قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث والأربعون

تنهد تيام و قال: -تمام حاضر هخرج بس اهدي عشان متتعبيش
أدارت ديمة وجهها الجهة الأخرى لكي لا تراه، دنا منها و قبل جنبها فأوصدت عيناها بتلقائية، فتلك المشاعر التي تحتاجها عند اقترابه منها تجعلها في حالة من عدم التوازن
خرج تيام من الغرفة بهدوء، سألته مرام قائلة: -أي فاقت؟
-اها و قالتلي اطلع برا
-طب هدخلها انا بقا.

اومأ تيام برأسه و اتجه ليجلس على المقعد و دفن وجه بين كفيه لثور عليه الأفكار و تتواتر على عقله بكثرة
دلفت مرام إليها و قالت: -ديمة؟
نظرت ديمة إليها و قالت: -هو بابا مش موجود؟
ابتلعت مرام ريقها فبالنهاية ديمة تبقى وحيدة و بالتأكيد لن يعوضها احد من قسوة و خذلان والديها و قالت: -مشي
لم تتفاجأ فهي تعلم بأنه لم يهتم لأمرها ما و لكنه كيف طاوع قلبه بأن يتركها حتى دون الاطمئنان عليها فهي تبقى ابنته الوحيدة.

رددت باستياء: -طيب، و معتز
-هو خلاص طلقك ناقص الورقة بس
-طيب
جلست مرام بجوارها و رتبت على يدها و قالت: -هتبقى كويسه و هترجعي احسن من الاول
لم ترى نفسها في حالة جيدة من قبل من الأساس فكيف ستعود للأفضل.
-هو تيام بيعمل اي؟
-ابوكي يا ديمة لما سابك في المستشفى مكنش حد يعرف نهائي و انا و تيام فضلنا ندور، لحد ما ثائر عرف مكان المصحة من معارفه و قالنا و هو جي عشان يطمن عليكي...

-طب انا مش عايزة اشوفه خلي يمشي...
-حاضر يا ديمة.

-بابي هو المفروض الفرح امتى؟
ابتسم رأفت على ابنته التي وضح استعجالها و قال: -لسه هحدد مع عمك حامد و بعدين لدرجة دي
سيا بابتسامة: -دا تيام المصري يعني كل الناس تعرفه، و هبقي مشهورة جدا
تنهد رأفت و قال: -يا بنتي دا جواز و بعدين عايزك تحافظي على بيتك
تدخلت مايا قائلة: -يا بابا هو مش كفاية انا و فريد عايز تخلي سيا كمان، و بعدين تيام دا مينفعش يبقى راجل محترم.

-الفكرة انه ابن حامد يعني كل حاجه هتبقى لي هو و آخوه و بعدين لو حامد حصله حاجه انا مش عايز يحصلكم حاجه، انتي عارفه فريد اخوكي و سيا موافقه...
تركهم حامد فهو كان لديه بعض الأعمال، و كانت مايا غير مقتنعة بسعادة شقيقتها و قالت: -يا بنتي دا زبالة اصلا انتي مغفلة
-انا معجبة به جدا يا مايا و ما صدقت بابا قال كدا و بعدين سيا رأفت لما بتعوز حاجه بتخدها.

مايا بسخرية: -سمعتي اللي كان بيتقال عليه طبعا مش كدا و انا اهو تيام دا هتبقى فتحة هباب على دماغك و بعدين هتبقى مراته ازاي و هو اصلا مقضيها يا بنتي دا يعرف ستات بعدد شعر راسه و غير حوار البت اللي اتجوزها زمان دي و انتحرت و قتلها مش عارفين، و كمان أفلامه كلها زفت فكري شوية لأنه معروف عنه أنه بجح يا بنتي دا كان على علاقة بتالين بنت عمه و مجوزهاش...
سيا بضيق: -و انتي عرفتي ازاي؟ و ليه مقولتش.

-ايام ما كنت انا و تالين صحاب قالتلي و مبحبتش افتح الحوار لأنها بقيت مرات اخوكي اللي عارف و متأكد أن مراته بتحب تيام لحد دلوقتي و ساكت، دي نزلت مصر عشان تقعد مع بيته بحجه انها مع أخواتها...
سيا بضيق: -هو احنا المفروض هننزل مصر امتى؟
-لما فريد يخلص الفيلا اللي هنقعد فيها...

بعد مرور ايام
كانت ديمة انتقلت الى غرفة أخرى و أخبرت مرام تيام بأنها لا تريد رؤيته نهائي و استجابت لذلك فكان يكتفى بالاطمئنان عليها اثناء نومها و يقضي الليل معها و كانت مرام تلزمها طوال اليوم
ديمة بسئم: -ضهري بيوجعني اوي بجد
تنهدت مرام و قالت: -معلش يا ديمة، الدكتور قال هتفضلي كدا فترة
-طب انا عايزة أروح
-للأسف مش هينفع لأنك لسه تعبانة و مينفعش تتحركي.

قطبت ما بين حاجبياها و قالت بامتعاض: -طيب، مرام انتي ممكن تبقى تروحي خلاص انا كويسه و لو احتاجت حاجه هبقي اطلب من الممرضة
-لا مش هينفع اسيبك طبعا، صحيح يا ديمة حاتم بيسأل عليكي
-معلش يا مرام، بلاش تقولي حاجه و اديني كويسه و اول ما اخرج هبقي اكلمه.

اندهش معتز عندما رآه يدلف من الباب و قال: -خير جاي تهددني مكان شغلي
-لا جاي أسألك عملت اي؟
-طلقتها خلاص، على فكرة مش خايف منك بس ديمة متستهلش اني اضحي عشانها
جلس تيام على المقعد و وضع قدم على أخرى و قال باستهزاء: -دا ليه بقا؟

-تخيل انك تتجوز واحدة في يوم دخلتكم تقولك بحب واحد تاني و تقفل الاوضه على نفسها و تخرج تاني يوم ماسكة اللاب في ايدها و بتتفرج على فيلم ليك، و تبقى رافضة اني المسها معرفش هي كانت بتقول كدا عشان تغيظني و لا؟! بس اللي اعرفه انها لما كانت أديت نفسها و ليا فرصه كان الوضع اختلف و على فكرة لما جاي تحاسبني، فالأفضل أنك تحاسب نفسك لأنها لو فعلا بتحبك فكل اللي حصلها بسببك انت، يمكن ابوها بس ضغط عليها بس انت كنت هتعرف تمنعه...

-و انت اي خالك تتجوزها أصلا
-عادي عروسة و عمتها اقترحتها عليا
قام تيام و قال باقتضاب: -طيب تمام...

-ديمة لازم تأكلي عشان العلاج
-مليش نفس يا مرام معلش سيبيني على راحتي و بعدين انا عايزة اخذ شاور
-هتعرفي؟ يا بنتي انتي مكسرة أحمدي ربنا إنك بتعرفي تقومي
-انا كويسه يا مرام
مرام بقلق: -طب اسأل الدكتور الأول استنى
-يا بنتي دول خمس دقائق و خلاص و انا اتحسنت من الاول كتير...
-طب اساعدك...
-لا انا تمام و لو احتاجت حاجه هقولك.

تنهدت مرام باستياء و ذهبت لتحضر غيار إليها و قالت: -حضرتلك الهدوم اهو، ادخلي و اول ما تخلصي قوليلي عشان اديهملك
حركت ديمة قدميها لكي تنزلهم على الأرض ببطء فمازال الألم يغمر جسدها بالكامل، و أسندت على الفراش لتقوم بصعوبة بالغة
اسندتها مرام و قالت: -يا ديمة انتي لسه تعبانة
-خمس دقائق مش هيحصل حاجه
مرام بحيرة: -دا انتي غريبة اوي.

اسندتها مرام إلى الحمام، دلفت ديمة و أغلقت الباب خلفها، كانت مرام تنظر بالخارج فهي تعلم بأنها لا تستطيع أن تقعل ذلك بمفردها رغم عنادها...
تفاجأت من تيام الذي طرق الباب و دخل و قالت بدهشة: -ديمة صاحية يا تيام
-ايوه ما انا عايزها صاحية، هي فين؟
-جوه في الحمام، لو شافتك هتتضايق
تيام بضيق: -استنى برا أو روحي البيت
مرام بتساؤل: -ليه؟
-عادي، عشان تجيبي حاجتك انتي قاعدة هنا بقالك كتير.

مرام بعدم ارتياح: -ما هي مش هينفع تشوفك كدا، طب خليني اقولها
بالداخل اقتربت ديمة من الباب و قالت بصوت مرتفع نسبيا: -مرام تعالي
-حاضر
اوقفها تيام و قال: -هي بتعمل أي جوه
-بتاخد شاور، هدخل اشوفها عايزة اي و اجي
-لا هشوفها انا
مرام بعدم استيعاب: -تيام ارجوك مينفعش، هتتجن لما تشوفك و هي لسه تعبانة
أمسك يدها و سحبها خلفه و أخرجها من الغرفة قائلا: -السواق تحت قوليله يوصلك و تعالى على هنا بعد كدا
-يا تيام...

-هستناكي يا مرمر
أغلق الباب في وجهها، خبطت كف على آخر و قالت بدهشة دي مش ديمة بس اللي مجنونة بقا
فتح تيام باب المرحاض بهدوء، شعرت ديمة بانفتاح الباب و قالت: -انتي بتعملي اي كل دا برا.
و استدارت ديمة لكي تراها و لكنها اصدمت عندما وجدته تيام...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة