رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والعشرون
سحب تيام منها الهاتف و ضغط على الزر لإغلاق المكالمة و قال:
-بحبك
ابتسمت ديمة و تعجبت من كلمته و قالت:
-انت فصلت المكالمة ليه؟
-عشان اليومين دول بنقضيهم مع بعض و مش عايز حد ياخدك مني
-واحد بيقول انه سامر، هو انا كنت اعرف حد بالاسم دا
قبل تيام وجنتها و قال:
-لا، ممكن يكون حد معاكي من الشغل
-جايز، يلا ندخل لأن الجو برد اوي.
حملها تيام بين ذراعيه، و دلف إلى الشاليه و انزلها على الاريكة، و خطف شفتيها بين شفتيه في قبلة عميقة...
خفق قلبها بعنف و شعرت بالتهاب انفاسها بين قبلته العميقة، حتى انها تمنيت بانها تدوم أكثر الا هو ابتعد عنها
و قال:
-ديمة متديش حد فرصه انه يضلل تفكيرك
-حد مين؟
-أي حد اقصد
-تمام انا عايزة اتفرج على التليفزيون بقا.
فتحت ديمة التلفاز و بحثت بين القنوات إلى أن توقفت على فيلم اجنبي و اندهشت عندما رأت تيام به و قالت:
-هو انت ممثل؟
ابتلع ريقه و قال بتحشرج:
-اها بس الفيلم مش حلو اقلبي
-لا هتفرج عليه، بس هو انت ازاي اجنبي و عربي في نفس الوقت
-لأني كنت عايش هناك طول فترة حياتي
صمتت ديمة لتبدأ تركز في الفيلم الذي أعجبت بقصته و علمت بأنه ممثل موهوب و لكن سرعان ما شعرت بالتذمر بسبب مشاهد القبل التي تجمع بينه و بين البطلة...
نفخت غاضبة و قامت ذهبت إلى الغرفة و صفعت الباب خلفها بقوة، قام خلفها و قال:
-ديمة دا مجرد تمثيل
ديمة بعصبية:
-بجد تمثيل بس كل اللي بيحصل بجد
تنهد تيام و قال:
-فين المشكلة دا شغل...
قطعته ديمة بحدة و قالت بغضب:
-من فضلك اطلع برا دلوقتي و وفر كلامك دا
اقترب منها و جذبها إليه ليحاوطها بذراعيه و قال:
-والله تمثيل بس و بعدين هو عادي يعني...
-يعني ينفع أكون أنا في نفس الدور بتاع البطلة.
ازدار ريقه و قال بغضب و ارتفعت نبره صوته:
-بجد، و انا أقف اصفقلك، بصي يا ديمة دا شغل عايزة تقتنعي اقتنعي مش عايزة براحتك اتفضلي نكدي عليا
تهاوت دموعها و قالت بعتاب:
-تمام، أنا مليش دعوة براحتك
عاود إلى نبرته الهادئة و اردف لأن الشغل مفهوش زعل
-تمام روح بوس و احضن في كل واحدة شوية عادي
-كلهم جنبك و لا حاجه.
رمشت بعيناها غير مصدقة ما تفوه به و ابتعدت عنه لتقول:
-انا هنام.
حاوط خصرها و دفعها إليه ليتصلق ظهرها بصدره و أزاح شعرها على جانباً واحد و همس إليها قائلا:
-تصحبي على خير يا حلوتي
ابتعدت ديمة عنه سريعاً فهو يجعلها تشعر بالإثارة حتى بأفعال بسيطة و ذهبت إلى الفراش و قالت قبل أن تغلق عيناها هنسافر امتى القاهرة
-بكرا
كان سامر يجلس مع الطبيب الذي كان المشرف علي علاج ديمة
-يا دكتور انا قلقان الذاكرة مترجعش ليها، حضرتك متعرفش أهميتها عندنا
رد الطبيب و قال:.
-مقدر والله بس اكيد هترجع و انا شايف ان جوزها بيحبها جدا
تنهد سامر و قال بتأثر:
-جوزها اي بس، دا كان مبهدلها، بصراحة أشك انه كان السبب في الحادثة، دي مراتي انهارت لما عرفت و هو حتى مانعنا اننا نشوفها
-طب انا ممكن اتكلم معاه...
قطعه سامر بارتباك و قال:
-انا متشكر اوي، بس عايز اسالك على حاجه أخيرة و اسف لو بتعبك معايا
-اتفضل
-هو الذاكرة ممكن مترجعش ليها؟
-للأسف اها لأن اللي فهمته أن ديمة ملهاش ذكريات كتير مع الناس اللي جنبها و كمان لازم تنتظم علي الأودية
-تمام يا دكتور متشكر جدا، كدا اقدر أبلغ مراتي و خليها تكلمها و تأكد عليها...
مرام باستغراب من مجيء حاتم إليها المكتب اكيد في حاجه؟
جلس حاتم و قال بضيق:
-عايز اشوف تيام الصراحة
-ليه؟
-مرام انتي باردة كدا ليه؟ سيبها مع راجل غريب و فهمتوها انه جوزها متخيلة لما تفتكر هيبقى ردها اي، متخيلة ممكن يكون حصل بينهم اي، تيام يعني مش أمام مسجد دا ممثل اباحي
-فاهمه يا حاتم بس انا متفقة معاه
-تبقى غبية و بتدبسي نفسك مع ناس زبالة، بس اقسم بالله لو عمل فيها حاجه لأدفعك التمن، بجد مش متخيل أنك بعتي صاحبتك
مرام بعصبية:.
-حاتم شوف انت بتقول اي الأول و بعدين اي الفرق بين انها تبقى معاك أو معاه، و بعدين انا حسيت ان ديمة مرتاحة معاه
-تمام يا مرام بس هفكرك لآخر مرة بأنك رميتيها في النار، و اتمنى انها متتصدمش بعد ما تفوق و تكتشف انها كانت مع راجل غريب و بتتعامل معاه على أنه جوزها و اظن انك فاهمة كلامي...
دلفت ديمة إلى غرفتها لكي تبدل ملابسها فقد وصلوا إلى المنزل للتو، كانت مازالت تشعر بالضيق و الغضب منه بسبب ما رأته، خلعت البلوزة التي كانت ترتديها و قامت بوضعها في الخزانة، و تناولت ثياب إليها لكي تأخذ شاور
فتح الباب الغرفة، زفرت ديمة بحنق و قالت بعصبية:
-قولتلك في اختراع اسمه باب
نظر على بشرتها البيضاء الناعمة، فكان يظهر ظهرها بأكمله و قال:
-محدش قالك اقلعي.
شعرت بأطرافه التي يمررها على طول ظهرها، و قال:
-متعليش صوتك تاني عشان هعاقبك على كدا
استجمعت نفسها التي تتجاوب مع لمساته إليها و قالت:
-ابعد ايدك
ابتسم تيام بمكر و فك رباط الصدر خاصتها، اتسعت عيناها بصدمة و قالت بتوتر:
-تيام ابعد من فضلك
-هو انتي مكسوفة؟
اوصدت عيناها و نفخت بضيق و قالت:
-تيام بجد هزعل اوي منك
حاوط عنقها بيده و اخدت تنحرف أنامله على جسدها بخفه و همس إليها قائلا:
-و انا مقدرش ازعلك...
أعاد قفل حمالة الصدر خاصتها و ادارها إليه، رفع كفيه ليحاوط وجهها الذي رطبته الدموع و قال:
-حسيتي بأي
-مش فاهمه
تنهد و قال:
-ديمة هو انتي ليه بتخافي لما حد يقرب منك، حتى لو حاولتي تقربي بتتراجعي
-معرفش
قالتها بحيرة حقيقة فهي لا تتذكر لما تخشي ذلك
-طيب، بس عايز اقولك حاجه خوفك مش منطقي لو كان بسبب حاجه حصلت زمان معاكي، جي الوقت انك تتخلصي منها...
-لما افتكر يمكن انا مكنتش كدا...
مرت الايام عليهم سريعاً و لم تحدث أي تطورات في حياة ديمة فقد مر شهر و هي على تلك الحالة و لكنها كانت جمعت بعقلها الكثير من الروايات فهي تشعر بخطب ما و لكنها لم تستطيع تفسيره حد الآن
ذهبت مرام إليها في ذلك اليوم بعد انتهاءها من عملها، فديمة قد طلبت منها ذلك
مرام بقلق:
-مالك يا حبيبتي؟
-مرام انا حاسه ان مش دي حياتي اللي كنت عايشها و بصراحة زهقت
مرام بارتباك:
-أي اللي حصل يا ديمة بس؟
-معرفش بس مفيش حد بيسأل عليا أكني كنت عايشه مع نفسي و انتي حتى مش بتيجي كتير، و بالنسبة لتيام فأنا حاسه انه مخبي عليا حاجه
مرام بتساؤل:
-ليه بس؟
-تفتكري اي اللي يخلي واحد ميجيش جنب مراته اللي المفروض هو بيحبها
مرام بتوتر:
-عادي عشان انتي تعبانة و هو اكيد خايف عليكي
-مش مقتنعة و حاسه بحاجه مش طبيعة لاني مش تعبانة انا باخد العلاج و حتى بعض الأودية بدأت اوقفها.
-بصراحة معرفش يا ديمة بس اكيد هو عنده سبب لكل دا
ديمة بسئم:
-بجد انا مليت جدا و محدش حاسس بيا و لا يعني اي الاقي نفسي مش فاكره حاجه عن حياتي
تنهدت مرام و رتبت عليها قائلة:
-ديمة اول ما ترجعلك الذاكرة هتفهمي كل حاجه، بس فعلا انتي في مرحلة مينفعش الضغط عليكي باي طريقة كانت
تنهدت ديمة باستياء و قالت:
-تمام ماشي
بعد مرور بعض الوقت ذهبت مرام و تركت ديمة في حيرتها التي لم تهدأ ابدا.
وصلتها رسالة من رقم مجهول تراه لأول مرة بحياتها تحتوي انا عارف عنك كل حاجه عنك يا ديمة، و تعالى قابليني على العنوان دا بس تيام موقف ناس تحت العمارة تراقبك خدي بالك و على فكرة هو مش جوزك.
اصدمت ديمة عند رؤيتها لهذه الرسالة و سقطت الدموع من عيناها، و بالفعل قررت أن تذهب، كانت الخادمة التي تعمل بالمنزل مشغولة في المطبخ، تسحبت ديمة و خرجت من الشقة بهدوء و بالفعل كان يوجد سيارتين بهم رجال، سارت خلف السيارات المركونة لكي لا يراها أحد، و بعد أن انهت الصف و بقيت بعيدة عن مرمى البصر، أوقفت تاكسي و أخبرته بالعنوان...
طرقت باب الشقة و فتح إليها سامر و قال:
-اتفضلي
ديمة بتوتر:
-لا ممكن تقولي هنا.
-مينفعش من على الباب و بعدين احنا عارفين بعض كويس
دخلت ديمة و لكنها كانت تشعر بعدم الاطمئنان و مع ذلك جاهدت شعورها لكي تعرف ما أراد قوله
جلس سامر على المقعد المقابل و قال:
-انا و انتي كنا مرتبطين
-تعرف أي عني؟
-اعرف انك ديمة مراد الفقي بنت دكتور كبير و سيدة الأعمال ناهد الالفي بس اهلك سابوكي ما ساعة ما كنتي طفلة و تيام بيضحك عليكي هو و لا جوزك و لا حاجه و علاقتكم بدأت من بعد الحلقة اللي انتي عملتها ضده و شغلك عنده غصبن عنك و قام بفتح فيديو للحلقة التي إعادتها ديمة من قبل عن تيام
كان ديمة عقلها لا يستوعب ما يقوله و قالت بعدم تصديق:
-ازاي،؟ طب هو ليه هيعمل كدا و أنت جاي تقولي دلوقتي ليه؟
-حاولت اكلمك من فترة و انتي قفلتي السكة في وشي و أتصلت بيكي كتير بعدها و انتي مكنتيش بتردي أو اللي اسمه تيام دا كان بيحاول تضللك
ديمة ببكاء:
-يعني كل حاجه كذب
-للأسف اها، انا بس اللي بحبك و انتي كمان بتحبني.
قامت ديمة و قالت بعصبية:
-اسكت
اتجهت لتذهب الا ان اوقفها و امسك بذراعها ليثني و يضعه خلف ظهرها و قال:
-لا يا حبيبتي انا مش هسيبك تمشي، بصراحة اللي مبيستغلش الفرصة بيبقى حمار
تألمت ديمة و صرخت به قائلة:
-ابعد عني...