رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل التاسع والثلاثون
-حتى لو فهو مش هيفرق كتير وجودي معاها مش هيفيد بالعكس هكمل باقي الناس اللي اصدمت فيهم، انا مش مناسب ليها
-مش فاهمة حاجة؟ ازاي مش مناسب
قالتها بحيرة فهو لا يفسر حديثه إليها
-يعني ديمة مش عايزة و انتي عارفه أننا اتجوزنا لظروف و اهي خلصت
-تمام
-هاتي التسجيلات و ابعدي عن الطريق دا لأنه دخوله سهل بس الخروج منه مبيحصلش
مرام بقلق: -بس انا خايفه و...
قطعها تيام قائلا: -محدش هيجي جنبك...
منار بسئم: -هي الحلوة مش عايزة ترد علينا ليه؟
-يمكن نايمه
طرق مراد الباب بقوة و كانت نفس النتيجة، لا يوجد رد و كانت منار تتصل بيها و يسمعوا صوت الرنين
تنهد مراد بضيق و قال: -هنزل اشوف البواب يشوف حد يفتحلنا الباب دا
و عندما فتحوا الباب، دلف مراد إلى الداخل و كانت ديمة نائمة على الفراش
-ديمة، انتي مش سامعة و لا؟..
كانت ديمة صامته و كأنها لم تسمع حديثه و لم تتحرك حتى...
مراد بنرفزة: -يا بنتي ردي عليا...
دخلت منار و قالت بدهشة: -في أي؟
-مش عارف ساكته و مش بترد
منار بسخرية: -بنتك دي عليها شوية استعباط
وضع يده على جبنها ليجد حرارتها منخفضة و قال: -تعبانة باين
اتصل مراد بالإسعاف و بعد ذلك ذهبوا إلى المستشفى، و انتظروا في الخارج
خرج الطبيب و قال: -هي عندها صدمة نفسية و يفضل انها تفضل في المستشفى لفترة و انا هحولها على دكتور نفساني ممتاز.
بعد أن انصرف الطبيب، تحدثت منار بضيق: -صدمة اي دي اللي خليتها اتخرست كدا، بقولك اي يا مراد مش على آخر الزمن هيقولوا علي بنتك مجنونة.
-ما انا مش هخليها تقعد في مستشفى طبعا، صحيح هو معتز فين؟
-قولتله يجي بكرا بقا، ما انت شايف...
-طيب، احنا هنروح و انا من بكرا هتكلم مع الدكتور و هاخدها على البيت...
مرام بدهشة: -مستشفى اي طيب؟
رد عليها البواب الأمل كان مكتوب كدا على عربية الإسعاف
-شكرا
ركبت مرام التاكسي مرة أخرى و ذهبت إلى المستشفى و سألت عنها، وبعد ذلك صعدت إلى غرفتها فتحت مرام الباب و دخلت، ادمعت عيناها و قالت: -ديمة؟
كانت ديمة جالسه على الفراش و تنظر أمامها، حتى أنها لم تشعر بدخول مرام
اقتربت مرام منها و جلست على الفراش و قالت: -ديمة؟ تعالى نمشي من هنا...
لم ترد ديمة عليها و التزمت الصمت كما هي، أمسكت كفها و قالت: -اَنتي ساكته ليه؟، اكيد مش هتقعدي مع ابوكي
سحبت ديمة يدها و قالت: -مش عايزة اتكلم مع حد و لا عايزة اشوفك تاني
تنهدت مرام و قالت بحزن: -ديمة انا لما وافقت عشانك فكنت خايفه عليكي
-كلكم زي بعض، انا مش عايزة اشوف حد، كفاية كدب بقا
-طب...
صرخت ديمة بها مش عايزة اسمع حاجه منك، اطلعي برا
-حاضر همشي...
قامت مرام و ذهبت و هي تشعر باليأس و الحزن من اجلها و خرجت من الغرفة...
اتصلت مرام به و قالت: -مرضيتش تكلمني معرفش اعمل اي؟
-هي كويسه طيب؟
مرام بحزن: -لا مش كويسه، و فعلا مش عارفه اعمل اي؟ دا غير ابوها اللي رجع دا...
-هينفع اشوفها؟
مرام بحيرة: -والله معرفش بس فعلا حالتها صعبه انا هستناك في المستشفى
انتظرته مرام في الطرقة إلى ان وصل إليها، طرق الباب بخفه و دخل.
جلس على طرف الفراش بجوارها و دان منها ليقبل جبهتها و قال: -تعرفي اني مش عارف اعملك حاجه، غير اني ابعدك عني
رفع كفها ليقبله و اردف: -اسف على كل حاجه عملتها معاكي...
جلس تيام على المقعد و قال بهدوء: -منور يا منير كنت بتقول اي بقا عشان نتكلم على راحتنا
إزدار ريقه و قال بخوف: -انت هتعمل فيا اي؟ انا هوديك في داهية
ابتسم ساخراً و قال: -اللي عايز اعرفه ازاي مستحمل نفسك و انت كنت عايز تعتدي علي طفلة
-كبرت قدام عيني و طمعت فيها، كنت عارف ان و لا اب و لا أم هيسالوا عنها
-و ليه حاولت تجننها؟
-خوفت تتكلم و عشان كدا استغلت الفرصة و بدأت اقنع فاطمة انها مجنونة و كنت عايزها تخضع بأي طريقة بس الوضع زاد سوء
قام تيام و خلع سترته و بعد ذلك شمر عن ساعديه و ذهب خلفه، كان منير مقيد على المقعد و لا يستطيع الدوران
رجع تيام مرة أخرى بعد دقائق معدودة و قال: -نبدأ بالكهرباء
-اللي انت بتعمله دا مش صح؟
-حظك جي كدا و برضو انا عارف ان محدش يسأل عليك مراتك و ماتت و بنتك بتدور على جوزها اللي مات.
منير باندهاش: -و انت عرفت منين انه مات؟
-ما انا اللي قتلته، اصله قرر ياذي ديمة و دي اكتر حاجه بتضايقني
ولج الخوف إلى قلبه حتى شعر بارتعاش مفاصله، اشعل تيام الجهاز و وضع الأسلاك عليه، ليصرخ بقوة من شدة الألم
-شوفت بقا انك و قاعد تصوت، و انا بحب جدا اني أعذب اللي قدامي
منير برجاء: -ارجوك كفاية كدا، ارحمني
صاح به بصوت عالي هز أرجاء الغرفة و انت مرحمتهاش ليه؟
ارتعب منير و قال: -هعمل اي حاجه انت تتطلبها...
-تعرف انا مش هموتك بس هخليك تتعذب و تجرب احساس الخوف و الذل، كل دقيقة مرت عليها وحشه هتمر عليك سنين.
صمت تيام قليلا لكي يسيطر على أعصابه التي بدأت بالخروج و قال: -مراتك ماتت ازاي؟
منير بتبرجل: -ماتت و خلاص
-مكنتش مريضة و فجأة كدا تموت مش غريبة، ما تنطق على فكرة السجن هيبقى ارحم مني لاني بجد اسوأ واحد ممكن تشوفه في حياتك...
-مكنتش قاصد اقتلها بس هي عرفت كل حاجه، اليوم دا دخلت البيت و سمعتها و هي بتقول لديمة انها عرفت
منير باستغراب: -عرفتي اي؟
فاطمة بعصبية: -انت مش هتبطل قرف، بت قد بنتك عينك زاغت عليها يا حيوان و الله العظيم لأوديك في داهية انت و الو اللي زي امها دي، اطلع برا
اقترب منير منها و وضع يده على فمها ليكتم صوتها العالي و قال: -اسكتي هتفصحيني، اعقلي يا فاطمة و بطلي جنان و بعدين غلطة و هنصلحها.
كانت فاطمة تحاول المعافرة و التخلص من قبضته عليها، و لكنها اختنقت
-فاطمة، فاطمة...
تيام بتساؤل: -قتلها اهو، طب هتعترف بكدا و هتتسجن مؤبد و طبعا انا هوصي عليك جامد جوه
-ليه؟
-زي ما اترميت في مستشفى و اتعذبت و اتعديت عليها هيحصل معاك و هتبقى مسجون و قليل الحيلة، و يمكن تلجأ للانتحار.
جحظت عيناه بصدمة و قال بتوسل: -ارجوك بلاش عشان داليا.
-ما هو انا مش عايز اجيب داليا، أصلها لو جات هنا هتبقى و لا بلاش تحب تجرب، أصلها معانا...
فتح الفيديو و قال: -بقاله دقيقتين متصور، هي لحد دلوقتي موجودة و محدش لمسها بس بعد كدا هيحصل حاجات تانية
ابتلع منير ريقه و قال: -سيبها الأول و انا...
قطعه تيام و قال: -محدش بيشرط عليا، و متنساش بأنها كانت سبب في اللي حصل ليها أقلها انها سكتت على اللي عرفته عنك.
منير بتوسل: -انا هروح اسلم نفسي بس ارجوك بلاش بنتي خليها تروح سليمة
صاح تيام قائلا: -وصل ابن الكلب دا على القسم و انت عارف الباقي، ميدقش ساعه راحة هناك
-تمام يا باشا اعتبره حصل...
استنشق تيام الهواء بارتياح و طرد زفيراً قوي من رئته و بعد ذلك اتصل قائلا ً: -البت اللي عندك دي اغتصبوها و بعدين تترمي في الشارع بملاية...
بعد مرور ثلث شهور...
-أدى العدة خلصت و خلاص كتب كتابك انهاردة
ديمة بسخرية: -انت ازاي كدا؟
مراد بغضب: -كدا ازاي يا بت مش كفايه روحتي تتجوز واحد من ورانا، دا انتي تحمدي ربنا إنك لاقيت واحد وافق يتجوزك اصلا، جهزي نفسك و شغل الجنان دا تنسى خالص و حاولي تبقى انسانه محترمة
-و هكون محترمة لمين إذا كان انت ابويا.
صفعها مراد بقوة جعلتها تسقط على الأرض و قال بتحذير: -انجزي بدل ما اقتلك و اخلص منك، صحيح بنت ناهد الألفي هتكون اي؟
انهارت ديمة باكية و اخدت تنحيب بشدة، فمن أحببته تركها و ذهب، حتى لم يحاول الوصول إليها
قبل ثلث شهور، كانت ديمة ذهبت مع والدها إلى منزله بالأجبار، و ذهبت مرام إليها لكي تعطيها ورقة طلاقها.
-عارفه انك مش عايزة تشوفني بس انا جيت عشان أشرح لابوكي اللي حصل، دي قسيمة الطلاق و دا عقد الشقة و مفتاحها تيام كتبها باسمك قبل ما يمشي
ضحكت ديمة فهي كانت مصدومة أحقا يرى أن ثمن كسرة قلبها شقة باسمها لهذه الدرجة كانت رخيصة في عينه و قالت بسخرية: -بجد؟
ارتجفت نبرة صوتها و سالت الدموع على وجنتها و قالت: -هو لدرجة دي انا كنت رخيصة في نظره
-ديمة.
قطعتها ديمة ببكاء: -كفاية كدا، بس اذا كان أبويا شايفني كدا و اكتر...
فاقت ديمة و اصبحت تبكي بشدة، مر عليها الوقت حتى جاء موعد كتب الكتاب، و بعد أن انتهيت المراسم، ذهبت معه إلى شقتهم...
معتز بابتسامة: -منورة بيتك يا عروسة
وضعت ديمة يداها على أذنيها و قالت بصراخ: -مش عايزة اسمع صوتك
معتز بضيق: -طب مش هتدخلي تغيري عشان...
قطعته ديمة بحدة: -انسى اي حاجه، أنت اللي قررت تتجوزني فاستحمل.
بدأ ينفعل و لكنه قرر أن يلتزم الهدوء قدر المستطاع و قال: -بصي شغل الجنان و الهبل دا مش هيدخل عليا، و بعدين احنا اتجوزنا...
-و انت اصلا مش راجل قولتلك بحب واحد غيرك و انت مبتفهمش و لا عندك احساس، و بالنسبة اننا اتجوزنا بقا هخلي عمتك تحل الموضوع لأنك مش هتلمسني غير لو كنت ميتة...
معتز بغضب: -لا واضح انك مجنونه فعلا و انا هوريكي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي...