قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والثلاثون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي والثلاثون

-عايزك انتي...
تعالت خفقات قلبها و بدأت معالم التوتر تظهر على وجهها، ابعد يداه عنها و قال: -تصبحي على خير
ديمة بدهشة: -ايوه انت هتنام فين برضو
ذهب تيام و ارتمي على الفراش، أغلق عيناه كانت ديمة واقفة تتأمله بتعجب و ذهبت خلفه قائلة: -تيام لوسمحت اخرج
سحبها تيام من ذراعها فسقطت عليه، حاوط خصرها و قال: -هو انتي بترغي كتير ليه ما تنامي و انتي ساكتة
ديمة بتوتر: -تيام مينفعش كدا...

-ديمة انا دماغي مصدعه و عايز انام
حاوطها بذراعه، وضعت رأسها على صدره و قالت: -هو انت اتخنقت مع كاميليا
-لا
-طب انتم طلعتوا ليه مع بعض؟
تنهد تيام و قال بتردد: -عادي. عايز انام بقا
اوصد عيناه، رفعت نظرها إليه، و كانت تحدق به و اكنها تراه لأول مرة في حياتها، مررت اناملها على وجه و ارجعت خصلات شعره المتناثرة.
-هتقعدي تلعبي كدا
ابتسمت ديمة و قالت: -لا هنام، تصبح على خير.

استيقظت ديمة في الصباح و قامت من جواره، أضاء هاتفه لإعلان عن وصول رسالة، اتجهت ناحيه و رأت الرسالة بجد مش مصدقة انك سايبني و رايح تنام في حضن البت اللي بتشتغل عندك
تركت ديمة الهاتف و زفرت بحنق فقد تعكر مزاجها، فاق تيام و قال: -انتي صحيتي امتى؟
-دلوقتي و كاميليا بعتت مسدج
قام من على الفراش و دلف إلى المرحاض، غسل وجه لكي يفيق و خرج
-ديمة هتنزلي امتى؟
-الشغل هيبدأ امتى؟
-كمان ساعتين كدا.

-تيام هو انت سيبتها امبارح ليه و بعدين اي كان سبب تغيرك في اليومين اللي فاتوا
زفر تيام بضيق و رد عليها بغضب: -بصي يا ديمة انا مبحبش الأسئلة اللي من نوع دا و بعدين انتي مضايقة من أي؟
-انا مش مضايقة بس هو انت عادي عندك كدا؟
-و انتي هتفضلي شايفني كدا بس
عقدت ذراعيها أمام صدرها و قالت بتهكم: -عايزاني اشوفك ازاي و انت امبارح جاي اوضتي بعد ما خلصت من اللي كانت معاك، بصراحة انت مقرف اوي.

ضغط على قبضته بقوة و قد برزت عروقه من شده الغضب، اقترب منها و قبض على ذراعيها و خبط ظهرها بالحائط ليحاصرها و قال: -ديمة خليكي عارفه اني استحملتك كتير أوي و انا مبعملش كدا مع حد
-و محدش قالك اعمل معايا حاجه
ضغط على ذراعيها أكثر لتطبع أصابعه عليهم و قال: -اقولك على حاجه أنتي اغبى واحدة انا شوفتها في حياتي
تألمت من قبضته و قالت: -من فضلك ابعد و كفاية كدا
انحني عليها و قبل شفتيها، مثبتاً وجهها رغما عنها.

أبتعد عنها قليلاً و قال: -مش هسيبك غير لما...
قطعته ديمة و قالت: -تغتصبني لأنك مستحيل تلمسني بمزاجي فاهم
أرخ قبضته عليها و قال بحدة: -كل حاجه بوقتها بس اعرفي اني بنفذ اللي في دماغك غصبن عن عين الكل و كل كلمة بتقوليها هحسبك عليها
ابتلعت ديمة ريقها و قالت باستياء: -كل اللي انت بتعمله دا مش فارق معايا و خلاص عدا كتير و ناقص شوية و العقد اللي بينا يخلص.

رد عليها بسخرية عقد اي، دا مجرد تهديد ليكي لكن انا مش هسيبك غير لما انام معاكي و انا اقدر المسك بالطريقة اللي انا عايزها
احمر وجهها بشده فهو تجاوز حده معها بطريقة غير محببه و قالت: -ابعد عني
-انتي كل اللي عايزها ابعد عنك
ديمة باستغراب: -و بعد كلامك دا المفروض اعمل اي؟
وضع ذراعه حول خصرها و دفعها إليه و قال: -طب ما تيجي نتفق عشان نخلص، هي ليلة واحدة.

ديمة بذهول: -ليله؟! هو انت شايفني رخيصة اوي كدا و بعد ذلك انفعلت قائلة ابعد عني و ياريت يكون التعامل بينا في حدود الشغل و بس و إلا...
صمتت عندما شعرت بيده تسبح علي فخذها و ارتفعت قليلاً ليسحب سروالها الداخلي
نظرت إليه بدهشة و شعرت باضطراب انفاسها، ازدارت ريقها بصعوبة و قالت بصدمة: -انت،؟
وضع يده على فمها و قال: -اسكتي خالص.

تأوهت بألم عندما شعرت بأصابعه بداخلها و احتقن وجهها بالدماء، اخذ صدرها يعلو و يهبط و هي لا تصدق بأنه يفعل معها ذلك، احمرت صفوة عيناها بسبب دموعها الغزارة، و تعرقت جبهتها...
صرخت و لكنه كتمها سريعاً و اخرج يده و قال: -اسكتي، الصريخ دا و وفري لي، ديمة...
حملها برفق و وضعها على الفراش، خبط على وجهها بخفة و قال بقلق: -ديمة.

قام و احضر زجاجة من العطر الموضوع على الطاولة و رش منها على يده و مررها على انفها لكي تفيق
فتحت ديمة عيناها و ذرفت الدموع من عيناها و أدارت وجهها الجهة الأخرى
تنهد تيام و قال: -غيري هدومك و انزلي
ذهب تيام و خرج من الغرفة، اجهشت ديمة بالبكاء الشديد.

ذهب تيام إلى موقع التصوير و كان الجميع هناك بانتظاره، رمقته كاميليا بغيط و اقتربت منه قائلة: -فين الحلوة؟
-كاميليا انا عندي شغل و عايز اركز تمام
-اها كفايه عليكي ديمة بليل و صاحي الضهر
زفر تيام بسئم و قال: -ممكن تشوفي شغلك
-تمام يا Mr. تيام...
اتجه تيام إلى ثائر و سيف و قال: -هنبدا امتى؟
رد سيف بإيجاز: -لما الممثلين يجهزوا...
جلس تيام و اخذ يدخن بشراهة، حتى قارب على انتهاء عبلة السجائر.

اقتربت كاميليا منه و قالت: -تيام
التفت إليها و رد ببرود: -خير يا كاميليا الممثلين جهزوا و لا؟
-مالك؟
-كاميليا ممكن تروحي على شغلك، لأني بجد مش هسمح باي تقصير
رفعت كاميليا حاجبها و قد شعرت بالضيق من حدته معها و قالت باقتضاب: -الحلوة بتاعتك واقفة مع سيف، بصراحة لايقين على بعض اوي
نظر تيام حيث أشارت ليجدها واقفة مع سيف يتحدثان معاً، داس السيجارة بحذائه و ذهب في اتجاههم و قال: -سيف اجهز عشان هنبدا.

استأذنت ديمة منهم و غادرت لتجلس على جنب بعيداً عنه
سيف بتساؤل: -مالك يا تيام شكلك مضايق؟
-لا عادي بس بفكر في الفيلم و كدا، انت كنت واقف مع ديمة ليه؟
-عادي من امبارح يعني بدأنا نتكلم مع بعض و بصراحة هي لطيفة اوي
تيام بامتعاض: -لطيفة؟ طب خلينا نشوف شغلنا
أشار سيف إليها و قال: -ديمة تعالى ساعديني
اتجهت ديمة إليه و تجنبت النظر إلى تيام و عندما لاحظ ذلك شعر بالضيق و زفر بحنق و قال: -سيف التصوير هيبدأ أنجز.

داليا بتساؤل: -يعني اي؟
الضابط بحيرة: -مدام داليا احنا دورنا و عملنا كل الجهود اللازمة بس للأسف استاذ سامر ملهوش إثر
داليا بعصبية يعني راح فين؟ انا قدمت البلاغ من بدري و لحد دلوقتي مفيش حاجه ظهرت
-مدام داليا انا مقدرة قلقك بس فعلا استاذ سامر اختفى و حتى مطلعش برا البلد.

صاح تيام بغضب و قال: -أي الزفت دا...
زفرت ديمة و قالت: -هو ماله أنا شايفه ان تمثيلهم حلو
-هو تيام كدا شغله زفت و لازم يقعد يتعصب بس البت أداءها أوفر، و المشكلة ان المشهد الجاي الممثلة مجتش و ثائر مش عارف يوصلها و تيام لو عرف هيعمل حوار
-طب و الحل؟
-معرفش، بس انا عندي فكرة
ديمة بتساؤل: -أي هي؟
-اعملي انتي المشهد دا
ديمة بدهشة: -أي؟ لا طبعا مش هينفع
-عادي يا ديمة دا مشهد واحد و خلاص، انا هقول لتيام.

-بس انا مبعرفش امثل
أشار سيف إلى كاميليا و قال: -وريي ديمة ورق المشهد الجاي
اتجه سيف إلى تيام و ثائر و قال: -انا اتصرفت
ثائر باستغراب: -ازاي؟
-ديمة هي اللي هتعمل المشهد
تيام بضيق: -ديمة مبتعرفيش تمثل و بعدين هو احنا هنهزر
-ديمة هتبقى وجه جديد بالنسبة للتمثيل و بعدين وقفت قدام الكاميرا قبل كدا و بعدين انت عندك حل، و لا هتأجل
اقتنع ثائر باقتراح سيف و قال: -سيف عنده حق و بعدين مش هنخسر حاجه.

تنهد تيام و قال: -تمام ماشي لما نشوف
أخبر سيف الممثل بالتعديل الذي حدث و بعد ذلك استعدوا
صاح تيام قائلاً: -اكشن
بدأت ديمة قائلة: -طلقني
-يا حياة انا بحبك والله و بعدين خلاص غلطة
رددت بحزن و بدأت تدمع عيناها: -تالت مرة تخوني فيها لا و كمان المرة دي صاحبتي
-غلطة و...
قطعته بعصبية و قالت: -انت سايب ابنك في المستشفي و بتجري ورا واحدة رخيصة زيك
مسحت دموعها و ركضت ذاهبة بسرعة، لاحق هو بيها و لكن صدمتها سيارة.

-cut
تمام كدا
قالها تيام ببرود، قامت ديمة و نفضت يدها
وليد بابتسامة: -تمثيلك حلو جدا على فكرة
-شكراً
-خليكي شوية عشان نتكلم مع بعض و نسهر شوية
قضيت ديمة معاهم ساعات، و بالطبع كانت تتجنب تيام حتى أنها تحاشت حديثه نهائي و اكنه غير موجود.

بعد أن انتهت من الاستحمام و لفت المنشفة حول جسدها و خرجت من المرحاض، شهقت بصدمة عندما وجدته يجلس على المقعد و قالت بتوتر: -انت بتعمل اي هنا و بعدين ازاي دخلت؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة