رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والخمسون
-انتي مين؟
ناهد بحزن: -انا امك يا ديمة دوخت كتير لحد ما وصلت لرقمك
ديمة بصدمة: -أمي؟، بجد هو انتي لسه فاكره أن عندك بنت
بكت ناهد و قالت: -اعمل اي يا بنتي ابوكي خدك مني و رماكي للعقربة اخته، كنت بتصل بيها كانت مترديش و لو رديت تقولي انك مش عايزة تكلميني
و مسحت دموعها لتتحدث بجدية: -منه لله مراد، عمري ما هسامحه عشان كان السبب في بعدك عني يا حبيبتي.
لم يقتنع عقلها بما تقوله فهي ليست حمقاء لذلك الحد الذي ستصدق به ما تقوله
-و انتي وصلتي لرقمي دلوقتي ازاي؟
-كنتي بتعملي برنامج من فترة و كلمتهم بس للأسف محدش وصلني بيكي و ربنا كان معايا و وصلتلك عن طريق المستشفي
ديمة باستغراب: -مستشفى اي و ازاي؟
-عرفت انك حاولتي تنتحري و روحتي على المستشفى و انا عرفت من خد من المستشفى و كتر خيره جابلي رقمك
-تمام في حاجه تانية؟
تنهدت ناهد و تدخلت نبرة البكاء في صوتها و قالت: -ليكي حق يا بنتي بس مش ذنبي اعمل اي؟ بس انا عرفت انك مع تيام المصري
زفرت ديمة بحنق فهي ليس لديها الحق بأن تسأل من الأساس و قالت بتعجب: -و انتي مالك بتيام؟
-منه لله ابوكي فتح علينا الباب المنيل دا و يوم ما رفضت طلقني و خدك مني، و اديكي يا بتدفعي تمن غلطته.
تجمعت الكلمات بحلقها لم تعرف تبدأ بمن، عن أي علاقه تتحدث ذلك و قالت بصدمة: -غلطة اي و تمن اي انا مش فاهمة حاجه؟!
-ابوكي زمان كان لسه يا دوب دكتور مبتدي و انا رغم اني اهلي اغني منه بس اتجوزته عشان أخلاقه و بعد جوازنا بسنتين جيتي انتي و بعدها بسنه بظبط كل حاجه باظت فجأة معرفش اتغير ليه مع اني كنت بحاول أرضى على قد ما اقدر والله لحد ما اكتشفت انه بيخوني، اصدمت اوي في و فضلت ادور واره لحد ما عرفت ان الست اللي بيخوني معاها اسمها نادية بس اللي استغربته انها كانت مرات رجل أعمال اسمه حامد المصري، و ابوكي كان بيرفض دا بس انا أتأكدت اكتر من مرة، تعرفي قولتله ان لو انا مش هامك خلاص خايف على بنتك دا راجل تقيل و ممكن يبهدلنا و طبعا مكنتش اقدر اقول لأهلي حاجه و بعد كدا حامد دا عرف و بعدهم عن بعض بطريقته و انا كنت قرفت من ابوكي و كنت نفسي أطلق بس حتى الحظ مجاش معايا و افتكر أني أنا اللي قولت لحامد كل حاجه و طلقني و خدك مني...
ديمة بصدمة: -انتي تقصدي أن تيام عايز ينتقم مني
ناهد باستياء: -للأسف اها و انا حاولت اخدك كتير عشان ابعدك بس ابوكي مرضاش و أدى سافر و سابك
-و انا أصدقك ازاي؟
-راجعي كل اللي حصل و هتعرفي أن كلامي صح، دا حتى حامد مرة هدد ابوكي بأن هيخلي بنته تشتغل في الدعارة
تذكرت ديمة الفيديو الذي قام تيام بتصويره و حديث مرام عن ما حدث مع والدها و كيف جعله يغادر...
و قالت: -في حاجه تأني و لا عندك حاجه تبوظ حياتي اكتر من كدا
ناهد بعتاب: ليه كدا يا بنتي؟ تعالى عندي و سيبك من كل دا
ديمة بسخرية: -بجد حاضر، هنسي كل الكلام اللي قولتي و هفرح بعد مكالمتك ليا بعد سنين
ناهد باستياء: -يا بنتي اديني فرصه،؟
فصلت ديمة المكالمة و ألقت الهاتف بقوة، و بقيت في من كلامها التي لم تعلم إذا كان صحيح أم لا و لكنه يبدو منطقي فكل ما حدث يأكد ذلك و لكن لماذا يحتفظ بها و يريد علاجها...
تحدثت ديمة قائلة و هي تهز ساقيها خايف ارمي نفسي؟
ابتلع ريقه و قال بقلق: -اكيد خايف، لو سمحتي يا ديمة انزلي
-و خايف ليه؟
دلف زين إلى الغرفة و قال بصدمة: -ديمة كدا غلط هتقعي
اوصدت تيام عيناه و شعر بصعوبة التصرف في ذلك الموقف، اقترب زين منها ليقف بجوارها و مد يده إليها قائلا: -ديمة انتي بتعملي اي كدا؟
التفتت ديمة بجسدها ببطء و أنزلت قدمها على الأرض و بعد ذلك أمسكت بيده و قالت: -مكنتش بعمل حاجه بحب أقعد على الشباك من و انا صغيرة
زين باسماً: -و انا كمان هعمل كدا
-لا مينفعش عشان ممكن توقع، انا عشان أكبر منك
ارتفعت ديمة و نظرت إلى تيام، لم يفهم هو نظرتها التي كانت غريبة نوعاً ما، مبهمة لا تفسرها له
تنهد تيام و قال: -يلا يا زين عشان نمشي
تمسك زين بكفها و قال: -لا انا عايز أفضل مع ديمة...
و ركض زين لينم على فراشها، نظرت ديمة إليه و قالت: -في حد ممكن يعرف مكان الترياق بتاع السم
تيام بتساؤل: -مين؟
-منار مرات بابا، صحيح يا تيام هو انت تعرف بابا و لا؟
تيام باستغراب: -هعرف ابوكي منين و بعدين اشمعنا منار
-لأنها هي اللي اديتني السم دا و معرفش جابته منين؟
شعر بوجود شئياً ما بها و قال: -هتصرف
-هو انا حياتي مهمة اوي كدا بصراحة غريبة شوية، بس انا كمان قررت اتعالج.
سارت من جانبها و لكنه امسك ساعدها و قال: -مالك؟
-عايزة بعض ما امشي من هنا منتقابلش تاني و صدقيني هيكون احسن ليك و ليا لأنك من اكتر الناس اللي بكرها
سحبت ديمة يدها منه و غادرت لتذهب إلى الفراش و جلست بجوار زين قائلة: -أي دا هتنام بسرعة كدا
ابتسم زين و قال: -اها احكي ليا حدوته قبل النوم...
تمددت ديمة بجواره و اخدت تمسد على شعره المجعد و قالت: -كان يا مكان كان في أميرة حلوة و طيبة اوي فضلت عايشه لوحدها بس رغم كدا الناس كانت بتضايقها مع انها مكنتش بتأذي حد خالص و في مرة قررت بأنها تسيب مكانها و تبدأ حياة جديدة و لما مشيت قابلت شخص في الطريق و هي افتكرته حد طيب لأنها ساذجة اوي، و هو فضل يضحك عليها و كان الظاهر انه بيساعدها
زين بتساؤل: -يعني هو شرير؟
ديمة باستياء: -الأميرة مكنتش تعرف تفرق ما بين الطيب و الوحش لأن محدش علمها دا و فضلت تمشي وراه لحد ما اكتشفت انه مصاص دماء و كان بيعمل كدا عشان ياخدها في مكان بعيد...
قطعها تيام الذي خرج من الشرفة و قال: -و عمل اي؟
زين بضيق: -خليها تكمل
نظرت ديمة اليه و بعد ذلك أعادت إلى تركيزها و أكملت بحيرة: -معملهاش حاجه في الوقت دا بس يمكن عنده سبب خلها يستني.
خرج تيام من الغرفة و قفل الباب خلفه، تنهدت ديمة و قالت: -و بس كدا خلصت الحدوتة
-بس انا مفهمتش حاجه يا ديمة
-و لا انا لأن الحكاية فضلت مفتوحة كدا...
لاحظ حيدر وجوم وجه و قال باستفسار: -مالك؟ و بعدين انت سببت زين معاها ازاي؟
-مش هتعمله حاجه
-مالك
-لاقيت ترياق؟
-اها بكتير على بكرا و هيجي بس المهم في حاجه و لا؟
-معرفش ديمة كانت غريبة اوي دلوقتي
زفر حيدر بحنق و قال: -والله انا مش فاهم اي ديمة اللي بتخلي حالك متشقلب كدا، اتمنى انها تعدي الفترة دي على خير.
طرقت مرام بابها في الصباح و دخلت قائلة: -ديمة
فتحت ديمة عيناها و قالت: -مرام انتي جيتي امتى؟
-انا هنا من بليل حوار طويل كدا هبقي اقولك عليه، يلا يا زين اصحى عشان خالك عايزك
حاولت ديمة افاقته برفق و قالت: -بطل كسل بقا...
قام زين و قال بنعاس: -مش عايز
-خالو هيزعل منك خالص
غادر زين الفراش و خرج من الغرفة، نظرت ديمة إلى مرام و قالت: -عايزة اتكلم معاكي؟
-خير يا حبيبتي؟
-هو سامر راح فين اختفى مرة واحدة.
-مات
ديمة بدهشة: -مات ازاي؟ قصدي يعني أمتي و بعدين محدش جاب سيرته خالص
-بتسالي ليه؟
-عادي
ديمة بتوتر: -مرام عايزة منك خدمة بس هتبقى صعبه شوية
مرام باستغراب: -أي هي؟..