قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والخمسون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والخمسون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الرابع والخمسون

و أعطيت إليها مفتاح الغرفة و ذهبت، ركضت ديمة بسرعة و اتجهت إلى تلك الغرفة و عندما دخلت وجدت الاضواء مغلقة و لكنها شعرت بوجوده قفلت الباب و قالت:
-تيام
شعرت به خلفها، حاوط خصرها بيداه و همس إليها كل سنه و انتي طيبه يا حلوتي
خفق قلبها بشده حتى كاد يقتلع من مكانه، و شعرت بارتفاع حرارتها و التفتت بجسدها و قالت:
-انت اللي عملت كدا صح؟

أبتعد عنها و فتح أضواء الغرفة، اندهشت ديمة و ارتسمت ابتسامة على وجهها، فالغرفة كانت مزينة بالورد الأحمر و البالونات و قالت:
-طب ليه مكنتش تحت
اقترب منها و حاوط وجهها بيداه و قال:
-عادي بس لما لاقيتك غاوية نكد، قولت اغير الفكرة
كانت ديمة تحدق به و يخفق قلبها بشدة و قالت:
-طيب شكرا
اخذ العلبة التي وضعها على الطاولة، و لف ليقف خلفها و وضع العقد على عنقها و همس إليه بصوت رجولي اجش مش عايزك تقلعها خالص.

التفتت ديمة إليه و قالت:
-بجد؟ انا مش عايزة منك حاجه اصلا
وضع سبابته على شفتيها و قال:
-ذكرى مش اكتر
ادمعت عيناها و ابتلت أهدابها و قالت بحزن:
-ذكري، طيب
امسك يدها و وضع خاتم في اصابعها و رفع كفها ليقبله، كانت تنظر إليه بدهشة و سحبت يدها و قالت:
-انا هنزل
-انزلي
-هو انت بتعمل كدا ليه؟، خلاص تمام و شكرا على المفاجأة، واضح انك بتتسلي عشان مش لاقي حاجه تعملها.

استدارت ديمة لتذهب و لكن امسك بمعصمها و حاوط خصرها ليجذبها إليه، مثبتها جيدا و قال:
-مبحبش الطريقة دي؟ و انتي بتتكلمي حاولي تكوني هادية
-و لو مبقتش؟

نظر لها فهي تعلم جيدا كيف يخرج عن سيطرته و اخفض نظره على شفتيها، و بعد ذلك اطبق بشفتيه عليها، اوصدت عيناها و رفعت يداها لتضعهم خلف راسه و تقبض على شعره الحريري، زاد من عمق قبلته عندما شعر باستجابتها له، بدأ يزيد من حدة قبلته إليها و اندماجها معه كاد يفقده عقله، فهي لم تتراجع مثلما تفعل...
أبتعد عنها مثبت جنبه على جبهتها، متلامسة أنفهم و قال:.

-النهاية يا ديمة، على فكرة انتي وجودك معايا مش في مصلحتك و اعرفي اني حاولت ابعدك كتير
بسطت كفها على وجنته و قالت:
-ليه؟
-طب انتي شايفه انه ينفع؟ إذا كان لما عرفتي اننا متجوزين اول حاجه طلبتها الطلاق
عقدت ذراعيها حول خصره و وضعت رأسها على صدره و قالت:
-مش عايزة اتكلم...
ابتعدت عنه و اردفت:
-شكرا لأنك فكرت فيا.

امسك معصمها و سحبها خلفه ليتجه إلى الطاولة التي كانت في الشرفة و يوجد عليها قالب من الكيك و يتوسطه الشمع، و اشعلها قائلا:
-أتمني أمنية
نظرت ديمة إليه و أومأت برأسها و بعد ذلك أطفأت الشمعة و أخذت السكينة لتقطعها و وضعت لكل منهم قطعة في الصحن، فتح تيام زجاجة النبيذ و سكب منها لهم
-مش بشرب
-تشربي اي؟
-و لا حاجه.

امسكت بالشوكة و بدأت في تناول قطعة الكيك، توقفت عن الأكل عندما وجدته يمرر طرف اصبعه حول ثغرها و قالت بارتباك:
-أي؟
-و لا حاجه
تنهدت ديمة و قالت:
-انت هتتجوز امتى؟
-معرفش
-تمام، عقبالي أن شاء الله
ضاقت عيناه ناظراً إليها و قال بصوت اجش:
-امممم
اخذ الكأس و لكنها أمسكت بيده قائلة:
-أظن انك كل يوم بتشرب و فاعمل اللي انت عايزه بعد ما امشي
جز على أسنانه و ابعد يده و قال بضيق:
-تمام.

دلفت ديمة إلى الداخل فقد استمعت إلى رنين هاتفها و رددت قائلة:
-اسفه يا حاتم لسه شايفه المكالمات
-كل سنه و انتي طيبه، اي رايك نتقابل عشان نحتفل بعيد ميلادك
ابتسمت ديمة و عندما لاحظت خروج تيام قالت:
-تمام، بس مفيش داعي تتعب نفسك
-ديمة انتي غالية عندي اوي، شوفي امتى و كلميني
-تمام.
تيام بضيق:
-خير؟
-حاتم كان عايز يحتفل بعيد ميلادي و...
قطعها تيام و قال:
-ليه هو مش المفروض شاغله عنده بس و لا اي؟

-تيام خد بالك من الكلام اللي بتقوله
اقترب منها بخطواته و تراجعت هي حتى التصقت بالجدار، وقف أمامها و قال:
-احسنلك خلي علاقتك بحاتم شغل وبس عشان يوم ما هتتغير هزعلك
ابتلعت ريقها و قالت باستهجان:
-انت مالك؟ على فكرة انا حره
-كلامي مش هيتكرر تاني يعني و الأفضل انك تسمعي
-ليه؟
-من غير ليه؟ و اعرفي انه تحذير نهائي
رفعت عيناها لتقابله و قالت بدهشة:
-بتهددني؟! و بعدين انت مالك بيا، انا اعمل اللي انا عايزه تمام.

همت لتذهب و لكنه أسند يده على الجدار ليحاصرها و قال:
-مقولتش تمشي و على فكرة انا بقولك كدا عشانك انتي
-ابعد عني
أبتعد تيام عنها، ذهبت ديمة من جواره و لكنه امسك ساعدها قائلا:
-خليكي...
ابتسمت مرام و قالت:
-شكرا يا سيف، تعبتك
-هي ديمة و تيام انفصلوا
مرام باستغراب:
-مكنوش مرتبطين اصلا
-اومال ليه عملها العيد ميلاد أظن انهم مش صحاب!
تعجبت مرام من اسئلته و قالت:
-مش عارفه...

و فتحت السيارة و نزلت و عندما صعدت إلى شقتها وجدته أمام الباب
مرام بدهشة:
-فريد؟!
-قولت اتكلم معاكي و على فكرة نيتي فيها خير
مرام بسخرية:
-تفتكر في خير هيجي من وراك...
فتحت مرام الشقة و أشعلت الاضواء و قالت:
-اتفضل
جلس فريد و بدأ حديثه قائلا:
-عايز اعرف طريق لرقم بيكلمني؟
مرام بتساؤل:
-و انا اللي هعرف؟
-مش جايز تكوني تعرفي
-ما تسيبك من اللف و الدوران و هات من الاخر
-قربك منهم هيفدني و هيفيدك لان كله بتمنه.

-غريب انك بتكرهم مع ان المفروض انتم بتشتغلوا مع بعض
-دا الظاهر بس، لكن انا بتمنى انا امسح حامد و عياله من الوسط و دا هياخد وقت، في مخطط لمقبرة آثار عايزه
مرام باندهاش:
-آثار
-اها المقبرة دي كانت عامله مشكلة زمان و بصراحة انا حملت بيها كتير
-طب و المقبرة دي محدش فتحها منهم ليه؟
-بابا قال إنها كانت محتاجة قربان و الشخص اللي يعرف القربان على مشاكل معانا
-و انا هستفاد اي من كدا؟

-هتسلميني المخطط و ليكي اللي تطلبي و بعدين اظن ان محدش فيهم يلزمك و كمان المقبرة دي لما تفتح هيبقى ليكي 25? منها و تخيلي بقا تمن زي دا؟
-شغل الآثار يخص مين انت و لا؟
-و لا عيلتي و لا عائلة تيام، الطرف التالت بس هو انسحب من زمان، فكري و هستني ردك
استيقظت ديمة على صوت الهاتف و مددت يدها لتخذه، و ما إن وقعت عينها على اسمها شعرت بالغيرة و رددت عليها قائلة:
-مين؟
سيا بدهشة:.

-انتي اللي مين و ازاي تردي عليا فين تيام
ديمة بصوت نعاس:
-نايم جنبي اهو أصله كان سهران امبارح، لما يصحى هقوله انك اتصلتي
سيا بغضب:
-انتي مين؟
تركت ديمة الهاتف من يدها و لكنها أبقيت المكالمة مفتوحة، انحنت عليه قائلة:
-تيام
فرك عيناه و قال:
-نعم
قبلت ديمة شفتيه و قالت بدلال:
-كفايه نوم يا حبيبي
لم تتحمل سيا الاستماع إلى المزيد و أغلقت، ابتسمت ديمة و أخذت الهاتف لكي تضعه على الطاولة مكانه...

قامت ديمة من مكانها و دلفت إلى المرحاض و بعد ذلك خرجت، و كان هو مازال نائم
ذهبت ديمة بغرفة بهدوء لكي لا توقظه...
عندما ذهب تيام إلى منزله، وجد سيا في انتظاره
-سيا؟
سيا بغضب:
-كنت فين؟ و مين اللي كانت نايمه معاك
-مش فاهم
زفرت سيا و قالت بحدة:
-رنيت عليك و واحدة رددت عليا، عايزاك تعرف حاجه ان مش سيا اللي تتغفل
-صوتك، و شوفي انتي بتقولي إي؟
-عايزني اقول اي؟

-ما كل الناس عارفه اني و و بتاع نسوان و لا انتي هتحوري
سيا بدهشة:
-انا هبقي مراتك
-و انا مفيش واحدة هتغير فيا حاجه هفضل زي ما انا، و جوازك مني هيبقى عقاب لاني هتشوفي اسوأ انسان ممكن تقابلي في حياتك
-انت ليه كدا؟
تيام بسخرية:
-سيا بلاش تمثلي لأنك و لا بتحبني و لا عايزاني بس الموضوع كله مصلحة
ابتلعت سيا ريقها و قالت:
-بس معجبة بيك.

-على أي؟ عشان مشهور بأفلامي الزبالة و لا عشان اي؟
-ليه وافقت؟ ممكن كنت تعارض ابوك زي ما بتعمل كل مرة
نظر لها بامتعاض و تركها و ذهب، فهو علم بأن ديمة من رددت عليها و لكنه لا يعلم لما فعلت ذلك...
فتحت ديمة إليه و بدأت تعبيرات التوتر تظهر على وجهها و قالت:
-تيام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة