قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والعشرون

شعرت نجلاء بفتح باب الغرفة و وقفت خلف الباب لكي لا يراها القادم.
اندهش ثائر عندما رأى مرام مستقليه على الأرض و اتجه إليها و حاول تفيقها خابطاً علي وجهها بلطف و أثناء دخوله كانت غادرت نجلاء الغرفة...
فاقت مرام تدريجيا و قالت: -ديمة
-ديمة كويسه اي اللي حصل
دلف تيام إلى الغرفة و قال بلهفة: -ديمة حصلها حاجه
أسند ثائر مرام ليساعدها في الوقوف و قال: -لا وصلنا في الوقت المناسب المهم لازم نوصل للدكتورة دي.

تيام باستياء: -اكيد مشيت، المهم انا هروح للدكتور و اطلب منه اني اخد ديمة من المستشفى.
مرام بتردد: -تيام انا حياتي علمتني اني مثقش في حد و دي اول مرة اعملها لاني معنديش حل
-متقلقيش يا مرام، المهم صحي ديمة و انت يا ثائر خليك معاهم
ذهب تيام إلى الطبيب و طلب منه ذلك
الطبيب باستغراب: -هي محتاجة وقت تاني في المستشفي
-كل حاجه هتتوفر في البيت، ممكن تشوفلي ممرضة كويسه تكون معها...

تنهد الطبيب و قال: -اللي يريحكم و انا هتصل بيك اول ما اتفق مع ممرضة
ذهب تيام و دلف إلى الغرفة و اتجه إلى ديمة التي كانت واقفة تسندها مرام و قال: -ديمة امضي على الورق دا عشان نمشي
تناولت ديمة الورق منه و مضت على الفور و قالت: -هو انا هروح فين دلوقتي؟
-هتيجي معايا يا حبيبتي
عقدت مرام حاجبيها في اندهاش و تحممت قائلة: -طب قادرة تمشي و لا؟

هزت ديمة رأسها و بدأت تسير ببطء شديد فمازال يوجد ألم في جميع أنحاء جسدها، امسك تيام يدها و قال: -طالما تعبانة خلاص
ديمة بتساؤل: -هعمل اي؟
حملها تيام بين ذراعيه برفق، حاوطت عنقه و تماسكت به جيداً
-بدأنا محن
سمعها ثائر و قال: -لازم البنت تقتنع
مرام بتهكم: -انا نفسي اقتنعت انه جوزها والله، بصراحة ممثل شاطر
-هتروحي معاهم و لا اروحك
-هو تيام هياخدها فين؟
-في شقته بعيدا عن الفيلا لأنه أهله هناك.

تنهدت مرام و قالت: -تمام وصلني و ابقى قولي العنوان عشان اروح اشوفها.

انزلها تيام على الاريكة و بعد ذلك اتجه ليغلق باب الشقة عندما استمعت إلى صوت الباب شعرت بالفزع الذي لم تجد له تفسير، جلس بجوارها و قال: -مالك؟
كانت ديمة تشعر بالعديد من التساؤلات التي تدور بعقلها و بالحيرة في نفس الوقت فهي لا تعلم إذا كان من حولها صادقون أم لا.
فاقت من شرودها على قبلته الرقيقة التي طبعها على خدها و قال: -ادخلي ارتاحي شوية
-هو احنا اتجوزنا امتى؟
-من قريب اوي.

ابتعدت ديمة عنه قليلا و قالت بتوتر: -طيب، هو فين الاوضه
أشار لها عليها و قال: -لو محتاجة حاجه قوليلي
قامت و كانت تسير ببطء شديد و تستند على الحائط المجاور لها، حتى دلفت إلى الغرفة و جلست على الفراش سريعاً فهي حقا مازالت متعبة، فردت جسدها و اوصدت عيناها
دلف تيام خلفها، قامت تجلس مفزوعة و قالت بتوتر: -في أي؟
-انتي خايفه من أي؟
-معرفش بس ابقي خبط على الباب الأول.

جلس تيام بجوارها و امسك يدها و قال: -حاضر، في ممرضة هتيجي من بكرا عشان تكون معاكي
ديمة بقلق: -لا انا مش عايزة حد
-طب ليه؟ انتي محتاجة رعايه
-انا بحس اني خايفه من الناس اللي حواليا، و بشوف حاجات غريبة كدا مش فاكره منها حاجه
-متخافيش طول ما انا جنبك.

اتعصبت نادية و القات بالهاتف على الطاولة
روانا بتساؤل: -مالك يا ماما؟
-و لا حاجه اخوكي بس بيجري ورا عيله منعرفش هي مين
-ديمة اكيد، انا حاسه ان تيام بيحبها
لوت نادية فمها و قالت بتهكم: -لا يا حبيبتي اخوكي مبحبش غير نفسه و بعدين دول قاعدين مع بعض في شقة واحدة
تنهدت روانا و قالت: -انا هقوم اشوف زين يا ماما.

خرجت ديمة من المرحاض بعد أن أخذت شعر دافئ و لفت المنشفة حول جسدها، جلست على طرف الفراش و أخذت تجفف شعرها بالمنشفة
طرق تيام الباب و بعد ذلك دخل و قال: -ديمة دا الدوا بتاعك
اومأت ديمة برأسها و رددت بتوتر: -تمام
اتجه إليها و وقف أمامها و قال: -بتاخدي دلوقتي...
قامت ديمة و قالت: -طيب هدخل ألبس
امسك يدها و رفعها لكي يقبلها، توترت ديمة و شعرت بحرارة وجنتها و قالت: -بعد اذنك.

اخذ المنشفة التي تركتها على الفراش و جفف بها شعرها الذي كان يتعلق به قطرات المياه، كانت ديمة تحدق به، عيناه الحادة و خصلاته الحريرية و لحيته التي زادت ملامحه رجولية و وسامة.
لاحظ تيام تحديقها، حتى أنها لم تنتبه بانه انتهى من تجفيف شعرها...
قبل شفاه بخفة و رقة، فاقت ديمة من شرودها و قالت: -انت عملت اي؟
-و لا حاجه يا حلوتي
ابتلعت ديمة ريقها و قالت: -طيب هدخل البس بقا
-طب ما تلبسي هنا.

ديمة بتوتر: -لا مينفعش
حاوط وجهها بين كفيه و قال: -طيب خلصي و اطلعي عشان تأكلي، في واحدة شاغله هنا عشان لو احتاجتي حاجه
أومأت برأسها و أخذت ثيابها و دلفت إلى المرحاض.

مرام بتساؤل: -تفتكر مين كان عايز يقتل ديمة؟
-والله معرفش غير أن ديمة قاعدة في بيت راجل غريب
زفرت مرام بحنق و قالت: -حاتم انا عارفه انك بتحب ديمة بس انا كل اللي عملته عشان مصلحتها
-مقتنعة يا مرام انهم في بيت واحد و الله اعلم هو هيعمل معاها اي
تنهدت مرام و قالت: -شوية و كل حاجه هترجع عايزة اعرف مين كان عايز يقتل ديمة لاني مبقتش مطمنه
-تمام يا مرام، بس ديمة لو أهلها عرفوا انها عايش مع راجل غريب.

-معرفش يا حاتم و بعدين محدش بيسأل غير كل فين و فين...

كان تيام يمسك بهاتفها الذي أخذه من مرام، كان هاتفها به الكثير من الصور لها و أخرى تجمعها مع مرام و بذلك علم بأنها صديقتها الوحيدة و لكن ما ادهشه هو عدم معرفتها عن الكثير بحياتها...
فتح الواتساب الخاص بها، دخل على الشات الخاص بمرام، فاخر مسدجات كان بينهم يوم الحادث
ضغط على الرسائل الصوتية الخاصة بديمة و بعد ذلك مرام
ديمة ببكاء انا مش عايزة اجي يا مرام.

-بطلي هبل يا ديمة و تعالى و بعدين كل دا عشان تيام
رددت ديمة بنبرتها الباكية كل اللي قهرني اني معملتش حاجه يا مرام، و طبعا مفيش دليل معايا عشان اثبت كلامي، لأني ديما بكون محتاجة اثبت كلامي بدليل
-طب يا ديمة، تعالى الأول و هنتكلم
-ماشي
-ديمة والله العظيم هو ميستاهلش و دا أفضل عشان يسيبك
-انا خايفه منه
-تعالى بس و اقعدي عندي اليومين دول...
ترك تيام الهاتف من يده و زفر بحنق، دلف إلى الغرفة لكي ليراها.

جلس بجوارها على الفراش و بعد ذلك تمدد بجوارها و احتضنها بقوة...

استيقظت ديمة و نظرت إليه، تخلصت من قبضته حولها، فاستيقظ هو قائلا: -رايحه فين؟
-صحيت
امسك بمعصمها و سحبها لي ليأخذها بين أحضانه و قال: -طيب
شعرت بالتوتر من احاطته لها و قالت: -انا عايزة اقوم
قبل شفتيها برقة، و همس اليها قومي و هنروح انهاردة للدكتور.

رد حاتم على هاتفه الو
-أستاذ حاتم
حاتم باستغراب: -ايوه مين معايا
-انا والد ديمة بقالي اسبوع بحاول اتصل بيها و مش بترد
حاتم بتلعثم: -ديمة؟ هو حضرتك في مصر
-انا قدام شقتها و البواب قالي انها مجتش بقالها كتير، حضرتك تعرف مكانها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة