قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن

صمتت ديمة و هي لا تعلم كيف تأخذ قرار بأن تكمل العمل معه بعد ذلك التصريح الوقح و لكن ليس لديها حل آخر فهي لا تستطيع أن تدفع ذلك المبلغ على كل حال و قالت: -مستحيل حاجه من دي تحصل و الشغل مش عيب يا استاذ
-على فكرة انا مستغرب تحفظك اوى مع ان العيلة سايبه على الآخر
تنهدت ديمة و قالت بحزم: -من الاخر كدا أحنا اللي بينا شغل و بس و اللي عندك اعمله
-تمام بكرا ميعادنا الساعة 10 عشان هنسافر الجونة...

-ليه عندك شغل هناك؟
-اها تصوير مشهد من فيلم و محتاجين المناظر الطبيعية الموجودة هناك
-ليه هتصور فيلم اباحي بين الجبال و المياه؟
ابتسم تيام بمكر فهي تعمدت أن تلقى تلك الكلمة و قال: -لا هيكون معاكي في السرير
-سلام
قفلت ديمة المكالمة دون أن تنتظر رده و تنهدت بضيق فهي تشعر بالرهبة منه و لا تريد السفر معه و لكن ليس لديها حل.

زفر تيام بضيق و تجرع الكأس الذي أمامه دفعة واحدة و قال بتوعد: -ماشي الايام اللي جاية كتير يا ديمة...

ذهبت ديمة إلى المطار و انتظرت قدومه، ترجل من سيارته بطلته الزاهية مرتدي بدلته السوداء و نظارته الشمسية و اتجه ناحيتها قائلاً: -برافو جيتي في ميعادك، اتفضلي اطلعي
نظرت له ديمة بعدم أكترث و همت بالصعود إلى متن الطائرة الخاصة به و كانت تستند على عكازها بسبب إصابة قدمها من حادث أمس و ارشدتها المضيفة إلى مكانها...
جلست ديمة عليه و وضعت سماعات الأذن خاصتها لكي تستمع إلى الموسيقى...

سأله ثائر قائلا: -تيام التصوير بليل و كلهم وصلوا من امبارح
-تمام، نطلع بقا و لا في حاجه تانية؟
-ديمة بتعمل اي هنا؟
زفر تيام بضيق و قال: -ثائر اقفل الموضوع دا
عندما صعد تيام جلس في المقعد المقابل لها، اخفضت ديمة نظراتها لكي لا تتلاقى بعيناه الثاقبة التي تشعر بأنها تعريها.
قام تيام و جلس بالمقعد المجاور لها و أزال السماعة من اذنيها و همس بالقرب منها شيليها.

انتفضت ديمة و بعدت عنه بجسدها و قالت: -دي حاجه تخصني...
-و انا عايز اضايقك
رمشت أهدابها الكثيفة التي تُطيل علي تلك الخضرة الصافية أسفل جفونها و قالت بسئم: -براحتك مضطرة استحمل...
-أمم مش هتقدري
نظرت له ديمة و قالت: -لا متقلقش اقدر
-أمم بس انا مش هقدر استحمل
توسعت عيناها متسائلة عن السبب فأجابها قائلاً: -ادينا قاعدين و هشوف إذا كنتي هتقدري و لا؟
-و انت ناوي تعمل اي؟

سلط نظره على شفتيها الكرزية و قال: -هو انا ناوي على حاجات كتير اوي بس أولها هقطع شفايفك و بعدين...
قطعته ديمة بحدة: -لو سمحت كفاية و ياريت يكون كلامنا في الشغل و بس
صمت تيام و اعتدل في جلسته و اوصد عيناه و قال: -براحتك استحملي بس...
اسندت ديمة رأسها على الشرفة و اوصدت عيناها و شعرت بألم في كاحلها، تأوهت متألمة
فتح عينه و قال بقلق: -مالك؟
-رجلي وجعاني اوي...

رفع تيام ساقها ليضعها على فخذه، اندهشت ديمة من فعلته و شهقت بصدمة قائلة بزمجرة: -انت بتعمل اي؟
خلع تيام حذائها و أخذ يدلك كاحلها بلطف قائلاً: -هو انتي نزلتي ليه؟، الدكتور قال تقعدي يومين
-انت اللي قولت تعالى عشان عندنا شغل
زفر تيام بضيق و اكمل ما يفعله و طلب من المضيفة إحضار ثلج
وضعت الثلج أمامه و هي تنظر إليهم في دهشة و تعجب قائلة: -تؤمر بحاجه تانية
رد باقتضاب: -لا.

وضع كيس الثلج على كاحلها و اخذ يمرره بلطف و بعد ذلك انزل قدمها برفق و قال: -بقيتي احسن
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتوتر: -اها احسن.

وصلوا إلى الفيلا الخاصة به في الجونة و التي يقابلها البحر، نزلت ديمة من السيارة و هي تحدق حولها بإعجاب
نظر إليها تيام و قال: -هتفضلي متنحة كتير
انتبهت ديمة إليه و قالت بامتعاض: -لا مستنياك تدخل مش هو بيتك انت و بعدين انا مش هقعد هنا هشوف فندق قريب احجز في
شهقت ديمة عندما شعرت بأنه رفعها من على الأرض و حملها بين ذراعيه.
-انتي رغاية أوي
-من فضلك نزلني.؟ مينفعش كدا...

دلف تيام إلى الداخل و انزلها برفق و التفتت ديمة لتجد أشخاص لم تتعرف عليهم و لكنها شعرت بأنها قد راتهم عبر السوشيال ميديا من قبل...
اقتربت منه الفتاة و التي كانت في بداية عقدها الثلاثين، و قالت بلغتها الانجليزية اشتقت إليك كثيراً
و قامت بتقبيل شفتيه برقة، شعرت ديمة بالحرج و تصاعدت الدماء لتحنق وجهها...
تنحنح تيام و ابتعد عنها قائلاً: -ديمة مساعدتي الشخصية.

نظرت لها مونيكا بعدم اهتمام، تنهد تيام و قال: -دي مونيكا و دا مارك ممثلين الفيلم
هزت ديمة رأسها بتفهم و استعادت احبال صوتها التي ذهبت لتقول تمام في شغل انهاردة و لا؟
-اها في
-تمام، اطلعي ارتاحي عقبال ما نبدأ
ديمة باقتضاب: -معرفش المكان
نظر لها تيام و رفع احدي حاجبياه و قال: -تمام
نظر إليهم قائلا: -انتظروني
ابتسم مارك قائلاً: -حسنا.

كانت ديمة تصعد الدارج ببطء شديد بسبب إصابة كاحلها، توقف تيام و عاد إليها قائلا: -أي هنقضي اليوم في السلم
رفعت نظرها إليه و قالت بحدة: -انت مش شايف ان رجلي بتوجعني
-طب هاتي ايدك
-لا انا بعرف اطلع السلم كويس بس عشان اول مرة امسك عكاز فمش عارفه اتصرف
زفر تيام بحنق و انتظر صعدوها تلك الدرجة التي أخذت بها دقائق، حملها رغماً عنها قائلاً: -واضح اني هشيل بس.

تلاقت عيناهم و اخفضت ديمة نظرها بعيداً عنه و قالت: -والله انا مطلبتش منك، و بعدين ما انا طلعت الطائرة لوحدي، باخد وقت بس بتصرف
-طيب لما اختي المهم، اقولك انتي اجازة انهاردة
انزلها أمام باب الغرفة و قال: -الدكتور قال يومين، و عدا يوم اقعدي و ارتاحي عشان رجلك تخف...
-التصوير امتى؟
-كمان تلت ساعات
-مونيكا البطلة؟
-اها.

ذهبوا إلى مقر التصوير الذي سيتم به المشهد و بالطبع ديمة كانت لا تحبذا الذهاب فهي ليس لديها علاقة بأحد من هناك و جميعهم مختلفين عنها...
كان تيام يقف مع مونيكا لإعداد المشهد و الذي كان عبارة عن مشهد رومانسي بين حبيين على الشاطئ...
أشار المخرج إليهم قائلاً: -استعدوا...
كانت ديمة تقف و تشعر بالاشمئزاز منهم و لم تكن مستمتعة بالمرة و لكن رغماً عنها سوف تشاهد ذلك المشهد.

اقتربت مونيكا منه و قالت: -أخشى عليك منهم
-دعك منهم عزيزتي، و دعينا نستمتع باليوم...
حاوطت وجه بكفيها و قالت: -لا أستطيع العيش بدونك أنت تعلم ذلك...
ابتسم و التهم شفتيها ليقبلهم بعمق و نعومة مع تحريك يداه لتتلامس أنحاء جسدها...
ذهبت ديمة بعيدا عنهم فهي لا تفضل رؤية تلك المشاهد و زفرت بحنق قائلة: -أي القرف دا، تمثيلهم وحش...

جلست على الرمال و فردت قدميها و أخذت تبعث بيداها في الرمال المبتلة و قالت بغضب: -و طبعا الفيلم مفهوش غير بوس و احضان و قلة أدب، جايبني من بيتي عشان اشوف دا...
انتهبت إلى وجود أحد بجانبها و نظرت إليه ببرود.
ابتسم مارك قائلا: -لماذا ابتعدتي؟
-أدارت الجلوس هنا و ماذا عنك؟
-أرادت الجلوس معاكِ
زفرت ديمة بضيق فهي لا ينقصها غير ذلك الاجنبي و قامت تقف و همت بالذهاب
قبض مارك على يدها قائلا: -إلى أين ذاهبة؟

افلتت يدها قائلة بتحذير: -لا تقترب مني...
-أنكِ تملكين جسداً رائع و...
قطعته ديمة لتردف بحدة انت وقح
ذهبت ديمة تاركة الموقع و أخبرت ثائر بأنها سوف تعود إلى المنزل، و أوصلها هو...
بالطبع قضوا الليل كله في التصوير و لم يعودوا الا في نهار اليوم التالي
كانت ديمة لا تغادر الغرفة فقد قضيت كل النهار بيها فهي لا تشعر بالراحة بينهم خصوصا بعد نظرات مونيكا إليها و حديث مارك معها.

نظرت من شرفتها فوجدتهم بالخارج يجلسون و يتناولون المشروب، دلفت إلى الداخل و عادت إلى فراشها في سئم
-أنها رائعة كثيراً
رد عليه تيام باقتضاب: -مارك انها فتاة عربية و لديها عادات غيرنا
ابتسم مارك قائلاً: -دعنا نحطم العادات فهي جميلة و تروق لي كثيراً
تدخلت مونيكا لتضيف: -استمتع يا عزيزي هنيئاً لك مع تلك الشرقية
زفر تيام منهم فهو أصبح ثملاً و اكتفي من حديثهم السخيف و قام ليدلف إلى الداخل.

صعد الدارج و كان الصداع يهشم راسه بسبب افراطه في الشراب، كانت ديمة تخرج من غرفتها
نظر إليها و قال: -رايحه فين؟
-هنزل اتمشى شوية
-لا روحي نامي
رفعت ديمة عيناها لترمقه بغيظ فلماذا يأمر و ينهي و قالت بحدة: -انا حرة تمام
قبض على ساعدها و سحبها خلفه و دلف إلى غرفته و أغلق الباب
عندما سمعت صوت الباب انتفض جسدها بفزع و ترقرقت الدموع بعيناها و قالت بصوت متقطع: -خلاص، هر، وح على اوضتي...

وضعت يدها على المقبض لكي تفتح الباب، امسك بمعصها ليمنعها و دفعها لتسقط على الفراش قائلا: -...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة