رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والعشرون
فرك تيام عيناه و قال: -اغتصبتك طبعا
انهمرت دموعها بغزارة كسيول المطر و دفنت وجهها بين كفيها لتكتم شهقاتها و بعد ذلك قامت لتذهب من الغرفة
وضعت يدها على المقبض، لاحق بها و ادرها إليه و قال بضيق: -البسي هدومك و بعدين انزلي
حاولت ديمة الافلات من قبضته و قالت بانهيار: -ابعد عني
حملها تيام على كفته، فأخذت ترفس بقدميها و تخبط ظهره بيداها، انزلها على الفراش و قال: -انتي عبيطة، بتصدقي اي حاجه كدا و خلاص.
ديمة ببكاء: -انا عايزة امشي من هنا
ثبت يداها اعلي رأسها و قال: -كل اللي حصل ان بعد ما خلصنا شغل و انتي طلعتي تتمشى في الجنينة وقعتي في المياه و هدومك اتبلت
-بس كدا
-اها بس هغتصبك ليه مثلاً؟
رمشت بعيناها و قالت بتوتر و خجل: -انت قولت كدا و انا صدقتك
-ساذجة
-طب فين هدومي؟
-والله انتي مش عريانة و بعدين مكنش هينفع اسيب هدومك مبلولة عليكي
-يعني انت،؟
وضع يده على شفتيها و قال: -ديمة اقعدي ساكته و بعدين دي مش اول مرة تنامي جنبي في نفس السرير
أبعدت ديمة وجهها و قالت بتوتر: -طب ابعد عني لوسمحت
-تمام
ابتعد عنها و قام، و دلف إلى المرحاض، التقطت انفاسها بصعوبة و بسطت كفها على موضع قلبها
قامت ديمة و وقفت أمام المرآة لتنعكس صورتها بذلك القميص الحريري الذي ترتدي، زفرت بحنق و قالت بعصبية: -سافل و حيوان شكله فاكرني مراته بجد عشان قعد يمثل شهر. اوف بجد...
نظرت إلى ملابسها التي جفت و ارتديها بسرعة عاجلة و خرجت من الغرفة
و كانت تالين تخرج من غرفتها هي الأخرى و قالت بتهكم: -هو اي مبقاش في كسوف خالص كدا
نفخت ديمة بضيق و قالت: -ابقى قولي لنفسك الأول، على الأقل انا مش على ذمة راجل
ابتسمت تالين و قالت ببرود: -دي غيرة بقا
ديمة باستغراب: -هغير منك انتي ليه؟ و على مين اصلا؟
عقدت تالين ذراعيها و قالت: -اسألي نفسك و بعدين نصيحة مني ليكي تيام بيحب يسلي وقته و يغير كتير
ديمة بعصبية: -لا بصي مفيش حاجه من اللي في دماغك دي خالص، و انا مش زيك و بعدين مفيش حاجه بيني و بين Mr.
تيام غير الشغل و بس
نزلت ديمة إلى الأسفل و عندما رآها زين ركض إليها و قال: -ديمة جيتي امتى؟
ابتسمت ديمة و انحنت لتبقى أمامه و قالت: -من بليل
-طب مش هتيجي عشان نلعب مع بعض
-هنلعب مع بعض كتير اوي.
اقترب سيف منه و قال: -أي ما صدقت، طب ابقى شوف مين هيلعب معاك تاني
ابتسمت ديمة و قامت قائلة: -طب خلاص يا زين روح مع عمك
-لا انا و سيف لعبنا مع بعض انا عايز العب مع بنت حلوة زيك
ضحكت ديمة و انحنت مرة أخرى و قامت بقرص خدوده و قالت: -ماشي
تنحنح سيف و قال: -طب همشي انا بقا، عمتو و تيته هنا
زفر زين بضيق و قال: -انا مبحبش عمتو تالين خالص بكرها اوي
ابتسمت ديمة فبفعل ما تدعي تالين لا تطاق.
-دي كيوت بس انت اللي مش مقدر...
رددت ديمة على هاتفها و قالت: -زين انا همشي حالا
سيف بتساؤل: -في حاجه يا ديمة و لا اي؟
ديمة بارتباك: -لا مفيش بعد أذنك
خرجت ديمة راكضة إلى الخارج و اخذت تاكسي و أخبرته العنوان.
دلفت نادية إلى غرفته، و عندما خرج تيام و وجدها قال بغضب: -انتي ازاي تدخلي اوضتي كدا؟
تجمعت الدموع بعيناها و قالت: -انت ابني
تيام بسخرية: -بجد؟، اطلعي برا و ياريت تنجزي و تمشي من هنا لاني بجد مش مستحمل كل شوية أشوف وشك
نادية بحزن: -انت ليه بتعمل كدا و...
قطعها تيام و قال بحده: -بقولك اي كفاية جدال فارغ ملهوش معنى حتى و اتفضلي اخرجي من هنا و كفاية حوارات و انا لو ساكت فهو عشان روانا.
عندما وصلت فتحت إليها مرام التي شهقت عندما راتها و قالت بصدمة: -مرام؟!
اجهشت مرام بالبكاء و قالت: -انا اتدمرت يا ديمة كل حاجه عملتها راحت خلاص
ديمة بقلق فهي ترى دماء على ملابسها و لا تعلم مصدرها و قالت: -في أي طيب؟
دخلت ديمة و أغلقت الباب و ذهبت خلفها و توقفت قدميها عن السير عند عتبة الغرفة فهي رات قتيل ملقى على الأرض، شهقت بصدمة و كتم نفسها و قالت: -مين دا؟ انتي عملتي كدا ازاي؟
#فلاش باك.
سمير بسخرية: -انتي بتشتغلني يا بت طب و رحمة امي ما هسيبك و على فكرة السلاح دا فاضي...
-انت حيوان
اقترب منها بخطواته فزاد بكائها و تراجعت للخلف، بقى يقترب حتى اصدم ظهرها بالحائط و حاصرها هو و قال: -مفيش هروب
ضغطت مرام على زناد المسدس و تفاجأت بتلك الطلقة التي استقرت بقلبه و ضحكت بسخرية: -اكيد مكنتش هتهددني بسلاح فاضي يا غبي
سمير و هو يأخذ انفاسه بصعوبة مش هسيب،.
نزلت مرام على الأرض و قبضت على عنقه بيداها بعنف و قالت: -انت اي مبتفهمش، خلاص هتموت، لو عيشت هموتك مش هسيبك تعيش فاهم
و زادت ضغطة يداها عليه و قالت ببكاء: -كلكم لازم تموتوا.
أبعدت يداها عندما شعرت بأنه فارق الحياة و قالت بصدمة: -قتلتك؟!، بقيت مجرمة
كتمت شهقاتها بيدها و ارتعش جسدها بعنف فهي لا تصدق بأنه قتلته...
ديمة بدهشة: -طب المفروض نعمل اي؟
مرام بحيرة: -مش عارفه اعمل حاجه؟
رتبت ديمة عليها و قالت: -هنفكر
مرام باستياء: -مفيش تفكير انا بقيت مجرمة خلاص
كانت ديمة لا تسطيع رؤيته و قالت: -تعالى نطلع من هنا طيب
نظرت إليها مرام و قالت: -مفيش حل، أنتي جيتي ليه؟ امشي يلا
ديمة بتوتر: -مرام انتي كلمتني و...
قطعتها مرام بصراخ: -اطلعي برا، خلاص انا انتهيت
بكت ديمة و قالت برجاء: -مرام احنا هنبلغ البوليس و هنقول كل اللي حصل.
ضحكت مرام بطريقة هيسترية: -والله و هقول قولته عشان حاول يغتصبني تفتكري مين هيصدقني و انا معنديش دليل واحد
-طب اي الحل؟
قطع حديثهم صوت طرق الباب شعرت ديمة بارتجاف جسدها و انتفضت بفزع و قالت: -يا نهار اسود مين؟
جلست مرام على الأرض بجوار الجثة و قالت: -هقتلك لو جيت تاني، هقتلك لو جيت تاني...
كانت ديمة تنظر إلى حالة مرام بعدم استيعاب و تلك الطرقات لم تخف لا تعلم كيف تتصرف، هل مرام فقدت عقلها، و الشرطة جاءت، عقلها لا يستوعب بأنها تقف في غرفة بها قتيل من الأساس
ذهبت إلى الباب و وقفت خلفه و قالت بتوتر: -مين؟
لم يرد احد، أصابها الفزع فالطارق لم يظهر في العين السحرية، فتحت الباب بيد مرتعشة و اندهشت عندما رأت...