رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثلاثون
لم يرد احد، أصابها الفزع فالطارق لم يظهر في العين السحرية، فتحت الباب بيد مرتعشة و اندهشت عندما رأت شخص تراه لأول مرة بحياتها و لكن ارعبها طلته و قالت بقلق: -انت مين؟
دفعها عن مدخل الباب و دخل إلى الشقة، كررت ديمة سؤالها بنبرة حادة: -انت مجنون؟ و لا اي؟
الفتت إليها و نظر إليها بجمود حاد و رد بإيجاز: -اسكتي خالص و اقفلي الباب.
ابتلعت ديمة ريقها فهي لا تعلم مين ذلك و لماذا يقتحم المنزل بتلك الطريقة و قالت: -اطلع برا و الا هبلغ البوليس
-جاي اشوف سمير راح فين أصل دا اخر مكان جي في
ديمة بتلعثم: -س. مير مين؟
ابتسم نصف ابتسامة و قال ساخراً: -هنعرف حالاً هو فين و هو مين؟
فركت ديمة اصابعها و قالت بتوتر: -اطلع برا من فضلك
خرجت مرام و هي تمسك بالسلاح بيدها و تضعها خلف ظهرها و اندهشت عندما رأته و قالت: -انت جاي هنا ليه؟
-سمير راح فين؟
-و انت مالك؟ و بعدين أنت مين؟
اقترب حيدر منها و لافت انتباه الدماء التي على ملابسها و تخطاها، اوقفته مرام و قالت: -خطوة كمان و هقتلك
توقف حيدر و التفت إليها و قال: -زي ما قتلتي سمير
ارتكبت مرام و ارتعشت يداها و قالت: -مش هيفرق واحد من اتنين
ابتسم و قال: -الموت بياخد الأذن مني الأول، و بعدين اللي اعرفه عنك لحد دلوقتي انك محامية ذكية لانها هتبقى تاني مرة ليكي تتغبي معايا فيها و انا مبسمحش بكدا.
مرام بعصبية: -اطلع برا و بلاش تختبر صبري اكتر من كدا
و فجأة سحب من السلاح و جذبها ليضعه على رقبتها و قال بتحذير: -آخر حد رفع عليا سلاح مبقاش لي إثر في الدنيا حتى
صرخت ديمة قائلة: -مرام
أشار لها حيدر و قال: -اسكتي يا بت انتي كمان و مش عايز اسمع حسك.
تعالت انفاسها و أخذ صدرها يعلو و يهبط بسرعة بالغة، دفعها بعيداً عنه و دلف إلى الغرفة و عندما رأى جثة سمير تأكد من ظنونه و لكنه تفاجي أيضا فهو لم يتوقع بأنها مجرمة.
خرج و قال: -بصي يا مرام، الجثة اللي جوه دي ممكن توديكي في ستين داهية و طبعا انتي فاهمة كويسه كلامي بما انك محامية بس انا عندي ليكي عرض حلو اوي، سمير جثته هتختفي و هيختفي هو من الوجود و طبعا مفيش حد يسأل عليه اصلا فالموضوع سهل اوي بس لكل حاجه مقابل و هو بسيط برضو شاهندة أو شاهي
شهقت ديمة بخوف و قالت: -يا نهار اسود...
زفر حيدر بحنق و قال: -اهمدي يا بت و متبقيش خفيفة كدا
مرام بتساؤل: -و المطلوب مني اي؟
-أي حاجه تخص حوار شاهي عايزها و حوار تاني عايزك في
مرام بدهشة: -أي هو؟
-لا بعد ما نخلص الأول
ديمة بانفعال: -لا يا مرام بلاش توافقي، دول عصابة
وضع يداه في جيوبه و كان ينتظر إجابة مرام التي كانت تفكر في عرضه و قالت: -موافقة بس انا مليش في الشمال نهائي
-خلينا في اليمين، معندناش حد بيتجبر على حاجه بس كله بينفذ
ديمة بعدم تصديق: -لا يا مرام، بلاش توافقي دا واحد حقير و قتل واحدة بريئة.
حيدر بهدوء: -ديمة اسكتي، لاني بسيطر على اعصابي لمدة قصيرة و بعدين ما تخليكي انتي في حالك و كل واحد ينفذ اللي يعجبه
رددت ديمة عليه: -انت مجرم و قاتل، و بعدين انت فاكر بأنك كدا بتهددها يعني؟، لو هي خافت فأنا لا و هبلغ عنك
-اللي مانعني عنك حاجه واحدة بس و هعتبرك عيلة صغيرة و غلطت
مرام بنفاذ صبر: -ديمة امشي انتي لوسمحتي
-لا مش هسيبك هنا لوحدك.
انفعلت مرام و قالت بغضب: -امشي يا ديمة، انا هبقي اكلمك من فضلك امشي
نظرت ديمة إليها فهي لا تصدق بأنه سوف ترضخ إلى عرضه الوضيع و قالت: -براحتك يا مرام بس ايدك لو جات في أيد واحد زي دا هتبقى بوخت اوي، انا همشي بس افتكري انك كدا بترمي نفسك في النار و افتكري كلام شاهي
ذهبت ديمة و صفعت الباب خلفها بقوة
تنهد حيدر و قال: -تمام، اي اللي معاكي من ناحية شاهي.
-تسجيل عليه حاجات كتير تخص شغلكم، بس مش هتخده لاني مستحيل أثق فيك و بما ان هيكون في بينا شغل يبقى خلاص
رفع حاجبه باندهاش و قال: -حيدر المصري بيشرط و بس و بعدين انتي اللي محتاجة مساعدتي دلوقتي.
-اتعلمت اني اضمن حقي و بعدين خلينا واضحين، انا مش خايفه منك سواء كنت قاتل و لا مجرم و لا اي حاجه فشغلتي خليتني اتعامل مع كتير منكم و بعد كلامي مع شاهي اللي كانت عشقتك و كل حاجه حكتها لازم ابقى عارفه انت هتقدم مساعدتك قصاد اي بظبط
-مرام انتي كدا هتخسري
مرام بسخرية: -لا متقلقش انا خسرت كتير في حياتي بس ديما الجولة الأخيرة بتكون في صفي.
-ما انتي دلوقتي مش عارفه تتصرفي و عارفه ان لو البوليس شم خبر هتبقى كدا روحتي، اسمك هيتشطب من النقابة
دا لو مخدتيش كام سنه سجن أو تأبيده مثلاً
زفرت مرام بحنق و قالت: -و انا قبلت مساعدتك بس عندي شروطي و اكيد انت محتاج حاجه مني و دا قدام دا، و صحيح شاهي مقلتش اسمك بس انا عرفت، بس السؤال بقا اي علاقتك بتيام و ليه جيت المستشفى
-اخوات
مرام بدهشة: -اخوات؟
-مش دا موضوعنا، بصي في قضية عندك في المكتب، عايزك تجيبي لمتهم إعدام
-و دا ليه و بعدين انت مش قادر تخلص عليه
-لا عايزه يتعدم، يعني عايزك تستخدمي الأدلة و تبقى ضده بس تباني في صفه
مرام بتساؤل: -و انا اخسر القضية
-اها بس انا ممكن اخليكي أكبر محامية في مصر و في ثواني
تنهدت مرام و قالت: -لا مش عايزة حاجه، خدمة قصاد خدمة و بس كدا
-تمام
-صحيح هو انت قتلت شاهي ليه؟
-لأنها كانت غبية، و انا بكره الغباء جداً.
-بس دى كانت عشقتك لفترة
-اسبوع قصدك، ال night Club بتاعي و صاحبتها كانت شاغلة لحسابي و الحوار اللي حصل، شاهي كانت عايزة تعرف اكتر و دا دل على غباءها المفرط بس كانت عاجبني دماغها و خدتها تشتغل عندي في المزارعة
-كعشيقتك؟
-اها و هي وافقت على فكرة مكنتش بريئة زي ما انتي مفكرة و كل اللي بيحكي حكاية لازم يكون فيها البطل المظلوم
مرام بتساؤل: -قتلتها ليه؟
-اخوها الأول لأنها قررت تلعب معايا و بعدها راحت ليكي عشان ترفع قضية و تقابل ديمة و السبب التاني لأنها كانت حامل و مرضيتش تنزله...
مرام بصدمة: -بجد؟ اي الجبروت دا؟
-دلوقتي هطلع الرجالة يخدوا الجثة و البواب هنتصرف معاه، أما بالنسبة لكاميرات العمارة و الشارع فهي هتتمسح من ساعه ما دخل لحد لما هنخرج به و بعد كدا هبعتلك حد ينضف الشقة...
-تمام.
فتحت ديمة الباب و قالت: -تيام؟
-برن عليكي مش بتردي و بعدين روحتي فين امبارح؟
-في حاجه و لا اي؟
-لا بس عندنا شغل مهم
ديمة بتساؤل: -فين؟
-في الغردقة
-تمام هنسافر امتي؟
-بكرا الصبح
-طب مش هتدخل
-لا رايح الشركة و طالما انتي مش عايزة تيجي براحتك، هستناكي بكرا...
دلف ثائر إلى المكتب و قال بدهشة: -والله مصدقتش لما قالوا انك هنا
-أي أخبار الشغل؟ لأننا بكرا هنسافر على الغردقة
-اها مالك بقا و فين ديمة؟
تيام باستغراب: -اشمعنا
-عادي أصلها على طول معاك فمستغرب
تنهد تيام و قال: -اها المهم انت محضر كل الأوراق
-اها يا تيام كل حاجه جاهزة، انت متخانق مع ديمة و لا اي؟
زفر تيام بحنق و قال بعصبية: -ما خلاص يا ثائر انت مش وراك غير ديمة.
رفع حاجبيه في اندهاش و قال: -تمام انا هروح اشوف باقي الشغل عايز أنجز، هو انت هتعمل اي في حوارك؟
-معرفش بس بفكر اخلص زي ما اتفقنا.
عندما وصلوا إلى الغرفة في اليوم التالي، كانت ديمة تلاحظ تجنب تيام اليها و لكنها لم تهتم لذلك
وصلوا إلى مقر الفندق و هناك كان في استقبالهم امرأة
اتجهت إلى تيام و قالت بابتسامة: -متاخر على فكرة
ابتسم تيام باقتضاب: -دقائق بس، الناس جات و لا؟
-على وصول، و التوقيع هيكون على الساعة 8 بليل و ثائر قال إن الميعاد مناسب و بخصوص الفيلم الجديد فأنا ظبطت الlocation هنا و استاذ سيف خلص كل الاتفاقات اللازمة.
نظرت ديمة إلى سيف و قالت: -هي مين دي؟ أصلها رغاية اوي
ابتسم سيف و قال: -دي كاميليا، كل حوارات الانتاج و الاخراج بتقوم بيها
تنهدت ديمة و قالت: -اها طيب، طب المفروض نطلع بقا و لا هنشوف قصة حياتها
نظرت كاميليا إلى ديمة و قالت: -دي من الممثلين الجداد
اجابها تيام قائلا: -لا دي ديمة بتشتغل معايا و برضو لو احتاجتي مساعدة
ابتسمت كاميليا و قالت: -تمام.
صعدوا جميعهم إلى الغرف، اوقفته ديمة قبل دخولها إلى غرفتها و قالت: -تيام
-نعم
-هو انت متغير معايا ليه؟
تيام بتهكم: -و دا من أي؟
ديمة بتوتر: -معرفش انا بسألك بس لاني حسيت بكدا، امبارح مشيت بسرعة و انهاردة متكلمتش معايا
-طب كويس انك بتحسي، جهزي نفسك على الساعة 8
ديمة بضيق من طريقته طيب
دلفت ديمة إلى الغرفة و صفعت الباب خلفها بقوة، ذهب تيام إلى غرفته.
و في المساء، اجتمعوا في المطعم الخاص بالفندق لتوقيع العقود و انتهى الاجتماع سريعا
و بعد ذلك جلس تيام و كاميليا معاً على طاولة بمفردهم و بعد ذلك صعدوا إلى غرفة تيام.
قفلت ديمة باب غرفتها بغضب و دلفت إلى المرحاض و اخذت شاور و ارتديت ملابسها و خرجت
جلست على الفراش و شعرت بتجمع الدموع بعيناها، دموع لا تعلم سببها و لكنها كانت تشعر بالضيق، افاقها من شرودها دقات الباب، ذهبت لكي تفتح
اندهشت ديمة عندما وجدته و قالت باقتضاب: -نعم؟
دفعها تيام إلى الداخل و أغلق باب الغرفة و تجولت عيناه على جسدها الذي تكشفه تلك المنامة القصيرة.
ديمة بانفعال: -تيام من فضلك اخرج و روح للي كنت معاها
حاوط وجهها و قال بخفوت:.