموعها و قالت: -أستاذة مرام الموضوع خرج من أيدينا احنا مش هنطلع من هنا و اللي بتسالي عن اسمهم فبقولك انا معرفش و حتى لو اعرف مش هقول حاجه، دا غير الرجالة اللي كنت بنام معاهم و بيتسجلهم عشان يتهددوا و يعملوا المطلوب
نظرت ديمة اليها و قالت: -و اي اللي وداكي في السكة دي؟
-الظروف يا أستاذة، اصلك انتي مش هتفهمني
ديمة بسخرية: -مفيش مبرر للغلط يا شاهي انتي مذنبة زيك زيهم.
اجهشت شاهي في البكاء و قالت بقهر و صوت منبوح من فرط النحيب مكنش بمزاجي والله، الظروف هي اللي أجبرتني، خوفت خوفت اخويا يعرف انه بعد ما رباني يشوف ليا فيديو و أنا،.
استجمعت شتات انفاسها و قالت: -امي و ابويا ماتوا و اخويا رباني، كان شديد و ملتزم و احنا عيلة على قد حالها فضل ماجل جوازه لأن كان عايز يطمن عليا الأول، لما دخلت المعهد بدأت اتعرف على ناس و بقيت عايزة أكون زيهم البس زيهم و اخرج و اتفسح و كل دا مكنش مناسب معايا، في واحدة صاحبتي عرضت عليا شغل بس كان nigh Club.
بس المرتب خليني افكر و وافقت و اخويا كان ديما بيكون عنده شغل بليل فأنا كنت بنزل بعده و برجع قبله من غير ما يحس، و مرة واحدة اكتشفت انها بتقولي أن في واحد عايزني و كدا وقتها رفضت و قولتها اني اشتغل و بس غير كدا لا، بس هي لما زهقت مني قالتلي انها هتقول لأخويا اني شغالة في بار، بس قولت مش هتقدر لحد ما غدرت بيا في مرة و قالتلي خدي اجازة من الشغل و تعالى عندي البيت، و اول ما دخلت الشقة لاقيتها سابتني و مشيت و كأن في واحد جوه مستنيني و من بعدها بقا جات سكتي في الحوار و فهمت الموضوع بيمشي ازاي، كنت باخد فلوس منها و من الرجالة في نفس الوقت، بس قرفت و قررت اسيب و فكرت اني عشان معايا دليل ضدهم هكسب بس هددوني بقتل اخويا و فعلا قتلوه و عشان كدا قررت أبلغ و بعدها روحت لأستاذة مرام المكتب، عارفه اني مش مظلومة بس انا كنت عايزة اجيب حق اخويا اللي مات من غير ذنب.
صمتا ديمة و بعد ذلك قالت: -مش مبرر برضو و بعدين ازاي قدرت تعملي القرف دا
نظرت اليها مرام و قالت: -ديمة هي في الأول انتهك شرفها بدون رغبتها و اتسجلها فيديو و اتهددت بي كنتي عايزها تعمل اي؟
-الموت أهون يا مرام
-لو كنتي مكانها كنتي موتى نفسك؟
-اها
مرام بغضب: -احنا لازم نخرج من هنا
شاهي باستياء: -أقرب للمستحيل، احنا حتى منعرفش مين اللي عمل كدا انا التعامل بتاعي كان معاها هي
ديمة بخوف: -هنموت يعني؟
صمتوا عند سماع صوت الباب، دخل رجلاً و قال بجمود: -منورين
شاهي بتساؤل: -انتم مين و عايزين اي بظبط؟
ابتسم نصف ابتسامة و قال: -اللعب مش سهل دي مافيا مش ملاهي
مرام بدهشة: -مافيا؟
-اومال انتي فاكره اي؟، بس معلش هتفهموا في الأخر، الباشا سابيلي حرية التصرف و بصراحة يا شاهي جزاءاً ليكي هقدمك وجبة لأسود
شعرت ديمة برجفة قلبها و ارتعشت يداها بعد سماعها ذلك
اردف قائلاً: -و انتم لازم تتفرجوا عشان تخافوا.
لم تسطيع شاهي الوقوف على قدميها و شعرت بتسيب جميع مفاصلها، اقترب منها و جذبها من شعرها بعنف
ابتلعت مرام ريقها فهي أدركت بان إظهار الشجاعة غير كافي، فهو قام بسحلها خلفه و التفت إليهم أمرا يلا
كانت ديمة تكاد تموت من الرعب، فهي لم تتخيل أن تتعرض لذلك بسبب حلقة لم تفعلها حتى، و لكن حقاً سوف تقتل بتلك الطريقة الشنيعة...
و كانت مرام تشعر بجفاف حلقها و عقدة لسانها و كأنها أصبحت خرساء و لكن ما أثار فضولها هو استسلام شاهي التي لم تقاوم حتى...
نظرت ديمة إلى القفص و الذي كان به اثنان من الأسود، لا تصدق بأنه سيلقي بها حية ليفترسوها...
ذرفت الدموع على وجنتها فمرام رغم ما حكيته تلك الفتاة كانت متعاطفة معاها.
و اخيراً فاقوا الاثنان على صراخها و هي داخل القفص، لم تقوى ديمة رؤية المشهد و وضعت كفيها على عيناها و نزلت على ركبتيها فهي لا تستطيع الصمود...
اما مرام كانت تراقب ما يحدث أمامها و الدموع تبلل خديها، مصدومة و لكن لا تصدق بان ذلك سيصبح مصيرها بعد قليل.
نظر إليهم ببرود و قال: -واضح ان المشهد إثر عليكم اوي، بصوا في حالين
رفع إحدى حاجبيه و حك طرف ذقنه و اردف: -تخرجوا من هنا عايشين بس ليها شروط، يا تموتوا.
مرام بتلعثم: -ا. ي. الش. روط
ابتسم بخبث: -تفتكري اي اللي يخليكي تسكتي و متفتحيش بوقك غير أن يكون في حد ماسك عليكي ذلة باختصار فيديو قصير كدا و انتي في وضع...
قطعته مرام بحدة و قالت: -يبقى الموت انضف منكم يا شوية حيوانات لاني لو خرجت من هنا حيه مش هسكت غير ما الف المنشقة على رقبتك
صفق إليها بيداه و قال: -بصي هزيمة القوى مسيلة اكتر من هزيمة الضعيف، صحيح ديمة صحبتك اوي مش كدا.
التفتت مرام خلفها لتنظر إلى ديمة الجاثية على الأرض، و قالت: -مالها
-هنبدا بيها الجولة يا حلوة، و خليكي صامدة، يا بخت الأسود انهاردة والله...