قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الحادي عشر

دق جرس الباب، قامت ديمة بتكاسل ظناً بأنها مرام و لكن عندما فتحت الباب اندهشت من قدومه إليها في ذلك الوقت...
ابتسم عندما رآها في تلك الحالة فهي كانت ترتدي بيجامة نوم تتكون من هوت شورت و تشيرت نص كم و يمتلئ برسوماته الكرتونية و تربط شعرها على هيئة كعكعة سائبة و تتناثر خصلاتها المتمردة على جبهتها، نظرت ديمة إليه بتعجب و قالت: -خير اي المضحك اوي كدا
-أنتي
-ليه؟
-في واحدة في سنك تبقى لابسه كدا.

-لابسه اي؟
-و لا حاجه، رنيت عليكي لاقيت تليفونك مقفول، و اكيد مش هنفضل واقفين على الباب كدا
ابتعدت ديمة لتفسح له مجال للدخول و أغلقت الباب، لوت شفتيها في تعجب و دلفت خلفه و قالت: -بجد؟
-اقعدي!
نفخت ديمة بضيق فهو حتى لم يتركها تأخذ اجازة من رؤيته و قالت: -نعم؟
-بصي الفترة دي هيكون الشغل في الشركة عشان في صفقات مهمة
-قولتلك اني مليش في الشغل دا و لا هي رخامة و خلاص.

-ليه شايفها كدا، ممكن تفكري شوية و هتلاقي انك ممكن تستفادي كتير
-دا ازاي بقا، حضرتك مخليني اسيب شغلي و اشتغل معاك بالعافية
-البرنامج بتاعك فاشل اصلا، لو فكرتي شوية هتلاقي أن العائد مش قد المخاطرة، بصي عندي حل...
-اتفضل
-هتشتغلي عندي زي ما بقولك، و ممكن ترجعي للبرنامج بتاعك عادي
-و انت بقيت طيب فجأة كدا؟
-نجرب، و ممكن يعجبك الشغل؟
-و انت مصمم على اني اشتغل معاك ليه؟

-عادي، زي تحدي كدا و المطلوب أن واحد فينا هو اللي يفوز
-و انا مش حمل دخول في أي تحديات، و بعدين انا مش برتاح معاك، و طبعا مستحيل اننا نقدر نتفق مع بعض
-ديمة دا اجباري في عقد بينا و طبقاً لشروطه انك تشتغلي معايا لمدة سنه
-تفتكر هيبقى طبيعي اننا نشتغل مع بعض، انت ناسي كل الكلام اللي قولته؟!
-لا مش ناسي بس ممكن نبدأ من الأول...

تنهدت ديمة و كانت تفكر في حديثه الذي كان متناقضاً، فهو يبدو منطقيا من جهة و غير منطقي من جهة أخرى، فإن خاضت تلك التجربة سوف تندم عليها و لكن فهي مجبرة عليها فهو لم يخيرها...
-ديمة...
-طب و انا هثق فيك ازاي؟
-مش لازم تثقي فيا، هيكون علاقتنا شغل و بس إلا لو انتي عايزة حاجه غير كدا
ديمة باستغراب: -حاجه تانية ازاي؟ مش فاهمة
قام تيام من مقعده و جلس بجوارها ليقترب منها قائلاً: -يعني...

تراجعت ديمة بجسدها بتلقائية و قالت بتوتر من اقترابه منها لوسمحت بلاش تقرب مني و خلينا في الشغل و بس
تنهد تيام و اعتدال في جلسته و قال: -تمام بس الشغل معايا مش سهل خالص
-عادي، المهم اخلص من السنه دي و بعد كدا هسيب الشغل
-مش يمكن تكون رغبتك أنك تكملي
-مستحيل طبعا، عايزة اقولك على أي حاجه انا مش حابه اشتغل و لا اتعامل معاك بأي طريقة
-ليه؟

نظرت ديمة إليه بدهشة غير مستوعبة بأنه يسألها عن ذلك و شعرت بالتوتر و قالت: -عشان انت بتقول ليا كلام مش كويس و تصرفاتك معايا مش حلوة و عشان عايز تعملي مشاكل و عايز تخليني اعمل حاجات غصبن عني...
-تمام مش هعمل حاجه من دول
فركت ديمة اصابعها بقلق و قالت: -و انا مبحبش حد يلمسني و لا يقرب مني، يعني التعامل بينا يكون في حدود اني بشتغل عندك.

تنهد تيام و قال: -تمام، اقابلك بكرا الساعة 10 في الشركة و في اجتماع الساعة 11 اعملي حسابك هيكون مع شركة فرنسية عشان صفقة الأجهزة.
-تمام تشرب حاجه؟
-بقالي ساعة قاعد لسه فاكره، خليها بكرا لأن الوقت اتأخر
اومأت ديمة برأسها و قالت: -طيب براحتك
قام تيام لكي يغادر، تحركت هي خلفه لكي توصله إلى الباب، التفت إليها و قال: -اياكي تتأخري دقيقة واحدة و كمان بكرا هتتأخري شوية.

نظرت ديمة و هزت رأسها متفهمة، و لكن اتسعت عيناها بدهشة عندما مال عليها و قبل خدها برقة، رفرفت بأهدابها
و قالت بدهشة: -انت...
-تصبحي على خير يا حلوتي
و بعد ذلك خرج و أغلق الباب، كانت هي مازالت واقفة تستوعب ما حدث بدهشة فهو قبلها الان...
ما تلك الحرارة التي تشعر بها، وضعت يدها لتحسس وجنتها التي أصبحت محمرة بشدة، زفرت بحنق فهي لا تحب ذلك.

افاقها من ذلك الشرود صوت الباب، فتحت الباب مرة أخرى و كانت تظنه تيام و لكن وجدته حاتم
-سنه يا ديمة عشان تفتحي و بعدين انتي لسه صاحية؟
-اها اصلي كنت نايمه الصبح
دلفوا إلى الداخل، و بدأ حاتم حديثه: -أي اللي حصل؟ اللي اعرفه ان تيام لغي الفيلم و دي غريبة
-معرفش هو قال إنه هيلغي و بس
حاتم بضيق: -ديمة انا مش مرتاح لشغلك معاه دا انسان زبالة و حقير.

-هعمل اي يا حاتم ما انت شايف ان معنديش حل تاني، و انت و مرام بتتكلموا و خلاص
-ديمة تيام حياته كلها الغاز و لو وصلتي لحاجه منهم تقدري تتخلصي منه بسهولة
-انا عايزة مدة العقد تخلص و خلاص بصراحة خايفه أقع في حاجه تانية
-ديمة تيام ممثل و بسهولة اوي يقدر يضحك عليكي لحد ما يخليكي تعملي اللي هو عايزه.

زفرت ديمة بحنق و قد شعرت بالخوف من حديث حاتم و قالت ببكاء: -طب انا اعمل اي؟ اروح اتجسس عليه؟، حاتم انا مش قد مواجهة واحد زي تيام حتى، انا واحدة أهلها بيسالوا عليها بالصدفة اصلا، يعني لوحدي...
-انا معاكي
نظرت ديمة إليه و قالت: -حاتم انا عايزة اخلص بكل هدوء
-بس تفتكري هو مش في نيته حاجه.

صمت ديمة و تذكرت كل حديثها مع تيام و تهديداته إليها و لكن الآن هو لم يهددها و قالت بيأس: -طالما مفيش حل تاني قدامي هضطر استحمل.

دخلت ديمة إلى غرفة الاجتماعات، و جلست بجوار تيام
بدأ تيام الحديث باللغة الفرنسية قائلاً: -بعد فحص الأوراق و المستندات المطلوبة، أرى أن بتلك الصفقة خسارة كبيرة
رد المتحدث الرسمي عن الشركة ليس صحيح و اسهمنا في السوق أسعارها مرتفعة
-أريد تخفيض السعر بنسبة 20? و الا الشراكة منتهية
بدأ أعضاء الشركة يتشاورن مع بعضهم البعض و رد عليه بعد دقائق نحن موافقون.

ابتسم تيام و قال: -حسنا، ثائر سوف يوثق العقود الان...
قام تيام و ذهب و تابعته ديمة بعد أن جمعت الأوراق
-انت نزلت السعر ليه؟
جلس تيام على مقعده و اشعل سيجارته و قال: -محدش بيعرض السعر الحقيقي في بيعه يعني لازم يكون مزود شوية، و انا خدت الطريقة دي من عمي الله يرحمه، ديما كان بيقول خلي اللي قدامك ينفذ اللي انت عايزه و هو مقتنع
ديمة باستغراب: -ازاي يعني؟ انت شايف انهم اقتنعوا.

-اكيد، دول شركة أجهزة إلكترونية فرنسية و ليهم اسمهم في السوق، و فكرة الاستراد منهم حلوة و هتحقق ربح كبير لشركتنا و هما اقتنعوا لأن شركات المصري ليها اسمها و التعامل معاها مربح و سهل...
-اممم طيب انا هيبقى عندي حاجه انهاردة...
-اها عندك ميعاد مهم الساعة 8 بليل
ديمة باندهاش: -خير؟!، على فكرة انا مش هنفذ اي حاجه هتقولها
قام تيام و اتجه ليقف أمامها و قال: -ديمة متتسرعيش بحكمك على حاجه، و أدى نفسك فرصة.

-فرصة؟!
-ايوه يعني المفروض تعيشي سنك و تستمتعي بحياتك
نظرت ديمة إليه و قالت بسخرية: -بجد و انا كدا مالي؟
-قمر
ابتسمت ديمة رغماً عنها و قالت: -طب ممكن تتكلم جد شوية، في أي بليل
-هنخرج مع بعض احتفالاً بالصفقة الجديدة
-فين؟
-عادي المكان اللي انتي تختاري
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بتوتر: -بس...
-خايفه من أي؟

رفعت ديمة نظرها إليه لتتلاقي عيناهم، و أخذت تفكر لبعض الوقت هل توافق أو ترفض؟!، تعلم بانها لا تستطيع الوثوق بأحد و بالأخص ذاك و قالت: -تمام موافقة بس بشرط...
قطعها تيام و قال: -من غير ما تقولي حاجه، المهم انتي اللي هتختاري و لا أنا؟
-انت.

تنهدت مرام و شبكت اصابعها لتردف: -بصي احنا دلوقتي هنقف قدام القاضي و قولي كل حاجه زي ما فهمتك
-تمام بس انا خايفه اوي، جوزي المحامي اللي معاه مش سهل
ابتسمت مرام بثقة و قالت: -متقلقيش يا مدام مني انا محضرة لكل حاجه
بعد مرور دقائق دلفوا إلى قاعة المحكمة، نظرت مرام و وجدت زوج تلك المرأة يجلس بجانب المحامي الخاص به.

طلب القاضي من المحامي الخاص بكل منهم تقديم ما لديه، قامت مرام اولاً بخطواتها المتباهية و وقفت أمام المنصة و بدأت مرافعتها قائلة: -سيدي الرئيس هذه المستندات تثبت أن زوج السيدة مني، لديه علاقات أخرى و اظن ان دا حرام و غير شرعي
و وضعت امامه الملف الذي كانت تضع به بعض الصور...

اتطلع القاضي على الملف، و قالت هي موكلتي تعاني من الظلم و القهر، و اطلب من عادلة المحكمة بأن تحكم بما تراه عادلاً كيف لها أن تعيش مع زوج خاين، ليس بينهم مودة
قطعها ثائر معترض على حديثها اطلب من المحكمة، ان تجعل بين الزوجين القليل من الخصوصية و كما تقول انها تعاني من الظلم إذن فهي من تطلب الطلاق و ليس ليها اي حقوق و منهم حضانة الأطفال
نظرت له مرام بغضب و قالت: -انت عايز تحرم أم من ابنها؟!

و نظرت إلى القاضي و اردفت
-هذا تصريح واضح بأن الزوج يريد أن يستولي على جميع حقوقها، و هذا ليس عادلاً
زفر ثائر بحنق و قال: -موكلي لا يريد الطلاق لأنه يخشى من الانفصال على ابنه، و قد ذكر في تلك الملفات ان زوجته امتنعت عن الإنجاب و هو لم يرغب بذلك، اما بالنسبة للصور اللي قدمتها الأستاذة فهي صحيحة لأن زوجته تمتنع عنه برغبتها و اللي في الصور دي خطيبته.

حدقت مرام به فمن الواضح بأنه لديه الكثير من الورقات الرابحة و قالت: -سيدي الرئيس، زميلي اخفي حقيقة هامه و هو أن الزوج يعاني من مشاكل جنسية
نظر إليها ثائر و قال باستفزاز: -و انتي عرفتي منين؟!..
قطع القاضي مناقشتهم و قال: -يأجل الحكم في القضية لحين استكمال الأدلة
خرجت مرام خلفه سريعا و قالت: -بقولك أي؟ انا ممكن أقدم قضية سب و اوديك في داهية.

التفتت اليها ثائر و قال: -سيبي القضية لاني هكسبها و بعدين انا رديت على كلامك و طبعا من حقك تقدمي قضية بس متنسيش تبقى تبليها و تشربي مياتها
احمر وجهها و أكنها على وشك الانفجار الان، و لكن ما زاد الوضع سواء هو ذهابه و تركها تغلى هكذا...

نزلت ديمة إليه بعد أن أخبرها بوصوله، لم تعرف حينها اذا كانت تفعل الصواب أم لا و لكنها تشعر بإحساس غريبة بالنسبة لها من ناحيته...
دلفت إلى السيارة و قالت: -هنروح فين؟
-خليها مفاجأة واركي حاجه انهاردة
هزت ديمة رأسها نافية، و استغربت من استسلامها إليه و ذهابها معه إلى مكان لا تعرفه، نعم لديها بعض القلق و لكنها عزمت بأنها ستفعل ذلك، و من الممكن أن يخيب ظنونها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة