قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والخمسون والأخير

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والخمسون والأخير

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والخمسون والأخير

-ليه؟
ازدارت ديمة ريقها و دلفت إلى الداخل، أغلق الباب و تابعها قائلا: -حتى مقولتيش و مشيتي؟
ادمعت عيناها و التفتت اليه و قالت: -جاي تهددني زي المرة اللي فات
-بسالك؟
-رددت عليها عادي، و بعدين هو انت عملها حساب؟
-تمام
استدار ليذهب فهو لا يريد أن يكمل حديث سوف يندم عليه
أوقفته ديمة قائلة بحزن و بكاء: -غصبن عني رددت، و مفكرتش...

التفتت تيام إليها و قال بحدة: -اخرجي من حياتي يا ديمة، مش عايز اشوفك و لا اعرف حاجه عنك
ديمة بذهول: -كل دا عشان رددت عليها؟
-لا عشان انا أسوأ شخص تعرفي في حياتك...
ذهب تيام و صفع الباب خلفه، تهاوت دموعها على وجنتها بغزارة و أخذت تزداد شهقاتها فهو يكرر ذلك معها، فهي لم تطلب منه شئ و لكن لما يتعمد أن يعيطها أمل و فجأة ينزعه منها...

مرت ايام و بالفعل انقطعت اخباره عنها فذلك لم يكن جديد و لكنها مازالت تشعر بالحزن على ابتعاده
أحضرت القهوة إلى حاتم فهو أتى إلى زيارتها.
-اتفضل
وضعت المج امامه و جلست مقابلة له و قالت: -عارفه اني مقصرة يا حاتم في الشغل
-مش مهم، صحيح تيام حدد ميعاد فرحه
ابتلعت ديمة ريقها و شحب وجهها فجأة و قالت بذهول: -فرحه! هيكون امتى؟
-بعد يومين بظبط، عارف انك زعلانه بس تيام ميتستهلكيش
تنهدت ديمة و قالت: -عادي.

-مش ناويه تعيشي حياتك و تتجوزي
ابتسمت ديمة بسخرية فهي في الحقيقة تزوجت مرتين و قالت: -لا عايزة اركز في شغلي أفضل
-ديمة انا عايز اتجوزك
اتسعت عيناها بدهشة فهي كانت تعلم بأن حاتم يحمل مشاعر إليها و لكنها لم تتوقع بأنه سوف يفاجئها هكذا و قالت بتبرجل: -حاتم...
قطعها حاتم قائلا: -فكري يا ديمة، و مهما كان قرارك أنا هقبله و اوعدك أنك لو وافقتي مستحيل اخليكي تندمي.

مايا بتساؤل: -مالك يا سيا دا منظر عروسة فرحها كمان يومين
نظرت إليها سيا بسخرية: -ايوه و عريسها بيخونها
تنهدت مايا و جلست على طرف الفراش و رتبت على كفها قائلة: -سيا ارفضي الجوازه دي. انا زمان غلطت بس عشان كنت بحب حيدر و كنت فاكرها بيحبني بس طلع لعب عيال صغيرة و ادينا كبرنا و انتهيت كل حاجه، و يمكن حيدر أفضل من تيام بكتير
سيا باستفسار: -ليه بتقولي كدا.

-سيا من فترة كبيرة ايام ما ماما الله يرحمها كانت عايشه، ناديه كانت بتحكيلها عن ابنها، غامض و معقد و مستهتر، و حتى اتجوز بنت اسمها حلا و اختفيت و محدش جاب سيرتها، اكيد انتي عارفه الحوار دا
سيا بضيق: -حلا دي كانت واحدة طماعة و مثلت عليه انها بتحبه
-سيا تيام اكتر واحد بيعرف يمثل، تقدري تقوليلي هو اتجوزها غصبن عن ابوه لأن حامد مكنش موافق على حته بنت بتشغل عندهم في الشركة، مخلفش منها ليه؟

-عادي يا مايا مش يمكن تكون مكنتش بتخلف
-طب ساب تالين ليه يا بنتي دى كانت حامل منه متخيلة انه اتخلى عن بنت عمه؟!
سيا بعصبية: -اسكتي يا مايا كفايه انا دمي محروق لوحدي و لازم اعرف بنت اللي كانت معاه دي
-و لما تعرفي هتعملي اي؟، سيا جوازك من تيام هخليكي تندمي
-اكيد بابي عامل حساب كل حاجه
-براحتك بس مستحيل هترتاحي
-مايا انتي نفسك لحد دلوقتي بتحبي حيدر و ما بتصدقي تلاقي فرصه تجمعك به...

دلفت ديمة مع زين إلى المطعم و سحبت له المقعد لكي يجلس عليه و قالت: -هتاكل اي؟
-مش عارف انا جعان اوي
فكرت ديمة قائلة: -تيجي ناكل بيتزا
-حلوة، هي ماما هتيجي تاخدني من عندك و لا هبات
ضاقت عيناه و تسألت و انت عايز اي؟
-عايز ابات انا بحب اقعد معاكي اوي، لاني معنديش أصحاب غيرك
طلبت ديمة الطعام و جلسوا في انتظاره، قام زين راكضاً و قال: -بابي...

التفتت ديمة و رأيت تيام و بجواره واحدة و استنتجت بأنها سيا، حمله تيام قائلا: -بتعمل اي هنا؟
-انا و ديمة مع بعض
سيا بابتسامة: -يا روحي، طب تعالي معانا و...
قطعها زين قائلا: -انا هروح اقعد مع صاحبتي، و انتي مش صاحبتي فمش هقعد معاكي
أنزله تيام، فذهب زين عائدا إليها و قال: -سوري سيبتك شوية
ابتسمت ديمة و قالت: -عادي بس اي رايك ناخد الاكل و نروح البيت
-موافق.

قامت ديمة و أخذت الطعام تيك واي و بعد ذلك أخذت زين و خرجت من المطعم، و كان تيام يراقبهم بتركيز
سيا بضيق: -هي مين ديمة؟
-صاحبه روانا
-طيب هتاكل اي؟
-ثواني...
قام تيام خلفهم فهي كانت مازالت واقفه تنتظر قدوم تاكسي زين
التفت زين إليه و قال: -نعم؟
-رايح فين؟
-مروح انا و ديمة
-ليه مكلتش جوه
-عادي، ديمة قالت نمشي
-طب تعال اوصلك انا
رددت ديمة بإيجاز: -شكرا، روانا سايبه زين عندي انهاردة
-تمام.

أوقفت ديمة التاكسي و ركبت، وعده زين و ذهب معها...

تعبت ديمة من اللعب معه و قالت: -كفايه لعب بقا، تعالى نتفرج على فيلم
فتحت التلفاز و جلست لتقبل و لكن افزعها صوت طرقات الباب المخيفة و قالت بقلق: -زين استنى نشوف مين؟
قامت ديمة لترى من العين السخرية و اندهشت من وجود رجلان يظهر عليهم الإجرام و قالت: -تعال نلعب، انت هتستخبي مني و أنا هدور عليك
-بجد.

هزت رأسها بالإيجاب و قالت: -تعرف و انا صغيرة كنت بستخبي في المطبخ و مكنش حد بيعرف يمسكني، هعد لحد خمسه تكون اختفيت و متطلعش غير لما انا اقولك...
فعل زين ما طلبته، و عندما تأكدت بأنه و التفتت كانوا من في الخارج فتحوا الباب
-انتم مين؟
-ادخل هات الواد اللي جوه
ديمة بخوف: -مفيش حد هنا انتم مين؟
دفعها بقوة لتسقط على الأرض و قال بضيق: -انجزي يا بت و قولي هو فين؟
خرج الآخر و قال: -مش موجود.

سبحها من ساعدها و قال بغضب: -هو فين؟
-معرفش
اخرج خنجر من جيبه و قال: -يا تتكلمي يا هقتلك
ديمة ببكاء و صراخ: -معرفش
كتم صوتها قائلا: -انتي عايزة تلمي الناس علينا...
طبقت بأسنانها على يده و صرخت قائلة: -الحقوني
لم يتمالك أعصابه و قام بطعنها في خصرها بقوة، تأوهت ديمة و اختلت توازنها لتسقط على الأرض، سبحها من ذراعها بقوة كادت تقتلعه و قال بغضب: -فين الواد؟
-معرفش.

طعنها مرة أخرى و أخذ يضغط عليها و هي بداخل معدتها، و ألقاها على الأرض و ذهبوا...
قامت ديمة و هي تمسك بخصرها لتكتم الدماء التي تسيل منها و ذهبت لتقفل الباب فهي تخشى عودتهم
و بعد ذلك عادت و لكنها لم تستطيع السير فسقطت على الأرض و قالت: -زين، زين...
خرج زين و كان يبكي فهو استمتع إلى صراخها، ذهب إليها و قال: -ديمة
-هات تليفوني و اتصل بتيام خلي يجي ياخدك، و بلاش تفتح الباب غير لما هو يجي أو اتصل بماما.

ذهب زين و بحث عن الهاتف و بعد ذلك اعطه اليها لتفتحه، اتصل زين بوالدته قائلا: -مامي تعالى بسرعة...
أخذت ديمة انفاسها بصعوبة و حاولت الاعتدال في جلستها و قالت بوهن: -متخافش انا كويسه و دي تعوره بسيطة خالص
زين ببكاء و عدم تصديق: -لا انتي بتتضحكي عليا...
ادمعت عيناها فهي حاولت الانتحار كثيرا و عندما أرادت العيش الحياة تريد تركها
-لا انا بس هنام كتير اوي، و مش هصحي تاني بس
-يعني هتموتي؟

-لا هبقي موجوده بس مش هنا، و انت هتبقى تجيبلي ورد كتير و عايزاها احمر
زين ببكاء: -لا انا عايزاك تبقى معايا...
شعرت ديمة بضعف في انفاسها و بدأت تتنفس بصعوبة و تنخفض ضربات قلبها و قالت: -اتصل شوف روانا فين؟
اتصل زين بوالدته و قال: -انتي فين؟
-انا تحت البيت هطلع، في أي يا زين...
قفلت ديمة المكالمة و قالت: -انزل
-و انتي؟
صمتت ديمة و بعد ذلك قالت: -يلا يا زين.

فتح زين باب الشقة و ذهب في المصعد و عندما خرج وجد تيام و روانا يدخلون
ركض إليهم و احتضتنه روانا قائلا: -في أي يا حبيبي حصل اي؟
-ناس وحشين كانوا عايزين يخدوني
تيام بقلق: -ديمة فين؟
زين ببراءة: -ديمة قالت إنها هتنام كتير بس هي اتعورت اوي
صعد تيام الدارج راكضاً، فهو لا يطيق انتظار المصعد، و دلف إلى الشقة و تسمر مكانه بذهول
القى الخنجر من يدها فهو فهم بأنها كانت ناويه أن تطعن نفسها به و قال: -بتعملي اي؟

نظرت ديمة إليه و قالت بوهن: -و لا حاجه بس حرام اتألم في الكام دقيقة اللي ناقصين ليا...
ادمعت عيناه فهو لا يستوعب فكرة رحيلها حتى، و اتصل بالإسعاف
كانت ديمة تنظر عليه بتعجب و قالت: -اتصل بمرام عايزة اشوفها قبل ما اموت
جز تيام على أسنانه و قال بانفعال: -اسكتي يا ديمة...
رد على هاتفه و أخبره المتصل أقتلها لو لسه عايشه، و بعدين هات جثتها.

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة