رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون
اتسعت عيناها بصدمة عندما وجدت الصور و أعادت الاتصال بحاتم قائلة: -مين اللي نزل الصور دي
-اكيد تيام هو في غيره بس انا كدا جبت أخرى
-بلاش تقول لديمة حاجه هي مش ناقصة
كانت ديمة استمعت إليها و قالت بخوف: -صور اي؟
ارتبكت مرام و تركت الهاتف قائلة: -مفيش حاجه يا حبيبتي
انفعلت ديمة فأعصابها أصبحت على المحاك و قالت بغضب: -صور اي يا مرام انجزي.
أعطيت مرام الهاتف إليها لكي تراهم، ابتلعت ديمة ريقها و تركت الهاتف إليها بهدوء و جلست على الاريكة
مرام بتعجب: -ديمة انتي كويسه،؟
قطع حديثهم خبط الباب و ذهبت مرام لتفتح و وجدت تيام أمامهم و قال: -الهانم عندك
عندما استمعت إلى صوته، ذهبت إليهم و قالت: -انت عايز اي؟
-انتي ازاي تمشي من غيري ما تقوليلي
ديمة بعصبية: -و انت مين عشان اقولك، اتفضل من هنا
-تعالى معايا بالذوق.
فقدت ديمة اعصابها فهو يحدثها و كأنه لم يفعل شيء و قالت بصراخ: -اطلع برا
جذبها من معصمها و قال بغضب: -هتيجي معايا و الا هتلاقي الفيديو اللي انت شوفتي مغرق المواقع الشمال
بكت في صمت فهو بدأ بابتزازها الان و لا تعلم كيف سوف يتم استغلالها
صاح بها بغضب: -قدامي.
ظلت واقفه مكانها و كانت تبكي في صمت، تعلم بأنها قليلة الحيلة و لا تستطيع إن تفعل شئ لا تستطيع أن تحمي نفسها حتى، تراجعت للخلف و قالت بتوسل: -انا مش عايزة اجي معاك سيبني...
ركضت ديمة إلى الغرفة و قفلت الباب من الداخل
-تيام براحة عليها شوية، ديمة حالتها النفسية متسمحش باللي انت بتعمله دا
-بعمل اي؟ مراتي و عايزها
طرق تيام باب الغرفه بعنف و قال: -افتحي يا ديمة
مرام بقلق: -أكسر الباب...
دفع تيام الباب و اصدم عندما وجدها نائمة على الأرض و قد جرحت معصمها بالسكين
شهقت مرام بصدمة و وضعت يداها على فمها...
حملها تيام بين ذراعيه و ذهب، تنهدت مرام باستياء فهي تخشى بأن يصيبها مكروه.
فتحت ديمة عيناها و عندما وجدت نفسها بمنزله تلك الشقة التي قضيت بها ايام معه، ابتلعت ريقها و بكت
نظرت حولها و خرجت من الغرفه و وجدته في الخارج، ارتعشت اوصالها و اندفعت خفقات قلبها بخوف
اتجهت إليه و قالت: -تيام
نظر إليها و قال بضيق: -هو انتي قومتي ليه؟
ابتلعت ديمة ريقها و فركت يدها بتوتر و قالت: -عايزة امشي
زفر بحنق و قال: -ادخلي جوه
هزت رأسها نافية و قالت بعصبية: -مش عايزة ابقى معاك في مكان واحد.
-الصور اللي نزلت مليش علاقة بيها
-عارفه، اكيد هننزل الفيديو مش الصور التي أنت حاضني فيهم
-هو في راجل عاقل بيفضح مراته
صممت ديمة و توقفت الكلمات في حلقها و قالت باستهجان: -انا، مراتك ازاي؟ اتجوزتني امتى يعني؟!
صرخت ديمة بعلو صوتها و اردفت: -مراتك ازاي؟ انطق بقا...
-كل دا مش مهم يا ديمة المهم أنك مراتي
شعرت بأنها لم تعد قادرة على والوقوف و جلست على الاريكة و قالت بذهول: -ازاي؟
-بيكون ازاي يا ديمة؟ انتي ماضية على قسيمة الجواز بأيدك
رفعت نظرها اليه و قالت باكية: -و كنت عايز تغتصب مراتك؟ و بتصور مراتك عريانه
-اديكي قولتي انك مراتي و دا من حقي
دفنت ديمة وجهها بين كفيها و كانت تشعر بالحسرة و الحزن فهو يتحدث عن ما فعله ببرود، و لكن الآن ماذا سيفعل بها، تريد أن تذهب، قامت و قالت: -تمام انا عايزة امشي.
امسك تيام معصمها و قربها إليه، معتصراً يدها بعنف المها و قال: -لا مش هتمشي غير لما انا اعوز كدا
ذرفت دمعه من عيناها فهي ما دائما ما تنخدع في من حولها و قالت بصدمة: -من فضلك يا تيام
-ديمة انا لحد دلوقتي كويس فبلاش تخرجي اسوء ما فيا لأنك فعلا مش هتستحملي
اشتد بكاءها و هتفت به انا عايزة امشي، أنت ليه بتعمل معايا كدا
مرر سبابته على شفاه ليفرقهم و انحني عليها ليصبح قريباً من شفتها و قال: -بعمل اي؟
تسارعت ضربات قلبها و شعرت بتلك الفوضى تشتعل بداخلها، فهي حقا تخشى اقترابه أم تدعي ذلك، ازدارت ريقها و قالت: -ابعد عني
قبض على خصلات شعرها الحريرية، تألمت ديمة، و ثبت رأسها ملتهاً شفاه الكرزية التي تنجح في محاولتها منذ الوهلة الأولى لتذوقهم، امتصها و كأنها قطعة حلوى لذيذة...
بللت دموعها وجه، ابتعد عنها فزاد نحيبها و صرخت به لتدفعه بكلتا يداها قائلة: -انت حيوان، انا بكرهك و بكره قربك مني.
سحبها من يدها بعنف و دلف إلى الغرفة و دفعها علي الفراش و قال: -كل دا عشان عرفتي انك مراتي
تهاوت دموعها بغزارة لا تصدق ما يفعله و يقوله و حتى لا يستوعب عقلها شيئاً، اقترب منها و انحني عليها و قال: -مش هتمشي من هنا
ديمة بتوسل: -ونبي بلاش تعمل معايا كدا
كان هو لا يطيق فكرة رفضها له بتلك الطريقة و قبض على خصلاتها و قال بغضب: -مستعد اوريكي اسوء حاجه فيا يا ديمة انتي فاهمة.
تألمت ديمة و سالت الدموع من عيناها و قالت: -شعري يا تيام
-هطلقك بس لما تبقى مراتي بجد
تركها ليدفعها بعنف و ذهب من الغرفة فهو لا يتحملها أكثر من ذلك
انهارت ديمة باكية لا تعلم كيف حدث ذلك من الأساس و اتصلت بمرام مرام تيام بيقول اني مراته دا ازاي؟
اخفضت مرام وجهها في الأرض فهي تعلم بأن ذلك الوقت غير مناسب لمواجهه ديمة نهائي
سألتها ديمة مرة أخرى قائلة: -انتي تعرفي حاجه؟
-انتي مراته فعلا يا ديمة
#فلاش باك.
-على فكرة ديمة خلال الفترة دي هتكون عندي
مرام بدهشة: -عندك ازاي؟
-تفتكري مناسب انها تقعد في الشقة لوحدها
هزت مرام رأسها نافية و قالت: -لا بس مستحيل اسيبها معاك
-انا مش باخد رايك، و بعدين بيتك او بيتها مش أمان و اظن انكم متعرفوش غير حاتم اللي بدبسكم في المصايب.
صمتت مرام و فكرت بحديثه الذي كان صحيحاً و قالت: -بس انا اضمن منين انها هتبقى في امان معاك، تيام ديمة كل حاجه في حياتها بايظة و متدمرة فبلاش تكون انت كمان عليها و بعدين انت اخر مرة قولتلها خلاص انك مش عايزاها تشتغل معاك، و لا دلوقتي عرفت انها مش هي اللي نشرت الصورة.
-معرفتش حاجه لسه و بعدين متقلقيش انا مش هاخدها عشان اعملها حاجه.
مرام بتردد: -تمام يا تيام بس بشرط واحد و من غيره مستحيل أوافق حتى لو هضطر اخليها في المستشفي
-أي هو،؟
-تتجوزها بصراحة معنديش الثقة اللي تخليني اسيبها معاك على الأقل لو حصل حاجه هتبقى اسمها مراتك و برضو في حالة انها مراتك هضطر انك تخاف عليها عشان نفسك
-موافق، و هنزل دلوقتي هروح للمأذون و اكتب الكتاب و هنخليها تمضي على القسيمة و خلاص
-تمام هدخل متنساش البطاقة بتاعها.
هزت ديمة رأسها بعدم استيعاب فحتى صديقتها خدعتها و قالت بذهول: -انتم كلكم كدا، ازاي قدرتي تعملي معايا كدا يا مرام يعني انتي كمان ضحكتي عليا
-كان لمصلحتك يا ديمة انا كنت خايفه عليكي.
صرخت ديمة بها و قالت: -مش عايزة اسمع منك حاجه كفايه كدا بقا
-يا ديمة والله العظيم دا الحل اللي شوفته مناسب و...
فصلت ديمة المكالمة و القت الهاتف بغضب و اجهشت بالبكاء و ازداد نحيبها بشده...
ذهب تيام إلى ثائر في منزله، وضع ثائر القهوة أمامه و قال: -ممكن افهم عملت اي بقا؟
-بوظت كل حاجه
-ايوه عملت اي؟
-ديمة عرفت حوار اننا متجوزين
وصمت تيام و تنهد بضيق، فهم ثائر بأنه فعل شيئاً آخر و قال: -ما هو اكيد يا انت يا مرام و بعدين انا مكنتش موافق على حوار الجواز دا
-حصل و خلاص بقا اعمل اي؟
-طلقها
-لا مش هسيبها لحاتم.
زفر ثائر بحنق فهو يرى أن تصرفاته اصحبت صبيانية أكثر من اللازم و قال: -هي لعبه يا تيام و بعدين شكلها مش راضية فخلاص
-بس انا هعمل اللي في دماغي لحد لو غصبن عنها
ثائر بحيرة: -هتعيش معاك بالعافية و لا هتعمل فيها أي؟، تيام بلاش تغلط اكتر من كدا
تيام بعصبية: -اقفل يا ثائر على الحوار دا بقا، لأنى مش طايق نفسي و حاسس اني لو شوفتها هكسر دماغها
-خلاص اضربها لحد ما تموت في ايدك ما انت اتجننت.
-ثائر انا مش جايلك عشان تنكد عليا، انا ماشي
اوقفه ثائر قائلاً: -رايح فين يعني؟
-هروح ال night Club هتيجي؟
عقد ثائر حاجبياه و قال: -مش ناوي تبطل
-لا مش ناوي، جاي و لا؟
-لا مش جاي بس مزودهاش يا تيام خصوصا لو هتشوف ديمة بعد كدا
تنهد تيام و قال: -كلمة ابعد عني اللي بتقولها دي بتخليني افقد اعصابي و ابقى مش طايق نفسي بجد
-هو انت عملت اي غير أنها عرفت انك متجوزها
-صورتها و حاولت اغتصبها بس.
ثائر بدهشة: -و مضايق عشان بتقولك ابعد عني؟..
فتحت عيناها عندما استمعت إلى صوت الغرفة لتتأكد من قدومه و بعد ذلك اغلقتها فهي لا تريد التحدث معه و لا حتى رؤيته و لكن هيئته لم تكن في حالتها الطبيعة، شعرت بالخوف و تمسكت بالغطاء و أكنها تحتمي به.
نظر تيام عليها و زفر بحنق و بعد ذلك دلف إلى المرحاض و أخذ شاور بارداً لعله يهدي من لهيب غضبه
ارتدى سروال قطني و خرج، اتجه ليجلس بجوارها علي الفراش و تحسس وجهها بكفيه فهو لا يسئم من التحديق بملامحها...
فتحت ديمة عيناها و قالت بحده: -ابعد عني و قولتلك بلاش تلمسني تاني...