قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع

حاتم بغضب: -شوفي المسدجات و انتي تعرفي
قفلت ديمة معه لترى الرسائل الذي ارسلها إليها لتتوسع عيناها بدهشة، ليس معقول ذلك فهي اصحبت trend
بفضل ذلك المعتوه، بالطبع هو من فعل ذلك و نشر تلك الصور...
مرام بتساؤل: -في أي؟
أخذت حقيبتها و غادرت مسرعة و بدون أن تجيبها، ذهبت إليه و هي تشتعل غضباً تود أن تقتله فهو حقاً عدم الأخلاق و الضمير فقد استغل موقفها لكي يفضل ذلك و ينشر صور تجمعهم معاً.

وصلت إلى قصره و فتحت إليها الخادمة فدخلت بدون أن تنظر حديثها حتى و بحثت عنه و وجدته يجلس في الحديقة و يمسك بهاتفه...
سحبت منه الهاتف و قالت بعصبية و انفعال: -انا بقيت trend بسببك و الناس كلها بتتكلم عني
نظر لها بحدة و قال محذراً اياها مبحبش الصوت العالي
-انا اتفضحت و انت بتقولي مبحبش الصوت العالي
تيام ببرود: -اديكي اتشهرتي في ثانية.

ديمة بعصبية: -انت عارف الناس بتقول ايه؟ انت دلوقتي هتنزل بوست على صفحتك الخاصة و تكذب كل حاجه تمام
قام تيام و ضع يداه في جيب سرواله و قال بهدوء: -لا مش هعمل كدا و مش انا الشخص اللي هينفذ الأوامر هنا تمام و بعدين مش انا اللي نزلت الصور.

ديمة بتعجب: -أوامر ايه يا عم انت بقولك الناس بتحسب اننا على علاقة ببعض انا مش هعرف امشي في الشارع، كله بيقول اني مرتبطة بيك انت مش شايف كمية التعليقات على البوست و الشير
-يبقى أفضل، بصي يا ديمة أخبطي راسك في الحيطة و زي ما قولتلك انا مليش دعوة
ديمة بانفعال و زادت من ارتفاع صوتها: -اتقي شري و نزل خبر تكذيب
-هتعملي ايه؟
-انت حيوان و مستغل على فكرة و دا مينفعش خالص
-اسكتي من فضلك لأنك زنانة اوي.

-تيام من فضلك انا كدا هقع في مشكلة
نظر إليها تيام فهى تراجعت عن حديثها الصارم و بدأت شبه متوسلة إليه، صمت لكي يضغط عليها أكثر و قال: -تمام هكدب خبر الارتباط بس هقول انك المساعدة الشخصية بتاعي
زفرت ديمة بحنق و قالت: -نعم و دا ازاي و بعدين شغلي هعمل في أي؟
نظر إليها تيام و قال: -سيبي و بعدين هتاخدي ضعف مرتبك، فكري كويس بس الوقت مش في صالحك.

نظرت إليه و قد لامعت عيناها بالدموع فهي لا تريد أن تعمل معه، لا تريد أن تترك عملها الذي تحبه و لكن تداول ذلك الخبر لم يكن في صالحها و قالت: -موافقة
ابتسم تيام بخبث فهو لم يفعل شي و استغل الفرصه ليس أكثر من ذلك و قال: -تمام استلمي شغلك من انهاردة يا قطة
-بكرهك
-خليكي هنا...
ذهب تيام و تركها ليدلف إلى غرفته و لكن قابل ثائر امامه و قال: -نزل خبر تكذيب
-انا عرفت مين اللي نزل الصور.

-المهم اني استفادت بس اللي عمل كدا يتحاسب
ثائر بتساؤل: -ازاي؟ استفدت
-ديمة هتبقى المساعدة الشخصية بتاعتي
-دا بجد؟! و ليه؟
-انت فاكر اني هعدي اللي هي عملته لازم تاخد حسابها الأول
قطب ما بين حاجبيه و قال بتساؤل: -دا ازاي يعني؟! هتعمل اي؟
-مش هنكر انها حلوة و عاجبني جدا فيها حاجه مميزة بس دا ميمنعش اني هكفرها في عيشتها
-هتتسلي يعني؟! و لا ناوي على أي؟
-يا تتبهدل يا نبقى مع بعض فترة و خلاص.

ثائر بتعجب: -ديمة مش النوع بتاعك يا تيام و انت عارف دا، و بعدين اهلها جامدين
-ابوها و امها و برا البلد اصلا و اظن انهم مش على تواصل و هي هنا عايشه في بيت عمتها
تنهد ثائر و قال: -مش ناوي تهدأ بقا
-لا ناوي اعملها فيلم اباحي معايا...

كانت ديمة تنتظره في الحديقة و لم تتحرك شعرت بتجمع الدموع عيناها و أغلقت هاتفها لكي لا ترد على اتصالاتهم
انتبهت إلى صوته يلا
قامت ديمة و قالت: -فين؟
-على الشركة
ديمة بتساؤل: -شركة اي
أدار ظهره ليذهب و قال: -تعالي و انتي تعرفي
نفخت ديمة بحنق من ذلك اللعين الذي يقوم بأمرها و انها تعمل خادمة عنده و لكن فهي مضطرة لفعل ذلك و بالتأكيد سوف تضع خطة اخري لكي تتركه.

فتح لها باب السيارة، نظرت له باستنكار فهو يتصرف بغرابة، دلفت داخل السيارة و بعد ذلك تابعه هو و انطلق السائق بالسيارة، كانت ديمة تاخذ جانباً جالسه بجوار النافذة تاركه مسافة كبير للغاية
-ما تقعدي على الشباك احسن
انتبهت ديمة لحديثه و رددت باقتضاب: -والله انا حره و بعدين مش هلزق فيك يعني.

صمت تيام، ليبقوا على ذلك، و بعد مرور الوقت وصلوا إلى الشركة، كانت ديمة يدور بخاطرها الكثير من الأفكار و الأسئلة و لكنها فضلت الصمت و قررت بأنها سوف تفهم كل شيء دفعة واحدة و بالتأكيد سوف يخبرها
تابعته السير خلفه في ذلك الصرح الكبير، منبهرة بفخامة الديكور و تنسيقه...
و اخيرا إلى المكتب، دلفت خلفه و قالت بحنق: -ممكن افهم بقا؟
التفت إليها تيام و قال بهدوء: -ساعات بحتاج حاجات و هكون عايز حد يساعدني.

-مبفهمش في شغل الشركات
-تتعلمي مفهاش حاجه و لا نكون مرتبطين أفضل
زفرت ديمة بضيق و قالت بغضب: -أفضل اني اشتغل اي حاجه بس اسمي ميكنش لي علاقة بيك
حك طرف دقنه بأطرافه و قال: -طبعا اومال بصي بقا عايزك تترجمي كام ايميل كدا و بعدها تبعتهم
-تمام و هيكون فين المكتب بتاعي؟
-هنا معايا
ديمة بارتباك: -معاك ازاي؟ بص انا مش موافقة اصلا و مش عايزة اشتغل معاك.

اقترب تيام بخطواته منها، و تراجعت هي للخلف و اصدم ظهرها بالمكتب حاصرها مسنداً يداه على طرف المكتب و قال: -كلامي يتنفذ من غير رغي و بعدين شغلك هيكون اساسي عشان هتمضي على عقد
أوصدت عيناها و جزت على أسنانها، كانت ضربات قلبها تزاد من الخوف و الارتباك و قالت بتوتر: -ممكن تبعد طيب؟
استغرب تيام و ابتعد قائلا: -هو في أي؟
-مفيش بس مينفعش تقرب مني كدا و لو سمحت التزم حدودك.

لوي فمه في استنكار و قال بتهكم: -لما نشوف اخرتها و دلوقتي اتفضلي اقعدي و أمضى على العقد
زفرت ديمة بحنق و جلست على المقعد و أمسكت بالقلم و وقعت على العقد الموضوع على الطاولة
تيام بتعجب: -المفروض كنتي قراتي بنود العقد
-عادي ملهاش لأزمة لاني متأكدة انك هتزهق و هتفسخ العقد
ابتسم تيام ابتسامته الخبيثة و قال: -جايز بس اعرفي لكل حاجه تمن.

نظرت إليه لتتقابل عيناهم لترى بنظراته شئ غريب فهو يرمقها بغموض و لكن بدأ شعور الخوف و القلق منه يزداد، و هي بررت ذلك بأنه شعورها الأساسي تجاه الآخرين خصوصا الجنس الآخر
-اقعدي خلصي اللي واركي و بلاش تمشي غير ما تخلصي مفهوم...
-تمام اتفضل انت بقا
لم يرد عليها و غادر و تركها، زفرت ديمة بحنق و ركلت الأرض بقدميها قائلة بتذمر: -ياربي هو انا كنت ناقصة ملل.

و بعد ذلك اتصلت بحاتم و أخبرته ما حدث معها بالتفاصيل و بالطبع تلقت توبيخ منه على ما فعلته و لكنها كانت تخشى أن يحدث مشكلة لها بسبب ما ذكرته مواقع الإنترنت و بدأت تشرح له وجهه نظرها و لكن ذلك لم يقنع حاتم و كان يعلم بان تيام لديه نية سيئة تجاها و بالنسبة لمرام فهي كانت مؤيدة رأي حاتم...

سئمت ديمة من تحذيراتهم و سخطهم عليها و بدأت في العمل الذي كلفها به، انشغلت كثيرا حتى أنها لم تشعر بمرور الوقت فقد تخطت الساعة التاسعة مساءاً كان جميع الموظفين غادروا، قامت لتجلس على الاريكة و تمددت عليها، فقد شعرت بتكسير ظهرها بسبب جلوسها مطولاً على المقعد، مرت أحداث الماضي نصب عيناها...
تمسكت بيدها قائلا ببكاء طفولي: -ماما بلاش تسيبني.

تنهدت ناهد بحزن و مسحت باقي دموعها العالقة هاجي ازورك ديما يا حبيبتي بس باباكي مش موافق تيجي معايا
ديمة ببكاء: -يعني انا هكون لوحدي
حاوطت وجهها و قالت: -هتبقى مع عمتو و داليا بنتها و متقلقيش انا كل شوية هكلمك و هاجي ديما
ابتسمت ديمة بحزن و تهاوت الدموع على وجنتها و أوصدت عيناها لتغفو فالنوم دائما كان ملجاها الذي تهرب اليه من جميع مأساتها...

دلف تيام إلى المكتب فهو علم بأنها لم تذهب و ذلك آثار فضوله، اغلق الباب بهدوء عندما وجدها نائمة على الاريكة تضم ركبتيها إلى صدرها، اقترب منها بخفة و نزل على ركبتيه أزاح خصلاتها المتناثرة على وجهها برفق و تعجب عندما شعر بوجهها الرطب و المبلل بالدموع، مرر أصابعه على وجنتها ليلمس وجهها، وصولا إلى شفاه الكرزية الناعمة التي جعلته يتمنى الوصول إلى تلك الشفاه و تقبلها بعنف حتى أن تدمي...

و لكن الآن اكتفي بالنظر إلى ملامحها التي كانت تبدو منزعجة و كأنها ترى حلماً سئ...
قام و خلع ستره لكي يضعها عليه فهي كانت ترتدي ملابس خفيف و الجو بارد و ذهب ليجلس على المقعد المقابل إليها.
بعد عدة دقائق فتحت ديمة عيناها ببطء و اتفزعت عندما احست بشي فوقها و سريعا ما علمت بأنه جاكت، تجولت بعيناها لتجده يجلس أمامها، ابتلعت ريقها و قامت قائلة: -انت هنا من امتى؟
-من شوية.

-طيب انا خلصت الشغل كله و ناقصلي حاجات بسيطة هخلصها دلوقتي و بعدين اروح
-روحي دلوقتي
-لا هخلص الأول
كانت ديمة تعلم بأن اليوم عمتها قد عزمت ابنتها و زوجها و كانت لا تريد رؤيتهم نهائي حتى لو اضطرت أن تقضي الليل في الشركة و هي قد أخبرت عمتها بعملها الجديد.
-ما تسمعي الكلام و تمشي...
تنهدت ديمة و قالت: -اخلص شغلي الاول و بعدين امشي و بعدين انت هنا بتعمل اي
-استغربت انك لسه هنا
-تمام اتفضل امشي بقا.

-يلا عشان تروحي و بكرا ابقى كملي و صحيح احتمال بكرا نروح شرم عشان تصوير الفيلم الجديد
اخذت ديمة أغراضها لتذهب، قام هو خلفها
تنهدت ديمة و قالت بضيق: -يا نعم؟
-هوصلك، انا كدا كدا ماشي
-أنت رخم اوي بجد
ذهب تيام أمامها و تابعته هي و كانت تشعر بالتذمر فهو يبدو و كانه يلحقها ركبت ديمة السيارة بجواره و تعجبت من عدم وجود السائق و لكنها لم تسأله عن شئ.

و عندما وصلوا إلى مقر منزلها، نزلت من السيارة بهدوء و صعدت إلى الشقة و عندما رأت الاضواء مغلقة عملت بأنهم قد ناموا و ذلك اسعدها كثيراً، دلفت إلى غرفتها و أغلقت بابها و عندما فتحت الضوء، اتسعت عيناها بصدمة و قالت: -انت بتعمل اي هنا؟..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة