رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والخمسون
عندما رآها لا يصدق بأنها تجلس بانتظاره، تركه السجان، جلس منير قائلا: -ديمة؟
نظرت ديمة إليه بنصف عين و قالت بشماتة: -حلو السجن مش كدا
منير باستياء: -حقك تشمتي فيا بس جوزك...
قطعته ديمة و قالت: -كان جوزي من الاخر كدا يا منير، هسالك على كام حاجه و لو جاوبت عليا اوعدك أتى هساعد بنتك
منير بتساؤل: -و أي اللي حصل لداليا؟
ابتسمت ديمة ساخرة و قالت: -تعرف جملة كما تدين تدان، استغلت ضعفي و اني مليش حد و حاولت تنتهك براءتي و بنتك شوية مجرمين اغتصبوها
انفعل منير كالمجنون و قال بعصبية: -مش هسيبك و لو هو عمل كدا عشانك فأنا...
ضحكت ديمة بصوت مرتفع و قالت بتهكم: -منير انت مستحيل تخرج من هنا اصلا، فجاوبني على أسئلتي ترتاح
هدأ منير و قال: -عايزة اي؟
-تقدر تثبت على تيام اي حاجه؟
منير بتعجب: -مش فاهم!
-يبقى مش عندك، أبويا طلق امي ليه؟
-أمك كانت ست شمال و خاينه، ابوكي شافها بعينه مع واحد في السرير و عشان كدا طلقها
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -و عمتي كانت بتكرهني ليه؟
-ابوكي و عمتك خدوكي بذنب أمك، و بصراحة مش سهل ان الراجل يعرف ان مراته خاينه
تنهدت ديمة و قامت، اوقفها منير قائلا: -عارف ان أنا كمان افتريت عليكي يا ديمة سامحني
ديمة بسخرية: -للأسف مش هقدر اسامح اي حد كان سبب في اللي حصلي.
أعاد تيام الفيديو مرة أخرى و القى الأوراق التي امامه على الأرض بغضب
انتبه ثائر إليه و قال بتساؤل: -مالك يا تيام، أنجز الصفقة هتم بكرا
-ديمة هانم منزلة فيديو مع سيف و التصوير كان عندها في البيت
رفع ثائر حاجباه و سأله بتعجب: -و انت مالك؟، تيام من الأخر كدا كلنا عارفين انك بتحبها بس طالما خطبت سيا فخليك معاها
تيام بغضب: -مبحبهاش
-واضح فعلا، تخيل ديمة اتجوزت سيف هتبقى خطبة تجيب أجلك.
نظر له تيام بضيق و قال بذهول: -انت بتقول اي؟
-بقول الحقيقة بتحبها روحي قولها انك بتحبها و خلاص
تيام بتردد: -بس انا مبحبهاش
-لا دا انت مجنون بقا.
فريد بدهشة: -مين معايا
-فاعل خير و الصفقة بتاعت الألماس هتم بكرا و الاستسلام عن طريق البحر، و رجالة حيدر المصري هيكونوا هناك، أظن أن دي فرصتك عشان تضربهم
شعر فريد بالتردد و تسأل بقلق: -يعني انت مستفاد اي؟
-اللي احسن من الاشتباك هو ضربهم بهدوء بمعنى أنك تبعت رجالتك ياخدوا الألماس من على المركب
فريد بتفكير: -و انا هعرف منين ان كلامك صح
-جرب و انت تشوف...
فتحت داليا الباب و اندهشت عندما وجدت ديمة أمامها و قالت: -خير يا بنت خالي، جايبه بلطجية المرادي و لا اي؟
ابتسمت ديمة بسخرية و دلفت إلى الداخل و قالت بغرور: -لا جايه اشوف البيت اللي انتم عملتوا بفلوسي
داليا بدهشة: -فلوسك؟
التفتت ديمة إليها و قالت: -أي مش أبويا كان بيبعت فلوس و أمك كانت بتاخدها، بس بصراحة انا شماتة فيكم أوي، صدق اللي قال ان الدنيا مش ديما.
-عندك حق يا ديمة بس الزبالة اللي انتي اتجوزتي دا...
قطعها ديمة بحدة: -لمي لسانك احسنلك
-صحيح هو عارف انك كنت.
رددت ديمة ساخرة: -عارف كل حاجه اصله مش زي المرحوم سامر كلمة بتودي و كلمة بتجيبه، تعرفي هو قتل سامر ليه؟
عقدت ديمة ساعديها لترى تعبيرات وجهها التي تغيرت و اردفت: -بعيد عنك بقا مكنتش ملية عينه و كان عايز يتجوزني دا حتى لما كان بيجي هنا كان عشان يشوفني و هو قتله لأنه حلول يتعدى عليا، بصراحة كان حمار
داليا بانفعال: -اطلعي برا
-داليا فوقي بدل ما افوقك و بعدين انتي عارفه اني اقدر افضحك و هيكون على حق اصلي قررت اخد حقي منكم.
داليا بدهشة: -تعرفي مشكلتك اي يا ديمة انك غبية لا و كمان متجوزه واحد شمال و ياريته على كدا بس تفتكري اللي يقتل و يسجن و يخلي رجالة يغتصبوا واحده يبقى اي؟، هيسمي عليكي عشان جمال عيونك و لا اصلا اتجوزك على اي؟
كانت ديمة تعلم بأن داليا تحاول أن تجعلها تفقد اعصابها فهي تجيد ذلك و لكنها لم تعطي إليها الفرصة تلك المرة و رددت ببرود: -يمكن عشان جمال عيون فعلا، صحيح انتي مبتروحيش تزوري أبوك اللي قتل أمك ليه؟، بجد يا حرام عيلتك اتدمرت، انا همشي بقا الحمد الله فرحت فيكي...
حامد باستفسار: -أي أخبار الألماس؟ بصراحة الصفقة دي لازم تنجح
-هتنجح التسليم هيبقى بليل و محضر لكل حاجه متقلقش
-تيام هيكون معاك
حيدر باستغراب: -هو انت مش شايف انك بتضغط عليه زيادة
رفع حامد حاجبه و قال: -لا اخوك و لازم يبقى معاك و بعدين هو و ثائر اللي خلصوا العقود
-جوازه من سيا مش صح و انت عارف دا كويس
حامد بسخرية: -يعني بنت ناهد هي اللي صح؟ و بعدين البت دي لو ظهرت في حياته تاني هقتلها.
تنهد حيدر و قال: -براحتك بس افتكر أني حذرتك، تيام مش عيل هتحكم عليه، هو لحد دلوقتي بيريحك
حامد بانفعال: -انت اتجننت و لا اي؟، تيام هيتجوز سيا و بنت ناهد الألفي مش هتظهر في حياته نهائي فاهم، اول ما تستلموا الألماس كلموني
ذهب حامد و تركه، زفر حيدر بحنق فهو لم يستطيع فهم تفكير والده...
رد فريد بلهفة و قال: -واضح ان كلامك صح...
-اكيد، التسليم منتصف الليل، في اسكندرية و هيكون في البحر زي ما قولت
-تمام مش هعرف مين بيكلمني؟
-بعدين هتعرف...
قفل فريد المكالمة و استعد للسفر و اخبر رجاله بخطته
دخلت تالين الغرفة فانهي مكالمته على الفور و قال: -خير يا مدام؟
-طلقني يا فريد انا مش طايقه العيشة معاك
فريد بتهكم: -يا يعني كل دا عشان هيتجوز بس حقك تزعلي دا انتي حتى نمتي معاه و انتي مراتي.
-بقولك طلقني و ريح دماغك
-انسى الطلاق ليكي راحة و انا مش عايز اريحك و بعدين مش يمكن ميلحقش يتجوزها...
منتصف الليل.
كان حيدر و تيام في اليخت بانتظار من سيأتي إليهم
حيدر بقلق: -اتأخروا
تيام بتساؤل: -طب اي؟
-حاسس ان في كمين، المفروض كانوا واصلوا من عشر دقائق
تنهد تيام و قال: -طب اتصل بيهم؟
-على أساس اني معملتش كدا!
صاح إحدى رجاله و قال: -اليخت وصل يا حيدر باشا
نظر حيدر إلى جهته و كان لا يرى احد عليه و ذلك كان في خلاف للإشارة التي اتفقوا عليها و قال: -في حاجه؟
في تلك اللحظة وصلت رسالة إلى تيام على هاتفه اليخت اللي بيقرب منكم دا هينفجر في أي لحظة
اندهش تيام عندما رأى الرسالة و بالفعل كان اليخت اقترب منهم و قال: -حيدر حد خد الألماس و عايز يقتلنا...
فريد بابتسامة: -اليخت انفجر يلا البقاء لله
-للأسف يا فريد باشا هما عرفوا و كانوا نزلوا المياه و محدش حصله حاجه
فريد بعصبية: -نعم؟..
زفر بحنق و ألقي هاتفه فهو لم يتخلص منهم و لكن من أخبرهم
جاءه الاتصال الذي كان ينتظره متفقناش على قتل و مبروك عليك الألماس
-مين اللي بيكلمني
قالها بعصبية مفرطة، و لكنه استمع إلى صفير الذي يعني انتهاء المكالمة...
استيقظت ديمة في الصباح على رنين هاتفها و رددت بنعاس: -روانا؟
-كل دا نوم اصحى يا اختي.
فركت عيناها بتكاسل و قالت: -اممم
-اجهزي و تعالي عشان نتقابل انهاردة
-تعالى انتي انا في البيت
-هبعتلك عنوان الفندق
ديمة بتعجب: -فندق ليه؟
-هنتغدي هناك و كلمت مرام و هتيجي
-و زين؟
-اكيد جاي، هستناكي...
ابتسمت ديمة و قالت: -تمام.
قفلت ديمة معها و تصفحت هاتفها، لتلقي نظرة على صفحته فهو حتى لم يرسلها و كأنه ما صدق بأنها طلبت الابتعاد
زفرت بحنق و ألقت الهاتف قائلة: -قرف بجد...
في المساء، استعدت ديمة للذهاب و اتصلت بمرام لكي تنتظرها...
وصلت ديمة و كانت مرام تقف أمام الفندق في انتظارها
ديمة بتساؤل: -غريب حوار الفندق دا...
-يلا ندخل
دلفت ديمة مع مرام و كان المطعم خالي من الناس، ركض زين إليها و قال: -كل سنه و انتي طيبه يا ديمتي.
وضعت يداها على فمها بدهشة و قالت: -و انت طيب...
اقتربت روانا منها و قالت: -حلوة المفاجأة...
ابتسمت ديمة و قالت: -جدا. بس مكنش في داعي التعب دا...
تمسكت روانا بيدها لتسحبها خلفها و قالت: -يلا عشان ناكل التورتة، حتى زين زعلان عشان عليها صورتك و بيقول محدش يقطع ديمة
تفاجأت ديمة من وجود سيف و قالت بدهشة: -سيف
-كل سنه و انتي طيبه
ديمة باستغراب: -بس انتم عرفتوا أن انهاردة عيد ميلادي ازاي؟ انا كنت نسيت.
ابتسمت روانا و قالت: -مرام حتى الحفلة كانت فكرتها
لم تشعر ديمة بصدق حديثها فهي كانت تعلم بأن ذلك من صنع تيام، فكل شئ كان منظم للغاية
بدأوا في الاحتفال و لكنها كانت مشغولة به فهل هو موجود ام لا؟، و جايز بأن روانا حديثها صحيح فبالتأكيد تيام لم يفعل ذلك، بدأوا بإعطائها الهدايا و قام سيف بالعزف على الجيتار...
لم تكن سعيدة، فكان يوجد شئياً ناقصاً، يمكن كان تغير ذلك ان رأته و لكنه لم يأتي بالطبع، فهي تشتاق إليه كثيراً حتى بأن تظاهرت بالعكس
تركتهم و ذهبت إلى المرحاض و هبطت دموعها على وجنتها، شعرت بألم بقلبها فهو لم يحاول أن يحدثها، بالتأكيد لم يشتاق اليها و لم تأتي على باله، خرجت من المرحاض و وجدت احدي الموظفين و اخبرتها قائلة: -ديمة هانم، في شخص في انتظارك.