رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والخمسون
نزلت مرام إلى الأسفل و عندما رأيتها روانا تعجبت من وجدها و تسألت حيدر هي مرام بتعمل اي هنا؟
-الباشا سايب ديمة هنا و هي معاها
روانا بدهشة: -طيب، ديمة مالها؟
-واخده سم عشان تنتحر، و الترياق بتاعه اصلا مش متوفرة بس عشان اعرف ناس ليهم في الحوار دا لاقيته و هيوصل من برا
-طب انا هطلع اشوفها، هو تيام فين؟
-قاعد مع صحابه من امبارح بليل
روانا بتعجب: -مين؟
-مع الكلاب والله روحي شوفي.
-هطلع لديمة الأول، و انت خلي زين يخلص فطاره
طرقت روانا غرفة ديمة و انتظرت اجابتها و بعد ذلك دخلت قائلة: -قولت اطلع اسلم عليكي
ابتسمت ديمة إليها و قالت بامتنان: -شكرا
جلست روانا على الفراش بجوارها و قالت: -شكلك صغيرة اوي هو انتي عندك كام سنه؟
-23 سنه.
روانا بابتسامة: -يعنى لسه الطريق قدامك طويل اوي، بصي انا عارفه انتي هنا ليه؟ بس كل اللي مستغرباها أن ليه بنت زيك تعمل كدا، على فكرة حياتنا قيمة جدا و دي أمانة ربنا ادها لينا يمكن مريتي بظروف صعبه بس محدش بيعيش مرتاح.
تنهدت روانا و أكملت بإيجاز فهي تخشى عدم تقبل ديمة لحديثها و انا كمان مريت حاجات كتير وحشة بس زين بالنسبالي كل حاجه دلوقتي، احنا اللي بنسعد نفسنا بنفسنا و زعلانه عشان تيام خطب و انه هيتجوز واحدة تانية اعرفي ان قلبه معاكي انتي.
نظرت ديمة اليه و كأنها لا تصدق ما تقوله، فهمت روانا نظرتها و قالت: -يعني انتي مش ملاحظة انه مهتم بيكي اوي، بصي يا ديمة تيام اخويا يعني كبر قدامي و عشنا مع بعض في نفس البيت فدا كفيل بأني اقدر احكم عليه...
ديمة بتساؤل: - في سبب تاني؟ اخوكي مش بتاع حب و لا الكلام الفاضي دا
-تعالى ننزل غيري جو بدل ما انتي قاعدة هنا
-شكرا مش عايزة
قالتها ديمة باقتضاب
تنهدت روانا و قالت: -زين تحت و سأل عليكي عشان تفطري معاه.
فركت ديمة اصابعها بتوتر و قالت: -طيب...
نزلت ديمة خلف روانا و كانت عيناها تبحث عنه، و انتبهت إلى اليد التي امسكت بها و قالت: -زين. فين مرام؟
-قاعدة مع ماما و خالو
-تيام؟
-لا حيدر، معرفش خالو تيام فين؟ تعالى نلعب في الجنينة
ركض زين أمامها خارجاً إلى الحديقة، دلفت ديمة إليهم و قالت: -مرام
رفعت مرام نظرها عن الهاتف و قالت: -نعم؟
-نازلة انهاردة
-ساعة كدا، ليه؟
-اصلي.
قطعها حيدر قائلا: -ممنوع الخروج ليكي يا ديمة لاني متأكد بأنك لو خرجتي من هنا مش هترجعي
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتوتر: -هروح اعمل جلسه عشان ضهري
قام حيدر من مكانه و اتجه ليقف أمامها و عقد ساعديه قائلا: -دماغك فيها حاجه و معرفش اي هي بس انا متأكد ان تحت الوجه الملائكي دا في حيه
ديمة بسخرية: -بجد؟
-محدش بيفضل برئ كلنا بتتغير.
نظرت ديمة إليه و قالت: -يمكن بس انا عايزة امشي من هنا؟ و لو على العلاج فأكيد اي دكتور هيقدر يعالجني
-مراتك ابوكي واضح انها بتكرهك اوي عشان اديتك حاجه زي دي
-تيام هو اللي قالك
-و من قبل تيام ما يقول الانواع دي من السموم محدش بيعرفها غير المجرم أو الصانع
ديمة باستغراب: -قصدك اي؟
-كل الإجابات حواليكي بس انتي اللي بتدوري برا
التفت حيدر ليعود إلى مكانه و قبل ذلك قال: -هو هناك جنب الاسطبل.
خرجت ديمة مسرعة و هي تشعر من الضيق من حديثه المبهم فماذا يقصد بتلك الكلمات عن منار و أو عنها
أشارت إلى زين و بعد ذلك ذهبت إلى ناحية الاسطبل و بحثت عيناها عنه و مشيت خطوات أخرى لتسمع أصوات النباح و عملت بأنه مكان للكلاب، دلفت بتوتر إلى نهاية الممر و وجدته جالس على ركبتيه و يطعم إحدى الكلاب بيده
-تيام
التفت إليها و قال: -بتعملي أي هنا؟
-و لا حاجه، هو اي الكلاب دي كلها؟
قام تيام و اتجه إليها قائلا: -عادي المزرعة فيها حيوانات كتير انتي نزلتي ليه؟
-تيام انا عايزة أمشي من هنا و اوعدك اني هتعالج
-هتمشي اول ما تخفي، و الترياق حيدر وصله خلاص
وصلت ديمة إلى النقطة التي تريدها و قالت: -وصله ازاي منار قالت إنه ملهوش علاج خالص
-كدابه و بدليل انك هتاخدي، هيتعبك اوي و هيضعف مناعتك بس بعد كدا هتبقى كويسه و انا مش هاجي هنا تأني
ديمة بحزن: -يعني؟
-زي ما طلبتي، مرام و روانا هيكونوا معاكي عشان تطمني
نظرت ديمة في الأرض و حبست تلك الدموع العالقة و قالت: -تمام يكون أفضل، بس هو انت مصمم على علاجي كدا ليه؟
-ديمة الأسئلة الكتير بتجيب صداع
زفرت ديمة بحنق و اتجهت لتذهب فهو لم ينطق بشي و لكنها شعرت بألم في معدتها، اقترب منها و قال: -مالك؟
-ملكش دعوة
حملها تيام بين ذراعيه و قال: -ما انتي لو بتخليكي في مكانك مش هتتعبي
-انت مالك انا حره، و نزلني بقا.
صعد الدارج و وضعها على الفراش برفق، كانت تحدق بعيناه و مازالت يداه متمسكة بقميصه
دخل زين و قال: -ديمة
أبتعد تيام عنها و قال بصوت اجش ناقصاك هي
جلس بجوارها على الفراش و قال بتساؤل: -انتي تعبانة، اتصل بالدكتور؟
-ابتسمت ديمة و قالت: -لا انا كويسه
نظر زين إلى تيام و قال: -تيام هو انت و ديمة ليه مش متجوزين؟
اختفت الدماء من وجه و قال بتبرجل: -عادي و بعدين انزل روانا عايزاك.
صمت زين و بعد ذلك قال: -انا عايز حد صغير العب معاه بقا و ماما قالتلي انها مش هتجيب اخوات ليا
نفخ تيام بضيق و قال: -زين
-لما انت و ديمة تتجوزوا هتجيبوا اخوات ليا صح
نظرت ديمة إلى تيام الذي لم يقدر على إعطاء الإجابات لزين و قالت: -اول ما اتجوز بقا، بس مليش دعوة به
زين بتساؤل: -يعني هتتجوزي واحد غير تيام مش انتي بتحبي.
دلكت ديمة مؤخرة عنقها و شعرت بتوقف الكلام و كأنها فقدت النطق و قالت: -لا مش بحب تيام و لا هو بيحبني احنا صحاب بس
عبست ملامح زين و قال: -طب خلاص اتجوزي عمو سيف هو حلو
تيام بغضب: -خلاص يا زين
ديمة باستفزاز: -متعليش صوتك لوسمحت، و نظرت إلى زين قائلة جايز ممكن
رمقها تيام باستنكار و صفع الباب خلفه مغادرا الغرفة...
بعد مرور شهر
انتهت ديمة من العلاج و تعافت تماما و لم تراه تلك الفترة كما أخبرها، و بعد ذلك عادت إلى منزلها قررت أن تبدأ من جديد
و أصبحت علاقتها بروانا أفضل و قد تغيرت كثيراً.
قامت ديمة و فتحت الباب قائلة: -اتاخرتي اوي على فكرة
روانا بأسف: -اسفه الطريق كان وحش جدا و حتى طلبت من سيف يروح يجيب زين من عند ماما
تنهدت ديمة و قالت: -تصدقي خسارة الاكل اللي انا عملته
-مرام فين؟
-قالت عندها شغل في المكتب.
-هتنزلي شغلك امتى؟ ممكن تيجي تشتغلي في الشركة
ابتسمت ديمة بامتنان و قالت: -انا مليش في شغل الشركات يا روانا و بعدين بصراحة انا حابه و لا اشوف تيام و لا يكن ليا علاقه به
روانا باستياء: -تمام براحتك بس لو احتاجتي حاجه ابقى قوليلي
-حاتم كلمني و خلاص هنبدا نعمل موسم جديد للبرنامج
قامت ديمة لتفتح الباب و قالت بابتسامة: -زين اخيراً جيت
اعطي زين إليها باقة الورد و قال: -اتفضلي.
ابتسمت ديمة و قالت: -يا روحي، جميل خالص
زين بتلقائية: -سيف هو اللي جابه انا مش معايا فلوس اصلا
ضحكت ديمة و قالت: -طب فين سيف؟
-نزل
لحقت ديمة به قبل أن يدخل الأسانسير و قالت: -شكرا على الورد
ابتسم سيف و قال بحرج: -زين بيحب يهزر
-اتفضل يعني مينفعش تيجي و تمشي كدا و بالمرة اعمل معاك حوار صحفي كدا و أنزله على اليوتيوب
-مش سهلة انتي برضو.
فتحت باب زنزانته و أخبره السجان قائلا: -في ليك زيارة
لم يصدق منير بأنه قد يأتي أحد لكي يزوره و قال: -مين؟
-أنجز، و قوم
أخذه السجان و ذهب، اندهش منير و اتسعت عيناه بذهول عندما...