رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والثلاثون
-دخلت من الباب
زفرت ديمة بحنق و قالت بانفعال: -من فضلك اخرج، لأن بجد كدا مينفعش
قام تيام و قبض على ذراعها بعنف و قال بغضب: -بتتكلمي على القد و بتتجاهليني و قولت تمام، واقفة مع سيف و قاعدة تهزري و تضحكي
-و انت مالك؟، شغلي متوقف على تنفيذ طلبات سعادتك غير كدا انا حره و لو مش عاجبك ارفدني
جز على أسنانه و طرد زفيراً قوي و قال: -بتعرفي تردي اهو و بتعرفي ترقصي و تتميسي قدام الرجالة.
ديمة بتعجب: -واحد كان بيتحرش بيا جاي يقولي كدا مش غريبة شوية
-بتحرش بيكي، ديمة انا اقدر اجبرك تعملي حاجات كتير بس انا اللي مش عايز دا
حدقت ديمة بعيناه و قالت: -و دا ليه؟
-عادي
ابتسمت بسخرية و قالت بسئم: -طب ما تخلص الحوار دا زي قولت و اغتصبني و اديني قدامك
تيام باستغراب: -متأكدة من كلامك.
تجمعت الدموع في عيناها كغيوم سحابة تمتلئ بالأمطار و قالت: -انت قولت انك مش هتسيبني غير ما دا يحصل و في جميع الحالات هكون مجبورة، و الله اعلم بعد كدا هتبتزني بايه
تراجعت خطوة إلى الخلف و رفعت كفها المرتجف لتضعه على طرف المنشفة لتزيلها، اندهش تيام من فعلتها و امسك يدها قائلاً: -بتعملي اي؟ انتي مجنونة...
ابتلعت ريقها و قالت بخفوت: -عشان نخلص.
حاوط خصرها بذراعه، و رفع ذقنها لتتقابل عيناهم و قال: -لو تعرفي انا عايزك ازاي؟ مكنتيش هتعملي كدا
-ساعات بحس انك مستحيل تأذيني و ساعات بيكون العكس
تنهد تيام و انخفضت عيناه على شفتيها، تعالت دقات قلبها حتى استمع إليهم هو و أرادت أن تبتعد عنه و لكنها أخفقت بسبب أحكامه عليها و قالت بتوتر: -تيام...
عض على شفاه السفلية و أخذ يقلبها ببطء و يده تضغط على ظهرها ليقرب بقدر ما يستطيع.
أبتعد عنها قليلاً و قال: -بلاش تبعدي عني
خفق قلبها بشده فهي لم تعلم لما تزداد دقات قلبها عندما تكون معه، كلماته تجعلها تفقد السيطرة على نفسها
ازدارت ريقها و قالت: -انت اللي بتعمل حاجات بتخليني ابعد عنك
-بعمل اي يا ديمة؟
عقدت حاجبياها و قالت: -بجد؟، متعرفش عملت اي؟
-على الصبح يعني؟ دا اللي مضايقك...
اصبغ وجهها بالحمرة و قالت بتوتر: -اها و لو حصل كدا تاني...
قطعها تيام و قال: -تتجوزيني.
اندهشت ديمة و بعد ذلك ضحكت و قالت بعدم تصديق: -والله
-مش بهزر على فكرة
ارتبكت ديمة و بهت وجهها فجأة و قالت: -لا
-ليه؟
صمتت و اخفضت عيناها إلى الأرض و قالت بتردد: -تيام اعفيني من الإجابة لاني مش عارفها...
-طب البسي و انزلي هستناكي تحت
ديمة بتساؤل: -هنروح فين؟
-لما هنروح هتعرفي...
كانت مرام تنظر قدومه فقد مر ساعة على انتظاره و اخيراً أتى
قامت مرام و قالت: -هو انت معندكش ذوق كدا؟
نظر لها حيدر ببرود و جلس على المقعد و وضع قدم فوق الأخرى و قال بصرامة: -عملتي اي؟
-خد إعدام زي ما طلبت و بكدا دي اول قضية اخسرها و طبعا مش هتعامل معاكي تاني ابدا
ابتسم نصف ابتسامة و قال: -تفتكري هتخلعي بسهولة كدا
-واضح انك مش قد كلمتك...
-مرام خلي الكلام على قدك و بعدين وصلك مليون جنية في حسابك في البنك
مرام باندهاش: -انا مش عايزة فلوس منك و قولت حاجه قصاد حاجه
- الشغل معايا بفلوس و بعدين انتي رافضة ليه؟
-شغلك شمال و انا مليش في كدا
-لحد دلوقتي بتكلم معاكي بهدوء و بحاول أقنعك بس بعد كدا هتكون عافية
-تهديد
-اها، في ايدك تختار يا جنه حيدر المصري يا ناره
-انا مش هعمل اي حاجه و اللي عندك اعمله و زي ما قولتلك اني مش خايفه منك.
برقت عيناه لتنظر إليها بغضب مختلطة بينها شرايين رفيعة حمراء و قال: -يبقى اختارتي النار
ابتلعت مرام ريقها بتوتر و خوف ظهر على وجهها فهو بقدر وسامته، مخيف
قامت مرام لتقف من مجلسها لكي تذهب، الا انه أشار لحارسه و قال: -أستاذة مرام هتنورنا شوية
ارتبكت مرام و قالت بدهشة: -ازاي؟!
صف تيام السيارة و قال: -يلا
ديمة باستغراب: -أحنا فين؟
-انزلي يا ديمة
نزلت ديمة خلفه و سارت معه، فتح باب المنزل و قال: -ادخلي
دخلت ديمة و كانت تنظر بدهشة حولها، فالمنزل يتكون من طابق واحد فقط، يطل على البحر مباشرة و ليس حوله شيئاً آخر و تسألت قائلة: -هو دا بيتك؟
-اها، بقاله عشر سنين اصلا
-مختلف و شكله حلو.
ذهبت ديمة من أمامه لكي تستكشف المكان و فتحت ستائر الباب الزجاجي لتخرج، خلعت حذائها لكي تمشي على الرمال، تنفست بارتياح فالجو هادي للغاية و رطب
-عجبك؟
التفتت ديمة إليه و قالت: -جدا
-محدش جي هنا خالص
نظرت إليه باستغراب و سألته قائلة: -يعني انا اول حد اجي هنا؟
-اها
عقدت ساعديها بارتباك و تراجعت للخلف، خبطت الأمواج بقدميها و اختل توازنها لتسقط في المياه
اقترب تيام منها و امسك بيدها لتقف و قال: -الموج عالي.
-اها
نظر على ملابسها المبلل و التي التصقت بجسدها لتفصيله بعناية، ارتبكت من نظراته اليها و قالت: -انا هروح
حملها بين ذراعيه و دلف إلى الداخل و انزلها، و أغلق الباب و قال: -هتروحي كدا؟
ديمة بتوتر: -عادي، انت قفلت الباب ليه؟
-عشان مش هنمشي دلوقتي، اقلعي...
اتسعت عيناها بدهشة و قالت: -أي؟
-اكيد مش هتفضلي بهدومك المبللة.
-لا طبعا مش هعمل كدا
سحبها من يدها و حاوطها بذراعه و قال: -ليه؟
-مينفعش.
مرر اصابعه على وجهها، مروراً بعنقها و كررها أكثر من مرة
ديمة بارتباك: -تيام ابعد من فضلك
قبل شفتيها بنعومة و قال بخفوت: -حاضر
أبتعد عنها و تركها تحدق به كالحمقاء فهي تشعر بأنه يمارس السحر عليها، و هزت رأسها لكي لتفيق من غيوبتها التي تسلبها عقلها و قالت: -انا عايزة اروح
-ليه؟ هنا الجو احلى
-بس انا مش مرتاحة هنا و متوترة
-طب ما تسيبي نفسك و انتي مش هتتوتري
رمشت بعيناها بدهشة و قالت: -اسيب نفسي ازاي؟
امسك يدها و سحبها خلفه و دخل إلى الغرفة و قال: -هتتعبي
اوصدت ديمة عيناها و قالت بصوت متحشرج: -مش هعرف...
لف ذراعه حول خصرها و فتح سحابة الفستان الخلفية، تسمرت ديمة بين يداه و شعرت بالخجل منه...
و قالت بتوتر: -تمام انا هقلع بس اطلع برا...
-حاضر.
خرج تيام من الغرفة و أغلق الباب خلفه، تنهدت ديمة و أخذت انفاسها الغير منتظمة فهو يقلب كيانها بشكل غير مفهوم، خلعت ملابسها المبللة و وضعتها علي المقعد و بعد ذلك أخذت منشفة لتجفف جسدها و ثيابها و بعد ذلك ذهبت لتنام على الفراش و وضعت الغطاء عليها...
طرق تيام الباب و دخل و قال: -أي السرعة دي؟
رددت ديمة عليه عادي، تصبح على خير
اقترب من الفراش و جلس على الجانب الآخر و قال: -ديمة؟
ديمة بقلق: -نعم؟
-عايز اعمل حاجة...
ديمة بتوتر: -اي هي؟
طرقت مرام الباب بقوة و بقيت تصرخ بعلو صوتها يا جماعه، حد يفتح الباب،
فتح حيدر باب الغرفة و اغلفه خلفه و قال: -انتي صداع اوي، اي فكرتي
-قولتلك انا مش هشتغل معاك تاني مستحيل.
-طب بصي يا مرام انتي عرفتي عننا كتير بسبب التسجيلات اللي معاكي و مش هقولك اني خايف مثلا لاني ممكن اقتلك و حتى الدبان الأزرق ميعرفش طريقك، بس عشان تمشي من هنا حيه لازم تعملي حاجه من دول و انا هديكي حرية الاختيار بما انك عايزة التسجيلات معاكي كضمان فانتي لازم يكون عليكي حاجه اقدر اضمنك بيها...
وضع حيدر مسدسه على الطاولة و الكاميرا التي بحوزته و قال: -الكاميرا دي عشان تصورك عريانة و في حالة الشيطان لعب بدماغك و قررتي تعملي حوار، هتلاقيهم نزلوا على موقع اباحي و المسدس عشان لو موافقتش تقتلي نفسك لأن محدش بيدخل دائرتنا و بيخرج منها الاختيار ليكي...