قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والعشرون

تيام بدهشة: -انتي مش فاكره اسمك؟
أمسكت ديمة برأسها و قالت: -انا مش فاكره حاجه خالص
ابتلع تيام ريقه و تجمد مكانه مندهشاً مما تقوله، دلف الطبيب إلى الغرفة و قال: - ديمة اخيراً فوقتي
كانت ديمة لم تعلم من الذي يحدثها و استنتجت انه الطبيب من ملابسه و لكن من ذلك الذي نادها باسمها
اقترب منها الطبيب و لكنه وجدها ترفع يدها في وجه قائلة: -مش عايزه حد يقرب مني
الدكتور بمهنية: - من فضلك خليني اكشف عليكي.

صرخت ديمة به و قالت: -مش عايزة، أخرجوا برا كلكم
كان الطبيب يحمل العديد من التساؤلات على تلك الحالة التي بها و قال: -تمام هنخرج بس ارتاحي
كان تيام ينظر إليها باندهاش و خرج خلف الطبيب لكي يسأله عنها
-هي فاقدة الذاكرة
اومأ راسه و قال: -اها للأسف فقدتها و المشكلة في أن حالتها دي مش هتساعدنا
تيام باستغراب: -طب هي مالها؟ ليه بتصرخ كدا
-ممكن بسبب أنها مش فاكره حاجه، لازم تعمل إشاعة عشان نفحص الحالة كويس...

اتصل تيام بمرام و أخبرها بكل شئ باختصار، ، و بعد ذلك طرق الغرفة و دخل...
كانت ديمة نائمة على الفراش و نظرت إليه و قالت: -انت مين؟
-ديمة الدكتور عايز يكشف عليكي عشان نطمن.
-انت مين؟
تنهد تيام و قال: -طب انتي مش عايزة الدكتور يكشف عليكي ليه؟
صمتت لتبحث عن سبباً لذلك و قالت: -معرفش بس انتم مين و انا جيت هنا ليه؟
-انتي في المستشفي و جيتي هنا عشان عملتي حادثة بعربيتك
-طب هو فين أهلي؟

صمت تيام قليلاً و اجابها قائلاً: -مسافرين برا و انتي كنتي عايشه لوحدك
-طب فين بيتي عشان اروحه
-انتي دلوقتي تعبانة و لازم تفضلي هنا
صمتت ديمة و اخفضت نظرها، ذرفت دمعه من عيناها سالت على وجنتها، كان تيام يقف ينظر إليها و يشعر بالحزن من اجلها فهي قد محيت هويتها و لا تتذكر اي شئ، جلس على طرف الفراش و قال: -بتعيطي ليه؟

رفعت عيناها الدامية التي تلوث صفائها بالدموع و قالت: -عشان انا كدا معنديش ذكريات عشان ارجع افتكر تاني، لاني كنت عايشه لوحدي
-ما انتي مش هتعيشي لوحدك
-ليه؟
-يعني مش هينفع اسيبك لوحدك
ديمة بتعجب: -هو انت مين؟
قطع حديثهم دخول مرام التي اتجهت ناحيتها و قامت بمعانقتها، شعرت ديمة بالرهبة فمن تلك التي تضمها
ابتعدت مرام عنها و قالت: -ديمة انتي كويسه
تنهد تيام و قال: -مرام ديمة مش فاكره اي حاجه خالص حتى انتي.

نظرت مرام إليها و خرجت من الغرفة لكي تبحث عن الطبيب و تستفسر منه
ديمة بتساؤل: -هي مين دي؟
-مرام صاحبتك
قام تيام و ذهب خلف مرام التي كانت دخلت إلى مكتب الطبيب
جلس تيام هو الآخر و قال: -هي كدا فقدت الذاكرة
-اها و لازم التعامل معاها يكون بطريقة خاصة عشان دا هيساعدها كتير
مرام بتساؤل: -ازاي؟
نظر إليها الطبيب و قال بمهنية: -مثلا فين أهلها؟ اكيد وجودهم هيفرق.

-ديمة علاقتها بأهلها مش كويسه و وجودها معاهم مستحيل يساعدها
الطبيب باستغراب: -طب كدا لازم ديمة تتعرض على دكتور نفساني
مرام باستفسار: -ليه؟
-في سبب خوف مش طبيعي عندها و دا لأن في ناس كتير فقدوا الذاكرة و حالة الحزن دي بتواجههم لكن مع ديمة مختلفة فأنا شايف ان من الأفضل تتعرض على دكتور
خرجت مرام و تابعها تيام و قال: -تفتكري مين اللي ورا اللي حصل؟

-معرفش بس انا خايفه يحصلها حاجه تاني، و فعلا معرفش الذاكرة هترجع لديمة ازاي تاني؟
-الدكتور قال بالأدوية و انها اكيد هتفتكر حاجات واحده واحده
مرام باستياء: -أتمني
-على فكرة ديمة خلال الفترة دي هتكون عندي
مرام بدهشة: -عندك ازاي؟
-تفتكري مناسب انها تقعد في الشقة لوحدها
هزت مرام رأسها نافية و قالت: -لا بس مستحيل اسيبها معاك.

-انا مش باخد رايك، و بعدين بيتك او بيتها مش أمان و اظن انكم متعرفوش غير حاتم اللي بدبسكم في المصايب
صمتت مرام و فكرت بحديثه الذي كان صحيحاً و قالت: -بس انا اضمن منين انها هتبقى في امان معاك، تيام ديمة كل حاجه في حياتها بايظة و متدمرة فبلاش تكون انت كمان عليها و بعدين انت اخر مرة قولتلها خلاص انك مش عايزاها تشتغل معاك، و لا دلوقتي عرفت انها مش هي اللي نشرت الصورة.

-معرفتش حاجه لسه و بعدين متقلقيش انا مش هاخدها عشان اعملها حاجه
مرام بتردد: -تمام يا تيام بس بشرط واحد و من غيره مستحيل أوافق حتى لو هضطر اخليها في المستشفي
-أي هو،؟

أبعدت ديمة و قالت بعصبية: -ابعدي عني
الممرضة بهدوء: -لأزم تخدي الدوا
وضعت ديمة يداها على اذانها و قالت صارخة: -لا مش عايزة اطلعي برا
تعجبت الممرضة من حالتها فهي لم ترى مثلها من قبل و قالت: -لو سمحتي افردي دراعك عشان تاخدي الحقنة لأنك لازم تاخدي العلاج
صرخت ديمة بها و قالت: -مش عايزه مش هاخد حاجه، اطلعي برا...
زفرت الممرضة بحنق و قالت بنبرة حادة: -لازم تاخدي العلاج بلاش دلع.

و حاولت إمساك ذراعها بالأجبار، دلف تيام و قال بغضب: -انتي بتعملي اي؟
التفتت اليه و قالت: -مش عايزة تاخد العلاج
-اطلعي برا و سيبي الدوا
اتجه تيام إليها و جلس على طرف الفراش و قال: -ديمة لازم تاخدي الدوا عشان تخفي
-انت مين؟
-جوزك
قطبت ديمة حاجبها و قالت بتعجب: -هو انا كنت متجوزه؟
-اها.

كان حاتم يقف مع مرام بالخارج أمام الغرفة و قال بعصبية: -تيام اي اللي انتي عايزه تسيبها عنده يا مرام
-اعمل اي يا حاتم، كان في حد عايز يموتها و منعرفش مين؟
صاح حاتم بصوت مرتفع تسيبها عند واحد منعرفش عنه غير أن اخلاقه زباله و بتاع افلام إباحية و متورط في حاجات كتيره تانية.

مرام بتعجب: -قصدك اي؟ و بعدين انت ليه عايز تبين أن تيام وحش اوي كدا، ما هو نفسه اللي دور عليها و لاقها و بعدين أهم حاجه عندي انها تبقى كويسه
-و ديمة هتقعد معاه بصفته اي؟
-هو قالها انه جوزها
حاتم باندهاش: -انتي عارفه انتي بتقولي اي؟ جوزها ازاي انتي كدا بتسلميها لي
تنهدت مرام و قالت: -حاتم احنا اللي يهمنا مصلحة ديمة و بس.

دلف حاتم، نظرت ديمة إليه و تسألت بداخلها من ذلك، التفت تيام و قام متجهاً إليه و قال: -بقولك أي؟ مش وقت أي حاجه لاني بجد على أخرى منك و اعرف ان دا تحذيري الأخير
لم يرد عليه حاتم و نظر إلى ديمة و قال: -حمد الله على سلامتك يا ديمة
رددت ديمة الله يسلمك
التفت تيام إليها و قال: -أستاذ حاتم مديرك في الشغل و جي عشان يطمن عليكي.

كاد حاتم أن ينفجر به إلا أنه خشي على ديمة التي لم تتحمل أي صدمة مفاجأة و ابتلع حديثه صامتاً.

ذهب تيام إلى المزرعة بعد أن انتهى من مشواره لرؤية ذلك الشخص الذي امسكوا به و قد أخبره حيدر بأنه يمتنع عن الحديث رغم ما تلقاه من ضرب مبرح
دلف إليه و جلس على المقعد أمامه فقد خفيت ملامحه بسبب الضربات و قال: -شايف اللي حصل فيك دا ميجيش حاجه في اللي هعمله فيك
-قولت معنديش اي حاجه اقولها.

قام من مكانه و قبض علي عنقه بعنف و قال بغضب: -و انا معنديش مشكلة اني اقتلك، و بكرر سؤالي تاني كنت عايز تقتل ديمة ليه؟
شعر الرجل بالاختناق، ابعد تيام يده عنه و قال: -هتنجز و لا؟
التزم الصمت مثلما يفعل كل مرة، صاح تيام بقوة: -ادخل
دخل شخص و اعطي له زجاج من الكحول، فتحها تيام و سكبها على جروح الشخص مما يجعله يصرخ متألما.

رمي تيام الزجاجة على الأرض و قال: -انا لحد دلوقتي معملتش، لاني مش هقتلك بس هخليك تطلب الموت و اظن انت شوفت كويس
-والله معرفش حاجه، في واحده طلبت مني اقتل الحالة اللي دخلت المستشفى و خدت فلوس على كدا
-مين؟ الواحدة دي؟
-دكتورة في المستشفي و هي اللي اديتني السم و خليتني حطيته في المحلول و بعدين نقلتها المشرحة.

ابتلع تيام ريقه فهو قد تركها في المستشفي و معها مرام و من الطبيعي أن يحدث لها شئ و قال: -اسم الدكتورة دي اي؟
-دكتورة...
صاح به تيام و قال بغضب: -انجز
-دكتورة نجلاء...
خرج تيام مسرعاً و حاول الاتصال بمرام التي لم تجب على هاتفها، خبط في حيدر و هو ذاهب
اوقفه قائلاً: -مالك؟
-الزفت اللي جوه قال إن دكتورة من المستشفى هي اللي طلبت منه و طبيعي لو دخلت دكتورة ليها محدش هيمنعها...

مرام باستغراب: -بس دكتور ماهر هو المشرف على حالة
ابتسمت الطبيبة و قالت: -اكيد، بس هو قالي اطمن على ديمة...
كانت ديمة مازالت نائمة بعد أن أخذت جرعة مهدئة، اقتربت الطبيبة منها، اوقفتها مرام قائلة: -بس هي نايمه
-عادي مش هتصحي متقلقيش خالص
شعرت مرام بعدم الاطمئنان و قالت: -لما تصحى و ياريت تخرجي...
التفتت الطبيبة إليها و قالت: -حاضر بس ابقى بلغي دكتور ماهر.

اتجهت الطبيبة لتذهب و بعد ذلك وقفت و التفتت إليها، تعجبت مرام و قبل أن تسألها قامت برش مخدر، و فقدت وعيها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة