قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل السابع والأربعون

مرام بدهشة: -علاقتي به ازاي مش فاهمة؟
-مرام انا سألتك بطريقة واضحة فبلاش تلفي كتير، نادر يبقى جوز اختي و لحد روانا و خط أحمر
ضحكت مرام ساخرة و قالت: -لا واضح انك فاهم غلط و بعدين يعني انت مش عارف انه بيخونها
-بيتسلي بس المرادي جواز
-و نادر مطلبش يتجوزني و لا اي حاجه غير الشغل و عشان كدا اتقابلنا عند ثائر، و على فكرة مش انا اللي هخطف واحد من مراته و ابنه.
حيدر بتهكم: -ليه ملاك؟

-لا بس مريت بظروف تخليني افهم يعني اي جوز ام او مرات اب و سمعت كتير، و اعرف ان الانفصال هيعمل مشاكل كتير على الطفل خصوصاً لما ابوه و امه يتجوزوا
-روانا جوه قوليها الكلام دا بقا
عقدت حاجباها و قالت: -و انت روحت فين؟
-مش هتقتنع بكلامي و بعدين عشان تخلصي نفسك
زفرت مرام بحنق و قالت بنفاذ صبر: -كان يوم اسود لما قابلت شاهي
دلفت هي امامه و تابعها هو، تعجبت روانا و قالت بتساؤل: -حيدر انا هنا من بدري! مين دي؟

حيدر ببرود: -دي مرام
قطبت ملامحها و قالت باستهجان: -ازاي يعني دي مرام بتعمل اي هنا؟
تنفست مرام بعمق لتعبئ رئتيها بالهواء و قالت: -مدام روانا اكيد انا لو هتجوز جوزك مكنتش هبقي واقفة قدامك هنا
روانا باستغراب: -مش فاهمة
-باختصار دي مجرد إشاعة و انا و نادر في بينا شغل مش اكتر و ممكن تتأكدي من استاذ ثائر و غير كدا مفيش
روانا بتساؤل: -بس اللي اتصل بيا قال إنه هيتجوزك.

-مش صح، تفتكري أي اللي يخليني اتجوز واحد متجوز و عنده ابن انا مش محتاجة حاجه تخليني أعمل دا
نظرت روانا إلى حيدر بحيرة و أعادت حديثها قائلة: -شغل اي؟
-اسرار شغل مقدرش اتكلم فيها بس انا محامية و الموضوع عبارة عن قضية
تنهدت روانا و قالت باقتضاب: -تمام انا همشي
اوقفتها مرام قائلة: -الغيرة دليل الحب، سمعت الجملة دي كتير، حفظي على جوزك و سيبك من اللي بيتقال لأنه اكيد عايز يوقع بينكم عشان مصلحته الخاصة.

نظرت روانا إليها و شعرت بصدق حديثها فهي تركت زوجها و استسلمت للمشاكل و جعلتها تأخذ مساحة في حياتهم قبل زواجهم كانوا يقضون وقتاَ أكثر من ذلك...
ذهبت روانا، تنهدت مرام و قالت: -و بكدا انا خلصت ممكن امشي بقا
-طبعا اتفضلي، و السواق هيوصلك
زفرت مرام بحنق و قالت: -بجد بارد جدا يعني؟ لو سمحت بقا مش عايزة اشوفك تاني
-لا انا اللي بموت عشان اشوفك و بعد الساعات و الليالي
-ياريت تموت على الأقل مش هطلع في وشي تاني.

مرت ايام و لم يتغير شئ في حياة أي منهم سوى قدوم عائلة رأفت إلى القاهرة...
كان حامد قام بدعوهم في المنزل لكي يلتقي تيام بسيا
انتهوا من الغداء و قام تيام ليذهب إلى الحديقة و أشعل سيجارة و أخذ يدخنها
اقتربت منه سيا و قالت: -تيام انت طول القعدة ساكت ليه؟

تيام باقتضاب: -و هتكلم في اي؟ بصي يا سيا لو حوار العيلة الحلوة اللي جوه دا عجبك اشبعي به بس على فكرة البيت محدش دخله و هما كانوا قاعدين عندي لأن باختصار دا فيلم عشان نظهر احسن حاجه عندنا
سيا باستغراب: -على فكرة عادي و بعدين اونكل حامد لسه جاي امبارح فطبيعي ينقلوا عشانه، و بصراحة انا مش عارفه انت متعصب ليه؟
-انا على طول متعصب و انا لو هتجوزك فهي إجابة لطلب أبويا مش اكتر.

اغتاظت سيا من حديثه و شعرت بالضيق و قالت بحدة: -بجد على فكرة و انا كمان، و بعدين كفاية اني هتجوز واحد اتجوز قبل كدا واحدة كان جايبها من الشارع، لكن بالنسبة ليا فأنا سيا رأفت الف واحد يتمنى نظرة مني.
-بس انا مش منهم، قوليهم اني مروح
تركها تيام و غادر دون أعطاها فرصة للإجابة عليه...

حدثت مرام ديمة في الهاتف قائلة: -ديمة روحتي الجلسة و لا؟
بالطبع ديمة نسيت الموعد من الأساس و قالت: -اها روحت، انتي هتيجي انهاردة و لا؟
-عندي شغل لو خلصت بدري هاجي، المهم انتي خدي الدوا زي ما دكتورة عائشة قالت
-حاضر باخد...
قفلت ديمة معها و بقيت جالسة مكانها فهي مازالت تشعر بالآلام في ظهرها و كأنه يتحطم، تنهدت بسئم فهي بقى لها خمس ايام، فقد انهت نصف الجرعة و تنظر الباقي بفروغ الصبر.

غفوت مكانها و استيقظت على صوت الباب و قامت لتفتح و قالت: -مرام؟
-قولت اعدي اطمن عملتي اي في الجلسة انهاردة
-مروحتش اصلا
مرام بتعجب: -يعني اي؟ ديمة الدكتور قال لازم عشان متعمليش عمليات في ضهرك
تنهدت ديمة و قالت: -هبقي اروح أن شاء الله
مرام بشك: -و على كدا بتاخدي العلاج و لا؟ دكتورة عائشة قالت لازم تلتزمي
-باخده اقوم اعملك حاجه تشربيها
مرام باستغراب: -طيب.

قامت ديمة و دلفت إلى المطبخ، فكرت مرام في حديث عائشة و قامت لتبحث بغرفتها و وجدت الأدوية كما هي و تأكدت من ظنونها.
خرجت مرام سريعا و جلست مكانها مرة أخرى، وضعت ديمة كوب العصير أمامها و قالت: -اتاخرت شوية معلش
-انتي مش هتشربي ليه؟
-عادي بطني بتوجعني و مليش نفس.

دخلت روانا إلى المنزل و سألت عنه فأخبرتها الخادمة بأنه في غرفة المكتب، طرقت الباب و دخلت
-تيام
رفع نظره إليها و قال: روانا؟ بتعملي اي؟!
-قولت اجي اشوفك اصل ماما قالت انك مشيت من بدري
تيام بسئم: -اها معلش مليش في جو النفاق بتاعكم دا
تنهدت روانا و جلست أمامه قائلة: -ممكن تبطل زفت و تفوق و بعد كدا نتكلم
زفر تيام و ترك الكأس من يده و قال: -روانا انا مصدع اوي و عايز انام.

-هو انت بتحب البنت اللي اسمها ديمة دي صح؟
نظر إليها بتعجب و قال: -لا انا مبحبش حد
-تيام انا عايزة افهم علاقتك بماما ليه وصلت لكدا؟
-شايفه ان دا وقته يعني؟ روانا من فضلك مش ناقص بجد
-على فكرة سيا كويسه
تيام بسخرية: -بجد؟! انتي بس اللي شايفه الدنيا بخير مع انها العكس.

في يوم خطبة سيا و تيام انشغل الجميع في الحفل و غادر نادر دون أن يشعر به أحد
قابل مرام في منتصف الطريق و قال: -كله تمام و فريد مشغول
ابتسمت مرام و قالت: -عشان تعرف بس العقل المدبر
ابتسم نادر و قال: -احلى عقل والله
ركبت مرام مع السيارة و انطلقوا حيث مكان المخزن و قالت: -جهزت العربيات و لا؟
-اها كله تمام
-اشطا المهم منعملش قلق عشان من الواضح أن فريد مش سهل خالص.

عندما وصلوا دلفوا إلى المخزن و أمر نادر، رجاله بنقل البضاعة في السيارات، و كان هو و مرام يراقبون بهدوء.
و خلال لحظة تغير كل ذلك، و دخل فريد و تابعه العديد من الرجال المسلحين و قال: -شابو يا نادر بس للأسف فريد مش بيضحك عليه بسهولة
نادر بدهشة: -انت عرفت ازاي؟

-مش انت كسبت القضية بس كنت عارف و متأكد انك عايز تضربني جامد و انا اللي قولت لروانا حوارك مع المحامية بس للأسف اتحل، اكتر حاجه مزعلاني أن زين هيكون يتيم
ابتلعت مرام ريقها بقلق فهي لم تضع ذلك بالخطة
نادر بسخرية: -هتفضل جبان يا فريد و مهزق طول عمرك، و على فكرة انا مش خايف بس مرام ملهاش علاقة سيبها تمشي.

حك فريد طرف ذقنه و نظر إلى مرام التي تقف بجوار نادر و قال: -انت عارف بأنها دلوقتي تعرف أسرار و دايما عمك بيقول اللي يعرف سرك اقتله
نادر بعصبية: -فريد اقسم بالله لو حد لمسها ما هيحصلك طيب مشكلتك معايا مش مع مرام فاهم
فريد باستفزاز: -لينا لقاء في جنهم يا حلوين...

دلفت ديمة إلى الشقة و ابتسمت بحزن و اخذت تتذكر ما جمعهم معاً، دخلت إلى الغرفة و فتح الخزانة لتجد كل شئ كما هو، بللت خديها بدموعها الحارة فتلك الذكريات تجعل قلبها يتحرق حزناً، خرجت من الغرفة، ووضعت العقد و المفتاح على طاولة السفرة و بعد ذلك ألقت نظرة بعيناها و همت لتغادر، ارتبكت عندما وجدته يفتح الباب فهي تعلم بأن اليوم حفلة خطبته و لم تتوقع مجيئه و قالت: -اسفه لاني دخلت بس كنت بسيب العقد و المفتاح هنا...

-بس الشقة باسمك
قطعته ديمة قائلة: -مفيش سبب يخليني أقبل شقة منك
همت بالذهاب و لكنه أوقفها قائلاً:.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة