قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

رواية تحت جنح الظلام الجزء الأول للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأربعون

صفعها بقوة و جذبها من شعرها بعنف و قال: -لا انا مش هسكت على كلامك دا و بعدين ما انتي اتجوزتي قبل كدا
تخلصت ديمة من قبضته و قالت بصوت عالي: -و من قبل الجواز كنت معاه
جز على أسنانه بعنف و شعر بأنه سوف يجن من حديثها و صفعها مرة أخرى و قال بغضب: -والله لاخليها أسوأ ليلة في حياتك...
فركت يداها بتوتر و جلست على الأرض لتضم ركبتيها و قالت ببكاء: -انا عايزة امشي من هنا، خليني امشي لوسمحت.

زفر معتز بحنق و تركها و ذهب ليدخل الغرفة و اخرج هاتفه ليحدث منار قائلا: -دي مجنونة بجد و لا اي؟
-معلش يا عين عمتك حاول تاخدها على قد عقلها اصلي مش عارفه اخلص من البت دي
-مش عايزاني المسها
منار بتهكم: -و انت هتسكت، دي كانت متجوزه تيام المصري و اظن انك عارف أفلامه بس بتكون عامله ازاي؟ هيكون بيعمل اي مع مراته
معتز بتردد: -خايف يحصلها حاجه.

-خليها تاخد الدوا بس لانها بتتهبل خالص، و حاول تتكلم معاها براحة و بعد كدا هتلين معاك
-تمام...
قفل معتز معها و هو يفكر بحديثها و لكن كان بداخله شعور بالقلق من حالتها تلك و خرج إلى ديمة التي كانت على حالها و قال: -طب ادخلي جوه و غيري هدومك...
قامت ديمة فجأة و تراجعت للخلف و قالت: -ابعد عني، مش عايزة حد يقرب مني
معتز باستغراب: -ديمة...
صرخت ديمة قائلة: -ابعد عني.

ركضت لتدخل الغرفة و قفلت الباب عليها من الداخل لاحق بها و حاول يفتحه و قال بصدمة: -ديمة...
تمددت ديمة على الفراش و تكورت على نفسها و أخذت تبكي في صمت و بعد ذلك ذهبت في النوم...

قام تيام من جوارها و ارتدى ملابسه، استيقظت عندما شعرت به و قالت بلغتها الإنجليزية: -لماذا استيقظت مبكراً
تيام باقتضاب: -المال علي الطاولة نصفهم ثمن الليلة و الثمن الأخرى لكي تعالجي جسدك، و لا أريد رؤيتك مرة أخرى
قامت الفتاة حتى أنها لم تضع شئ على جسدها العاري و قالت: -لم أرضيك الليلة الماضية؟
-لم أجد من ترضيني
-من ديمة؟
نظر تيام إليها نظرة اسكتتها و قال بنرفزة: -من قال ذلك الاسم؟
-انت.

خرج تيام من الغرفة و نزل إلى الأسفل و وجد ثائر ينتظره و قال: -جيت امتى؟
-من شوية، هتمضي العقد امتى؟
-انهاردة
-ديمة اتجوزت امبارح و...
قطعه تيام بعصبية: -ثائر، اقفل الموضوع دا انا عايز اركز في الشغل و بس...

طرق معتز الباب و قال: -أحنا داخلين على الضهر مش معقول نايمه كل دا...
خرجت ديمة إليه و نظرت له باقتضاب و بعد ذلك ذهبت لتجلس على الاريكة و فتحت اللاب توب الخاص بها
معتز بانفعال: -انتي مراتي على فكرة...
اقترب منها و وجدها تشاهد فيلم اجنبي لتيام، قال بغضب: -انتي مش بس مجنونة انتي محدش رباكي، اقفلي القرف دا
أغلق اللاب و قال بعصبية: -فوقي بقا.

-انت اللي وافقت تتجوزني، على فكرة عمتك كل اللي يهمها الفلوس انت لا، و انا مجرد واحدة مجنونة عاشت في مستشفى المجانين، تخيل انك كدكتور اتجوزت واحدة زيي، و بالنسبة لتيام فأنا مش بحبه انا بعشقه، هو الراجل الوحيد اللي دخل حياتي و مستحيل حد تاني يبقى مكانه، و أنت لو عندك كرامة طلقني...

القى معتز اللاب علي الارض بقوة و قال: -انسى مفيش حد اسمه تيام في حياتك و انا هعلمك الأدب، حاولت اديكي فرصة و انتي رفضتيها
سبحها من معصمها بقوة ليجرها خلفه ذهاباً إلى الغرفة و ألقاها على الفراش و قال: -لما تعرفي حقوق جوزك الأول أبقي اتكلمي...
قامت لتذهب الا انه سحبها من شعرها بعنف و قال بنرفزة: -انتي ليه بتعملي كدا؟
ديمة بصراخ مختلط بدموعها: -مش عايزاك.

دفعها بقوة لتسقط الأرض و اصدمت رأسها بطرف السرير و فقدت وعيها
معتز بقلق عندما وجد الدماء تسيل علي وجهها ديمة،.

مرام بحزن: -مش قادرة يا حاتم و لا حتى عارفه اشتغل ديمة كدا ضاعت
تنهد حاتم و قال باستياء: -انا بجد مش عارف ابوها بيعمل فيها كدا ليه؟
-معرفش انا بقالي تلت شهور و شوية مش بشوفها و لا بكلمها كل اللي اعرفه انها اتجوزت واحد ابوها جابه
-بجد انا مش عارف اعمل حاجه هاين عليا اروح اقتل ابوها دا و اخلص منه...

-للأسف الحالة مستقرة بس مش هترجع لوعيها
معتز بتعجب: -يعني اي؟
-دخلت في غيبوبة
-يعني هتفضل كدا؟
-الله اعلم بس أجهزة الجسم كلها شاغلة بشكل طبيعي و بصراحة انا لسه عندي كلامي مدام ديمة لازم تحجز في مصحة نفسية...
-تمام هبلغ دكتور مراد، هو على وصول
انتظر معتز قدومهم و عندما وصلوا قال: -الدكتور بيقول لازم تفضل في المستشفى
مراد بضيق: -و لما الناس تعرف ان بنت مراد الفقي في مصحة.

منار بتفكير: -طالما دا في مصلحتها خلاص يا مراد، و انت اتصرف و متخليش حد يعرف، روح اتكلم مع الدكتور عشان نوديها
عندما ذهب تحدث معتز بغضب: -يعني اتجوزها عشان تدخل مستشفى
-البت مش هتنفع يا معتز و لو ماتت و لا انتحرت هيبقي الحمل عليك، لكن في المستشفي احنا ملناش دعوة
-بس...
-من غير بس، ديمة كدا خلاص راحت و ناقص قضاء ربنا بقا اكيد لو فاقت هتنتحر
رجع مراد إليهم و قال: -معلش يا ابني بس اديك شايف الظروف.

-المهم هي يا عمي
مراد باستياء: -خلاص هنقلها المصحة بس مش عايز الخبر دا حد يعرف به...

بعد مرور شهر
شردت و كانت تفكر في حالها الان حتى أنها لم ترد على اتصالاتها و مؤخراً كان هاتفها مغلق
يأست مرام و قررت الاتصال بمراد لكي تسأل عنها
-دكتور مراد انا مرام، بتصل بديمة مش بترد
رد مراد بإيجاز: -مشغولة مع جوزها، اصلهم سافروا من اسبوعين
مرام باستغراب: -سافروا؟! هما فين طيب؟ مفيش رقم ليها مع حضرتك
-أول ما تكلمنا هحاول اخليها تكلمك، سلام.

قفلت مرام معه و شعرت بالقلق، فديمة لم توافق على الجواز من الأساس كيف اقتنعت بذلك و سافرت معه
اتصلت مرام بتيام فقد فشلت محاولتها في الوصول إليها و قالت: -تيام، من شهر ديمة اتجوزت معتز دا و بعدها اختفيت نهائي و تليفونها اتقفل و اتصلت بأبوها قال إنها سافرت مع جوزها
شعر تيام بالضيق عندما ذكرت تلك الكلمة و قال بغضب: -طب مش يمكن صح
-لا واحده مش طايقه واحد هتسافر معاه بقولك من تاني يوم اختفيت.

تيام بحيرة: -حصلها حاجه؟ طب مفيش اي حد ديمة بتكلمه
-ديمة اخر فترة مكنتش بتكلم حد و لما سألت دكتورة عائشة قالت إنها دخلت في نوبة اكتئاب كالعادة و خليتني اديها علبه دوا بس انا قلقانه عليها و مش عارفه اتصرف.
-طب هتاكد من حوار هما سافروا و لا و هرد عليكي...

طرق ثائر الباب و قال: -تيام، ابوك تحت
تيام بضيق: -طيب، نازل بس عايزك تشوف حد في المطار يعرف ديمة سافرت و لا؟
ثائر باستغراب: -تيام انت سيبتها و خلعت و اديك عايش حياتك اهو عايز اي منها
-ساعتين و تكون عرفت
نزل تيام إلى والده الذي كان ينتظره على مضض و قال باقتضاب: -خير، حامد باشا بيعمل اي هنا؟
-اقعد...
جلس تيام و زفر بحنق و قال: -ايوه في أي؟
-حيدر قال إنه معرفش يوصل ديمة نهائي.

-اها، هو مينفعش تطلع من الحوار أنا شايف انها صحفية ملهاش لأزمة
-لا هتفيد كتير و بعدين أنت مالك؟
-مليش
-تالين مع جوزها في مشاكل
تيام بضيق: -و انا مالي؟
-حيدر اتجوز مايا و طلقها و تالين عامله مشاكل مع فريد و بصراحة أنا عايزك تتجوز سيا
-اتجوز سيا؟
-كدا علاقتي مع رأفت بتتدمر و هو اللي اقترح انك تتجوز بنته
تيام بسخرية: -فاكر حيدر طلق مايا ليه؟

-فاكر و انت مش هتغلط زي اخوك و بعدين سيا حلوة و لا انت في حد في حياتك
-اللي يريحك بس هي لو تقدر تستحملني تمام
رفع حامد حاجباه و قال: -دايما بتاكد أن معرفتش أربي حد فيكم بس انا مش هسمح بأي عك.

-خلصتي؟
تنهدت الممرضة و ردت على صديقتها: -اها كنت بغير المحلول بصراحة البت دي صعبانه عليا اوي
ميرفت باستغراب: -اشمعنا دي يا اختي
-صغيرة و حلوة، و بعدين سمعت مرات ابوها بتوصي عليها جامد اوي و انتي عارفه الدنيا ماشية ازاي
ميرفت بحزن: -ربنا يتولاها بقا و بلاش تتكلمي كتير يا منة عشان مش ناقصين هم و بعدين هي بقالها شهر نايمة
-يمكن أفضل ليها النوم...

انتهوا من عملهم و استمروا على ذلك حتى مرت الايام فديمة لم تعود لوعيها منذ أن غابت عنه
و كالعادة كانت منة تضع إليها المحلول شعرت بها تحرك يدها، فقالت: -مدام ديمة؟
فتحت ديمة عيناها و نظرت حولها لتعلم بأنها في مستشفى و قالت: -انا هنا من امتى؟
-بقالك شهر و نص، انتي حاسه بايه؟
-معرفش.

منار بعصبية: -يعني اي فاقت مش انت قولت مستحيل تفوق
الدكتور بتبرجل: -ايوه بس مكنش ينفع ازود في الجرعات دي بنت دكتور مراد
-تمام، أعمل أي حاجه بقا، ادوها دوا يجننها أو جلسات اتصرف...
-تمام يا هانم.

ذهبت منار لزيارتها و عندما دخلت الغرفة وجدتها مستقليه على الفراش فاقتربت منها و قالت بتهكم: -والله خسارة في الجنان دا، حاولت اموتك بس البطل بتاعك انقذك اعمل اي بقا، الحادثة و خرجتي منها سليمة و في المستشفى ادوكي سم عشان تموتي و فضلتي عايشه
تنهدت عندما لم تجد منها إجابة و أخرجت زجاجة صغيرة من حقيبتها و قالت: -دا سم عشان تقدري تنتحري و بدون مجهود.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة