قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع عشر

بعد سماعها لتلك الجملة، اضطربت دقات قلبها و أصبحت على مشارف الموت، فهي مرت بالكثير من المواقف التي كان بها الخوف أقرب أصدقائها و لكنها الان تشعر بالرعب ليس خوفاً فحسم فهي لم تعلم من ذلك، و كيف لهم أن يقتلوا روح حيه ينبض قلبها بتلك الطريقة هل يجد بشر بهذة الوحشية بل هما ليس بشراً بل وحوشاً، رمقت بعيناها لتنطر إلى صديقتها التي كانت عديمة الحيلة هي أخرى فحتى مرام التي تواجهه لآخر مرحلة، يبدو عليها الاستسلام، تذكرت جملتها بأنهم أن قتلوه أو حدث لهم شي لم يسأل عليهم احد، فبالنهاية ستصبح وجبة للحيوانات، و ألقت نظراً على ذلك القفص الذي بقى به بقايا لجثة تلك الفتاة و بقع دمائها...

قامت ديمة وقفت و نظر إليه و قالت: -هو اللي مشغلك خايف يورينا وشه و لا اي؟
تعجب من حديثها المفاجئ فهي كانت تبدو أشدهم خوفاً و اجابها ببرود: -الباشا مش هيتهم بشوية بنات زيكم
عقدت مرام ساعديها و قالت: -معندناش مشكلة في الموت على فكرة.

قهقه هو ضاحكاً ليكشف عن أسنانه الصفراء و قال بسخرية: -انتم عارفين اي المشكلة انكم ملكوش اي لأزمة و مخرج بيستغلكم في شغله و بعدين هي خدت جزاء الموت لأنها دفعت تمنه إنما انتم لسه، بصراحة خسارة تموتوا بدون فايدة كدا، و اللي متعرفوش بقا عن المافيا اننا بنشتغل في كله و كل واحد من الرجالة اللي واقفة هناك دي عليه يجي تلت قضايا اغتصاب و غيرهم كتير.

ابتلعت ديمة ريقها مندهشة لما يقول هل سيتم اغتصابها على يد مجرمين، فهل ستري اسواء كابوس نصب عيناها يتحقق، كانت تريد التماسك إلى أكثر حد ممكن...
ابتسم عندما رأهم صمتوا فبالتأكيد يرتجفن من الرعب و قال بصوت عالي بث في قلوبهم الخوف: -يا رجالة، اتسلوا مع البنات شوية
كانت ديمة تشعر بتسيب اعصابها و برودة جسدها و سقطت مغشياً عليها، حملها واحد
صرخت مرام به بعلو صوتها حتى شعرت بتجريح احبالها الصوتية ديمة،.

قبض هو على رسخها و همس إليه بفحيحه اهدي دورك جاي...
كانت تحاول التخلص من قبضته و لكنها فشلت و ما كان لديها غير الصراخ حتى غابت ديمة عن نظرها، فنزلت على ركبتيها باكية...
رفعت رأسها عندما استمعت إلى صوت سيارة تقف، و اندهشت عندما رأته أمامها، أيعقل أن تيام هو من فعل ذلك معاهم
اقترب تيام منها و جث على ركبته أمامها و قال: -ديمة فين؟

كانت مرام تنظر له بتعجب و عدم تصديق فكيف دخل وسط ذلك الرجال المسلحين حتى الذي كان يقبض عليها تركها و تراجع خطوة للخلف و قالت بارتجاف: -خدوها
صاح تيام به قائلا: -اقسم بالله لو حصلها حاجه لأقتلك يا حيوان، هي فين؟
و قام هو و طلب من أن ثائر أن يعتني بمرام التي كانت في حالة من الصدمة
دلف تيام إلى تلك الغرفة الصغير الموجود بالمزارعة و قال ببرود: -اطلع برا.

اقترب منها ليجدها غائبه عن الوعي، و عندما امسك يدها شعر ببرودتها و كأنها سقطت في بحيرة من الثلج
حملها و خرج من الغرفة و وضعها في السيارة و قال: -مرام قومي...
عقد ثائر حاجبيه و قال ببرود: -يا انسه اتفضلي، صاحبتك كويسه
مد يده إليها لكي يسندها فنظرت إليه بجمود و قامت ذاهبة إلى السيارة و جلست بجوار ديمة في المقعد الخلفي
كانت مرام تشعر بالقلق على ديمة التي مازالت كما هي و قالت: -لوسمحت وديني أقرب مستشفى.

رد عليها تيام باقتضاب: -متقلقيش هي كويسه مش هتبقى محتاجة مستشفى
جزت مرام على أسنانها بغضب و قالت بهدوء: -والله انا عارفه انا بقول اي؟
لم يرد عليها و نظر امامه و بعد مرور الوقت وصلوا إلى منزله، كانت مرام تشعر بالضيق و لكن هي تريد الاطمئنان عليها، نزلوا من السيارة و دلف ثائر اولا فهو لا يُعجب بتدخل تيام.

حملها تيام من داخل السيارة و دلف إلى المنزل و بعد ذلك صعد إلى غرفته و بالطبع كانت مرام خلفه، وضعها على الفراش و قال: -ارتاحي
-هرتاح لما هي تفوق
زفر تيام بحنق و قال: -هي عشان كانت خايفه بس اغمي عليها
-انا اللي صاحبتها مش انت
نظر إليها باستغراب و أخذ زجاج عطر و اتجه إلى ديمة و مررها على أنفها لكي تستنشقه...

و بعد ذلك اخذ كوب المياه و رش على وجهها بعض القطرات، فاقت ديمة بفزع و عندما التفتت حولها وجدتهم أمامها
تذكرت آخر شي حدث و لكن كيف جاءت إلى هنا؟ و نظرت إلى مرام بترقب و بعد ذلك نظرت إلى تيام و قالت: -انا جيت هنا ازاي؟
عقدت مرام ساعديها و قالت: -تيام باشا هو اللي جابنا
ديمة بتعجب: -ازاي؟
تنهد تيام و قال: -هو كل المهم ازاي؟ يعني مش فارق معاكم انكم كنتوا هتموتوا.

مرام بسخرية: -بجد، تقدر تقولي انت مين بظبط عشان تدخل و تخرج من عند عصابة كدا و لا محدش حتى أتكلم
ديمة بدهشة: -بجد
نظر إليهم تيام فهو يرى بأنه غير مطالب بالإجابة و قال ببرود: -اللي اقدر اقوله آنكم هتنسوا اي حاجه حصلت انهاردة و تصرفوا نظر عنها و بالنسبة لحاتم بقا دا شغلكم بس المرة الجاي انا مش مسئول عن اللي هيحصل معاكم
قامت ديمة من مكانها و وقفت امامه و قالت بغضب: -انت ليك علاقة بيهم و لا اي؟

زفر تيام بحنق و قال: -مش مضطر ابرر حاجه و اللي عندي قولته
خرج تيام من الغرفة و تركهم، تبادلوا النظرات و قالت مرام: -والله العظيم تلاقي هو السبب
ابتلعت ديمة ريقها و صمتت و بعد ذلك اجابتها معرفش بقا يا مرام بس متنسيش ان هو اللي انقذنا
مرام بضيق: -ديمة هتلاقي هو اللي عمل كل دا بس والله ما هسكت...

قطعتها ديمة و قالت: -مرام مكنش بينا و بين الموت غير خطوات و انتي ابوكي و امك ماتوا و مفيش غير عمك اللي ما هيصدق ياخد فلوسك و بالنسبة ليا عقبال ما اهلي يحسوا اني اختفيت هكون موت و شبعت موت، فهو كلامه صح سواء كان معاهم أو لا المهم اننا خرجنا و خلاص دي مش شغلتنا و بعدين انتي وراكي حوار ابن عمك لازم تخلصي منه
مرام باستغراب: -ديمة مش واخدة بالك انكِ بتدافعي عنه.

تنهدت ديمة و قالت: -يا مرام انا مش عايزة يحصلنا حاجه، انا مش قد الناس دول و انتي متأكدة من كدا
-طيب يا ديمة براحتك خليك معاه انا همشي
-و انا كمان همشي.

استيقظت ديمة في اليوم التالي على رنين هاتفها أجابت بنعاس: -ايوه
-الساعة 12 يا هانم و انتي وراكي شغل
فركت ديمة عيناها بملل و قالت بضيق: -تعبانة انهاردة عايزة اخد اجازة
-معاكي ساعة بس و الاقيكي قدامي، عندنا شغل و هيكون في البيت
نفخت ديمة بضيق و قالت بغضب: -انا مش عايزة اجي انهاردة
-اشوفك كمان شوية سلام يا قطتي
زفرت ديمة بحنق و ألقت الهاتف اوف بقا.

ثائر بتساؤل: -هتنزل أمريكا امتى؟ و أي الأخبار في الحوار الفيلم اللي أتعرض عليك
-مش عارف بصراحة مش مركز خالص الفترة دي
ثائر باقتضاب: -بجد مش مركز في الشغل و مركز في ديمة
نظر إليه تيام و قال بضيق: -ثائر مش كل شوية تقولي ديمة
-انت عارف اني مش عايز غير مصلحتك و اللي انت بتعمله دا مش صح، ديمة مش مناسبة ليك و لا انت مناسب ليها
-عارف، اي الشغل بقا عشان عايز أخلص.

-كل حاجه علي اللاب، و انا هروح الشركة عشان اخلص كام حاجة كدا و هبقي اروح.

داليا بغضب: -انت عايز اي منها؟ مش كفاية أن أمي ماتت بسببك
ضحك منير باستهزاء و قال: -بت انا مش عايز وجع دماغ و بعدين ركزي في جوزك و بعدين خلاس انا من حقي اتجوز
داليا بحزن: -عايز تتجوز على امي؟
-لا هقعد أعد الليالي يا قلب أمك، بصي يا بنتي انتي مع جوزك و انا هنا لوحدي
-انا عايزة اسيب سامر؟
منير بدهشة: -ليه؟
-مش مرتاحة معاه كل يوم سهر برا و ديما مشغول بصراحة اتخنقت.

-و انتي لما تسيبي جوزك تبقى عملتي اي، هتطلقي و تقعدي في البيت
-الله يرحمك يا ماما كانت فاهمني
لوي فمه بضيق و قال: -انا غلطان عشان بقولك خليكي مع جوزك و بطلي هبل.

وصلت ديمة إلى المنزل و اخبرتها الخادمة بوجوده في المكتب، دلفت إليه و قالت: -اديني جيت
رفع نظره إليها و قال: -روحي اعمليلي قهوة
رفعت ديمة حاجبها في دهشة و قالت بتعجب: -انا؟!
-اها انتي، قهوتي سادة و اعملي لنفسك واحدة
-على فكرة انا مش خادمة
-و انا عايز اجرب القهوة بتاعتك مش اكتر
زفرت ديمة بحنق و ذهبت إلى المطبخ لكي تحضر القهوة و بالطبع نالت نظرات التعجب من الخادمة.

ديمة باقتضاب: -عادي بعمل قهوة فيها حاجه
دلف تيام إلى المطبخ و طلب منها أن تخرج، و أسند ظهره على الحائط، و أخذت تتجول عيناه ليتفحصها بعناية
التفتت و شهقت بصدمة قائلة: -أي في حد يقف كدا
اقترب منها، فتراجعت للخلف وضع كلا كفيه على الرخامة ليحاصرها قائلا: -اومال بيقف أزاي؟
ديمة بتوتر: -من فضلك ممكن تبعد
وجه نظره على شفاها الكرزية، و انخفض بعيناه على صدرها الذي كان يعلو و يهبط.

مال عليها قليلا و همس إليها خايف تموتي متوترة في مرة
نظرت إليه لتلمع عيناها الزرقاء الصافية و ابتلعت ريقها لتقول...
و لكنها صمتت عندما رأت طفل يدلف إلى المطبخ و قال: -بابي
التفت تيام و قال بتعجب: -زين
اتسعت عيناها بدهشة و قالت بصدمة: -زين مين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة