قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والأربعون

فريد باستفزاز: -لينا لقاء في جنهم يا حلوين...
جز نادر على أسنانه و أخذ يفكر في حل لتلك الورطة فبالتأكيد لا يجد فهو محاصر الأن
و قال: -فريد
التفت فريد إليه و قال: -نادر انا مش هرتاح غير و أنت ميت عشان ابقى خلصت من واحد
بالخارج كان ثائر و سيف وصلوا
ثائر بتفكر: -الرجالة كتير فريد عملهم كمين
سيف بعصبية: -ما انا مش هسيب اخويا يموت و هقعد اتفرج.

تنهد ثائر و اخذ يفكر بحل يجدي نفعاً و لا يسبب الكثير من الخسائر و قال: -رجالة فريد ثبتوا رجالة نادر برا و اكيد جوه فريد معه شوية منهم بس مش كتير فأحنا ندخل جوه و نحاول نخلص منهم و بكدا لما يبقى روح فريد معانا هنقدر نخرج كلنا
سيف بتساؤل: -و هندخل ازاي يا فالح، دا مخزن
-اكيد لي باب تاني، دا بيتخزن في سلاح يا ابني
انحرف ثائر بالسيارة ليدور حول المخزن، نزل و تابعه سيف قائلا هنعمل اي أنجز يا عم.

دفع ثائر الباب بقدمه و دخل، و قال: -من غير صوت
اقتربت مرام من فريد بخطواتها الواثقة و قالت: -فريد بيه مش هتستفاد حاجه من قتلنا اصلا و اظن أنك أذكى من كدا
فريد بسخرية: -واحد و واحدة كانوا مع بعض في وضع مخل و مراته لما شافتهم قتلتهم، حلوة مش كدا.

ضحكت مرام و قالت: -طب عايزة اقولك على حاجه هتخليك تغير رأيك و بعدين مرام مبتجيش بأيدها فاضية، اقتربت منه لتخبره هامسه ببعض الكلمات التي جعلت ملامحه تتغير و كأنه انفصل أن العالم لوهلة و في ذلك الأثناء سمع صوت إطلاق النار و بدأ رجاله في السقوط واحد تلو الآخر.
التفتت مرام إليهم و قالت: -خلاص يا شباب فريد بيه رجع لعقله
اقتحم رجاله الذين في الخارج و لكن اوقفهم فريد قائلا: -اطلعوا برا.

كان نادر ينظر إليها باندهاش و كذلك ثائر الذي أنزل سلاحه
سيف باستفسار: -البطل الناري دا سكت فريد ازاي دا على كدا لازم أبوسها
ضربه ثائر بكوعه بقوة و قال: -هو دا وقته...
عقدت مرام ساعديها و قال: -صحيح بلغ الرجالة يا نادر انهم ياخدوا عربيات السلاح، كفايه الخسائر اللي حصلت و احنا هنسامحك
خرجت مرام من المخزن و كذلك هما و اتجهت و ركبت السيارة و بعد أن انتهى نادر ذهب إليها و قال: -انتي عملتي اي في الراجل.

ابتسمت مرام و قالت: -مرام لازم تكون حاطه خطة بديلة لكل حاجه...

-ديمة
التفتت ديمة إليه و ارتسمت تلك الابتسامة الخادعة التي اجادتها في أيامها السابقة و قالت: -نعم؟
-أنتي كويسه؟
-اها جدا، هو انت ليه مرمتش الهدوم اللي جوه؟
-هدوم اي؟
-بتاعتي
-محبتش اغير حاجه
اومأت ديمة برأسها و قالت: -تمام
استدارت لكي تغادر، و وضعت يدها على المقبض لكي تفتح الباب و لكنه امسك بيدها و اغلقه مرة أخرى
-تيام من فضلك
-خليكي شوية
-مش عايزة، و مفيش داعي اني افضل.

حاوط خصرها بذراعيه و قال: -عايزك تفضلي معايا
التفتت ديمة إليه و قالت بجدية: -لوسمحت ابعد عني
و مدت يدها لتفتح الباب، سحبها من معصمها و أسند ظهرها على الباب و التهم شفتيها و قبلهم بشوق، اوصدت عيناها لتسيل الدموع منهم، ابتعد عنها و مسح دموعها بأنامله و قال: -وحشتني
-زي المرة اللي فاتت كدا
تنهد تيام و قال: -مرة اي؟

-المستشفى يا تيام، للأسف مرام نسيت تقول للدكتور و متوقعتش اني اسأله و عرفت انها مكنتش تخيلات و لا حاجه، و على فكرة مش فارق معايا اي حاجه، سواء تتجوز و لا تعمل اللي انت عايزه
جز على أسنانه بضيق و قال بغضب: -مش فارق
-اها مش فارق معايا في حاجه و اصلا حاجه متخصنيش عشان اعرفها أو معرفهاش
-و أي كمان؟
-و لا اي حاجه عايزة امشي
تيام بضيق: -طب اي مش هتقوليلي مبروك على الخطوبة
-مبروك.

ازدار ريقه و خبط الباب بيده قائلاً: -دا بجد
ديمة بارتباك: -اها و مفيش بينا حاجة اصلا
-حصل، حتى كنتي مراتي بس حاجه بسيطة
-كنت و كمان العقد مزيف لأنك مخدتش موافقتي انا مضيت بس
زفر تيام بحنق و قال بزمجرة تمام يا ديمة
نظرت إليه و قالت: -و ايدك؟
أبتعد تيام و انزل يداه من الباب و قال: -ادخلي اعمليلي قهوة
-انا مش شاغلة عندك عشان اعملك قهوة و لا مضطرة اسمع كلامك
-مضطرة لاني ممكن احبسك هنا عادي
-تيام.

-من غير سكر انتي كفاية
زفرت ديمة بحنق و اتجهت إلى المطبخ و كانت تلعنه بداخلها، دخل خلفها و قال: -اعملي القهوة و انتي فرحانة
ابتسمت ديمة باقتضاب و قالت: -طيب
-بداتي الجلسات و لا؟
-بتسأل ليه؟ ملكش دعوة
-العمليات بتكون صعبه العلاج الطبيعي أفضل
تنهدت ديمة باستياء و أشعلت البوتاجاز و قالت: -خلاص مش هحتاج و لا دا و لا دا
تيام باستغراب: -يعني اي؟
صمتت ديمة و تنهدت قائلة: -عادي.

سكبت القهوة في الفنجان و قالت: -القهوة جهزت ممكن امشي بقا
اقترب تيام منها و وقف أمامها قائلاً: -امشي
انصرفت ديمة من أمامه و خرجت من المطبخ، توقفت بسبب شعورها بالألم و أمسكت بخصرها
كانت تشعر بسكاكين توخز بمعدتها بقوة حتى أنها توقفت عن السير فلم تستطيع التقدم
خرج تيام و استغرب من وقفتها و قال بقلق: -ديمة
اتجه إليها و وضع يده علي كتفها و قال بقلق: -ديمة مالك؟

كتمت ديمة صرختها و التفتت إليه قائلة بوهن: -مفيش
أمسك ذراعها و اسندها لتجلس على الاريكة و قال: -مالك طيب؟ مش واضح انه مفيش، استنى هتصل بالدكتور
هزت ديمة رأسها رافضة و قالت بصوت متقطع: -لا، مش. لا. زم
بسط كفه على جبنها و قال بقلق: -انتي سخونة اوي، حاسه بأي؟
ابتلعت ديمة ريقها و رددت بتعب شديد: -انا عايزة اروح
أمسكت بيده و قبضت عليها بقوة و قالت بنبرة شبة متوسلة: -وصلني و انا هبقي كويسه.

تنهد تيام و قال: -طب خليكي هنا مش هينفع تكوني لوحدك و انتي في الحالة دي...
بللت شفتيها التي شعرت بجفافهم و قالت بوهن: -كلم حاتم طيب و هو هيجي ياخذني عشان مرام عندها شغل
جز على أسنانه بضيق و اشتعلت أنفاسه بغضب، و أخذت تغلى الدماء بعروقه و قال بعصبية: -هو انا مش فارق معاكي عشان حاتم
كانت ديمة في عالم آخر، لا تستطيع ان تناهد معه أو ترد عليه، فهي تشعر بأنها سوف تموت من الألم.

قام و قال بنرفزة: - تمام بس والله العظيم ما هسيبك لي، دا بذات لا
أوصدت عيناها و همست بوهن: -تيام...
نظر إليها و لاحظ شحوب وجهها كالأموات و حرارتها التي مازالت مرتفعة، خبط على وجهها بخفة و قال: -ديمة، ديمة...
حملها بين ذراعيه و دخل إلى الغرفة و وضعها على الفراش و بعد ذلك اتصل بالطبيب.
و انتظر لقدومه و عندما أتى شرح له ما حدث قائلا تعبت فجأة و معرفش من أي؟

فحصها و بعد ذلك قال باستهجان: -هي كويسه بس عندها هبوط و دا عشان مبتاكلش كويس اكيد و كمان في انخفاض قوي في ضغط الدم و انا هكتبلها على أدوية و لازم عناية كاملة
تيام بتساؤل: -طب هي سخونة اوي كدا من أي؟
-ممكن يكون برد و انا هاخد عينة دم عشان نتأكد بظبط من السبب من خلال التحاليل
جلس بجوارها و لم يزور النوم عيناه ابدا طوال تلك الليلة، فتحت ديمة عيناها في الصباح و كان مازال الألم مستمر و لكنه أخف.

و قامت مفزوعة و عندما وجدته أمامه قالت: -هو انا نمت هنا ازاي؟
-اغمى عليكي
قامت ديمة من على الفراش و قالت: -تمام شكرا
قام تيام خلفها و قبض على ساعدها و قال: -اللي حصلك امبارح دا من أي؟
-هيكون من أي؟ و بعدين انت شاغل نفسك بيا ليه؟، انا تعبت و لا موت متتدخلش في حياتي فاهم
-بقولك اللي حصلك دا من أي و بعدين انتي مش هتمشي غير لما اعرف نتيجة التحليل.

ديمة بانفعال: -بقولك ملكش دعوة بيا و سيبني في حالي بقا انا مش عايزة منك حاجه وفر اللي انت بتعمله معايا دا لحد تاني
-للأسف بقا مفيش غيرك
-وانا مش عايزة، وفر اهتمام المزيف
-ديمة كلمة تاني منك و هخليكي تقعدي بس بطريقتي لأني من امبارح مستحمل اسلوبك دا...

ديمة بنفاذ صبر: -نفسي افهم انت بتعمل كدا ليه؟، اديني سبب واحد يخليني اسمع كلامك؟ أو حتى أصدق انك خايف عليا، دا انت حتى مشيت في اكتر وقت كنت محتاجك في، بس قولت معاك حق اكيد كلام منير غيرك من ناحيتي و أي واحد هيعمل اللي عملته و من حقك تسيبني و فجاه ظهرت و خليته يطلقني و هددت ابويا بحاجه تعرفها و كل دا ليه معرفش، و قبلها كنت متجوزيني و حاولت تعتدي عليا بس تراجعت، صورت فيديو و مسحته كل حاجه بتعملها و عكسها ليه بقا؟ لو مثلا ليك علاقة بحد من اهلي فبقولك انا مليش علاقة بيهم اصلا، انا مش عايزة منك غير اني مشوفكش تاني، و تنهدت باستياء و اردفت و كالعادة مفيش حاجه إجابة منك توضح كل دا، لو سمحت ابعد نهائي لأني بجد مش عايزاك؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة