قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثالث

-عجبتني الحلقة جدا
توترت ديمة و ردت هدفنا إرضاء المشاهدين
ابتسم تيام بخبث و قال: -بس هو انتي ليه واخدة الموضوع جد اوي كدا يا يكون حصل معاكي حاجه مشابهة مثلا اغتصبوكي و انتي صغيرة
فقدت ديمة السيطرة على أعصابها و ارتبكت قليلا و نظرت إلى حاتم الذي بدا يعطيها إشارات بأن الحلقة على مشارف الانتهاء و لكن ما خطر بعقلها بأنه علم بما حدث لها و لكن كيف، شعرت بارتجاف جسدها.

و عندما لاحظ حاتم ذلك أمرهم بقطع المكالمة و الخروج إلى فاصل و ذهب إليها قائلاً: -ديمة هنرجع تاني و قولي ان الحلقة خلصت تمام
نظرت له ديمة بتوتر و قالت: -حاتم...
-مش هينفع البرنامج يقطع فجأة كدا تمام
هزت ديمة رأسها و استجمعت نفسها و فعلت ما طلبه منها و بعد أن انتهيت
- انا همشي مش هقدر اكمل الحلقة معلش
حاتم باستفسار: -ديمة انتي كويسه، متقلقيش كل حاجه تمام
-انا تمام بس حاسه اني تعبانة شوية.

-تمام يا ديمة مش مهم استنى بس شوية عشان اوصلك
هزت ديمة رأسها ناهية و قالت: -لا شكرا، انا هروح على طول
خرجت ديمة، و اتجهت إلى الجراج لكي تذهب، دلفت إلى سيارتها، أسندت مقدمة رأسها على المقود و هبطت الدموع من عيناها محدثة نفسها غبية، انا معرفش ليه اتوترت كدا. اكيد معرفش حاجه، مستحيل.

لم تغادر ديمة منزلها ذلك اليوم و كانت تفكر فيما حدث منذ البارحة و حديث تيام معها لم تنكر بأنها شعرت بالقلق و لكن ضلت في بث الطمأنينة إلى نفسها لكي تتجاوز ما حدث
ردت على هاتفها الذي ازعجها رنينه أحمد؟
- من امبارح و انا بحاول اكلمك يا ديمة، انتي كويسه
-اها تمام شكرا
-تمام طب هتعملي اي في الموضوع اللي اتفقنا عليه؟
تنهدت ديمة و تذكرت ذلك و قالت: -اكيد لسه عند اتفاقي بس انت عملت اي مع الشرطة؟

-ظابط صاحب اخويا فهمته الموضوع كدا و قالي لازم دليل على كلامكم
زفرت ديمة بحنق و قالت: -يا احمد ما البنت حكيت لينا كل حاجه و طبعا حاتم هو اللي منع الحلقة
-الموضوع كبير يا ديمة و حاتم خايف عليكي، الموضوع دلوقتي البت دي اختفت و مش عارف أوصلها بفكر اروح و اشوفها هناك
-تمام و انا هاجي معاك، امبارح قبل الحلقة حاولت اكلمها كتير و مردتيش
-تمام، البسي و انا هستناكي هناك...

قامت ديمة و ارتديت ملابسها و خرجت من غرفتها، كان عمتها و زوجها يجلسان في الخارج
اتجهت ناحية الباب غير مهتمة بيهم و لكن اوقفتها فاطمة انتي رايحه فين؟
نفخت ديمة بضيق و ردت بامتعاض عندي شغل
منير بتعجب: -بالفستان دا عندك شغل؟
التفت ديمة و قالت بحدة: -والله دي حاجه متخصكش و من فضلكم خليكم في حالكم.

خرجت صافعه باب الشقة و ذهبت بمقابلة أحمد، وصلت و اتصلت به لترى إذا كان وصل أم لا انت فين؟، جوه، تمام ماشي داخله
دلفت ديمة إلى الداخل و ذهبت إلى البار و وجدته شوفتها
-لا لازم ندور بنفسنا هي اكيد هنا، المهم مينفعش حد يعرف اننا صحافة...
-تمام لو حصل حاجه كلم الشرطة و انا هحاول اوصل لحاجة.

ذهبت ديمة في اتجاه و احمد في آخر، اصدمت أثناء سيرها بفتاة و نظرت إليها لتندهش من ملابسها الفاضحة التي تبدو و كأنها ملابسها داخلية
-انتي مين؟
ارتبكت ديمة و قالت بتوتر ملحوظ: -انا...
-شكلك جديدة هنا. ، انتي اللي صفوت قالي عليكي
حاولت ديمة أن تُجريها في ذلك الحوار و قالت: -ايوه انا و دي اول مرة ليا هنا
نظرت إليها الفتاة لتتفحصها و قالت: -لا تنفعي، و حظك حلو انهاردة تعالى ورايا.

سارت ديمة خلفها، مراقبة طريقها بحذر تبحث عن تلك التي قصيت لها ما يحدث في ذلك المكان...
توفقوا عند غرفة و طرقت الفتاة بابها، و عندما انفتح
طلبت الفتاة منها الدخول، بل دفعتها فديمة كانت تتصرف ببطء و لكن عندما وقعت عيناها عليه توسعت مقلتيها مندهشة، فركت عيناها لتتأكد بأنه تراه مرة أخرى فهو يقف أمامها بطوله الفارغ، يرمقها باندهاش
نظر تيام إلى الفتاة و قال: -تمام اخرجي انتي.

ذهبت الفتاة مسرعة، و أغلقت الباب و ذلك آثار شعور الفزع لديها فهي أتيت إليه بقدميها
اقترب تيام منها و قال: -مكنتش أعرف انك كمان عاهرة
رفعت ديمة نظرها إليه و قالت: -لا انا مش زيك و وجودنا هنا تختلف أهدافه
ابتسم باستهزاء و قال بتهكم: -ليه جايه تاخدي كورس!؟
عقدت ديمة ذراعيها أمام صدرها و قالت بضيق: -لا جايه في شغل و انا مش مضطرة اشرحلك.

اتجهت ناحية الباب لكي تخرج و لكن تفاجأت به خلفها ليحاصرها و أغلقه على الفور قائلاً: -بيقولوا ان دخول الحمام مش زي خروجه يا قطة
توترت ديمة من اقترابه منها و شعرت بأنفاسها تزداد و كأنها كانت تركض لامتار و اوصدت عيناها لتطرد زفيرا قوي قائلة بثبات: -ابعد
عقد حاجبيه مندهشاً و تراجع خطوة للخلف فهي بالغت بارتباكها، و انتبه إلى ذلك الفستان القصير الذي ترتدي و كان يبرز تفاصيلها الانثوية بدقة و قال: -حلو
-أي؟

-الفستان
ابتلعت ديمة ريقها و قالت بخوف: -لو سمحت خليني اطلع
تيام بتساؤل و استغراب: -انتي كويسه؟
-انا عايزة اخرج من هنا...
اقترب تيام منها مرة أخرى و قال بتعجب: -مالك؟ و بعدين انتي فاكره اني هسيبك تمشي بسهولة بصراحة كدا ناوي اتسلي عليكي شوية بقالي 24 ساعة بفكر هعمل فيكي اي؟
رفعت نظرها إليه لترى بعيناه الشماتة و قالت: -هخرج و بعدين انت زعلان من الحلقة يعني؟!

ابتسم بسخرية و ذهب ليجلس على الاريكة الجلدية و أخذ الكأس الذي كان على الطاولة أمامه و قال: -ديمة انتي حته إعلامية مبتدئة يعني في ثانية اقدر امحيكي من الوسط خالص، و طبعا لو مفكرة انك عشان بنت مراد الفقي و ناهد الألفي يبقى هخاف مثلا
ديمة بدهشة: -انت عرفت ازاي؟
-مش دا المهم دلوقتي المهم انك دلوقتي تحت ايدي، يعني تخيلي ممكن اعمل فيكي اي؟

ابتلعت ديمة ريقها لتشعر بسواد الدنيا بعيناها فقد أخفقت جميع حلولها الان، و بدأ يسيطر عليها خوفها كالعادة ولم تستطيع السيطرة على سرعة انفاسها الغير منتظمة.
نظر إليها تيام متفحصها بنظراته الجريئة من بداية خصلاتها الحريرية إلى نهاية ساقيها المكشوفة ففستانها ينتهي عند الركبة، توجست من تلك النظرات و قالت: -انا عايزة أمشي.

قام تيام و اتجه إليها و قال ببرود: -قولتلك اني مش هسيبك في حالك و هدفعك كل كلمه قولتها
-يعني هتستغل الموقف؟!
-ما انتي عملتي كدا عشان تشهري البرنامج بتاعك
-و انا قولت حاجه غلط ما انت فعلا كدا
عقد حاجبيه بدهشة و قال: -تمام، هخرجك من هنا بس أعرفي اني هتعبك اوي الفترة الجاية و بعدين هو انتي جايه هنا ليه؟

-المكان دا في تجارة بالبشر بس في مجال الدعارة، بياخدوا البنات و طبعا في اللي أهلهم باعوهم و في اللي اصلا كانوا موجودين في الشارع
-و انتي عرفتي الكلام دا منين؟
-رسالة جاتلي على الصفحة من بنت و بعدين اتقابلنا و حكيت كل حاجه و لما قررت انها تطلع معايا على الهوا اختفيت
-عنيدة و متهورة
نظرت له ديمة محدقة به و قالت: -يعني عشان عايزة ادور على الحقيقة ابقى كدا.

-لا عشان لو حد من اللي هنا عرف بوجودك مش هتخرجي، بس ممكن نفضل هنا انهاردة و...
قطعته ديمة بحدة: -مستحيل ابقى معاك في أوضه واحدة
تيام بسخرية: -ليه؟ هاكلك مثلا و لا خايفه الشيطان يكون تلتنا
ديمة باندهاش: -لا من الناحية دي اطمن على الآخر انا مستحيل ابصلك اصلا و لو على الشيطان فأنت موجود اهو، الفكرة كلها اني منفعش أكون مع راجل في مكان زي دا و خصوصا اننا اعداء.
تنهد تيام و قال: -تمام كلامك مقنع.

قطع حديثهم طرق الباب، شعرت ديمة بالخوف فهي تتوقع منه بان يسلمها لهم، و قالت بتوتر و خوف: -اكيد عرفوا، ممكن يكونوا عملوا حاجه في أحمد
فتح تيام الباب ليظهر امامه صفوت مدير الملهي و معه تلك الفتاة و قال: -آسفين على الازعاج بس البت اللي جوه دي مذيعة و هتعملنا فضايح
-يعني؟
صفوت بتبرجل: -هاخدها و خلال ثواني هيكون...
قطعه تيام باقتضاب للأسف اتاخرت.
صفوت بتعجب: -ازاي؟ مش فاهم.

كانت ديمة تقف خلفه، و هي تشعر بالخوف من أن يحدث لها مكروه التفت تيام إليها ليلتقي بعيناها اللامعة و كأنها تطلب منه بان لا يخذلها و يتركها لهم مد يده إليه ليمسك بكفها برفق و قال: -ماشين
صفوت بضيق: -اسف بس البت دي مش هتطلع من هنا؟
-و انا قولت هتطلع
صفوت بتردد: -يا باشا بس كدا مينفعش و انت عارف قواعدنا
-معلش خد اجازة انهاردة.

أخذها تيام ليخرجوا من الغرفة، و ساروا في ذلك الممر و كان مازال يمسك بيدها و اخيراً غادروا المكان و وصلوا إلى الجراج الخاص به، توقفت ديمة عندما لاحظت بأنهم بالفعل خرجوا و تركت يده و قالت بخفوت: -شكرا
-اركبي عشان اوصلك
نظرت له ديمة و قالت: -لا انا هروح معايا عربتي
قطعهم صوت السائق الخاص به قائلا: -تيام باشا اقول لحراسة تتحرك
-اها و عربية الآنسة خلي حد يجيبها
ديمة بضيق: -لا شكرا.

فتح تيام باب السيارة و دفعها بداخلها قائلا: -بطلي زن بقا و هاتي المفتاح
اعطي تيام المفتاح له و بعد ذلك ركب بجوارها، و انطلق السائق بالسيارة و بقيت ديمة صامته طول الطريق حتى أنها نسيت ان تحدث أحمد و لكن عندما تفقدت هاتفها وجدته قد فصل شحنه، و استنتجت بأنه بالتأكيد هرب.
توقف السائق أمام العمارة التي تسكن بها و ترجلت من السيارة بهدوء، لتصعد إلى منزلها...

ذهبت ديمة إلى مرام في صباح يومها التالي، فهي قد أرهقت بسبب ما حدث في الليلة الماضية
طرقت الباب و بالطبع انتظرت طويلا فمرام مازالت نائمة، فتحت إليها و هي تتثاءب بنعاس قائلة: -ديمة؟ ادخلي.
-كل دا نوم يا مرام احنا داخلين على الضهر
-اجازتي و بعدين انتي كنتي فين امبارح يا بت، رنيت عليكي تليفونك مقفول.

تنهدت ديمة و قالت: -فكرة حوار البت اللي قولتلك عليها روحت انا الكباريه دا امبارح و لاقيت تيام هناك و هو اللي خرجني
مرام باستغراب: -تيام مين؟
-تيام المصري الممثل يا مرام
وضعت يدها على فمها بدهشة و قالت: -بتهزري
قطع رنين هاتفها، فردت ديمة قائلة: -حاتم؟
حاتم بعصبية: -أنتي فين؟ و إي اللي موجود على النت دا
ديمة بتعجب: -أي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة