رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني والأربعون
مرام ببكاء: -و ديمة؟
-التأخير مش في صالحها، توصل بس المستشفى و هتصرف
لحقوا بيهم إلى المستشفى و كانت ديمة انتقلت للطوارئ، رمقه مراد بغضب و قال: -انت عايز اي؟
تنهد تيام و قال: -تعال هقولك كلمتين كدا
وقف مراد أمامه و ترك مسافه بين كلا من معتز و مرام
مراد بغضب: -الشغل دا مش عليا
-عليك بص انت هتمشي دلوقتي، و تفكك من الحوار الأب اللي مش لايق عليك دا
مراد بسخرية: -و انا هعمل كدا ليه بقا هخاف منك.
-هعملك فضيحة في ثانية و هخلي تاريخك في الأرض و اظن انت عارف انا بتكلم عن أي؟
ابتلع مراد ريقه و قال بتبرجل: -مراد الفقي...
قطعه تيام بتهكم و قال: -مبيخافش بس انت عارف ان السوشيال ميديا ما بتصدق خبر يتنشر
-انت مالك بيها اصلا هي بنتي انا
-قولت اي يا مراد هتمشي بالذوق و لا إلهيك في الفضيحة بمنتهى قلة الذوق
اتجه مراد إلى معتز و قال: -يلا يا ابني...
معتز باستغراب: -لسه ديمة مخرجتش.
مراد بعصبية: -ملناش دعوة مش الهانم عايزها خلاص بقا خليها تشبع به
-انا مش همشي يا عمي مش هسيب مراتي...
نظر له تيام بامتعاض و قال: -مش هتبقى مراتك ياريت تطلقها
انفعل معتز فمن ذلك لكي يأمرهم هكذا و قال بعصبية: -لا بقولك اي انا مش هستني تقولي اعمل اي و معملش اي؟
-ونبي يا دكتور مراد فهم الأستاذ
مراد باستياء: -خلاص يا معتز، هي مش مرتاحة معاك طلقها يا ابني.
لم يفهم معتز كيف تغير حال مراد في ثانية و كأنه يمسك عليه ذلة و قال: -يا عمي...
تيام بضيق: -انا لحد دلوقتي ماسك نفسي، و الحالة اللي وصلت ليها دي هدفعكم تمنها قريب، صحيح يا دكتور ابقى اسأل على بنت اختك و شوف حصلها اي
معتز بضيق: -انت ازاي بتتكلم كدا و كأنها تخصك مثلا
-و لما انت راجل اوي كدا معرفتش تحافظ عليها ليه؟ بص معاك 24 ساعة و تكون طلقتها عشان هخليك تتطلقها بس بالعافية.
تنهد مراد و قال: -طلقها يا ابني، احنا هننزل من هنا على المأذون
تيام باقتضاب: -تمام...
مرام باستغراب: -انت عملت كدا ازاي؟
-معملتش حاجه
-شكلك وراك حوار يا تيام
-المهم ديمة دلوقتي
خرج الطبيب من غرفة العمليات و أبلغهم عن حالتها قائلا: -الحمد الله مكنش الارتفاع عالي، بس هي عندها كسور كتير نتيجة الوقعة و دا هيقصر شوية على ضهرها
تيام بقلق: -طب هي هتبقى كويسه
-احنا وقفنا النزيف اللي كان في المخ و حاليا النبض و الضغط مؤشرتهم طبيعة لحد ما، و بالنسبة الكسور فهي هتتعالج مع الوقت...
مرام بتساؤل: -طب هي هتفوق امتى؟
-بعد 24 ساعة بس دا لو مدخلتش في غيبوبة و دلوقتي هتتنقل العناية
تنهدت مرام باستياء و سالت الدموع على وجهها بحزن فهي تشعر بالشفقة على حال صديقتها الذي تدمر
-يلا عشان اروحك
-انا مش همشي و اسيبها، امشي انت لو فاقت هكلمك
-اكيد مش سايب شغلي و امريكا و جاي عشان امشي
-تيام هو انت بتعمل كدا ليه؟
تيام باستغراب: -بعمل اي؟
-معرفش بس خوفك و قلقك عليها مبالغ في لو مش ظاهر مع انك كنت بتتعمد تضايقها
صمت تيام و بعد برهة قال: -عادي، شايف انها اتظلمت مع أهلها و خلاص
-بس؟
-اها، و اسكتي بقا مبحبش الكلام الكتير
ابتسمت و قالت: -على فكرة ديمة بتحبك
-و انتي عرفتي ازاي؟
-صاحبتي و كنت بقضي معاها اغلب الوقت، فأكيد هعرف بس اللي مش فاهمها انت سيبتها ليه؟
-عشان مينفعش نكون مع بعض و انا و ديمة غير بعض في كل حاجه يا مرام
-زي اي؟
-زي انها اجمل واحدة شوفتها مش بس الشكل لا روحها حلوة، بريئة جدا و كأنها مكنتش عايشه وسط القرف دا كله، ساذجة اوي ممكن تصدق اي حاجه في لحظة اما بالنسبة ليا فأنا الوساخة بتجري في دمي، و غير كدا انا بكره صنفكم اوي، مبكرهش في حياتي قد الستات و بذات اللي بتعمل نفسها بريئة دي، كلكم شبه بعض
مرام باندهاش: -يا تيام دا انت معروف بعلاقاتك المتعددة
-ايوه كل يوم واحده بس كلهم للمتعة مش اكتر.
-و انت عايز ديمة للمتعة
-مكنتش اتجوزتها اصلا، بصي اقفلي الحوار دا؟
-هو انت سادي فعلا؟
عقد تيام حاجبه و قال: -يعني مش دايما، بصي الحوار بيكون لي متعة خاصة و بعدين ابويا كدا
-بس الحوار دا بيكون عنيف شوية و انا شايفه انه مينفعش
-اها بس العاهرات بيهمها الفلوس و خلاص و بعدين في برضو بيكون غاوي
ابتلعت مرام ريقها و صمتت و بعد ذلك قالت: -هو انت عملت فيلم اباحي؟
-اها، أتنين مش واحد و السينما كانوا تلت افلام و دلوقتي الرابع
-الأفلام الإباحية على المواقع صح؟
-اها بس لغيت نشرهم من فترة بسبب حوار التسريب و كدا
تنهدت مرام و قالت بسئم: -هو أنت وحش و لا كويس؟
-هتكدبي اللي سمعتي و شوفتي
-منكرش انك ساعدتنا كتير و متأكدة بأنك لو كنت فعلا عايز تأذي ديمة مكنتش عملت كل دا، هو ممكن تكون في حاجه حصلت في حياتك...
قطعها تيام و قال: -تشربي قهوة
-اها.
منار بصدمة: -نعم؟ هو هددك بايه يعني؟
مراد بضيق: -منار اقفلي الحوار دا بقا، خلاص هي حره خليها مع الزبالة اللي عايزها دا بس لما تعرف كل حاجه عنه، هتعرف اني كنت صح
منار باستفسار: -افهم بقا ازاي سيبت البت كدا و مشيت
-عادي، اعمل اي؟، انا هنزل اروح لبنت فاطمة تيجي معايا و صحيح معتز طلقها
منار باندهاش: -طلقها؟
-اها ما هو انا مش قد تيام المصري دول عيله و و انا يهمني شغلي
-و بنتك.
مراد باستياء: -ديمة كدا راحت خلاص، منها لله اللي كانت السبب في كل دا...
كانت منار لا تفهم منه شئ و لكنها لم تهتم بذلك حتى، فهي تريدها ان تختفي من حياة زوجها
ذهب مراد إلى منزل فاطمة، و فتحت له داليا التي كانت تبدو في حالة مرزيه و قال بذهول: -مالك يا بنتي؟
-اتفضل يا خالو
دلف مراد و هو يتسأل بداخله عما حدث لها و أين والدها و زوجها...
-فين ابوكي؟
كانت داليا تشعر بأنها بقيت بعالم بمفردها و قالت: -بابا هو اللي قتل ماما و اتسجن
اتسعت عيناه غير مستوعب ما تقول و أعاد جملتها بدهشة قتل أمك
-اها و سلم نفسه و سامر مات
-ازاي؟
-اتقتل بنتك خليت المجرم اللي اتجوزته يقتله و يخلي ناس يغتصبوني و اترميت في الشارع عريانة
ابتلع مراد ريقه و قال: -قصدك تيام المصري؟
-ايوه، هما قالوا اسمه، و هددوني بأني مفتحش بوقي و الا الفيديو هينزل على النت.
عجز مراد عن الحديث و قال: -طب انا همشي
و اخرج بعض الأموال وضعهم على الطاولة و اردف: -لو محتاجة فلوس أو أي حاجه قوليلي يا بنتي، و اوعي تقولي لحد حاجه اسمعي الكلام.
دخل تيام إليها غرفة العناية المركزة بعد مرور 24 ساعه و جلس على المقعد ليتأمل ملامحها التي اشتاق إليها، امسك بكفها و وضعه بين راحه يداه و قبله.
فتحت ديمة عيناها ببطء فكانت تشعر بثقل جفنيها، و قالت: -تيام...
دنا منها و قال: -انا جنبك يا حبيبتي
بدأت توضح الرؤية أمامها و شعرت به بجوارها بالفعل و قالت: -انت بتعمل اي هنا؟
-بلاش تتكلمي دلوقتي عشان متتعبيش.
أزالت ديمة جهاز التنفس بيدها و قالت بعصبية: -انا مش عايزة اشوفك اطلع برا...