قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثامن والعشرون

بهت وجهها و أخذت تحدق به باندهاش فهو يبدو أنه اخذ جميع الوقاحة التي وجدت في الدنيا...
-و انا مش هعمل حاجه من الاتنين
-لا متقلقيش الاقتراح التاني انا اللي هعمل مش انتي
زفرت ديمة بضيق و قالت: -تمام نام عشان اعملك الزفت
-حاضر
اتجهت ديمة إليه و جلست على طرف الاريكة و قالت: -يارب نخلص بقا
ازدارت ريقها و رفعت يداها ببطء و تردد
-ما تنجزي
رفعت حاجبها بغيظ و قالت: -معلش بقا اول مرة اشتغل كدا.

بسطت كفيها على ظهره، و مررت اناملها برقة و قالت بتذمر: -كفايه
-لا
كانت تزداد خفقات قلبها بشكل ملحوظ و ارتعشت يداها قليلاً و رفعت يداها و تأوهت بسبب الجروح التي لم تلتئم بعد
و رفعت يداها، التفت تيام إليها و قال بقلق: -مالك؟
-ايدي وجعتني
أمسك كفيها و قال بضيق: -ما هو محدش عاقل يعمل اللي انتي عملتي دا
-على أساس أن في حد عاقل ينزل واحدة من بيتها عشان يقولها اعمليلي مساج.

تنهد تيام و قام ليحضر مطهر و ضماد من إحدى الإدراج و اتجه إليها و جلس أمامها قائلاً: -هاتي ايدك
-لا و انا همشي بقا
سحب تيام معصمها رغماً عنها و أزال الضماد و رفع كفيها و نفخ على موضع الجرح برفق و بعد ذلك قام بتمرير قطع من القطن بها مطهر و قام بوضع مرهماً و بعد ذلك لف الضماد و قال: -ياريت متعمليش القرف دا تاني
سحبت ديمة يدها و قالت: -بصراحة انا جبت أخرى منك و مش عايزة اشوفك تاني.

-براحتي و بعدين دا مين المفروض اللي يجيب آخره
ديمة بعصبية: -انا و ياريت تقطع علاقتك بيا نهائي لاني مش عايزة اتعامل معاك تاني خالص
-ليه؟
-عشان انت واحد استغلالي و...
قطعها تيام و قال: -في أي؟ و بعدين لو بتتكلمي على أنك كنتي قاعده معايا فأنا لو كنت عايز استغلك فكانت سهلة جدا خصوصا انك كنتي مقتنعة بأننا متجوزين و أي مرة قربنا فيها من بعض كانت بمزاجك
ابتلعت ريقها و قالت: -ايوه بس انت كدبت عليا.

-ديمة انتي اللي مش مقتنعة ان في حد عايز يساعدك و حتى مرام صاحبتك شايفها ضدك
ترقرقت الدموع بعيناها و قالت: -بجد؟ انا مش شايفها ضدي بس مكنش ينفع تكدب عليا، انت متخيل اني بعد ما افوق ملقيش حد جنبي حتى حاتم مكنش موجود و اكيد انت معملتش كدا عشان طيب زيادة عن اللزوم
-تفتكري هبقي عايز منك انتي اي؟
-معرفش بس اللي اعرفه ان محدش بيعمل حاجه تطوعي كدا
تنهد تيام و قال: -و انتي عندك مشكلة التفكير الزيادة.

-انا عايزة اسيب الشغل
-و انا بقولك ان الشغل ليكي أفضل لأنه هو مجرد حجه
ديمة بدهشة: -قصدك اي يعني؟

مرام بصدمة: -انت ازاي دخلت هنا؟
قهقه عالياً و صفق بيداه و قال: -و انتي فاكره اي انك خلصتي مني لما دخلتني في قضية مخدرات
مرام بنفاذ صبر: -اطلع برا بدل اقسم بالله اطلب البوليس
سمير بسخرية: -طب بصي يا بت الغالية حقي مش هسيبه لو انتي فاكره انك تقدري تقفي قدامي هفكرك لما كنتي بتستخبي في اوضتك من الخوف مني و أنا خارج و ناويلك على السواد كله.

-انت راجل زبالة اصلا و متخافيش لو فاكر اني مرام اللي كانت بتخاف تبقى خسران
قام سمير و سار في اتجاهها، تراجعت مرام للخلف و تعالت انفاسها
ابتسم سمير ساخراً: -زي ما انتي بس اقولك انتي احلويتي اوي.

ابتلعت مرام ريقها و ذرفت الدموع من عيناها، لم تقدر أن تسيطر على نفسها فهي عانت من فقدان والدها الذي كانت تحبه بشدة فجاءتها والدتها بزواجها من ذلك النذل الذي كان يلمح اليها بنظراته الشهوانية القذرة التي لم ترحمها ابداً و بعد موت والدتها قام بأخذ حقها.
ذهبت مرام إلى والدتها فهي قد سئمت نظراته اليها و قالت: -ماما انا عايزة اقولك على حاجه
فاتن بابتسامة: -خير يا قلب ماما، أخبار الدروس اي؟

-جوزك بيبصلي بطريقة مش مظبوطة و امبارح حاول يلمسني بطريقة غلط
-انت اتجننتي يا بت و لا موت ابوكي لحس عقلك
مرام ببكاء: -والله انا مش بكدب
-فاتن بعصبية: -طب بصي يا مرام بطل جنان و ركزي في مذاكرتك لأنك لو مجبتيش مجموع هرميكي لأول عريس يدق الباب
قامت مرام و صرخت بها انتي واحدة أنانية و طماعة بابا كان عنده حق في كل حاجه انا بكرهك.

صفعتها فاتن بقوة و قالت بتحذير: -اوعي اسمع الموضوع دا تاني و بعدين يا اختي ابوك مسبش غير الشقة و المحلات اللي بتدخل ايجار كل شهر مسبش قصور يعني و الراجل شايل الشغل و انتي تيجي تقولي عليه كدا
مسحت مرام دموعها بأطرافها و دلفت إلى الغرفة، و أخذت تبكي بشده و هي تحتضن صورة والدها و تحدثها قائلة: -مكنش ينفع تسيبني و تمشي انا مش عارفه اعمل اي؟ ماما مش عايزة تصدقني مع اني مش بكدب والله.

رفعت مرام نظرها إليه و حدقت بعيناه و قالت: -تعرف اني نفسي اقتلك، لا السجن مكنش كفاية انت لازم تموت
-لا انا اللي هاخد حقي منك...
تنهدت مرام باستياء و تذكرت ما فعله معها عند موت والدتها
كانت جالسه على فراشها و تبكي لم تكن حزينة على فراق والدتها فهي لم تكن تحبها قط، فقد كرهتها كثيراً
دخل سمير عليها الغرفة حتى لم يدق الباب و قال: -البقاء لله
-اطلع برا.

-لا بصي بقا شغل العبط دا خلصنا منه خلاص، و أمك و ماتت و البيت و المحلات بقوا ملكي فانتي تسمعي الكلام بدل و رحمة امي ارميكي في الشارع
-مش مستغربة انك حتى مش زعلان على مراتك اللي لسه دفنها بس اقولك بصراحة مستاهلش الزعل لأنها دخلت راجل زبالة زيك مكان بابا
سحبها من خصلاتها بقوة كادت تقتلع بين قبضته و قال: -لا انا مش هيتقل قيمتي على ايد عيله زيك و بعدين ما خلاص أمك و ماتت و البيت فضي علينا.

مرام بصراخ: -أبعد ايدك عني يا حيوان
دفعها بقوة على الفراش و قال: -بصراحة انا مش هفرط فيكي صبرت كتير و اديني خلصت منها خليني فيكي انتي بقا
مرام بتوسل: -انا المفروض قد بنتك حرام عليك، اعمل حساب لمراتك الميتة...

أنقض عليها كذئباً جائع و قام بتمزيق بيجامتها و قام بتقبيلها بعنف شديد مع أحكامه عليها ليتأكد من عدم هروبها من بين يداه، كانت مرام تصرخ بقوة لعلها توقظ الإنسان الذي بداخله الا انه كان عديم الرحمة، قامت برفع ركبتها و ركلته بقوه أسفل خصره، ابتعد عنها متألما قامت مرام و أخذت شنطتها و فستانها الموضوع على المقعد و خرجت راكضه و قامت بأرتدي ملابسها في المصعد...

فاقت مرام و قالت: -شوفت اسود ايام على أيدك كنت فاكره أن سجنك راحه ليا
دفعته بقوه و قالت: -اخرج من هنا احسن ليك...
-ايدك بقيت طويلة بس نقصرها و ماله
اتجهت مرام ناحيه الباب و لكنه أوقفها و شعرت بشيء يضعه في ظهرها و عملت بأنه مسدس و قال: -امشي قدامي و الا هقتلك دلوقتي
سارت مرام أمامه كما طلب منها و قالت بتحذير: -اللي انت بتعمله دا غلط علي فكرة
-انجزي يا بت و لا انتي فكراني اهطل.

دلفوا إلى الغرفة و قال لها: -اقعدي، بصي بقا اول حاجه هكتبي ليا شيك على بياض و هكتب المبلغ اللي انا احدده و دا عشان مفضحكيش و اقول انك نمتي مع جوز امك الله يرحمها و دلوقتي فين دفتر الشيكات بتاعتك...
-في الدُرج
-طب قومي هاتي و أي حركه غدر هتلاقي الرصاصة في جسمك
قامت مرام و كان عقلها مشغول بكيف سوف تتخلص منه فهي لم تتقبل ان يقضي عليها بتلك الطريقة.

و أحضرت دفتر الشيكات و قالت: -خد المبلغ اللي انت عايزه بس سيبني
ضحك باستفزاز و قال: -مستحيل، يلا هاتي الشيك يا بت
مضيت مرام على الشيك بيد مرتعشة فهي خائبة الأمل الان لم تجد طريقة و اقتربت منه لتعطيه الشيك
تناوله منها و قال: -اقلعي هدومك كلها و نامي على السرير
ازدارت مرام ريقها فهي تفضل الموت بدلاً أن تفعل ذلك و قالت: -هتستفاد اي لما تغتصبني
-نفسي في جسمك يا بت فاتن.

ابتسمت مرام و قالت: -طب اقولك على حاجه يا سمير، انا كمان نفسي فيك اوي بس بخاف
ازدار لعابه و قال بتعجب: -بتخافي من أي؟
-منك و من الناس
-لا اوعي تكوني فاكره اني عبيط و هيضحك عليا بكلمتين
ابتسمت مرام بخبث و قامت بفتح أزرار بلوزتها بهدوء و هي تحدق بنظراته التي تفترسها و بدأت في الاقتراب منه بحذر و امسكت بيده و قالت: -انت مش هتقلع و لا اي؟
ترك سمير المسدس الذي بحوزته على الاريكة و قال: -اها طبعا.

نظرت مرام على السلاح بنصف عين و عادت عسليتها إليه لتسلب كيانه و وضعت يداها على صدره و أخذت تداعبه بأصابعها و قالت: -بسرعة
تراجع ليجلس على الاريكة و تابعته هي و قالت: -هو انت بتحبني بجد و لا؟
مررت يدها خلفها لتخذ السلاح و عندما أمسكته قامت و صوبته تجاه قائلة: -معاك ثواني يا تخرج من هنا يا اما تموت، انت راجل مغفل اصلا.

سمير بسخرية: -انتي بتشتغلني يا بت طب و رحمة امي ما هسيبك و على فكرة السلاح دا فاضي...

تقلبت ديمة في الفراش و عندما فتحت عيناها شهقت بصدمة فهي في غرفته، تجمعت الدموع لتعكر صفوة سمائها
و نظرت إلى جانبها وجدته نائما بجوارها، أخذت انفاسها بصعوبة و أخذت تشهق بخفوت
استيقظ تيام على صوتها و قال باستغراب: -في أي مالك؟
-انت عملت فيا اي و فين هدومي...
فرك تيام عيناه و قال ببرود: -اغتصبتك طبعا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة