قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع

تذكر تيام ما فعله عندما احضرها، دلف إلى الغرفة و وضعها على الفراش برفق، و جلس بجوارها ليتحسس وجهها فهو يشعر بشعور غريب في تجاها، احياناً يشعر بأنها مراوغة و مخادعة و احياناً يراها بريئة كالأطفال، بها شئياً يجعله يريد الاقتراب منه ليس بدافع الشهوة آو رغبته بها و لكن لسبب آخر لا يعهده و لكن تلك القصة التي الفاها سامر لم يصدقها و لكنه يريد التأكد فلماذا سيكذب عليه فهو بالطبع يخفى شيئاً عنه.

اخرج الهاتف من جيبه و رد قائلاً: -تمام انا نازل
خرج من الغرفة و هبط إلى الأسفل ليستقبل تلك الطبيبة الذي استدعها و بعد ذلك أخذها إلى غرفة المكتب الخاص به.

-اتفضلي هي فوق و نايمه و بصراحة انا مش عايزها تعرف حاجه
الدكتورة باستغراب: -تمام بس ممكن اعرف اي السبب اللي يخليك عايز تتأكد من عذريتها بالطريقة دي
تنهد تيام و قال: -أسباب شخصية و طبعا الموضوع دا ميخرجش برا المكتب دا
و بعد ذلك أخذها إلى الغرفة و انتظر هو بالخارج، ذهب إليه ثائر و قال: -مين اللي جات دي كمان؟ و بعدين انت كنت جايب ديمة معاك ليه؟

-عملت حادثة و انا جيبتها من المستشفى هنا و اللي جات دلوقتي دكتورة
ثائر بتساؤل: -ليه؟
-هتاكد من كلام سامر
خرجت الدكتورة و سارت بضع خطوات و تابعها تيام قائلاً: -أي؟
-عذراء
-متأكدة؟! يعني اللي اعرفه ان في عمليات بتتعمل
تحممت الطبيبة و اردفت قائلة كلامك مظبوط بس معتقدش انها عملت حاجه زي كدا
ذهبت الطبيبة و اتجه تيام ليدخل إليها اوقفه ثائر قائلاً: -تيام
-نعم
-اكيد مش هتعمل علاقة مع واحدة نايمه.

قطب تيام ما بين حاجبيه و قال: -ثائر على فكرة انا مش حقير اوي كدا
-مش من حقك تخلي واحدة تكشف عليها و لا من حقك تاخدها و تجيبها هنا و بعدين انت داخل عندها تعمل اي؟

زفر تيام بضيق فهو سئم من تحذيرات ثائر إليه و قال بنفور: -مش هعملها حاجه و بعدين كان في دماغي حاجه و خلاص
أتيت الخادمة و اعطيت إلى تيام كيس بلاستيكي قائلة: -الحاجة اللي حضرتك طلبتها وصلت
نظر له ثائر و قال: -أي دا؟
-هدوم لأن هدومها اتبهدلت بسبب الحادثة
-و انت اللي هتقلعها هدومها، يا تيام أنجز و قول ناوي على أي؟
-و لا اي حاجه انا لسه عندي كلامي بس مش دلوقتي، اكيد مش هستغل واحدة نايمه.

زفر ثائر بضيق و تركه مغادراً فهو لا يستطيع أن يسيطر على أفعال صديقه التي يراها خاطئة فهو ليس لديه مشكلة مع إقامته لعلاقة مع تلك أو غيرها و لكنه لا يريد ان يرتبك خطأ فادح، فتلك المدعوة ديمة ليس فتاة عادية فهي لديها عائلة و بالطبع لم يصمت احد ان فعل لها شي...

دلف تيام إليها و جلس بجوارها ليراها تُهمهم بأشياء غريبة ارجوك سيبني، انا مش هقول حاجه، سيبني،.

و كررت تلك الكلمات و كان جسدها يرتعش و تتكون حبات العرق الباردة على وجهها
تعجب تيام من تلك الحالة التي يراها عليه و بتلقائية امسك يدها و انحني عليها ليقبل مقدمة رأسها هامساً:
-متخافيش. انا جنبك...
ابتعد عنها لينظر عليها و أزاح الغطاء قليلا لكي يبدل إليها ملابسها و لكنه تراجع في آخر لحظة فهو يخشى بأن يفقد صوابه و يتجاوز حده معها، يعلم بأن ذلك الجسد المثير سيجعله رهن اشارته...

خرج من الغرفة و أخذ انفاسه الملتهبة فحتى و هي نائمة تحرك شهوته تجاها، أمر الخادمة بأن تغير لها ملابسها.

في السيارة كانت ديمة تنظر من النافذة و هي شادره الذهن لا تعلم ماذا ستواجه هناك و لكن ما جعلها تتعجب هو تفكيرها به، و احتضانه لها عندما كانت تبكي وقتها لم تستطيع تفسير مشاعرها فكانت مثل الفوضة العارمة فهي لم تكن خائفة مثلما يحدث لها و لكن لماذا ذلك، بالطبع لم يكن شعور بالأمان فهي لا تشعر به من قبل لا تعلم ما هو الأمان من الأساس فهي كانت تحتمي بغرفتها من نظرات زوج عمتها الذي أراد سلب براءتها بلا شفقة حتى أنها ادعي بانها مثل ابنته، و كذلك سامر الذي كانت تريد أن تبدأ معه و لم يعطي لها فرصة و الآن فهو فكر بأن يعود إليها فهي كانت تتجنبه بأقصى طاقتها، و الآن تيام الذي قام باقتحام حياتها فجأة و أصبح جزء منها يطاردها احياناً تعلم بأنه شخصاً سيء و بالتأكيد سوف يكون بأذيتها بأي طريقة كانت...

قطع حاتم الصمت قائلاً: -ديمة وصلنا انزل معاكي
-لا العزا شاغل انا هبقي اطمنك
-و رجلك؟
-تمام انا هسند علي العكاز اللي انت جيبته
تنهد حاتم و قال: -تمام هوصلك لحد الاسانسير و بعدين امشي
ابتسمت ديمة بوهن و قالت: -شكراً يا حاتم
-هتعملي اي بعد كدا
-و لا حاجه هنقل في شقتي الجديدة و اهو هقول لبابا و هو اكيد هيوافق المرة دي
-لو احتاجتي حاجه قوليلي...

ابتسمت ديمة باهتمام و نزلت من السيارة و تابعها هو ليكي يسندها و أمسكت بالعكاز و ساعدها هو في دخول العمارة و إلى أن وصلت إلى المصعد و بعد ذلك ذهب، عندما فتحت باب الشقة وجدت والدها يجلس معاهم.

قام عندما وجدها و قال بقلق عندما رأى العكاز بيدها: -كنتي فين؟ و تليفونك مقفول و أي دا
نظرت له ديمة و قالت: -كنت في الشغل و عملت حادثة و انا راجعة، البقاء لله و على فكرة انا قررت أعزل بما ان عمتي ماتت.

و بعد ذلك تركته ديمة و اتجهت إلى غرفتها صافعه الباب خلفها، فكيف يكون ذلك اول لقاء بينهم لهذا الحد فهو لا يهتم لأمرها، شعرت بدموعها تتهاوى على وجنتها بلا رحمة.

طرق والدها الباب و دخل قائلاً: -العزا بتاع عمتك خلص من ساعة
نظرت له ديمة بصدمة فهو حتى لم يكلف نفسه بأن يعانقها او يطمئن على حالها و قالت:
-ربنا يرحمها، هتمشي امتى؟
-بكرا الصبح انا جيت عشان العزا و مش مصدق لحد دلوقتي انها ماتت خليكي مع داليا
-من فضلك انا عايزة امشي من هنا داليا معاها ابوها و جوزها
-هتروحي فين؟
-اقعد مع راجل غريب يعني؟
-اولاً جوز عمتك مش غريب هو زي ابوكي.

ابتسمت ديمة بسخرية و قالت: -ابويا اللي رماني لعمتي
-رميتك فين؟ كل حاجه اتوفرت ليكي
-انا خدت شقة صغيرة و بدأت في فرشها ناقصلي بس حاجات بسيطة، هلم هدومي دلوقتي و وصلني معاك لو سمحت.

كان مراد لا يستطيع الاعتراض فهي الان في الثالثة و العشرون من عمرها و تستطيع تدبير أمورها و شقيقته توفيت و بالطبع لم يحبذا مكوثها مع رجل بمفرده و قال:
-تمام و نشوف الشقة محتاجة اي؟
-لا شكرا انا قدرت اشتريها و افرشها بنفسي و لو على الحاجات البسيطة هبقي اجبها بنفسي.

-يا بنتي...
قطعته ديمة قائلة: -مش عايزك تتأخر ثواني و هكون خلصت
خرج مراد من عندها، أخذت ديمة انفاسها بارتياح فهي اخيراً سوف تذهب و هي طلبت منه الانتظار لكي لا يستطيع منير الانفراد بها فالطبع لم يتركها...

أخبرهم مراد بقرار ديمة و بعد ذلك أخذها و غادروا، وصلوا إلى عنوان
-شكرا، انا هنزل
-قولتلك تعالى نروح على البيت و انتي مصممة و بعدين اي اللي حصل لرجلك
اي بيتاً يقصد ذلك البيت الذي هُجر للأعوام و لم يدخله احد، ام ذلك الذي رأت به خناقاته مع والدتها المستمرة.

-عادي حابه اتعود على البيت و رجلي كويسه شكرا لاهتمامك، سلام
نزلت ديمة من السيارة مسرعة و أخذت حقيبتها فهي كانت تريده أن يذهب بأقصى سرعة لا تريد أن تسمع منه شي، تكره بشده بل فهي تكرهم جميعهم، صعدت إلى الشقة فهي كانت بسيطة و قد قامت بتنسيق الديكور على ذوقها فقد جمعت بين الألوان و البساطة و بالطبع كانت تحتاج للترتيب و التنظيف فمازال الاثاث بأكياسه.

ازالت ذلك الكيس البلاستيكي الذي كان يغطي الاريكة و القت بجسدها عليها متنهدة لتعصف ذكرياتها برياحها الغائمة، لتعود بها إلى أدراج الماضي.

سقطت دموعها على وجنتها في صمت ليس حزناً على فراق عمتها فهي لم تشعر بالحب ناحيتها قط، و لكنها تحزن على نفسها و ما تتعرض إليه من قسوة لا تصدق بأن أهلها قد تخلوا عنها إلى ذلك الحين، فكل ما يقترب احد منها يقوم بأذيتها.

انهارت باكية و قالت: -انت كداب و بالنسبالي كنت قصة و انتهت
-ديمة انتي بعدتي عني
نظرت له ديمة و ضحكت بهستيريا حتى هطلت الدموع من عيناها و قالت: -بجد يعني انت جاي تقولي اني واحدة شمال غوت جوز عمتها و عايز تتأكد إذا كنت بنت و لا و روحت تخطب بنت عمتي و جاي تقولي بحبك.

سامر بهدوء: -ديمة انتي اللي مش عايزة تثبتي و بعدين دا من حقي اعرفه
-مش من حقك صدق اللي تصدقه و افهم اللي اللي تفهمه انت خلاص كدا بالنسبالي
لهذا الحد لم يكن فارق معاه فهي حتى لم تفعل شيء، لم تتمسك به حتي
-لدرجة دي يا ديمة مش فارق معاكي؟

نظرت إليه و قالت: -سامر انا كنت محتاجة حد يفهمني حد ميصدقش غيري و لا حتى يشوف غيري كنت محتاجة حد يكون اماني و سندي و دا عمره ما هيكون انت اقولك ليه؟!، لأنك في اول محطة مشيت و سيبتني اكيد اتشددت لداليا و أعجبت بيها فعلا هي أفضل مني في حاجات كتير و انت عايز واحدة تحبك بس انت عايزة واحدة عشان تستمتع بيها كلكم زي بعض كلاب بتدور على واحدة تشبعوا رغباتهم الحيوانية بيها...

ضاقت عيناه و نظر إليها بدهشة و قال بتعجب: -ديمة انتي اللي مش طبيعة مفيش واحدة بترفض كل حاجه، كام مرة كنت عايز أقرب منك و انتي رفضتي و بعدتي و جايه دلوقتي تلومني، طبيعي ادور على الاهتمام برا...

-و انا لما ابوسك و احضنك و اخليك تلمسني ابقى بحبك و بهتم، سامر انت تافه اوي.
و التفتت لتغادر و لكنه أوقفها قائلا: -هكون قدامك و مع واحدة تانية
توقفت ديمة و قالت: -سامر انا طلعتك من حياتي و مش انا اللي هخون واحدة كان بيني و بينها عشرة و ابتسمت بحزن و كانت صاحبتي.

فتحت ديمة عيناها و قامت تجلس، دفنت وجهها بين يداها و اجهشت في البكاء...
استمعت إلى رنين هاتفها و رددت قائلة: -نعم
-بكرا هنسافر
زفرت ديمة بحنق فهي ليس بحالة تسمح لها بالمجادلة معه و قالت بغضب: -و انا مش مسافرة و اعتبرني استقلت
ابتسم تيام بسخرية و قال بتهكم: -بجد؟ شوفي شروط العقد الأول و بعدين استقيلي
تذكرت ديمة بأنها لم تقرأ العقد و قالت بتعجب: -و العقد في أي؟

-في انك ماضية على شرط جزائي في حالة انك سيبتي الشغل و المبلغ 3 ميلون دولار
أوصدت ديمة عيناها لتنهمر الدموع منها...
اكمل هو و طبعا متأكد انك مش هتقدري تدفعي خصوصا أن علاقتك مع اهلك زي الزفت و المبلغ كبير جدا.

-انت عايز مني اي؟
-احنا ممكن نختصر الطريق لو عايزة و سيبك من الحوارات دي...
أخذت انفاسها الصاعدة و سألته في خوف و تردد ازاي مش فاهمة؟ ...
-أنتي
عضت ديمة على شفتيها و قالت باستغراب: -يعني؟
-انتي عاجبني و داخلة مزاجي جداً و لو على الدفع فأنا ممكن ادفعلك المقابل اللي تطلبي و كمان هفسخ العقد اللي ما بينا بس قبله كل دا هتيجي معايا بكرا و هنسافر و نقضي يومين حلوين و بس كدا.

شعرت ديمة بعقدة لسانها عن الحديث فكيف يقايضها بتلك الطريقة الوقحة و قالت: -بس من حقي أرفض
-طبعا من حقك، بس وقتها هتيجي معايا بكرا بصفتك شاغلة عندي و استحملي الشغل لأنك لو قررتي تسيبي الشغل لازم وقتها تدفعي الشرط الجزائي، القرار ليكي يا حلوتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة