قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

ديمة باستغراب: -احنا هنروح فين؟
-إسكندرية
ديمة بدهشة و قد انزعجت قليلا و قالت: -و هنرجع امتى؟
-هنبات هناك يا ديمة، عندي شاليه
صمتت ديمة و شعرت بأنها أخطأت بذهابها معه رغم علمها بنواياه السيئة تجاها
قطع تيام شرودها الذي علم بأنه تتخيل الكثير من الأشياء يعني انتي مش عايزة تروحي اسكندرية، آخر مرة روحتها كانت من عشر سنين
نظرت اليه و قالت: -بس انت كنت عايش أمريكا.

-ايوه بس كنت بسافر عادي، انا عايش هناك من ساعة ما اتولدت اصلا
-بس بتتكلم مصري كويس
-لأن أهلي مصرين
صمتت و اكتفت من إلقاء الأسئلة عليه، عندما وصلوا نزلت ديمة من السيارة و استنشقت الهواء البارد و قالت: -الجو حلو جدا
ذهبت في اتجاه الشاطئ بخطوات راكضة، كان يراقبها بنظراته و ظهرت علي ثغره ابتسامة لم ينتبه إليها حتى
اقترب منها و قال: -الشاليه هناك أهو، ممكن تتدخلي شوية عشان ناكل و كدا.

التفتت ديمة إليه و قالت: -جيت اسكندرية مرة معاهم بس مقدرتش استمتع بأي حاجه فيها
-استمتعي المرة دي
عضت ديمة على شفاها السفلية و قالت بتردد: -بس احنا لازم نمشي الصبح
-عادي ممكن نقعد لحد ما تحبي تمشي
اخفضت رأسها في الأرض و شعرت بتلك الحرارة التي ترتفع عند حديثه إليها و قالت بتوتر: -شكراً
وضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها، ارتبكت ديمة و قالت بتوتر: -لوسمحت...
ابعد يداه عنها و قال: -هتاكل اي؟
-أي حاجه.

-بلاش حوار الكسوف دا لأنك لو فضلتي جعانه ممكن تختفي
وضعت يداها على جانبي خصرها و قالت: -دا ليه أن شاء الله؟
-لأنك رفيعة اوي
ديمة باقتضاب: -على فكرة انا مش رفيعة اوي، زي ما بتقول
-مش واضح بس ماشي، هتاكلي اي بقا؟
-زيك
ابتسم تيام و قال: -متأكدة؟
رفعت ديمة أحدي حاجبياها و تعجبت من تأكيده و قالت: -اها انت عايز تأكل أي يعني؟
-بلاش عشان انتي لسه صغيرة.

أعطاها ظهره و اتجه ليدلف إلى الشاليه الخاص به و الذي كان يتكون من طابق واحد، دخلت هي خلفه بعد مرور وقتاً و كانت تشعر بالتوتر فهي لم تكن بمفردها مع راجل برغبتها من قبل...
نظر إليها متعجباً: -هتفضلي واقفه عند الباب؟
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -انا ممكن احجز في فندق يعني لحد بكرا احسن ما نفضل هنا مع بعض.

تنهد تيام و قام ليتجه إليها، تراجعت ديمة إلى الخلف برعب فهل قالت له شي اغضبه أَم ماذا فهو يتجه ناحيتها
مد ذراعه ليغلق الباب و قال: -ديمة في حاجه عايزك تعرفها عني، اني مبرجعش في كلامي نهائي الا في حالات بكون خرجت فيها عن السيطرة، و بعدين ممكن تقفلي الاوضه بالمفتاح.

تخطته ديمة و جلست على المقعد و أخذت تأخذ انفاسها بشكل ملحوظة، تنهد تيام و جلس على المقعد المجاور و قال: -انا طلبت سمك بما اننا في اسكندرية
-طيب.

جلسوا بالشرفة معاً بعد ان انتهوا من تنالوا الطعام...
كانت ديمة شاردة و صامته، نظر تيام إليها و قال: -هتفضلي ساكته
انتبهت ديمة إليه و ابتسمت مضيفة عادي، تيام عايزه أسألك عن حاجه
-أي؟
-معاملتك اختلفت ليه؟
عقد ساعديه أمام صدره و أراح ظهره، نعم معاملته اختلفت معها و لكن فهو لديه فضول ناحيتها لم يأتي من قبل عادي، عندي فضول ناحيتك، او ممكن اكون معجب بيكي.

ابتسمت ديمة فهي ترى بأنها ليس تصلح للإعجاب حتى و قالت: -ليه؟
-تكفي عيناكِ يا حلوتي
ضاقت عيناها و نظرت إليه، بقيت هكذا لثواني و قالت: -انا هدخل انام بقا
ابتسم تيام و قال: -ما انتي عينك حلوة فعلا هو انا قولت حاجه غلط
نظرت إليه ديمة بتعجب، فهل يغازلها حقا أم ماذا؟
رددت باقتضاب انا مبحبش الطريقة دي و بعدين انا مش واحده معجبه بيك ما هتصدق تقولها كلمه
-طيب يا ديمه براحتك.

زفر تيام بحنق فهي دائما ما تصده حتى أن كره ذلك الشعور الذي يجعله يريد الاقتراب منها، قام و خرج ليذهب للوقوف على الشاطئ، شعرت ديمة وقتها بأنها أخطأت لم تعلم لماذا بس لم يجب أن تقاطعه بتلك الطريقة.
انتظرت لبضعة دقائق و بعد ذلك خرجت خلفه، اقتربت منه و وقفت بجواره قائلة: -انا مقصدتش حاجه
-عادي، عايزة تمشي من هنا امتي؟
-لو ينفع خلينا دلوقتي.

نظر إليها بسئم فهي تريد أن ترحل بعد مرور ساعات على منتصف الليل لكي لا تبيت معه
-تمام، هدخل اجيب مفاتيح العربية...

وصلوا إلى القاهرة مع أذان الفجر، فتحت السيارة لكي تنزل
أوقفها تيام قائلا: -متجيش الشغل انهاردة اجازة
أومأت له و أغلقت باب السيارة و دلفت إلى مسكنها
زفر تيام بحنق و خبط المقود بيده، و قال: -واضح اني غلطت كتير، بس اوعدك هتشوفي حاجه تانيه بعد كدا...

ذهبت ديمة إلى حاتم فهو طلب منها الحضور لتقديم حلقه هامه
عندما دخلت إلى الاستوديو، سألت عن مكانه و اتجهت إليه قائلة: -حاتم؟
-في حلقة مهم و لازم انتي اللي تعمليها و بس كدا اكيد مش هتسيبي شغلك عشان الحيوان
تنهدت ديمة و قالت: -على فكرة هو قالي اني اقدر اشتغل معاك عادي
شعر حاتم بأنها تغيرت قليل من ناحيه ذلك المعتوه الذي يدعي تيام و قال: -الحلقة انهاردة مختلفة شوية، اجهزي و اطلعي على الهوا.

-تمام يا حاتم
جلست ديمة على المقعد و تناولت الأوراق التي أمامها و بعد قراءتها، قطعها رنين هاتفها
ردت ديمة قائلة: -نعم يا مرام
-انهاردة عيد ميلاد نهال، و عزمنا هتروحي و لا
-مش عارفه هخلص الحلقة و هبقي اكلمك
تنهدت مرام و قالت: -انتي عارفه نهال، ممكن نروح و نرجع على طول
-تمام هنتقابل فين؟
-العيد ميلاد في بيت شادي اصلا، انتي عدي عليا بعد الحلقة و نروح.

ذهبت ديمة إليها بعد أن انهت عملها و تجنبت الحديث مع حاتم، فهي تراه يتحدث دائما عن تيام و هي لا تحبذا ذلك
وصلت هي و مرام إلى شقة شادي، و عندما دخلوا وجدوا الجميع منشغل بالرقص و صخب الاغاني العالية
شادي بابتسامة: -نهال مشغولة، اتفضلوا
ديمة باقتضاب: -شادي من فضلك خلي نهال تيجي عشان احنا مش فاضين
تمام ممكن تقعدوا الأول...
تنهدت مرام و قالت: -تمام.

ذهب شادي و اقترب من نهال التي كانت مشغولة بالرقص و قال: -بقولك اي حاولي تشتغلي مرام شوية
ابتسمت و قالت: -تمام، بس ياريت تنجز بقا
مر القليل من الوقت و بعد ذلك ذهبت نهال إليهم قائلة: -سوري يا بنات...
-و لا يهمك يا نونو اتفضلي
أعطيت ديمة إليها الهديه و كذلك مرام، ابتسمت نهال و قالت: -مرام ممكن تيجي معايا عايزة اوريكي حاجه
مرام باستغراب: -تمام.

شربت ديمة كوب العصير الذي أعطاه إليها شادي منذ قليل، و شعرت برأسها تدور تدريجيا
اقترب شادي منها و جلس بجوارها قائلا: -مالك يا حبيبتي؟
-انا حاسه اني تعبانة
ابتسم بمكر و قال: -لا متقلقيش
ارحت ديمة رأسها على الاريكة، و غابت عن وعيها
نظر شادي حوله و حملها بين ذراعيه و خرج من الشقة سريعا، قبل أن يراه احد
وضعها في السيارة و انطلق بيها سريعا، و بعد ذلك وصل إلى منزل نهال فهي أعطيته مفتاح شقتها...

حملها من داخل السيارة و نزل ليدلف إلى المنزل بهدوء و بعد ذلك وضعها على الفراش وجلس بجوارها و مرر انامله ليتحسس تلك البشرة الناعمة و قال: -حاولت اوصلك كتير و انتي اللي كنتي بتبعدي عني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة