رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخمسون
نظرت ديمة إليه منتظرة رد فعله على ما فعلت و قالت بعصبية: -والله العظيم لو مخرجتش من هنا هموت نفسي و هفضل هحاول لحد ما اموت
-خلصتي تكسير
اجابها بهدوء غير متناسب مع البركان ألذي يحترق بداخله
انحنت ديمة لتخذ إحدى قطع الزجاج، نظر إليها تيام بدهشة فهي فقدت عقلها و قال: -تمام موتى نفسك يلا مستنية اي؟، بس اعرفي ان حياتك مرتبطة بحياتي، يلا انتحري.
ابتلعت ديمة ريقها و كانت تحدق به، اتجه تيام الخزانة و فتح إحدى إدراجها الداخلية و أخذ سلاحه، التفت إليها قائلا: -اللحظة اللي هتموتي فيها هكون انا وراكي
تساقطت دموعها علي وجنتها بشدة و اعتلي صوت نحيبها و تركت الزجاج من يدها و قالت بانهيار: -و انت مالك بيا؟
اقترب تيام منها و امسك كفيها و سحبها ليجلسها على الفراش، و نظر إلى حالة الغرفة و قال: -محتاجة تكسري حاجه تانية.
عقد ساعده و اردف بضيق: اتمنى تخفي عشان اكسر دماغك لأني بجد جيبت أخرى
فتح دُرج الطاولة و اخرج السرنجة و المحلول و قال: -انجزي عشان تاخدي الدوا
نظرت ديمة اليه و قالت بخفوت: -انا مبحبش الحقن
-مش انتي اللي عملتي في نفسك كدا استحملي بقا، يلا اقلعي
-اقلع اي؟
-هتاخدي الحقنة فين يا ديمة، ابوس ايدك ارحميني لاني ماسك نفسي بالعافية.
زفر تيام بحنق و سحبها من ذراعها قائلا بغضب: -ديمة مضطرة تلتزمي بكل حاجه الدكتور هيقولها لحد ما نشوف ترياق للسم، نامي طيب، لحد دلوقتي انا هادي تمام
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -انا مش عايزة اعيش، دي حياتي و انا حره فيها
-براحتك و انا هعمل زي ما قولتلك
-تمام ماشي بس انا مش عايزة اشوفك أظن أنه من حقي اطلب حاجه زي كدا
-تمام براحتك بس للأسف مضطرة تشوفيني عشان مش هسيبك هنا لوحدك.
أوصدت عيناها و نفخت بضيق قائلة: -و انت مالك بيا؟ مش انت بتحب خطيبتك خلاص بقا
-كل الحوار دا عشان قولتلك كدا، اعتبرني مقولتش حاجه دي الغيرة صعبه اوي
ديمة باستنكار: -غيرة اي هو انا طايقك؟، تحب خطيبتك و لا متحبهاش انت حر بس انا عايزة اخلص منك بأي طريقة
-اوعدك انك اول ما تخفي هختفي من حياتك نهائي
نظرت ديمة إليه بعيونها الحائرة و قالت: -تمام يا تيام، ، يلا عشان تاخدي الحقنة و انزل.
تنهدت ديمة باستياء و قالت: -لما هيبقى في حقن، عايزة ممرضة
-حاضر
تمددت ديمة على الفراش و أسندت على جذعها، جلس و قام بتحضير الإبرة و بعد ذلك رفع ثيابها برفق
شعرت بيده تلمس مؤخرتها و بعد ذلك احست بوخز بسيط و بعد ذلك أعاد ملابسها و قال: -المحلول لازم يتركب عشان نمنع الهبوط اللي بيجيلك
اعتدلت ديمة في جلستها و هزت رأسها، مستجابة فقام هو بوضع المحلول بيدها و خرج من الغرفة...
فركت مرام يدها بتوتر و قالت: -و انت هتسلمني؟!
حيدر بحيرة: -بفكر الصراحة مش عارف بس فريد مش بيسيب حقه بسهولة، بس انتي تعرفي اي عنه خلها يسيبكم كدا
-و انت مالك؟
حيدر بضيق: -مرام انا مقتنع بذكائك و دي حاجه بتعجبني جدا بس انك تعملي نفسك ناصحة تبقى غبية، على فكرة انا اقدر احميكي من فريد لانه هيشتغلك جامد الفترة الجاية.
زفرت مرام بحنق و قالت: -كنت براقب فريد عشان حوار المخدرات بس اكتشفت انه عنده ابن غير شرعي
حيدر بدهشة: -ابن غير شرعي ازاي؟
-شوفته داخل دار أيتام و طبعا من كلام نادر عرفت ان فريد شخص مستحيل يعمل خير و فسالت واحدة من هناك و قالتلي انه بيجي كل فترة عشان يشوف ابنه و أتأكدت انه و لا ابن تالين و لا هو متجوز عليها و استغليت الحوار دا و قولتله اني لو مروحتش بيتي خلال ساعتين، مصر كلها هتعرف أن عندك ابن غير شرعي و رمي في دار الأيتام و طبعا دي فضحية بالنسبة لرجل أعمال تخلي شركته تقع في ثواني...
عقد حيدر حاجباه باندهاش و قال: -حلو بس كدا فريد هيبقى ناوي يخلص عليكي و هيعتمد على عنصر المفاجأة
مرام بقلق: -يعني؟
-يعني تقتلي فجأة
-خلاص افضحه بقا
-هتقعدي هنا مع ديمة خلال الفترة دي لحد ما اشوف حل مع فريد
اعترضت مرام بشدة قائلة: -اقعد مع راجل غريب في مكان زي دا لا طبعا و بعدين ابقى معاك انت دا مش بعيد اصحى الاقي نفسي متأكلة
حيدر بسخرية: -متقلقيش الأسود مبتاكلش العضم.
مرام باقتضاب: -ظريف اوي حضرتك، بس انا مش هقعد هنا مستحيل و بعدين تيام هيسيب ديمة هنا ازاي؟
-عشان العلاج و بعدين متقلقيش انتي و ديمة زيكم زي الزرع الكراسي اي حاجه ملهاش لأزمة يعني
رمشت مرام بعيناها و قالت بضيق: -انت قليل الذوق
-هبعت حد معاكي و روحي هاتي هدومك و بعدين تعالي، لو عايزة تموتي خليكي هناك انا اصلا مش طايقك.
ذهب تيام إلى المنزل فقد أصرت عليه روانا أن يذهب إليهم و عندما دخل وجد سيا و تالين
استأذنت نادية و أخذت تالين لكي تتركه مع سيا متحججة بأنها سوف تعمل شئياً
تنهد تيام و جلس قائلا: -خير يا سيا
-تيام احنا خلاص كلها شهرين و نتجوز و عايزة نقرب من بعض
تيام بتعجب: -سيا انا شخصية زبالة و مش هتتعدل فبقولك مجهود هيروح على الفاضي
نظرت له سيا بحزن و قالت: -عايزاك تقرب مني، نخرج نسهر مع بعض، نتقابل.
إجابها ببرود: -و انا مش عايز، و بقولك كالعادة الجوازه هتكون فاشلة زي اخوكي و اختك
-في حد حياتك يعني؟
-مفيش بس ياريت متجيش البيت هنا عشان تشوفني لأني اصلا مبجيش هنا غير عشان روانا و زين
ابتلعت سيا ريقها و شعرت بالحرج من حديثه الجاف معها و قالت: -براحتك بس انا هفضل وارك لحد ما تغير رأيك فيا
زفر بضيق و قام، وجد تالين أمامه التي قالت بسخرية: -اها مش هتقولها انك بتحب عيله، و بتجري وراها زي الأعمى.
-تالين ابعدي عني لأنك بجد انا بعيش اسوء ايام حياتي و مش ناقصك
اقتربت تالين منه و قالت: -بغير عليك اعمل اي بقا؟
-و بعدين؟
-وحشتني اوي، فريد بعدني عنك
تيام بغضب: -تالين من الاخر كدا انسى ان يحصل بيني و بينك حاجه تاني كفاية قرف و عك بقا
تالين بغيظ: -انا قرف و عك، و لا الحلوة بتاعتك رضيت عنك.
جز على أسنانه بعنف و قبض بيده على خصلات شعرها بقوة كادت تقتلعها و قال بغضب: -تالين بلاش تخرجي أسوأ ما فيا و طلعي ديمة من دماغك و خليكي في جوزك
تألمت تالين قائلة: -شعري...
تركها تيام دافعاً اياها و اردف بتحذير: -انسى ديمة خلاص و متجبيش سيرتها على لسانك لأنها الحاجه الوحيدة النضيفة وسط القرف اللي انا في
و بعد ذلك صعد تيام إلى غرفة زين و دخل قائلا: -منزلتش ليه؟
زين بضيق: -عمتو تحت و بتقعد تقولي اسكت و انا بزهق
ابتسم تيام قائلا: -و انا كمان بزهق، اي رايك تيجي تبات معايا و سيبك من هنا
قفز زين من على الفراش و قال بحماس: -ماشي و نلعب لحد الصبح
قطب تيام ما بين حاجباه و قال: -يعني مش لحد الصبح اوي، انا هنزل اقول لروني و بعدين هستناك في العربية...
نزل تيام و بحث عنها و اخيرا وجدها في الحديقة و قال: -هاخد زين معايا.
-طيب، تيام أدى فرصة لسيا يمكن تكون كويسه نفسي بجد تستقر و أشوف عيالك
-هبقي اطمنك عليه
روانا بسئم: -يا تيام اسمع لحد لمرة واحدة في حياتك، انا فعلا نفسي اشوفك متجوز و...
قطعها تيام قائلا: -روانا وفري الكلام دا لانه ملهوش لأزمة بالنسبالي
-صحيح يا تيام فين البنت اللي كانت بتشغل معاك، ديمة؟
- واضح انها محور اهتمامكم الفترة دي
-لسه بتشوفها؟ كنت عرفت انها اتجوزت.
نفخ تيام بضيق و تركها و غادر و انتظر زين في سيارته، عندما ركب ذهب بالسيارة مسرعاً
زين بتساؤل: -تيام انا عايز بسكوت اللي بحبه
-عينا
رد على هاتفه قائلا: -نعم؟ ازاي يا حيدر
-والله ما اعرف انا لاقيت الحارس بيقولي انها قاعدة على الشباك، مش عارف ناوي ترمي نفسها و لا اي بقا
تيام بقلق: -طب اعمل حاجة.
-يا تيام بقولك قاعدة على الشباك و اصلا لو وقعت هتكسر و هي مفهاش تاني و فعلا خايف اطلع ترمي نفسها و مرام مشيت من شوية و فعلا أنا مش عارف هتصرف ازاي مع المجنونة دي...
انحرف تيام بالسيارة متجهاً إلى المزرعة بأقصى سرعته و عندما وصل ترك زين مع حيدر و صعد إلى ديمة
و دخل بهدوء قائلا: -ديمة انزلي و بطلي جنان
رددت ديمة عليه و قالت: -اطلع برا قولتلك اني مش عايزة اشوفك و لا اشوف حد خالص.
-والله همشي بس انزلي يا ديمة، لو وقعتي هتموتي
تذكرت ديمة ما حدث معها قبل قليل، فهي كانت جالسة على الفراش كما هي و رددت على هاتفها بعد أن تعجبت من الرقم المتصل بيها و قالت: -مين؟
-وحشاني اوي يا حبيبتي...