قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والعشرون

حاتم بتبرجل: -ديمة في شغل مسافرة
مراد باستغراب: -طب ليه مبتردش على تليفونها
-عندها شغل كتير يا دكتور مراد و اول ما اتواصل معاها هبلغ حضرتك
تنهد مراد و قال: -تمام، شكرا يا استاذ حاتم
قفل حاتم معه و تنفس بارتياح و نظر إلى مرام التي كانت تجلس أمامه و قال: -حاسس انه مقتنعش
مرام بضيق: -مش مهم بس الغريب ابوها عرف ازاي انها مش موجودة
حاتم بتساؤل: -عادي ممكن يكون نزل مصر و حب يطمن على بنته.

مرام بتعجب: -جايز، انا هروح على الشغل بقا
-مش هتكملي باقي الورق
-لا مش لازم.

انتهيت ديمة من إجراء الفحوصات في المستشفي و كانت تنظر بداخل الغرفة
كان تيام يقف مع الطبيب بالخارج و قال: -يعني اي؟
-احتمال الذاكرة ضعيف و لازم انتظام و أي حاجه تقدر تساعدها
-احتمال انها ترجع كام؟
-70? لأن حالتها محتاجة ذكريات و تقريبا دا مش موجود عندها و زي ما قولت هي محتاجة دكتور نفساني
-ليه؟
-عندها رهبه من الناس مش منطقية و طبعا هي محتاجك جنبها الفترة دي
-طب المفروض أعمل أي؟

-خليها تعيش عادي يمكن تفتكر واحده واحده
دلف تيام إليها بعد انتهاء حديثه و قال: -يلا عشان نمشي
قامت ديمة معه بهدوء، و عندما ركبوا السيارة لم تلاحظ حتى بأنه لم يعود إلى طريق المنزل الذي جاءت منه
امسك بيدها و رفعها ليقبلها و قال: -سرحانه في أي؟
انتبهت ديمة إليه و رددت عليه مستغربة ان محدش سأل عليا
حتى هو كان مستغرب من ذلك فكيف لأهلها تركها بتلك الطريقة و قال: -و انتي عايزة اي منهم؟

-معرفش بس ازاي هما كدا، و بعدين انت قولت اني كنت عايشه لوحدي و بعدين طلعنا متجوزين
-كنا متخانقين مع بعض و انتي في الأساس كنتي قاعده لوحدك
نظرت ديمة إليه و بدأت تقتنع بحديثه و قالت بتساؤل: -كنا متخانقين ليه؟
-عشان بحبك
ابتعدت نظرها عنه و وجهته إلى النافذة، و سحبت يدها لتقول هو احنا كنا بنحب بعض
-اها
-و اتجوزنا من امتى؟
-من شهر بس قبل حوار الحادثة
صمتت ديمة و قالت: -هو احنا رايحين فين؟

-مسافرين اسكندرية عشان نقضي وقت مع بعض و لوحدينا
ديمة بتوتر: -لوحدينا؟

القات مرام الهاتف و زفرت بحنق فهو لا يرد على هاتفه و حدثت نفسها قائلة ماشي يا تيام والله لأوريك
اتصلت على رقم ثائر و عندما أجابها رددت بضيق: -فين صاحبك
-فين؟
مرام بعصبية: -مش بيرد و انا قدام الشقة و محدش موجود خد ديمة و وداها فين
-معرفش بس اكيد مخطفهاش يعني.

كان تيام يقف في الشرفة الخاصة بالشاليه و ينفث دخان سيجارته بشراهة
-تيام انا هخرج، اعوم شوية...
التف تيام عندما رآها بذلك الملابس فهي كانت ترتدي مايوه من قطعتين و تضع شال شفاف حول خصرها و قال: -اي دا؟
-مايوه
اتجه تيام إليها و امسك بذراعها قائلا: -ادخلي غيري الزفت دا
ديمة بحزن: -ليه؟
-عايزة تطلعي عريانه يعني؟
-مفيش حد
-بجد؟!، ادخلي غيري يا ديمة لأنك مش هتخرجي بالمنظر دا، لان جايز حد يشوفك.

زفرت ديمة بحنق و قالت: -و انا جايه هنا عشان اقعد في البيت
حاوط خصرها بذراعه و قربها منه، اصدمت بصدره و قالت بتوتر: -تيام
-بلاش تلبسي كدا تاني لأني مش هستحمل حد يشوف جسمك
حدقت ديمة بعيناه الثاقبة فهي لا تتذكر اي لحظة جمعتها به و لكن تشعر بدقات قلبها تتسارع لأجله
انحني على شفتيها ليقبلهم بشغف، اوصدت عيناه و رفعت يداها و وضعتهم خلف عنقه و أخذت تمرر انامله بين خصلاته البنية...

ابتعد عنها قليلا ليأخذ كلا منهم أنفسهم و عاود تقبيلها تاني بعمق أكبر، تاركاً لسانه يستكشف أنحاء ثغرها و يده تسبح على جسدها ليتحسس أنحاءه برغبة...
أبتعد عنها و أخذ يلهث، فتحت ديمة عيناها فكانت تشعر بالخجل مما حدث بينهم الان
وضع كفه على جانب وجهها و اخفض ليصل إلى عنقها و وضع قبلات متفرقة على طول عنقها المرمري
-ديمة
نظرت إليه و قالت: -نعم
-ادخلي غيري عشان زمان الاكل على وصول.

اومأت ديمة برأسها و ذهبت من أمامه، و دلفت إلى غرفتها
زفر تيام بحنق و رد على هاتفه قائلا: -نعم يا ثائر؟
-انت فين؟
-في اسكندرية و ديمة معايا و قول لمرام تبطل زن
-تيام سيبك من مرام بس اللي انت بتعمله دا غلط
تيام بتعجب: -بعمل اي؟
-انت فاهم كويس قصدي، بلاش تعمل حاجه معاها و جو التمثيلية دا هيخلص اول ما الذاكرة ترجع
-انا معملتش حاجه و بعدين...

قطعه ثائر بجدية: -أظن انك لازم تهدأ شوية و اللي معاك دي بنت مراد الفقي و دا دكتور مشهور و بنت ناهد الألفي
-دا على أساس اني بتهدد
-لا بس ديمة بنت ناس يعني مش واحدة هتضحك عليها بفلوسك
-انا مش بضحك عليها و بعدين انا بساعدها
-تيام احنا بقالنا سنين صحاب، تفتكر اني مش فاهم تفكيرك كويس اوي
-طب اقفل بقا
-هو أنت بتحبها ملاحظ انك مهتم زيادة بس اللي اعرفه عنك يأكد أن دا مستحيل.

-فهم نادر الحوار هيمشي ازاي؟، و حيدر قال إنه يسافر بكرا ابقى عدي عليه
-حيدر بيلعب بالنار الفترة دي و هيودي نفسه في داهية و الزعيم قال بلاش و طبعا حيدر بيمشي كلامه من دماغه كدا و صحيح امك عامله قلق
زفر تيام و قال بعصبية: -متقولش امي بس و بعدين انا معرفش اي اللي جابها
-أول مرة أشوف واحد بيكره أمه و ابوه ياريت أهلي كانوا عايشين والله
ابتسم تيام بسخرية: -طب ألغى كل مواعيدي الفترة دي...
-هترجع امتي؟

-يومين بالكتير
أغلق تيام معه و ذهب ليفتح الباب و استلم order الطعام، وضعه على السفرة و دلف إلى ديمة قائلا: -خلصتي؟
-اها جايه
تعجب تيام من ردها و خرج مرة أخرى، تذكرت ديمة استماعها لمكالمته منذ قليل و دار برأسها الالاف التفسيرات هل قصدها بحديثه أم لا، تشعر بانفجار عقلها من التفكير فهي لا تتذكر شئ عن حياتها، كيف يحي المرء بعد محو هويته، ما تراه مجرد صور مجهولة...
خرجت إليه و قالت: -تيام
-نعم.

-احكي عن تفاصيل حياتنا يمكن افتكر حاجة
ارتبك تيام قليلا فهو نفسه لا يعرف تفاصيل عنه حياتها اي شئ، َ
-طب ممكن نأكل الأول عشان تاخدي علاجك
-تمام.

روانا بغضب: -انا نفسي افهم اي الشغل اللي بيخليك برا البيت
نادر بحنق: -انتي عايزة تعملي مشاكل و خلاص و بعدين فيها أي يعني؟
-نادر انت مبتسالش على ابنك، زين متعلق بتيام و سيف اكتر منك
تنهد نادر بسئم و قال: -والله بقيت عيشة تخنق، بصي يا روانا انا لو ساكت فهو عشان اخواتك و عمي بس مش هستحمل كتير.

-تمام يا نادر، ممكن افهم اي الصور اللي عندك على التليفون، شات بينك و بين واحدة بتبعتلك صورها عريانة و كلام زي الزفت، دا غير اللي بيحصل
نادر بذهول: -انتي بتفتشي في تليفوني
-شوفتهم بالصدفة، انت ناسي اني مراتك و ام ابنك، انا مش هسمحلك تدمر حياة أبني فاهم
زفر نادر بضيق فهو يختنق من حديثها و حاسبها له و كأنه يعمل عندها و قال: -ابنك كل حاجه متوفرة لي.

روانا بسخرية: -اخويا كل حاجه اتوفرت لي و انت كل حاجه اتوفرت ليك، تقدر تقولي حياتكم عامله ازاي، اقسم بالله لو ما اتعدلت لأسيبك و اخذ زين و محدش هيعرف لينا طريق
نادر بسخرية: -انتي ناسية ابوكي و لا اي يا مدام، انتي لو تقدري تعملي كدا كنتي عملتها من زمان، عارف و متأكد انك مبتحبنيش و كنا مجرد ولاد عم و صحاب و بس كدا.

ذرفت الدموع من عيناها و قالت ببكاء: -و رضيت بيك يا نادر بواحد بتاع نسوان، بس فعلا مش هسكت عشان زين.

رن هاتفها فرددت ديمة عليه قائلة: -الو؟
-ديمة
ديمة باستغراب: -ايوه مين؟
-انا سامر يا حبيبتي، هما عملوا فيكي اي.؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة